uïïun  109, 

smyur

  2006

(Mai  2006)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

ta^rumifubit niv udm nni^dn n tmazivufubit

Aghmis n ssvabah

Injan ur itiriden

Tamzgunt iddern

Twerghiwin

sms n wmsbrid

Syulut

Awar ameggaru

Ighriwen

Munatagh

Ar tzuzzrrm

Tazebyit n wussan

Français

Le complexe d'Augustin

La colonisation française et imazighen

L'amour dans la poésie amazighe

Najat Aatabou, une chanteuse arabe!!!

La langue de maère

Appel du CMA

Journées culturelles amazighes à l'univ. d'Agadir

 Tamawayt

Association Azemz

Félicitations

Communiqué de tilelli

العربية

النصرنوفوبيا أو الوجه الآخر للأمازيغوفوبيا

هروب الأمازيغ من التجريد كخلاص

لماذا لا ينتقدون من يتطاول على اللغة الأمازيغية؟

صراح مؤقت لمدينة أشّاون

الفيدرالية والحكم الذاتي للصحراء

توظيف التاريخ في رواية "جار أوجار

بعض الأشكال التعبيرية ذات الطابع الاحتفالي

رصد لمادة التراث الشعبي في كتب التراجم

الشعر الأمازيغي بالريف

هل تصبح الأمازيغية لغة رسمية بمليلية المحتلة؟

حوار مع الفنان حستي

هوية مزورة

مائدة مستديرة حول التمييز العنصري

كرنفال امعشار

لجنة نساء أزطّا

تهنئة بمناسبة السنة الكردية الجديدة

بيان تضامني لجمعية تانوكرا بتنغير

بيان للحركة التلاميذية ببومالن دادس

أنشطة ثقافية لجمعية اناروز

تعزية جمعية أمنزو

تعزية جمعية تانوكرا

 

بعض الأشكال التعبيرية ذات الطابع الاحتفالي بقبيلة آيت ورياغل بالريف الأوسطـ ـ تدوين دراسة (الجزء الثالث)

إنجاز: قسوح اليماني

بعض الأشكال الاحتفالية المرتبطة بالزواج بقبيلة آيت ورياغل:

يعد الزواج ظاهرة إنسانية معروفة في جميع المجتمعات. وهو ظاهرة اجتماعية، تزخر بمجموعة من الممارسات والأشكال والطقوس، التي تمثل جانبا من جوانب الاحتفال بالمناسبة، وشعائر عبور في عاداتها وتقاليدها.

أروم من خلال هذا العنصر، تناول بعض الأشكال التعبيرية الاحتفالية المصاحبة للعرس الورياغلي. لذلك لن أعطي تفاصيل ضافية عن الزواج بالمنطقة، مراسيمه، عاداته، تقاليده، مدته... بل سأركز فقط على الأشكال الاحتفالية المرتبطة بالعريس والعروس، مثل: التخضيب بالحناء، كسر الجرة من قبل العريس، وتقديم الهدايا والتبرعات له، وإركاب العروس في موكب أثناء انتقالها من بيت أبويها إلى بيت زوجها[77].

الشكل السابع: ءاقان ن رحني ئي ذسريث: خضب العروس بالحناء

زمان الشكل ومكانه وكيفية إجرائه:

تمارس طقوس الخضب بالحناء في الليلة ما قبل اليوم الذي تغادر فيه العروس بيت أسرتها نحو بيت زوجها (ءاس ن وسناي ن ذسريث)، والتي تعرف بليلة الحناء (دجيرث أومكري)، التي تحضرها قريبات العروس وجيرانها وصديقاتها.

