uïïun  107, 

krayur

  2006

(Mars  2006)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

taktut tamzwarut n wuguv zi "lirkam"

tiktiwin x tanflit n tmazivt

Tamcput

Tudrt n umazigh

Tammurt

Tilmatv

Gujil n assnatv

Zayd u muha

Abrid

Awal n usussem

Aseggûs ighudan

Aderghal

Français

Le complexe d'Aaugustin

Le nouvel an amazigh

L'amazighophobie de certains journaux marocains

CMA: message de félicitation à Evo Morales

Réunion du CF à Nador

Aghrum n ihaqqaren

Conférence sur le MCA à Tilelli

Tifraz en noir et blanc

Communiqué de Tilelli

Halte à l'interdiction des prénoms amazighs

Témoignage

Arraw n Ghris s'organisent

Assemblée générale d'Anaruz

Ma tamazight

Réveillez-vous!

العربية

الذكرى الأولى للانسحاب من معهد اعتقال الأمازيغية

جريدة التجديد تستعين بالبوليساريو ضد الأمازيغية

رد على أصحاب التجديد

رسالة مفتوحة إلى مدير القناة الثانية

قد أطلب اللجوء السياسي لابني إيدير

بوكوس يتجاهل التقويم الأمازيغي

الزوايا السياسية بالمغرب والأمازيغية

قناة العربية تحيي اتهامات أصحاب اللطيف

الطرح الفيديرالي: قضايا وإشكالات

العمل السياسي عند الفاعل الأمازيغي

تنمية الأمازيغية خارج المظلة المخزنية

حركات الحركة الأمازيغية

تأهيل الحقل الديني بالمغرب

أنشطة لجمعية تانوكرا

نشاط ثقافي لجمعية أفرا

النادي النسوي لتنمية المرأة بالحسيمة

بيان جمعية أمزداي

بيان للفضاء الجمعوي للدشيرة

بيان تنديدي

جمعية تامازغا

بيان جمعية أسيكل

تعزية جميعه الريف

تعزية تاماينوت الدشيرة

عنوان جمعية أزمز

جمع عام لجمعية إيصوراف

تعزية جمعية أسيكل

 

رد على مقال «يعادون العربية ويدعون إلى استبعاد الإسلام وإحياء الوثنية ـ ماذا يريد المتطرفون من دعاة الأمازيغية بالمغرب؟»
بقلم: محمد امباركي (بني ملال)

أذكر القراء الكرام أن جريدة "التجديد" نشرت ملفا عن الأمازيغية بالعدد 20-22 يناير 2006. وبما أن العدد تضمن مقالا للسيد محمد يتيم يشير فيه أكثر من مرة إلى أفكار السيد أحمد عصيد، أرى أن هذا الأخير هو الأولى بالرد ولو أن لدي ما أدلو به، وذلك بكل موضوعية وليس دفاعا عن السيد أحمد عصيد كفيلسوف مغربي باستطاعته المساهمة في خلخلة مفاهيم آن الأوان لتصحيحها. كما أن السيد أحمد الدغرني رئيس "الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي" في المكان المناسب للرد على الرسالة الموجهة إليه، حيث أبى صاحب الرسالة إلا أن ينزع الصفة المغربية عن الحزب. وكم عاش المغاربة في الهيئات السياسية من مثل هذا التضليل في التسميات المغربية وكانت تبرر دائما بخطأ مطبعي!.
وأكتفي بالرد على مقال «يعادون العربية ويدعون إلى استبعاد الإسلام وإحياء الوثنية، ماذا يريد المتطرفون من دعاة الأمازيغية بالمغرب؟».
بعد التحية للسيد محمد أعماري، كاتب المقال، وشكره على جرأته على غزو أو فتح موضوع حساس وشائك وعميق لطالما أعتبر «طابو» في شمال أفريقيا. وموضوع الأمازيغية عموما لغة وثقافة وقضية، موضوع يهم ليس المغرب وحد وإنما كل بلدان شمال أفريقيا. لاحظت أن صاحب المقال أظهر للقراء أن هناك ربطا بين الأمازيغية وإحياء الوثنية. وهذا ينم على عداء قديم للأمازيغية ولتاريخ شمال أفريقيا وإنسانها. لماذا لم يندد الكاتب بوجود متطرفين لدى القوميين العروبيين والإسلامويين بالمغرب، خططوا لمؤامرة إبادة الثقافة الأمازيغية تحت ذريعة الإسلام، والعربية لغة القرآن، و»الوحدة العربية» وغير ذلك؟ أما عن «إحياء الوثنية»، فهل يعلم الكاتب أن سكان شمال أفريقيا اعتنقوا الديانات التي توحد الله كاليهودية والمسيحية حين كان العرب يعبدون الأصنام في الجزيرة العربية؟ لماذا لم يتطرق الكاتب للمتطرفين داخل القومجيين والإسلاموين كما يسميهم المفكر محمد أركون. بدل أن يقابل أفكار المتطرفين في كل طرف ويقارن الأطروحة بالأطروحة المضادة، عمد الكاتب إلى الارتكاز على أدوات معرفية تنتمي لمنظومة فكرية متطرفة تقصي الواقع الأمازيغي تاريخا وجغرافية ولغة ودينا بل وحضارة. إن الأفكار الإقصائية الاستئصالية لواقع المغرب تظهر أن ما يسمى بـ»القومية العربية» أو «القومية الإسلامية» وجهان لعملة واحدة وهي تفضيل قضايا الشرق، كقضية فلسطين والعراق وإيران وسوريا وغير ذلك، عن القضايا الحقيقية التي تهم حاضر ومستقبل المغاربة كقضية الوحدة الترابية والقضية الثقافية الهوياتية والقضية الدستورية وغيرها. وبهذا أتفق مع من يسمي هذا الفكر في المغرب وشمال أفريقيا بـ»الفكر الشرقاني»، والذي قد يدعي أحيانا أنه علماني يفصل الدين عن السياسة إلا أن حقيقته أنه يستمد شرعيته من لغة القرآن. وهنا أشير أن الكاتب يخلط بين العلمانية والإلحاد، وهذا خلط اختزالي غير صحيح وإلا هل حزبـ»العدل والتنمية» في تركيا حزب ملحد أم حزب إسلاموي أم علماني أم ماذا؟. وفي العديد من الأحيان يكشف الفكر الشرقاني عن وجهه الأصلي والحقيقي وتفضيل العنصر العربي المسلم على جميع العناصر البشرية في العالم بما فيها المسلمون غير العرب كالأمازيغ والفرس والأتراك والآسيويون والأفارقة السود وغيرهم. ويأتي لدى دعاة هذا الفكر في الدرجة الثانية بعد العرب المسلمين العربُ المسيحيون (لدى القومجيين) أو المسلمون غير العرب (لدى الإسلامويين). ألا يرى الكاتب أن هذا واقع ما نعيشه من عنصرية تسبب فيها الفكر الشرقاني بالمغرب؟ وأدعو السيد محمد أعماري والقراء الكرام إلى تأمل بعض ما جاء في مقاله ليتيقن أنه هو بدوره انساق بوعي أو بغير وعي وراء الفكر الشرقاني.
