|
|
الإعلام الإلكتروني الأمازيغي مدخل إلى دراسة نظرية وتحليلية (04/ 08 ) بقلم: سعيد بلغربي ـ المواقع الأمازيغية المتخصصة: وهي عديدة ومتشعبة، تهدف إلى نشر مواد إعلامية متخصصة في مجالات مختلفة، وكما تسعى إلى التواصل مع زوارها باللغة الأمازيغية إلى جانب لغات تفاعلية أخرى، ومن أكثر هذه المواقع الرقمية نجد مواقع الموسيقى والترفيه، والتي توفر خزانات ومكتبات إلكترونية ضخمة من الصوتيات والمرئيات الموسيقية الأمازيغية، مع توفير إمكانيات عديدة للاستماع والتخزين، وغالبا ما تعمل هذه المواقع بنشر وعرض مواد فنية وموسيقية... بأشكال غير قانونية، بحيث نجد أن أغلبها تشكل فضاءات تنتهك فيها القوانين المحلية والدولية المتخصصة في مجالات حماية الحريات المتعلقة بالملكية الفردية، مما يجعلها مجالا خصبا لممارسة القرصنة، وهي آفة تنخر العالم الافتراضي ككل. إضافة إلى ذلك، فالمواقع الترفيهية تتميز بنشر ثقافة السخرية التي تعتمد على استخدام وسائل الصورة والصوت ودبلجة مشاهد سمعية بصرية باللغة الأمازيغية من طرف هواة الكوميديا وفن السخرية، وهي مواقع تستقطب العديد من الزوار، نظرا للطابع الفرجوي والكوميدي الذي توفره بشكل يتجدد كل حين. ومن بين المواقع الأمازيغية المتخصصة أيضا نجد المواقع الرياضية وهي تهتم بنقل النشاط الرياضي المحلي والجهوي والوطني والعالمي، وهي أحيانا مواقع تولي اهتماما خاصا للأندية والفرق المحلية المهمشة من طرف وسائل الإعلام التقليدية، وهناك مواقع خاصة تعرف بالأندية الرياضية المختلفة وبأنشطتها، ولقد اكتسبت بعض من هذه المواقع شهرة وطنية وأمست مصدرا إخباريا أساسيا للعديد من المؤسسات الإعلامية العاملة على أرض الواقع. ومن بين هذه المواقع نجد موقع الفرق والأندية الرياضية كموقع فريق شبيبة القبائل(1) بالجزائر، إضافة إلى مواقع رياضية إخبارية كموقع الريف الرياضي (2) وموقع سوس الرياضي(3) بالمغرب. كما تضم الشبكة الرقمية العديد من المواقع المختصة الأخرى ولو بشكل قليل بالمقارنة مع العدد الهائل من المواقع الأخرى، كمواقع مختصة بتقنيات البرمجة والمعلومات... وذلك بتوفير مجموعة من البرامج الإلكترونية وتقديم شروحات مجانية بوسائل وتقنيات مبسطة يتم شرحها بالأمازيغية(4)، بالإضافة إلى مواقع مختصة أخرى كمواقع الأطفال(5)، ومواقع المرأة (6)، وغيرها. ـ المواقع التجارية الأمازيغية: لا يزال الاستعمال اليومي للوسائل الإعلامية الإلكترونية والخدمات المقدمة من طرف شبكة الإنترنيت محصورا في الغالب على الترفيه كالألعاب الإلكترونية ومشاهدة الفيديو والاستماع إلى الموسيقى واستعمال خدمات الاتصال عبر البريد الإلكتروني أو منتديات التواصل الآني (تشات)...، وتتعدد مجالات الإبحار في الشبكة حسب الإمكانيات اللغوية التي يتوفر عليها الزائر، حيث إن أغلبية الزوار الأمازيغ يقبلون على تصفح المواقع الأمازيغية والعربية والفرنسية، لهذا فمدى استفادة الزائر من خدمات الإنترنيت مرتبط بمدى معرفته وتمكنه من اللغات الإعلامية السائدة وخصوصا الإنجليزية والتي تجعله قادرا على إغناء معارفه في مجالات المعلوماتية والمستجدات الإخبارية والتقنية في الشبكة، هذه الأخيرة التي أصبحت يوما بعد يوم تتحول إلى أسواق بدون حدود، مما أدى إلى بروز التجارة الإلكترونية، والتي ساهمت في الترويج للمنتوجات المحلية والوطنية عبر العالم، كما تساهم في التعريف بالمؤهلات الاقتصادية للدول التي تعتمد على هذه الخدمة من أجل تدعيم نشاطها التجاري والاقتصادي عبر تشجيع المقاولين والحرفيين على استخدام التقنيات الحديثة في مجال الإنتاج والتسويق من أجل عولمة هذه المقاولات، ومن الطبيعي استعمال الإنترنيت كوسيلة تولدت عن هذه الظاهرة التي أصبح العالم في ظلها قرية صغيرة، إلا أن الإعلام الأمازيغي الإلكتروني عبر تقنياته الحديثة في مجال التواصل لم يستطع التوغل داخل المجتمع والمقاولة الأمازيغية، نتيجة لعدم تطور النظم الإنتاجية الأمازيغية وعدم مواكبة الاقتصاد المحلي للتطورات العالمية، بالإضافة إلى عدم الثقة التي تربط بين المستهلكين والمنتجين في ما يسمى بالتجارة الإلكترونية، نظرا لعدم وجود إطار قانوني ينظم هذه المعاملات التجارية، مما يجعلها تحتاج إلى استثمار مادي حقيقي من أجل تحديث العقلية المسيرة للمقاولة عبر توظيف الإنترنيت في مسلسل التطور المادي والاقتصادي، لتصبح عاملا لتحقيق التنمية البشرية والوصول إلى "مجتمع المعرفة". وخلاصة القول إن التجارة الإلكترونية لا تزال بعيدة عن التحقيق داخل النظم التسويقية الأمازيغية التقليدية. لهذا يبقى استخدام الإعلام الإلكتروني محصورا على الجوانب الإخبارية والتواصلية والترفيهية، دون التحول إلى عالم الاقتصاد والتجارة الرقمية، على الرغم من وجود بعض المحاولات الأولية وخصوصا في ما يتعلق بمواقع وكالات الأسفار والترويج لبعض المنتوجات التقليدية(7) والشركات المتوسطة والصغيرة والتجارة في السلع والمنتوجات المستعملة. ـ مواقع المنتديات الأمازيغية: وهي عبارة عن فضاءات رقمية تتكون من أقسام مختلفة، تسمح للمتصفحين بالدخول مباشرة أو عبر التسجيل المجاني المسبق باختيار أسماء ورموز سرية تكون بمثابة اشتراك تمنح للفرد درجات من العضوية ومجموعة من الامتيازات تسمح بإضافة المواضيع وطرحها للنقاش والتعليق عليها بطرق مباشرة وآلية، والتحكم في إدارة محتوى قواعد مجموعة من البيانات التي تقدمها هذه المنتديات (forum) . وتضم الإنترنيت العديد من مواقع المنتديات الأمازيغية وهي في الغالب مواقع متشابهة من حيث الأقسام والمواضيع المنشورة، مما يجعلها فضاءات تتقاسم تقريبا نفس الأهداف، ومن بين المنتديات التي تتخذ الأمازيغية لغتها التواصلية نجد منتدى إيمزران الأمازيغي(8)، إلى جانب المئات من المنتديات الأمازيغية الأخرى والتي يصعب عدها وحصرها. ـ المدونات والصفحات الشخصية: وهي مواقع شهدت تطورا وانتشارا واسعا في عالم الإنترنيت، إذ أصبحت تعرف إقبالا جماهيريا واسعا، و"المدونة" هي التعريب الأكثر قبولا لكلمة blog الإنجليزية التي هي نحت من كلمتي Web log بمعنى سجل الشبكة. والمدونة تطبيق من تطبيقات الانترنت، يعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى، وهو في أبسط صوره عبارة عن صفحة وب تظهر عليها تدوينات ) مدخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، تصاحبها آلية لأرشفة المدخلات القديمة (9). الاهتمام المتزايد بالتدوين كأسلوب جيد وجديد جعل الأمازيغ يدركون بوعي مدى أهمية نقل الحدث الأمازيغي وفي وقت حدوثه إلى الشبكة العنكبوتية، ليصبح في متناول متصفحي ومستخدمي الشبكة، ويشهد على ذلك حيز إبداء الآراء ومناقشتها الذي يخصصه التصنيف التقني لأية مدونة على مدى الاهتمام الذي يليه القراء والمهتمون لمناقشة العديد من القضايا المختلفة التي تخص الأمازيغ والأمازيغية (10). وتمخض عن كثرة المدونات الأمازيغية ميلاد اتحاد المدونين الأمازيغ(11) في رأس السنة الأمازيغية 2957 الموافق ل 13/01/2007، وتضم مدونة الاتحاد مجموعة من المدونات الأمازيغية والتي تعمل في مجال التعريف بالقضية الأمازيغية، عبر نشر مجموعة من الآراء والإبداعية ونشر للبيانات والتقارير الرقمية المختلفة. وتعطي المدونات الأمازيغية في الإنترنيت نفسا جديدا للخبر الأمازيغي ونقله عبر نطاق واسع وشامل ليتمكن أكبر عدد من متصفحي الإنترنيت