ينطلق الاحتفال وسط فناء المنزل "ءازقاق "، حيث يتم دق الحناء في المهراز "ءاداز ن رحني ذك ذذك" من طرف ست فتيات[78]، تعتبرن من وزيرات العروس وقريباتها، يشكلن دائرة حول المهراز "ءاهروك" الذي به تتم عملية الدق المصاحبة بالزغاريد، والنقر على البندير، وترديد مقاطع غنائية هذه بعض منها:

بالأمازيغية:                            الترجمة:

رحني نغ ذاميمون                     حناؤنا ميمونة

ربي كيث ذيميمان                    يا رب اجعلها أكثر يمنا

حانا حانا حنا حنا أويد رحني          ليحن الله ويعفو بمناسبة الحناء

ذاسريث نغ ءاخس ئي راضا ربي    عروسنا يرضى الله عليها

ءامولاي نغ نتا ءام نضني            مثلما يرضى الله على عريسنا كذلك

ذاسريث نغ ءاخس ئي راضا ربي    عروسنا يرضى الله عليها

ءام رمجان ئيقاذن كي ذ ذري        مثل المرجان المرصع في التاج

صلاة أوسلام على رسول الله

إلى جاه إلى جاه سيدنا محمد

الله معا جاه العالي

بعد الانتهاء من دق الحناء تفرغ في آنية جديدة، لم يسبق أن استعملت. يتم الانتقال لخضب العروس التي تجلس في غرفتها موجهة نحو القبلة، ومغطاة بلحاف أبيض (ئيزار أو حايك) وتوضع أمامها آنية مملوءة بالدقيق، وقد غرز به شمع مضيء، وأربع بيضات وقبل الشروع في تخضيبها، توضع خيوط رقيقة على يديها ورجليها عند الرسغين تسمى "ئيغوذان" التي يتولى العريس مسؤولية إزالتها أثناء "الدخلة". بعد ذلك تتولى وزيرتان وضع الحناء للعروس، حيث يتم خضب اليد اليمنى ثم الرجل اليمنى، فاليد اليسرى ثم الرجل اليسرى. ولا يسمح باستعمال هذه الحناء في التخضيب إلا للأم والأخوات، خوفا من أعمال السحر، إذ يعتقد أن أغلب المشاكل التي تحدث ليلة الدخلة، أو عدم إنجاب العروس فيما بعد، سببها السحر المرتبط بالحناء، ويتم الحفاظ على ما تبقى منه بحذر شديد.

كانت عملية تخضيب العروس تخضع لطقوس ومعتقدات عريقة، مشحونة بدلالات رمزية، وتمثلات يتداخل فيها المقدس بالأسطوري والواقعي بالرمزي[79]. وتتم في أجواء احتفالية درامية يتداخل فيها الغناء والبكاء والسرور والزغردة[80]، فهي فضاء مؤثث بالشموع، وإكسسوارات أخرى مرتبطة بلباس العروس، والوزيرات وإحضار العلم  "باندو".

الشكل الثامن: ءاقان ن رحني ئي مولاي (خضب العريس بالحناء)

الزمان: مساء اليوم المخصص لإحضار العروس واستقبالها، وهو اليوم المسمى بـ"ثامغرا"[81].

المكان: فناء المنزل "ءازقاق" أو ساحته "ءازاك".

كيفية إجراء الشكل وطقوسه:

يغتسل العريس ويتطيب، ثم يخرج لابسا ثيابا أنيقة (جلباب أبيض...) ومرفقا بوزرائه وأصدقائه وأقربائه. وعلى نغمات الأهازيج والزغاريد التي تطلقها الفتيات والنساء، يتم الجلوس على كراسي أعدت لهذا الغرض. وفي الواجهة طاولة وضعت عليها ثلاث أوانٍ، واحدة بها الحناء المخصصة للتخضيب وأخرى بها حلوى ولوز، وبيض مسلوق، أما الثالثة فمملوءة بالدقيق وغرز بها شمع مشعول وبيضات. (انظر الصورة رقم: 12).

صورة رقم: 12

مشهد من عملية تخضيب العريس

بجانب العريس يجلس وزيراه وبعض أقربائه منهم أحد

 

بجانب العريس يجلس وزيراه وبعض أقربائه منهم أحد الأطفال الحاملين لاسم "محمد"[82]. ويتحلق حول الطاولة عدد من الأطفال والنساء وأصدقاء العريس والفتيات، في جو احتفالي ترتفع فيه الزغاريد، والمقاطع الغنائية التي تطلب اليمن والبركة والرضى من الله. وهذه بعض من الأبيات الشعرية المغناة خلال هذا الحفل[83]:

     بالأمازيغية                           الترجمة

رحني نغ ذاميمون                     حناؤنا ميمونة

ربي كين ذي ميمان                   يا رب اجعل الجميع أكثر يمنا

حانا حانا حوراد رحني                ليحن الله ويعفو بمناسبة الحناء

ءايا مولاي نغ ءاخاس ئيراضا ربي   عريسنا يرضى الله عليه

ءايا ذاسريث نغ نتاث ءام نضني      عروسنا هي الأخرى

في هذه الأجواء، يتم خضب الخنصر الأيمن للعريس من قبل أخته. ثم يتم الانتقال إلى خضب خناصر الوزراء والأقارب بدء بالطفل "محمد" ثم تناول مجموعة من المأكولات التي حضرت في إطار ما يسمى محليا ب"ذاقرابث"[84] وذلك بشكل جماعي.

الشكل التاسع: "ذازايث ن ذاقذيحث"/ كسر الجرة

زمان الحفل ومكانه وكيفية إجرائه:

في مساء اليوم الثاني من العرس، يتم أولا إنزال علم الزفاف "باندو" من فوق سطح المنزل، ثم الإقبال على ممارسة طقس يثير انتباه الحاضرين، ويشكل إعلانا لهم لكي يتجمعوا لمشاهدة العريس وهو يقوم بكسر الجرة. يتم هذا الطقس من خلال رمي علم العريس "باندو" ثلاث مرات من فوق الباب الرئيسي للمنزل "ذواث ن ديدّا" بين العريس ووزرائه.

بعد ذلك، توضع جرة من الطين ـ وسط فناء المنزل ـ مقلوبة على فمها وتحتها يوضع إسوار من الفضة "دبليج  ن نوقارث" وفوقها بيضة، يتحلق الحاضرون حول الجرة، والعريس الذي يُطلب منه تهشيم البيضة وتكسير الجرة بقدمه. وقبل ذلك، يقوم بحركات يخطو من خلالها الجرة ثلاث مرات برجله اليمنى، ثم ينفذ الأمر المطلوب منه عرفا بمساعدة وزرائه اللذين يحاولون حمايته من ضربات الحاضرين وهجوماتهم واندفاعاتهم في اتجاه الجرة للحصول على إسوار الفضة الذي يسمح العرف لمن حصل عليه ببيعه لأهل العريس، ولذلك فالوضع يستلزم من العريس أن يكون في مستوى المواجهة عبر الاستنجاد بالوزراء، والسرعة في إنجاز المهمة والهروب نحو الخارج.

بقدر ما يعتبر هذا المشهد إحراجا للعريس، بقدر ما هو امتحان له على التحمل والصبر والسرعة في الأداء والإنجاز والمواجهة استعدادا للآتي، وبذلك فالطقس يندرج أيضا ضمن شعائر المرور، والذي يتم في جو احتفالي فرجوي ودرامي، يتخلله الصياح وإطلاق الزغاريد من قبل النساء والفتيات...

الشكل العاشر: "السينيث ن رغرامث"/ تقديم التبرعات والهدايا للعريس

زمان الحفل ومكانه وكيفية إجرائه:

ليلة اليوم الثاني من "ثامغرا" وبعد إدخال العروس إلى غرفة الزوجية، يجتمع رجال القرية وشبابها، وأقرباء العريس وأصدقاؤه بساحة المنزل "ءازاك" أو فنائه "ءازقاق" لتقديم الهدايا المالية التي تعرف بـ "رغرامث"[85].

يخرج العريس إلى الجماعة لابسا جلبابا أبيض وقد رد "القب" على رأسه، ثم يدخل وسط جماعتين من الشباب والرجال، تتقدمه الأولى، وتتأخر عنه الثانية قليلا، وإلى جانبه شابان بمثابة وزيرين يساعدانه في الحركة لأنه يسدل على وجهه غطاء الرأس من الجلباب "رقاب"، ويجلسان معه على أريكة مخصصة لذلك. يتحرك المشهد انطلاقا من الباب الخارجي لغرفة المنزل المعروف محليا بـ"ثواث ن ثخوخث"[86]، في اتجاه ساحة المنزل "ءازاك" أو فنائه "ءازقاق"، مرددين لأغنية تعرف محليا بـ"سبحاين ءارازيق"[87].

سبحاين لخاليق سبحاين ءارازيق *** سبحاين الباقي ما دام خلائق

الله إرحـــمنا ويرحم والديـنا *** هما ربونا ورضاو عليــنا

سبحاين لخالايق سبحاين الرازيق *** سبحاين الباقي ما دام خلائق

كــــلام الله حــقا عليـنا  *** ومــا محمد إلا نبــيـنا

كــــلام الله حــقا محقـق *** ومــا محمد إلا مصـدق

سبحاين ءارازيق سبحاين خلايق *** سبحاين الباقي ما دام خلائق

وعند الاقتراب من أهل العريس والحاضرين المجتمعين في المكان المخصص لـ"رغرامث" يتم ترديد المقطع التالي:

مسا لخير عليكم أموالين الدار *** الله إزيدكم بخيرن كتار

وقبل جلوس العريس ورفاقه وقريباته؛ وبينما يتهيأ المدعوون والفتيات والبراح لأخذ مواقعهم والقيام بمهامهم في التنشيط، والفرجة، والتحميس، ودفع المساهمات؛ يكون أحد الفتيان المرشح للزواج، أو أحد الأطفال من أقرباء العريس قد سبق هذا الأخير إلى الجلوس في مكانه، ويدخل معه في مساومات ذات طابع تمثيلي هزلي، تدور وقائعها الارتجالية على فكرة أن الفتى يطلب من مولاي السلطان فدية مالية أو عينية لإخلاء المكان، ويلوح له بأنه يمكن أن يجلس مكانه بالنسبة للعروس أيضا. وتدور التعليقات حول هذه العناصر (المحرجة) أحيانا عندما يتجاوز المزاح حدوده، بتفجير المكبوت والاتكاء على الفرح والفرجة للتلويح بكلام غير مباح في الأوقات العادية. ولتجاوز مثل هذا الإحراج يقوم العريس بتقديم هدية نقدية (خمسة دراهم) أو عينية (ذامدجاتش/ بيضة) للفتى، أو يعده بها، ويرتمي عليه في حركة تمثيلية ليعانقه بحرارة (ئي تسجام-ءاس ءازاجيف)، فينسحب الفتى تاركا السكان لمولاي السلطان.

يساهم الجميع في الفرجة ذكورا وإناثا، حيث تتعالى الأصوات بالزغاريد على المتبرعين، ويرفع البراح صوته معلنا عن التبرعات التي يقدمها المدعوون من أصدقاء العريس وأحبابه هدايا له، على زغاريد النساء، وأصوات المفرقعات (رمش) والبنادق (ئيزيدانن)، وروائح التطيب التي ترشها فتات من أقرباء العريس. بينما يردد الجمهور عبارة "ءاذعقاب غاك" كشكر وتشجيع للمتبرع، وتساهم الفتيات في تشجيع الأقارب والحضور وتحميسهم على الإقبال لدفع "رغرامث"، من خلال ترديد مقاطع غنائية حماسية ومطلبية، وفيها مدح وإشادة بالأهل من إخوة، وآباء، وأعمام وأخوال... ومن هذه المقاطع:

بالأمازيغية                                بالعربية

رحني نغ ذاميمون[88]                      حناؤنا ميمونة

ربي كين ذيميمان                      يا رب اجعله للجميع أكثر يمنا

ءارحباب ن مولاي ءايا فيميليا        يا أهل العروس ويا أفراد العائلة

قاربث ءاسينييث ءاتساسم ثين ميا ميا 

                          اقتربوا إلى "السينيا" لوضع مساهماتكم المحسوبة بالمئات

وامي ذركيسان وا ئيتسيغا ئيوا      عندما تعلق الأمر بشرب الشاي هذا يمد لهذا

وامي ذرغرامث وا ئيخزا ذي وا 

                           وحينما حان موعد "الغرامة" أخذتم في تبادل النظرات

ءاخوارس ن مولاي قاربث ءاسينيثا   يا أخوال العريس اقتربو إلى "السينية"

قاربث ءاسينييث ءاتساسم ثين ميا ميا 

                          اقتربوا إلى "السينيا" لوضع مساهماتكمالمحسوبة بالمئات

ءايا مولاي نغ ءاياو ن ذ قيامين          يا عريسنا يا حفيد الأقوياء

قيم قيبارانغ خ ربعاض ن ثغنانين       بين براعتك بيننا ضد المنافسين

ءايا مولاي نغ ءاخاس ئيراضى ربي    عريسنا جميل ليرضى الله عليه

ءام رماجان ئيقاذن كي ذذري           إنه مثل المرجان المرصع في التاج

ءاباباس ن ثسريث ئيسنذ ءاكاما        يا أبو العروس المتكئ على السرير

ئيسنذ ءاراسر ثاوا ن فاميليا           ارتبطت بالأصول أبناء العائلة

ءاباباس ن مولاي ءاياربي رضا      يا أبو العريس ارضي يا رب

ربي سعوجا رعرام نس ءاوا يوضا   ارفع يا ربي من شأنه

عند نهاية التبرعات والمساهمات، يعلن البراح عن مجموع المبلغ المحصل عليه، وفي نفس الوقت يوجه تحية شكر لكل المساهمين، ثم يقوم الحضور بإعادة إنشاد "سبحاين ءارازيق" لإدخال العريس إلى المنزل أو غرفته، ليفسح المجال بعد ذلك للغناء والرقص.

ويبدو من خلال الطقوس المصاحبة لهذا الشكل، أن ثمة طاقة رمزية يختزنها تسمح بتفسير نظام القيم في المجتمع الورياغلي، فطقس الرازيق يكشف فيه أفراد المجموعة عن مرجعيتهم الدينية، ويؤكدون على ارتباطهم بها ويعترفون بجميل الآباء على الأبناء وبدورهم التربوي... أما طقس "الغرامة" فيعكس إيمان الجماعة بقيم التآزر والتعاون والعمل على تجذيرها وشرعنتها بين أفرادها بجعل الجميع يحس بواجبه ومسؤوليته في تقديم الدعم والمساعدة، وكأن ذلك دين يتطلب أداؤه لصاحبه[89]. كل هذا يتم في جو من الاحتفالية والفرجة التي تعمل على تجذير القيم وترسيخها وتقبلها وتذكرها.

الشكل الحادي عشر: "عينوز"

شكل من الأشكال التعبيرية للاحتفالية التي كانت منتشرة بالمنطقة وفي مناطق الشمال المغربي[90].

يقوم هذا الشكل على عناصر درامية مثل التمثيل والتقليد، والتقنع، والحوار، والسخرية، والغناء والحركات الإيمائية. يمارس كفرجة للتنفيس والضحك أثناء المناسبات والأفراح (العرس، العقيقة، ثاويزا...) من طرف الفتيات والنساء والأطفال. ومن الإكسسوارات التي تستعمل فيه نجد بالأساس: جلباب ذكوري وسطل صغير.

كيفية إجراء الشكل:

صورة رقم: 13 تمثل مرحلة الإعداد لمشهد عينوز

تقوم فتاة بتمثيل المشهد بمساعدة فتيات أو نساء في الإعداد، والإخراج. حيث تلبس الجلباب، وتسدل على وجهها غطاء الرأس من الجلباب (رقاب) بعدما يربط لها سطل صغير بحزام فوق الإليتين مع ترك يدي الجلباب مسدولتين إلى الأرض. (أنظر الصورة رقم: 13).

تنحني الممثلة نحو الأرض، ويظل وضعها كذلك إلى أن ينتهي العرض (أنظر الصورة رقم: 14). أما مكان العرض، فيتمثل في فناء المنزل "ءازقاق" أو ساحته "ءازاك" أو غرفة من غرفه.

صورة رقم: 14

عينوز أثناء العرض

ينطلق العرض الفرجوي بدخول الممثلة على المتفرجين/ الجمهور بشكل مفاجئ ومقنع. يبدأ الصراخ والضحك، ويحلق الجميع حول "عينوز" الذي يبدأ في الرقص مع تشجيعاتهم التي تتخذ أشكالا متعددة، مثل إطلاق الزغاريد، والتصفيق (أنظر الصورة رقم: 14)، وترتيل جماعي لأبيات شعرية غنائية حماسية، والتي منها المقاطع التالية[91]:

بالأمازيغية                                بالترجمة

ءايا عينوز ءاقا ماني                يا "عينوز تعالى هنا

ءاقا نش ذومام أوتوكذ شي          أنا أخوك لا تخاف

ءايا عينوز الزين ءاولدي           يا "عينوز" يا لها من جمال

بوكورباطا[92] ثنض ئيري            يا صاحب ربطة العنق

ءاواح ذاني ءاقاماني               تعالى هنا، هيا هنا

ءانش ذومام أوتكذ شي            أنا أخوك لا تخاف

يبدو من مضمون هذه الأهازيج المقفاة والمرددة بشكل جماعي من طرف الجمهور الحاضر في الفرجة، ومن خلال المتابعة الشخصية للعرض، يشارك الجمهور في المشهد بتدخلاته التي تظهر في استقبال الممثلة "عينوز" والرفع من معنوياتها عبر إطلاق الزغاريد والتصفيق، والحوار والغناء، في الوقت الذي تقوم فيه الممثلة بحركات راقصة هزلية وتسخر من الحاضرين والحاضرات عبر التلاسن مع كل من حوله، بذكر عيوبهم أو الكشف عنها.

يساهم هذا المشهد من خلال عناصره الدرامية التي يتضمنها، في خلق فرجة شعبية، تسمح للحاضرات والحاضرين بالترويح عن النفس.

الشكل الثاني عشر: حلقة الطب الشعبي بالأسواق الأسبوعية "لعشاب" أو بائع الأعشاب الطبية أنموذجا.

(يتبع في العدد القادم)

[77] - سبق وأن تناولت هذا الشكل في إطار الأشكال الاحتفالية الممتدة، ص:26.

[78] - يشترط في الفتيات ألا تكون يتيمات الأب أو الأم لاعتقاد قائم على "الطيرة" يقول أن مشاركة اليتيمة في طقوس الحناء قد يجلب السوء للعروس.

[79] - يعني الحناء في ثقافة الورياغليين الشيء الكثير، فهو ليس من أجل التزيين فقط، بل هو رمز للاستمرارية والحياة والبقاء والحب، وشعيرة من شعائر العبور، فالعروس والعريس لا يشعران بزفافهما، ودخولهما قفص الزوجية إلا لحظة تخضيبهما بالحناء، ففيها يدركان أن مرحلة العزوبة قد انتهت، ويعتقد على المستوى الشعبي أن ذنوب العروسين تغتفر كلها لحظة الخضب، والحناء رمز للخصوبة والنعمة والكرم، يعتقد أن الآنية التي يعجن فيها حناء العروس مقدسة، إذ يمكن أن تتحكم في خصوبة العروس، بتأجيل الحمل أو منعه في حالة قلب الآنية على وجهها والحفاظ عليها في مكان ما، حيث لا يمكن للعروس أن تحمل إلا بعد قلب الآنية.

[80] - للزغاريد استعمالات متعددة، فهي وسيلة للإعلان عن حدث مهم، والرفع من المعنويات مثلها يتضح ذلك من خلال مناسبات الزفاف والعقيقة... كما تستعمل في بعض حالات الموت: موت امرأة حامل، أو فتى عازب أو فتاة عازبة أو أطفال...

- فاطمة شبشوب: مرجع سابق، ص: 106.

[81] - كانت مدة العرس الورياغلي، حسب رواية بعض المستجوبين، ومن خلال ما تبقى من ممارسات، تدوم ثمانية أيام رسمية يسمى اليوم الأول ب"ءامگري"، والثاني "ثامغرا" أي اليوم الكبير، والأخير "ثارزافت" أو"ثاضيافث".

[82] - لاسم محمد مكانة كبيرة بين الأسر الورياغلية، إذ يلاحظ انتشار كبير لهذا الاسم، فلا تكاد تخلو منه أسرة ورياغلية، وقد ينطق هذا الاسم أيضا: "موحند" أو"موح".

[83] - يتم ترديد هذه الأبيات أيضا أثناء دق الحناء التي لها طقوسها الخاصة. مثلما تردد أثناء تخضيب العروس بالحناء مثلما رأينا من قبل.

[84] - "ذاقرابث" تعني في اللغة: قفة مصنوعة من الحلفاء. وفي الاصطلاح الرمزي -كما توظف هنا- يراد بها ما يتم تحضيره من مأكولات سواء بالنسبة للعريس أو العروس مثل البيض، اللوز، الحلويات، الزبيب، الرغيف أو الخبز... يتناول بشكل جماعي من طرف الأصدقاء والوزراء.

[85] - الكلمة محورة من أصل عربي تعني: الغرامة أي ما يلزم أداؤه من المال، من فعل غرم، ويقصد بها هنا "الغرامة" المعمول بها في الأعراس المغربية، والتي يطلق عليها بالأمازيغية "تاوسا" جمع "تاوسيوين"، والتي تنطق في الريف ثيوسي جمع ثيوسيوين.

- محمد شفيق: المعجم العربي الأمازيغي، ج:2، منشورات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة معاجم، ط:1، مطبعة الهلال العربية، الرباط، 1996 مادة: غرم، ص: 184.

[86] -  غرفة من غرف المنزل الورياغلي لها بابان أحدهما مفتوح نحو فناء المنزل والآخر نحو الخارج، ويخصص لاستقبال الضيوف. وتسمى الباب الثانية "ثواث ن ذخوخث"  تمييزا لها عن الباب الرئيسي "ثاواث ن ديدّا".

[87] - للمقارنة بين هذه المقاطع ومثيلاتها في بعض المناطق من شمال المغرب أنظر:

- مصطفى رمضاني: "بعض الظواهر الشعبية ذات الطابع الدرامي في المنطقة الشرقية. مرجع سابق، ص: 118.

- الحسين القمري: "أشكال التعبير الدرامي في الريف". إشكاليات وتجليات ثقافية في الريف، مرجع سابق، صص: 139-140.

- إدريس كرم: "من أغاني قبيلة امتيوة"- مجلة تاوسنا (مجلة ثقافية تصدر من البيضاء)، عدد: 2. مطبعة فضالة، 1995، ص: 53.

[88] - كلمة ميمون تعني في اللسان المغربي الدارج، وعند المصامدة: الحظ والسعد والبخت واليمن.

- أحمد التوفيق في تحقيقه لكتاب: التشوف لرجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي لأبي يعقوب بن يحي التادلي المعروف بابن الزيات، ط:2، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1987، ص: 114، هامش رقم: 100.

[89] - يعتبر الدكتور حصة سيد الرفاعي أن التعويض الذي يكون على هيئة مهر أو هدايا أو ولائم ظاهرة عالمية وطقس يمارسه الناس لإزالة العقبات التي تعترض سبيل الارتباط بين العروسين.

- المأثورات الشعبية النظرية والتأويل، ط:1، دار المدى للثقافة والنشر، سوريا، 2005، ص: 166.

[90] - في إقليم الناظور يسمى الشكل ب"ءاقلوز". أنظر: عبد الله شريق: "أشكال الأدب الأمازيغي بالريف" ضمن كتاب إشكاليات وتجليات ثقافية في الريف، مرجع سابق، ص: 64.

ويشتبه الشكل مع مشهد "الرابلة" بالمنطقة الشرقية، أنظر: مصطفى رمضاني: "بعض الظواهر الشعبية ذات الطابع الدرامي بالمنطقة الشرقية" مرجع سابق، صص: 118-119.

[91] - رواية كل من:

- نزيهة أمزيان: 45 سنة، تلوين، بني عبد الله.

- ارحيمو قسوح: 50 سنة، تلوين، بني عبد الله.

[92] - كورباطا: لفظة دخيلة من اللغة الإسبانية: Corbata وتعني ربطة العنق، والملاحظ أن العديد من الألفاظ الإسبانية الأصل تخترق لغة اليومي بالمنطقة بحكم الظروف التاريخية التي عرفتها القبيلة.

(يتبع في العدد القادم)

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting