uïïun  168, 

kuçyur 2961

  (Avril  2011)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

iqqn ad immutty uwank zi tzrfanit tamazzaçart vur tzrfanit taclyant

Taghudant nni

Arrif

Français

Eloge de la tribu

Lettre ouverte au président français

Réflexions sur la traduction amazighe

Le radicalisme religieux

Problèmes du schwa en tarifit

Communiqué du CMA

Communiqué2 du CMA

العربية

الأمازيغية في الدستور المقبل

الأمازيغيون في بلاد العرب

أسطورة الأصل الأمازيغي

هل سيتعترف الدستور بالأمازيغية لغة رسمية؟

دسترة الأمازيغية في مهب الريح

السياسة والأمازيغية

ردا على عميد ليركام

الشاعر أفقير عمر

قرتء في كتاب: الحياة اليومية للنساء الريفيات

هل تفعلها دوزيم مرة أخرى؟

في سبيل الديموقراطية

رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة

بيان جمعية ماسينيسا

بيان الحركة الأمازيغية بشمال المغرب

بيان الحركة الأمازيغية المشاركة في تزاهرة 20 فبراير

بيان المرصد الأمازيغي

بيان الجمعيات الأمازيغية

بيان تنسيقية تنمل

 

 

 

قراءة في كتاب: «وراء باب الفناء، الحياة اليومية للنساء الريفيات» لأورسولا كينغسمايل هارت، (1920ـ1996)

بقلم: سعيد بلغربي

وراء الأبواب الموصدة:

في هذا الكتاب «وراء باب الفناء، الحياة اليومية للنساء الريفيات»1 الذي نشر لأول مرة في طبعته الإنجليزية بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994 ليترجم بعد ذلك سنة 1998 إلى الإسبانية، اعترافات امرأة كانت لها فرصة ثمينة لرؤية عالم داخلي أكثر من غيرها، فتسللت من وراء الأبواب الموصدة إلى الحريم في أسرّتهم وسرائرهم، الزمن الريفي بداية السيتينيات من القرن الماضي، المكان بهو مليء عن آخره بالحياة في مدشر «رعطاف» بالقرب من وادي النكور ودوار «أرعاص» بقبيلة أيت ورياغل بإقليم الحسيمة، البؤرة التي لم يندمل جرحها حينئذ من وخز الاستعمار الإسباني، تأبط الأنتروبلوجي والمستمزغ الأمريكي «دافيد منتكومري هارت» محفظته متجها صوب هذا الفضاء العميق، وبرفقته زوجته (أورسولا كينغسمايل هارت، 1920ـ1996)، بطريقة إبداعية تتذكر هذه الأخيرة لحظة لقائها الأول بدايفيد الذي تصفه الدراسات الحديثة بأنه «أب الأنتروبولجية المغربية2» قائلة: ««اللعنة! تبا! إن هذه الأبواب الملعونة صنعت للأقزام!» هكذا كان أول لقائي مع دايفيد في طنجة، والذي سيصبح فيما بعد زوجي الذي دفعني للبحث الأنتروبولوجي الميداني والعيش مع أفراد القبائل حياة طبيعية وبسيطة، حياة كنت دائما أرغبها.»3 امرأة رقيقة في بيئة خشنة، تنتمي إلى أسرة بريطانية ولدت بالريف الهندي وشاءت الظروف أن تصاحب زوجها إلى الريف المغربي في عمل ميداني لتكون بجانبه كرسولة في فناء منزل يجمعهما معا، حيث كان دايفيد يحذرها دائما بأنها ليست في نزهة جبلية ولكنها في بعثة علمية، يحفزها على تدوين كل شيء غريب، فيذكرها قائلا: «افتحي عينيك جيدا وسجلي كل شيء، خاصة ما ستجدينه غريبا»4، وكانت تردد في قريرة نفسها: «كانت أول تجربة لي في هذه الطقوس، كل شيء بالنسبة لي «غريب». كيف لي أن أدرك ما هو مختلف؟»5 ولكن بقوة ملاحظتها وبحنكتها العملية استطاعت أن تكشف الكثير من الأسرار الريفية الخفية وراء هذه الجدران الموصدة بأقفال التقاليد والأعراف والطقوس.

وثائقيات مرئية أنجزت بتقنيات الصورة الحديثة:

«مونات» وهو الاسم الأمازيغي الذي اختارته عائلة «موحند» المستضيفة لـ«أورسولا»، التي ربما لم تكن تعي وهي تعيش تلك اللحظات الممتزجة بالأحداث المتواترة والأعراف والطقوس الغريبة عن بيئتها الغربية أنها تؤدي بالمقابل خدمة كبيرة لتاريخ الأسرة الريفية المغربية، فاختارت الحب أولا ثم الريف المغربي ثانيا، البلد الذي اعتبرته وطنها فأرخت له بعفوية مطلقة بطريقة سينيمائية رائعة، يخال للقارئ أن الأوراق التي أمامه في هذا الكتاب هي وثائقيات مرئية أنجزت بتقنيات الصورة الحديثة، خاصة وأن المؤلف يحوي ملحقا للصور تجعل القارئ ينتقل بعفوية من النص إلى الصورة لاكتشاف القسمات الحقيقية لشخصيات الكتاب، حيث تحضر بكل عفوية الأحاسيس الحية والهواجس العاطفية والانفعالات والإحباطات وقسمات الوجوه الصادقة في حيرتها وبؤسها وسعادتها، والزوايا بكل تفاصيلها الدقيقة والألوان بكل رمزيتها والطبيعة بكل ودها وبشاعتها... وصف آثره أستاذ الأدب المقارن بجامعة «شابمان» الأمريكية بقوله: «بتركيزها على حياة أسر محددة من قبيلة آيت ورياغل فإن نصها قد تشبع بالدفء والحنان والتعاطف، مما يوضح أنها تعتبر هؤلاء الريفيين الذين تكتب عنهم بشرا وليس مجرد موضوع دراسة... ويتمثل أحد إنجازات المؤلفة الدالة في نجاحها في استخلاص العديد من التفاصيل والمعلومات الدقيقة حول الحياة العائلية الخاصة وعالم العواطف والأحاسيس، وهي مجالات يبقيها الريفيون عادة قيد الكتمان ويخفونها وراء ستار الصمت»6.