مسألة انتقال «الحركة الثقافية الأمازيغية» من النضال الثقافي المحض إلى النضال السياسي، التي أشار إليها الكاتب، تظهر أن الفكر الشرقاني كان يراهن على محاصرة أبدية للعمل الأمازيغي في الخزانات والمتاحف والفلكلرة والتقزيم والدونية والبربرية. وهذا يبين أن الكاتب لم يقرأ أو لم يتذكر ما قرأه عن كل حركات العالم. فالمحطة الأولى لا تكون إلا ثقافية بيداغوجية محضة تؤسس لمشروع مجتمعي. وبعد تبلور هذا الأخير لدى النخبة وقاعدة هامة يتم المرور إلى الضغط السياسي وإلا لن يتم الاعتراف بالثقافة المهمشة من طرف الثقافة السائدة ولو كانت المهمشة تمثل عمقا وأغلبية أكثر من السائدة، لأن قاعدة الأغلبية والأقلية لا تحترم إلا في الدول التي لها تاريخ في الديموقراطية. وفي هذا الصدد أدعو الكاتب إلى قراءة ما يكتب بجريدةالعالم  الأمازيغي» عن «الأغلبية المهمشة». وعن المرور من الثقافي إلى السياسي ألم يظهر الغزاة العرب (أو الفاتحون العرب أو غير ذلك من التسميات التي تشير إلى نفس الشيء) أن غرضهم في شمال أفريقيا ليس إلا دينيا (ثقافيا)، وهو تعريف سكان شمال أفريقيا بالإسلام بعد عقود أو قرن من هجمات النهب والسلب والغصب. والحقيقة أن سكان شمال أفريقيا لم يستسلموا لمعرفة الإسلام وإنما رغم أنفهم لانهيار جيوشهم. وأدعو الكاتب إلى قراءة تاريخ الممالك الأمازيغية وقرطاج. ولاستمالة أهالي شمال أفريقيا تم قبول ترجمة القرآن وتفسيره بالأمازيغية بالمساجد والملتقيات والندوات.
أسأل السيد محمد أعماري: لماذا تمنع اليوم ترجمة القرآن إلى الأمازيغية في حين يسمح بذلك إلى كل لغات العالم حتى إلى «الاسبيرانطو» كلغة مفتعلة. سيجد كل من حاول البحث في هذا المنع أنه يوما قيل إنكم «يا قوم بدأتم تفهمون فهما كافيا لسماح التفسير بالعربية فاتركونا نفسره بالعربية في المساجد والخطب الدينية». لن ينكر الكاتب كيف سيزكي العديد من الأهالي آنذاك هذا الطرح تحت ذريعة دينية ثقافية محضة بعيدة عن السياسة. والذريعة هي أن «العربية لغة الدين الإسلامي». وهذا غير دقيق، بل وتسمع اليوم ما معناه أن في الجنة لن تكون إلا اللغة العربية، لا أمازيغية ولا فارسية ولا تركية ولا غير ذلك. لنركز على منطقة شمال أفريقيا لنرى هل فعلا العربية هي لغة الدين الإسلامي أم لا، ولو أن نفس السؤال يطرح على منطقة الشرق الأوسط، أما الشرق الأقصى فالأمر واضح.
ألم تخدم الأمازيغية أساسا الدين الإسلامي في شمال أفريقيا من ليبيا إلى مالي والنيجر وبوركينافاصو؟ فأسماء الصلوات الخمس في هذه الدول الأخيرة لا زالت إلى يومنا هذا بالأمازبغية. وللتيقن فليقرأ الكاتب تاريخ إيكليدن ن امرابطن ملوك المرابطين). ألم تخدم الأمازيغية كذلك الإسلام في الأندلس؟ فليقرأ الكاتب كتاب محمد حقي «البربر في الأندلس». أم أن الكاتب لا يتوفر في مكتبته إلا على كتب تغني على أسطوانة «العرب في الأندلس» أو «المسلمون في الأندلس»، ولا يتوفر ولو على كتاب يزكي ما معناه أن الذين كانوا في الأندلس هم مغاربة على الأقل. وسيفهم الكاتب أن من غزا أو فتح الأندلس هم المغاربة تحت أمر عربي. وعن عقدة التسمية ـ «غزو» أو «فتح» ـ التي تسبب إحراجا للكثير فلنقرأ كتاب المؤرخ المغربي الكبير العروي: ألا يتحدث عن «الفتح العربي»، أهو إذن فتح إسلامي أو عربي، ألم ندرس في مدارسنا ونكررها حتى اليوم «غزوة أحد» و» غزوة بدر». إذن الغزو أو الفتح هما اسمان لمسمى واحد. وهذا يذكرنا بتسميات كـ»الاستعمار» و»الاحتلال» و»الحماية»: فهي ثلاث تسميات لشيء واحد وهو أن هناك أصليا ووافدا وغالبا ومغلوبا. والغالب فرض سيطرته على المغلوب، بل فرض عليه كل ما يريد من إيديولوجيا ثقافية دينية أو لغوية أو غيرها.