من أجل الإطلاع والتفاعل معه. وتضم الشبكة العديد من المدونات الأمازيغية المختلفة المضامين والأهداف، وهي عبارة عن مدونات إخبارية ومدونات الصور والفيديو ومدونات شخصية يحررها مهتمون بقضايا الإبداع والثقافة الأمازيغية. ـ الأمازيغية في المواقع التفاعلية، غرف البالتولك نموذجا: أصبحت الإنترنيت تقدم خدمات شبه مجانية في عالم الاتصال والتواصل بين الأفراد والجماعات بشكل ثنائي أو جماعي في جميع بقاع العالم، من خلال المواقع التفاعلية والمحادثات المباشرة، ونجد من بينها، الخدمات التواصلية التي تقدمها بعض المواقع المشهورة كياهو والسكايب والماسينجير... ولكن أشهرها وأكثرها إثارة للجدل موقع البالتولك(12)، المطروحة على شبكة الإنترنيت من طرف شركة ألمانية سنة 1998، ويتم عبره تطوير الخدمات المقدمة مع ظهور تقنيات جديدة، فأصبح في فترة وجيزة عبارة عن عالم صغير افتراضي يستطيع من خلاله المتصفح إنشاء غرف للدردشة والتواصل وخلق مناخات للتعبير الحر، وفتح أماكن للحوار بلغات متعددة بين فردين أو مجموعة من المتدخلين تجمعهم أهداف وانشغالات متقاربة أو متباينة. الأمازيغ من كل بقاع العالم، وإن بنسبة قليلة من المغرب، نظرا لعدم مجانيته، حاضرون بقوة في الغرف البالتوكية "الروم"، وهي حجرات افتراضية تحمل أسماء أمازيغية تبين للزائر عبر نافذة رقمية أهداف كل غرفة على حدة، وتعمل على مناقشة مواضيع مرتبطة بالقضية الأمازيغية في علاقتها بالمجتمع، وتستخدم هذه الحجرات في الغالب خطابا أمازيغيا يتميز بالجرأة والتحرر، نظرا للطبيعة الافتراضية التي تشتغل عليها هذه الغرف والمفتوحة على جميع الآراء والأفكار والأشخاص. وهي محادثات تحمل خطابا أمازيغيا راديكاليا لا حضور له تقريبا بشكل علني في الجانب الواقعي للإنسان الأمازيغي، حيث يبني المتدخلون نظرياتهم أحيانا على رفض المسلمات الاجتماعية والضرب فيها وانتقادها، وهي غالبا مواضيع ترتبط باللغة والدين والعنصرية والجنس والسلطة وغيرها من الطابوهات الاجتماعية والسياسية الأخرى. ويهدف مسيرو هذه الغرف الرقمية إلى تحرير العقلية الأمازيغية من الخطاب السائد المهمين على الإنسان الأمازيغي في شمال إفريقيا وبلدان المهجر، وتتميز بعض الغرف بمناقشة قضايا فكرية، دينية، إبداعية وثقافية... بين زوارها الافتراضيين، وذلك بحضور فعاليات لها إلمام بهذه القضايا... مما يساعد على خلق جو مشحون من المناقشات المتضاربة والمتشابكة، تنتهي بمجموعة من الاصطدامات الفكرية والإديولوجية، وفي النهاية يبقى البالتولك مصدرا مفتوحا لنشر الشائعات مما يجعله في الغالب مصدرا إعلاميا غير موثوق فيه، ويفتقد إلى المصداقية. وتعد اللغة الأمازيغية من بين اللغات التواصلية داخل هذه الغرف الرقمية، مما يساعد مجموعة من المهاجرين الأمازيغ على المشاركة في مناظرات فكرية تستمر أحيانا لعدة ساعات متواصلة، وخلق تيارات فكرية واتجاهات إديولوجية مختلفة تسعى إلى فرض آرائها وأفكارها. (يتبع) سعيد بلغربي / إسبانيا (Amazigh31@hotmail.com)ـ المراجع والإحالات : 1)ـ www.jskabylie.org 2)ـ http://www.rifsports.com/ 3)ـ http://www.souss-sport.com 4)ـ http://moslimamazighi.wordpress.com 5)ـwww.amazyan.com 6)ـhttp://www.fadma.be http://www.timazighin.nl/7)ـ http://www.robekabyle.com/ 8)ـ http://www.imezran.org/forum 9)ـ موسوعة وكيبيديا 10)ـ سعيد بلغربي، مقال "الأمازيغ يدركون بوعي مدى أهمية نقل الحدث الأمازيغي وفي وقت حدوثه إلى الإنترنيت" جريدة أكراو أمازيغ العدد81 بتاريخ 01/06/2007.11)ـ موقع إتحاد المدونين الأمازيغ: http://tadukli.maktoobblog.com 12)ـ www.paltalk.com
|
|