في هذا الكتاب الأنتربولوجي استطاعت «أورسولا» بلغتها «الروائية» أن تضع بين القارئ رزمة من الأحداث التي لا يمكن لها أن تحدث إلا في هذه البيئة من الريف العميق، مؤرخة لعادات الزواج والولادة والموت والتطبيب وطقوس الجنس والسحر والإجهاض... في عالم ضيق متمحور حول ذاته، منغلق عن محيطه الخارجي لتلج إلى فناء نسائي أكثر خفاء كقارورة مغلقة داخل قارورة أخرى أحكم إغلاقا، نساء يكتشفن لأول مرة حاملة الصدر ويعتبرن خروج الأطفال للدراسة جريمة أخلاقية، ويهربن فزعا من طنجرة الضغط التي يكتشفنها للأول مرة وهلم جرا... فكانت بمثابة مرآة ترصد التفاصيل المثيرة بكل صدق، على العكس تماما ما جاءت به العديد من الدراسات الكلونيالية الأخرى التي تناولت الريف، ككتابات المركيز دوسيكونزاك، موليراس، واتروبي وغيرهم، ونجد الكثير من هذه السموم عند العديد من المؤلفين الإسبان أمثال (أوخنيو نويل) الذي يقول من خلال كتابه (ما رأيته خلال الحرب، يوميات جندي): «سكان قبائل الحسيمة دواب مفسدة إلى درجة يصعب تصور الفساد الأخلاقي الذي وصلوا إليه. منافقون وفوضويون كبار ومزاجهم البائس لا يتجاوز غريزتهم المتمردة والشرسة »7. كتابات ما فتئت تنظر باحتقار دفين لهذه المنطقة.

«أورسولا» والحنين إلى الريف:

بعد أن عاودهما الحنين إلى هذا الزمان والمكان، وبعد أكثر من عشرين سنة تعود «أورسولا» سنة 1987هي وزوجها دايفيد إلى الريف للعمل على ترجمة وثيقة مكتوبة بالعربية تخص عائلة «موحند»، تتحدث في حسرة كبيرة عن الأوضاع التي آل إليه المجتمع الريفي جراء الهجرة نحو أوروبا وتفشي البطالة بين الشباب وهجرة الفلاحين لأراضيهم والإدمان المفرط للمخدرات، تصف ذلك قائلة: «رغم كل أموال المهاجرين التي تستثمر في المنطقة، فنسبة البطالة مرتفعة جدا.. أما الفلاحة فهي متأخرة بسبب هجرة الرجال إلى أوربا أو لكثرة استغلال الأراضي القليلة الخصوبة. وأخيرا الاستهلاك المفرط ـ حسب ما يحكى ـ للحشيش.. في المنطقة يجعل الأمر أكثر صعوبة»8.

كان الحنين إلى ريف السيتينيات أكثر قداسة عند «أورسولا» وهي تكتب عن هذه الفترة: «كاد قلبي أن ينفجر لما سمعت أبيات الأغنية التي لطالما حدثني عنها دايف بكثير من الحماس. كنت أسمع «أيا رالا بويا» في سياقها وبيئتها الحقيقية»9، وفي لحظة حزن نسمعها تقول وهي تجوب شوارع الريف المغبرة وما لامسته من انهيار للقيم الطقوسية والعرفية: «علمت أن الأغنية «أيا رالا بويا» القديمة تغنى بالقيثارة الكهربائية»10.

إذن يظل هذا الكتاب من بين المؤلفات القيمة التي صدرت في السنوات الأخيرة، والتي تناولت الريف المغربي في بعض تجلياته، وكما تطرقت إلى العديد من القيم الريفية من خلال بعض الأحداث المختلفة التي أرخ لها العديد من الدارسين والباحثين والمستكشفين المغاربة والأجانب، أهمها ترجمات لدراسات نادرة ستساهم بلا شك في الكشف عن العديد من الخبايا التي عرفها الريف الحديث كما هو الشأن لهذا الكتاب.

إحالات:

1«وراء باب الفناء، الحياة اليومية للنساء الريفيات» تأليف أورسولا كينغسمايل هارت، ترجمه إلى العربية ذ عبد الله الجرموني، عن منشورات «تيفراز ن أريف»، بمساهمة من جمعية ملتقى المرأة بالريف، مطبعة النجاح الجديدة سنة 2010. يحوي 194 صفحة موزعة بين 15 عنوانا مستقلا.

2 وراء باب الفناء، الحياة اليومية للنساء الريفيات، ص09

3 الكتاب نفسه، ص 23.

4 الكتاب نفسه، ص61

5 نفسه، ص61

6 الكتاب نفسه، الغلاف.

7 سعيد بلغربي، المرأة الأمازيغية بالريف في وصف الكتابات الكولونيالية، الحوار المتمدن - العدد: 1679 - 2006/09/ 20

8 الكتاب نفسه، ص170

9 الكتاب نفسه، ص 60

10 نفسه، ص 170

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting