|
|
1200 سنة... ويستمر الكذب المخزني بقلم: محمد زروال (تونفيت)
أقدمت السلطات المغربية، في سابقة من نوعها في مختلف بقاع العالم على عمل شنيع ستتبرأ منه الأجيال القادمة مثلما تبرأ منه المناضلون الأمازيغيون في مختلف مناطق المغرب من خلال بياناتهم واحتجاجاتهم أهمها تلك التي عرفتها مدينة مراكش. هذا العمل يتمثل في جعل وصول إدريس الفار والهارب من فتن شبه الجزيرة العربية تاريخ بداية الدولة المغربية ضاربة عرض الحائط الماضي المجيد لهذه الأرض الكريمة الذي يعود إلى آلاف السنين ولا زالت الاكتشافات الأثرية تكشف عن المزيد من هذه الأمجاد. إن المدينة التي استقر فيها إدريس، وليلي أو موليلي، مع قبيلة أوربة هي في الأصل مدينة أمازيغية يدل على ذلك اسمها ثم الآثار التي اكتشفت فيها كطريقة البناء التي أكدت الأبحاث أنها مورية. أضف إلى ذلك الأواني الفخارية والنقوش الصخرية. لكن للأسف الشديد فإن نتائج هذه الأبحاث تبقى حبيسة رفوف المكتبات الخاصة كما أن معظمها كتب بالفرنسية أو الإنجليزية مما يحول دون تعميم فحواها على فئة واسعة من القراء والمهتمين. وقد سنحت لنا الفرصة ونحن طلبة بالسنة الأولى من السلك 2 شعبة التاريخ أن نزور هذه المدينة التي تعتبر نموذجا لعشرات المواقع الأثرية الغنية بالمعطيات التاريخية. لقد توقفنا في الزيارة عند معطيات تدحض ما تروج له جمعية الكتاني. كما وقفنا عند عنصرية مقيتة في التعامل مع تلك الآثار إذ تركت العديد من النقوش القديمة عرضة لكل عوامل التجوية التي ستقضي عليها مع مرور الزمن. أعود إلى الكذب ألمخزني الذي صفق له المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في مدينة أمازيغية، مدينة يوسف بن تاشفين والمهدي بن تومرت. أقسم أنني أخجل مكان ممثلي هذه المؤسسة كيف وقعوا في فخ الكتاني. أنهم يتناقضون مع اختصاصات مؤسستهم. ففي الوقت الذي يجب أن يحتفلوا بماسينيسا ويوغرتن نجدهم يحتفلون بطمس ودفن أمجادهم. أريد أن اطرح مجموعة من الأسئلة على منظري هذه الأكذوبة: هل يعرفون شيئا عن الدولة البورغواطية التي سموها في كتبهم الرسمية بإمارة بورغواطة ضد التاريخ والجغرافيا.؟ هل قارنوا بين المدة الزمنية التي عاشتها الدولة البرغواطية وإمارة إدريس؟ هل قارنوا مساحة المجال وخصائصه عند بورغواطة وإدريس؟ إنها أسئلة لن تنال إعجاب هؤلاء المرتزقين على تاريخ المغرب. إن دولة بورغواطة أكثر من حيث الزمن والمساحة والقوة. لقد سيطرت على الساحل الأطلنتي من أسفي إلى سلا وهي منطقة مهمة اقتصاديا واستراتجيا مقارنة مع فاس. لقد عاصر البورغواطيون كلا من الأدارسة والمرابطين إلى أن قضى عليهم الموحدون. لكن الكتب الرسمية تتحاشى الحديث عن هذه الأشياء وإن تحدثت عنهم تصفهم بالزنادقة.. وفي هذا الإطار أريد أن أشير إلى أن وزارة التربية الوطنية من خلال مناهج التاريخ تعمدت حذف التاريخ الوسيط والقديم من التعليم الثانوي التأهيلي الذي يمثل فترة ازدهار تاريخ الأسر الأمازيغية في حين ركزت على تاريخ المغرب الشرفاوي منذ السعديين. وبالمقابل أدرجت التاريخ القديم والوسيط في التعليم الثانوي الإعدادي علما أن إدراك التلاميذ يختلف في كلتا المرحلتين. أنفقت الدولة المغربية أموال الشعب المغربي للاحتفال بتقزيم تاريخه وهو عمل يستحق احتجاجات مثل تلك التي تقام من أجل فلسطين والعراق. لكن للأسف الشديد لا نجد إلا مناضلي الحركة الأمازيغية هم من ندد بهذه الأكذوبة. وعندما أراد المخزن أن يضخم من مهزلته سافر بها إلى الخارج بدون خجل. كما عقدت الجمعية شراكة مع دوزيم لتنظيم سهرة أكدت مرة أخرى على النوايا الحقيقية لهذه الجمعية في إقصاء كل ما هو أمازيغي حيث نادت على الفنان رويشة محمد لتمثيل ايمازيغن بين عشرات الفنانين الآخرين لكن من حسن حظ الفنانين الأمازيغ الذين لم يناد عليهم للمشاركة في حفل موتهم وهو أمر ترفضه الفطرة البشرية. فما الأكذوبة اللاحقة لهذا المخزن يا ترى؟
|
|