ألم يتضح للكاتب أننا انتقلنا من المطالبة بالتعريب في المغرب تحت ذريعة طرد لغة الاستعمار الفرنسي من المدرسة والإدارة إلى فرض اللغة العربية سياسيا في دراسة العلوم الدقيقة بالتعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي وفرضها في المراسلات الإدارية للتعليم العالي ذي البرامج الناطقة بالفرنسية كما هو الحال بكليات العلوم الدقيقة. ألا يرى الكاتب أن في تعريب العلوم الدقيقة بالمغرب انتقالا مقيتا من الثقافي إلى السياسي بدون استشارة وطنية وبدون دستور يؤكد أن اللغة العربية الفصحى لغة وطنية. ما معنى أن تكون في الدستور اللغة العربية هي الرسمية دون التنصيص على وطنيتها ودون التمييز بين الفصحى والدارجة ودون التنصيص على مكانة الأمازيغية التي تستحق أن تكون رسمية وطنية كما هو حال العربية؟ أم أن الكاتب لا زال مع إخوانه في الفكر الشرقاني يعيش ترسبات ما أريد له أن يسمى «بالظهير البربري» ومن خلال ذلك لا يرى الكاتب إلا لهجات «بربرية» لا تصلح لشيء إلا للتحقير والتقزيم (كما يتوهمه الفيلسوف الجابري)؟ أهذا ما تستحقه اللغة الأصلية للمغرب ولغة استطاعت أن تتحدى كل ما أحيك ضدها بتعاقب الحضارات لتبقى شامخة كـ»أطلاس». قد يجيب الكاتب أن اللغة العربية لغة الدستور المغربي. وهنا أحيله على كل ما يعد حاليا من أجل تعديل الدستور، من طرف الفعاليات السياسية والثقافية وغيرها لحل قضية الصحراء المغربية وحل الإشكالية اللغوية التي نحن بصددها في المغرب وغير ذلك من البنود التي لم تعد تساير المغرب كبلد سائر إلى ولوج صف البلدان المتقدمة. أم أن الدستور مقدس عند الكاتب إلى درجة أنه لا يمكن تعديله؟ إن دعاة الفكر الشرقاني بالمغرب يخافون من التعديلات الدستورية التي قد تعصف رياحها بسفنهم المتآكلة. يخافون من تسميات اللغات الرسمية واللغات الوطنية ومن الجهوية بل والفيديرالية. لقد تأسف الشرقانيون بالمشرق والمغرب على الفيديرالية وعلى رئيس من الأقلية غير العربية في العراق، ولم يتأسفوا يوما واحدا عما عاناه الأكراد من الديكتاتورية الشرقانية في العراق. بل إن تحقير الأكراد وصل إلى درجة أن العديد من الأحياء المهمشة في المدن والبوادي المغربية كان وما يزال المغاربة ينعتونها بالأكراد. هذا هو الاستلاب الذي جنيناه في شمال أفريقيا كلها من الفكر الشرقاني، وهو أن يصل المغربي إلى نكران أمازيغيته ومغربيته ولو كانت واضحة في لغته وبيئته، وذلك إرضاء لهذا الفكر الإقصائي المهيمن. وفي المغرب حين يطرح الإشكال اللغوي على الشرقانيين تراهم تارة يتمسكون بالدستور ما دام قد نص على رسمية العربية، وتارة يطالبون بالتعديل الدستوري. أي تعديل إذن يقترحون؟ إنهم لا يريدون للتعديل أن يطال اللغة العربية ولا أن يأتي بترسيم اللغة الأمازيغية بل ولا حتى بوطنيتها كما سيقبلون بجهوية لا تعني إلا الصحراء المغربية أما الجهوية على الصعيد الوطني فتساوي في منطقهم التمزق والتشرذم بدل التنوع والتكامل والثراء. أما البند الذي يعني المساهمة في الحكم فحدث ولا حرج في كل المنتديات التي ينظمونها من أجل فهم وإفهام ما يريدونه من هذا البند لجماهير تلامذتهم التابعين بوعي أو غير وعي للفكر الشرقاني. ويحلم دعاة هذا الفكر بالمغرب من قومجيين وإسلامويين بالسطو على السلطة ليحكموا قبضتهم في العقول والقلوب بدغدغة مشاعر الجماهير الضعيفة وسلب تاريخها وثقافتها بصفة نهائية. إن الفكر الشرقاني أصيب بخيبة أمل كبيرة بسبب ما يمر به حاليا ولم يكد يعش إلا في عقول حامليه.
دعا الكاتب إلى الاستنجاد بما سماه «التيار المعتدل» في «الحركة الثقافية الأمازيغية» إلى تحمل مسؤوليته لصد ما نعته بالتطرف في الحركة الأمازيغية. لاحظت أن الكاتب من خلال التسمية الكاملة للحركة تمنى لو بقيت هذه الأخيرة ثقافية ولم تنتقل للسياسة، بل ورفض أن يعترف لها بالحق في ممارسة السياسة. سبحان الله، أحلال هي السياسة على الفكر الشرقاني وحرام على حركة مغربية؟ أود أن أذكر الكاتب الكريم أن الأمور ليست بالتمني وإنما بالغلبة أو الأغلبية كما يحلو للإقصائيين أن يقولوا.
استعمل الكاتب مفاهيم هي للفكر الشرقاني ومن الشعارات الزائفة لهذا الفكر: المغرب العربي الكبير – الوحدة العربية – العربية لغة الدين – العروبة والإسلام – العرب في الأندلس – المهاجرون العرب بفرنسا – الثقافية العربية الإسلامية – العرب في الأندلس...
هل تمعن الكاتب يوما في صحة المفاهيم التي تستعملها الحركة الأمازيغية ومنها:
المغرب الكبير – شمال أفريقيا (بدل الوحدة العربية) – لغات الإسلام – الأمازيغية والإسلام – المغاربة في فرنسا (بدل العرب في فرنسا) – الثقافة الإسلامية – المغاربة في الأندلس... هل تساءل الكاتب يوما من خدم الإسلام أكثر، العجم (أمازيغ ، فرس، أتراك، زنوج وغيرهم) أم العرب؟ وهل تساءل الكاتب يوما عن طوبونيميا المغرب؟
المشارقة يسمون بلادنا مراكش، أليس أصل مراكش أمور أكوش (وتعني بالأمازيغية بلاد الإله)؟ أدعو الكاتب إلى البحث عن باقي الأماكن المغربية من مدن وبوادٍ وجهات ليتضح له أن طوبونيميا المغرب كلها أمازيغية إلا ما تم تعريبه. سلا (إسلي وتعني الصخرة)، طنجة (من تينيكي وتعني المطلة على البحر)، انظر كتاب السيد محمد شفيق المدير السابق للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تطوان ( تطاوين وهي المقلتان)، أسايس (السهل المنبسط)، تادلا (باقة سنابل)، أزيلال (طريق ضيق)، بني ملال (باني أملال وهو الجبل الأبيض)، تازة (ثيزي)، تامسنا، أزمور ( زيتون)، موكادور (موكادير)، طاطا ( ثاضا وتعني الاتحاد والحلف). أيعلم الكاتب أن المغرب كان يدعى مملكة موريطان (وتعني بالأمازيغية بلاد الظلمات)، نواكشوط (نسبة إلى أكشوط وتعني الخشب أو الغابة)، تيشيط (خروب)، وهي بموريطانيا كذلك. أيعلم كذلك أن الأمازيغ القدامى هم الليبيون وأن الأمازيغ وصلوا إلى العرش الفرعوني. أدعوه أن يتفحص ثقافة المغرب من خلال التاريخ الذي يستعمله الفلاحون بالمغرب، أي العام الفلاحي الذي كان ينشر بيومية «بوعياد». ففي العام الفلاحي تبدأ السنة بعد 12 يوما بعد العام الكريكوري الذي نسميه بالميلادي. والشهر الأول لدى المغاربة هو يناير (أو الناير) ويعني يناير بالأمازيغية الشهر الأول. «يان» تعني واحد و»أيور» تعني الشهر أو القمر أو الهلال. سيكتشف الكاتب أن الأشهر المستعملة لدى عامة المغاربة (يناير، يبراير..) هي أشهر تحمل أسماؤها دلالات أمازيغية (أنظر كتابات السيد علي حميدي بجريدة تاويزا). وسيجد فيها الكاتب كذلك أن كلمات صولاي ( Soleil) التي تعني الشمس بالفرنسية قد تكون من أصل أمازيغي «أس» وهو النهار، «يولي» وتعني طلع ، لتكون الكلمة المركبة بمعنى طلوع النهار. وكلمة سمر (Sommer) والتي نجدها في الإنجليزية والألمانية مثلا قد تكون من أصل أمازيغي كذلك أس وهو النهار والضوء والحرارة، «يومر» وتعني إشتد، ليكون المعنى هو اشتداد الحرارة). أليس هذا بعض ما يدفعنا للبحث عما ساهمت به الحضارة الأمازيغية في الحضارة المعاصرة ونفتخر بأننا مساهمون وفاعلون في هذه الحضارة الكونية بدل احتقار أنفسنا والارتماء في أحضان الاستلاب الشرقي أو الغربي.
بدل أن نفتخر بهويتنا المغربية التي تؤكد مرجعيتها عبقرية المساهمة في شتى الحضارات التي تعاقبت على ضفتي الحوض المتوسطي قزمنا أنفسنا بأنفسنا بوعي تارة وعن غير وعي تارة أخرى. النخبة الشرقانية كانت دائما تعي ما تفعل وتعي أن جميع الأمم هي شعوب تتبع نخبها. هل سينكر الكاتب تقزيم كل شيء له علاقة بالأمازيغية أمام نظيره الذي له علاقة بالعربية. ألم يدرس المغاربة أن أجدادهم «بربر» وفي نفس الوقت نسمع في الراديو والتلفزيون أن «العدو الصهيوني هجم هجمات بربرية (بمعنى وحشية) على فلسطين العربية. أليس قمة العنصرية أن تنعت نخبة من المغرب المغاربة بصهاينة ووحوش؟ لم نعد نفهم هل فلسطين قضية عربية أم إسلامية أم مغربية أم ماذا؟. حين يتكلم شرقانيو المغرب عن فلسطين يقولون تارة إنها قضية وطنية وهذا يعني أن وطنهم خارج المغرب ما دامت فلسطين خارج المغرب، وتارة قضية عربية وهذا يعني أنها لا تخص غير العرب، وتارة يقولون إنها «قضية إسلامية» أي أنها لا تخص غير المسلمين كمسيحي لبنان وسوريا وفلسطين نفسها ويهود المغرب وغيرهم. إنها قضية إنسانية كباقي القضايا الشائكة بين شعوب المعمور.
وعن قضية حرف كتابة اللغة الأمازيغية في المدرسة المغربية وما أحيطت به من زوبعة في فنجان كما يقولون، يتكلم الشرقانيون عن خوفهم من تغريب المغاربة بعد كتابة الأمازيغية بحرف لاتيني كوني ودفعهم إلى مصاف دول الغرب بدل دول المشرق العربي. أليس المغرب غربا، ألم يكن يسمى الغرب الإسلامي، أيريد الكاتب والشرقانيون أن يغيروا جغرافية المغرب. إن كل شيء يسهل تغييره في العالم إلا الجغرافية. الغريب هو أن من سموا بلادنا بالمغرب، أي بلد تغرب فيه الشمس (يعني يوجد غرب البلاد العربية) يريدون اليوم أن يحسبوا المغرب شرقا. لقد اختلطت لديهم الأمور وأصبحوا متجاوزين لدرجة أنهم فقدوا بوصلتهم في العالم. وحقيقة الأمر أن المغرب يحسد على كونه بلدا في الغرب وليس في المشرق، وبذلك استطاع إنصاف عدد من القضايا التي تستعصي على بلدان المشرق كقضية المرأة والديمقراطية والتعدد الثقافي.
هل سيفرض الكاتب والشرقانيون الحرف العربي ( الذي قد يكون أصله آراميا) على مسلمي أوروبا كالبوسنة والألبان؟ هل هي أسطوانة العروبة والإسلام المتآكلة التي حاول الشرقانيون العزف عليها لمنع المغاربة من ولوج مصاف الدول الراقية من خلال كتابة الأمازيغية بحرف ينتمي لحضارة كونية ساهم فيها المغاربة؟
هل بعد تقديس اللغة العربية بأسطوانة العربية «لغة الدين» و»لغة الجنة» يريد الشرقانيون تقديس الحرف العربي؟ لا غرابة لأن الشرقانيين قد قدسوا حتى دفاتر المدرسة والأوراق المتطايرة المتسخة لسبب واحد، هو أن المكتوب في هذه الأوراق آيات من القرآن. إن هذا ليس بإسلام ولا بقشور الإسلام. إن التقديس بهذا الشكل غير الصحيح هو الذي قتل اللغة العربية ولم يعطها مناسبة للتطور بالاحتكاك والتفاعل مع لغات الكون المتحضرة.
إن المغرب بما حاباه الله من موقع استراتيجي كنقطة التقاء بين ضفتي الحوض المتوسطي ونقطة التقاء الحضارات المتعاقبة على هذا الحوض قادر على الخروج من حالة الاستلاب الشرقاني والاستلاب الغربي الفرنكفوني التي خطط لها البعض منذ عقود بل قرون. والعولمة بين ظهرانينا لا ريب فيها. لقد ولى الزمن الذي كانت فيه الإقصائية والعنصرية تجاه الثقافة الأمازيغية في كل وسائل الإعلام من مكتوبة ومرئية ومسموعة، وهو ما جعل النخبة الشرقانية تخاف على مصالحها بعد افتضاح أمرها.
لماذا لم يقل الكاتب إنه من العنصرية والإقصاء أن يكون التلفزيون المغربي والراديو والجرائد لا يقدمون إلا مواد ناطقة باللغة العربية أو الفرنسية وقلما تقدم مواد بالأمازيغية، أليست الفرنسية في وسائل الإعلام المغربي من تمظهرات الاستعمار الفرنسي كما يقول فصيل من الشرقانيين لا لسبب سوى لكون تكوينه التعليمي معربا لا فرنسية فيه. ألا يستحق المغاربة قنوات تلفزية وإذاعية أمازيغية؟ هل الجرائد الأمازيغية أخذت حقها من الدعم المالي الذي تفضلت به الدولة على من يؤطر المواطنين في الإعلام المكتوب أم أن الصحف الأمازيغية لا تؤطر المواطنين أم أن المواطنين المغاربة المتعطشين لممارسة بعد من أبعادهم الهوياتية لا يؤدون الضرائب؟
لماذا لم يشر الكاتب إلى هذا الإقصاء الذي ينم عن حقد قديم لن يتم تجاوزه إلا إذا التقت رياح العولمة وأمواج الديمقراطية وحقوق الإنسان لتقلب الباخرة الشرقانية في البحر الأمازيغي. يوم الزوبعة لن ينفع لا المنع الإعلامي، ولا منع الأسماء الشخصية الأمازيغية، ولا منع ترجمة القرآن إلى الأمازيغية، ولا منع الفنانين الناطقين بالأمازيغية في تمثيل المغرب بالخارج وخصوصا ببلدان المشرق العربي.
إننا اليوم في المغرب أمام فكرين: الأول شرقاني متآكل وتغريبي استئصالي حيث سلب تاريخ المغاربة واستأصل ثقافته الأصلية ليبدلها بتاريخ ضبابي ماضوي غير واضح، وثقافة يقال عنها إنها عربية إسلامية، وذلك لتتم خدمة المشرق العربي كمركز من طرف شمال أفريقيا كهامش وفرع تابع. أما الفكر الثاني فهو يواجه ويلات الاستلاب التي استدرج المغاربة إليها. فكر مغربي عصري حداثي واقعي يعيد الاعتبار للإنسان المغربي والمغاربي ويرفض التبعية لأي كان مادام يقر بأسبقية حضارته وعبقريتها التي قاومت القرون لتضمن لغة أو لغات أمازيغية إلى يومنا هذا بعد أن اندثرت لغات عايشتها كالفرعونية واللاتينية وغيرهما. الفكر الشرقاني أدى بالمغاربة إلى احتقار أنفسهم أمام الشرق والغرب. والدليل على ذلك أن الإبداع المغربي الحقيقي لا يقبل من طرف المسؤولين عن ترويج الإبداع بالمغرب إلا بعد أن يعترف به بالخارج. وهو ما وقع مثلا للمطربين المغاربة الذين يضطرون للهجرة إلى المشرق والغناء بأغانٍ ليست مغربية مع العلم أن من فضلوا الغناء بالمغرب وبلغاته وكانت لهم الإمكانيات المادية والمعنوية لذلك غنوا بأغان ليست مشرقية فانتزعوا جوائز المهرجانات بأرض المشرق وعبد الوهاب الدكالي مثال على ذلك. ونفس الشيء في باقي أشكال الإبداع حتى أن المطرب نعمان أكد أن في المغرب ما سماه بعقدة الآخر. هذا ما جنى المغاربة من الفكر الشرقاني، إنه الاستلاب المشرقي. أما الاستلاب الغربي فكذلك له أسبابه وحيثياته لا مجال لذكرها في هذا الموضوع. لقد وصل الاستلاب الشرقاني بالمغرب إلى كون شباب المغرب المتوجه نحو المشرق لا يحفظ إلا أغاني أو كتب أو حتى خزعبلات المشرق كما أن الشباب المتوجه نحو الغرب يجهل قيمة فن بلاده وتاريخه وحضارته.
إن من لقن دروس احتقار الذات لعقود في المقررات الدراسية وفي الإعلام والواجهات العمومية يتحمل مسؤولية عظمى فيما وصل إليه المغاربة من سكيزوفرينيا تقض مضجعهم يوميا. انفصام شخصي يجعلهم لا يفهمون من هم ولا من أين أتوا مما جعل العديد من الشباب يعلن الردة على المجتمع ويهرول إلى الارتماء في أحضان المقابر المائية المتوسطية أو المقابر الجهادية الواعدة بالجنة، وكل ذلك أملا في الخروج إلى شط النجاة بالضفة الشمالية للحوض المتوسطي أو كسب صك الغفران. أما المشرق فمن يريد الذهاب إليه من غير الشرقانيين ما داموا يتلقون دريهمات لتغطية مصاريف الطائرات التي تقلهم إلى ندواتهم في المشرق ومصاريف طبع أطروحاتهم وتنقلاتهم بين المنتديات القومجية والإسلاموية والتي تبقى توصياتها حبيسة أرشيفات المنتديات وعقول النخبة الشرقانية؟
لقد جعل الخطاب الملكي لعيد العرش بتاريخ 30 يوليو 2001 حدا لأوهام هذه النخبة الشرقانية بالمغرب حيث ضبط الروافد الهوياتية المتعددة للمغاربة كالتالي: أمازيغي، عربي، صحراوي، إفريقي، أندلسي. و ذلك بشكل تراتبي ذي دلالة دقيقة لا ينكرها إلا جاحد. ونظرا لما يعيشه اليوم العالم بفضل العولمة التي بدأت تهدد بقلب الثقافات السائدة لإعطاء فرصة لكل الثقافات، فإن الشرقانيين واعون تمام الوعي أن الثقافة الأمازيغية هي ثقافة أغلبية صامتة ستخرج من صمتها في الوقت المناسب.
وبفضل الرصيد الحضاري الحامل لقيم حقوق الإنسان الذي ساهم فيه المغاربة كباقي الأمم التي تعاقبت عليها الحضارات، لن يجد المغاربة أدنى صعوبة أمام ركوب قطار العولمة الذي لطالما حذر الشرقانيون المغاربة منه لأنهم يعلمون أنهم (الشرقانيون) سيكونون غير قادرين على حمل الفكر الشرقاني معهم إلى قطار العولمة. وإذا علمنا أن هذا الفكر متكبر ومستبد وعنيد كعناد الزعماء البعثيين، فلا غرابة إن أضاع هذا الفكر فرصة قطار العولمة ليبقى كما هو لا يصنع التاريخ بل يخرج منه. بفضل العولمة لن يبقى منطق الثقافة السائدة والثقافة المهمشة. ألم تطرق اللغة الأمازيغية باب الحداثة بعد كسبها رهان المعيرة أمام انبهار المختصين بالعالم واندحار الشرقانيين بالمغرب وخارجه؟ أصبحت اللغة الأمازيغية لغة برامج ونظم معلوماتية، أما حرف ثيفيناغ، الذي ظن الشرقانيون من خلال رفضهم كتابة الأمازيغية بالحرف اللاتيني، أنهم رموا بالأمازيغية إلى متحف التاريخ، فهذا الحرف (ثيفيناغ) حاليا ينتشر بسرعة داخل «الحركة الأمازيغية» وباقي المغاربة المهتمين حيث يمكن من كتابة الأمازيغية وغيرها على الحاسوب بدون حاجة إلى نظام وينداوز بالأمازيغية كما هو حال العربية التي تحتاج إلى هذا النظام.
بفضل العولمة لم يبق احتكار المعلومة من نصيب نخبة ما ولم يبق مجال لتحريف تاريخ أمة ما. ذهب إلى غير رجعة زمن تخدير العقول ودغدغة مشاعر الشعوب بالخطابات الرنانة ما دامت الاتصالات اللاسلكية الصوتية والمرئية تخطت الحدود ودخلت إلى البيوت. لعل الفكر الشرقاني بالمغرب، بعد اندحار رموز الديكتاتورية في المشرق وبدء افتضاح أمره في المغرب الكبير (وليس المغرب العربي الكبير كما يراد له)، يحس بزوال نظريته الإقصائية ويحاول خائبا جس النبض في القلوب. لكن هيهات هيهات! لا بد للمغلوب أن يتوب أو في الأغلبية يذوب. هذا قدره المكتوب منذ قتل المغني الموهوب «لوناس معتوب» وجعل حق الأمازيغية مسلوب. شمسه آيلة إلى الغروب وحاملوه ليس لهم أرض أو وطن أو دروب.
(محمد امباركي، أستاذ بكلية العلوم والتقنيات - بني ملال ـ mbarki 63@yahoo.fr )

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting