uïïun  105, 

ynyur

  2006

(Janvier  2006)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

asniwju n lkddafi i lkungris amaziv

Imazighen n sserbis

Aneqqis n igiwr n islmadn n tmazight

Ingha yagh ifsti

Tiqessisin inu itmenghan

Ass a

Iniyat as

A tamurt

Tihellal

Français

Le complexe d'Augustin

L'amazighophobie de l'istiqlal

Réponse à l'article de "libération"

Le droit à un État pour chaque peuple

Entre les larmes et le sourire

Autonomie économique

Précieuse amazighité

L'amazighité

Communiqué du CMA  

العربية

استضافة الرئيس الليبي للكنكريس الأمازيغي

من هم أحفاد ليوطي الحقيقيون؟

بوجمهة... مأساتنا جميعا  

هرهرة الألسن وسياسة الذاكرة عند الأمازيغ

ردا على كفاح عباس الفاسي

عاش المغرب عربيا فرنسيا

متى سيعيد العرب النظر في تاريخهم الاستعماري؟

بيبلوكرافيا الأدب الأمازيغي الريفي

يوميات سرير الموت

دسترة الأمازيغية بين مطرقة المخزن وسندان الأحزاب

فترة تاريخية محظورة في التاريخ والعلام  

الضجة على ظهير 16 ماي 1930

دفعا لمغالطات صاحب عمود تعرية

التجربة الطلابية بالجامعة

معتقلو تماسينت يغادرون السجن  

بلاغ الحزب الديموقراطي الأمازيغي

بيان المؤتمر الليبي

بيان الحركة الطلابية الأمازيغية

بيان التسيقية الوطنية للحركة الطلابية الأمازيغية  

بيان تنسيقية أميافا

جمعية أزا للثقافة والتنمية

بيان لجنة ميثاق الجمعيات الأمازيغية بالريف

جمعية أزغنغان

جمعية تانوكرا بتنغير

ندوة الأمازيغية بين الوطني والدولي

 

افتتاحية:
استضافة الرئيس الليبي للكنكريس العالمي الأمازيغي: الدلالات والاستنتاجات
بقلم: محمد بودهان

مهما كانت النوايا السياسية، الحسنة أو السيئة، الكامنة وراء استضافة الرئيس الليبي للكنكريس العالمي الأمازيغي واستقباله الرسمي لرئيسه لونيس بلقاسم، مثل محاولة النظام الليبي الخروج من عزلته الخارجية بكسب ود الأمازيغيين في الداخل، أو العمل على تلميع صورته في ما يخص احترام حقوق الإنسان بالانفتاح على حقوق الأمازيغية والأمازيغيين في ليبيا، أو رغبته في استعمال الورقة الأمازيغية لاحتلال موقع في صحراء الطوارق بهدف مغازلة أميريكا التي أصبحت تولي اهتماما خاصا بهذه المنطقة في إطار حربها على الإرهاب الإسلاموي، أو تخطيطه لاستعمال الكنكريس العالمي الأمازيغي لتهميش وإضعاف الحركة الأمازيغية الليبية التي أصبحت عامل إزعاج للحكم الليبي، أو البحث عن اختراق مخابراتي للمنظمة الأمازيغية العالمية... فعلى فرض أن هذه الاعتبارات، التي فيها من التفسير المؤامراتي أكثر مما فيها من الحكم العلمي الموضوعي، صحيحة، ومع الأخذ بعين الاعتبار كذلك للمزاج المتقلب للرئيس القذافي الذي كان عروبيا ثم إفريقيا ثم أخيرا "أمازيغيا"، ورغم هذا كله سيبقى الحدث ذا أهمية تاريخية خاصة بالنسبة للكنكريس الأمازيغي وللقضية الأمازيغية بصفة عامة.
فلأول مرة في تاريخ النضال الأمازيغي يوجه رئيس دولة من أقطار تامازغا دعوة رسمية إلى رئيس منظمة أمازيغية. وهذا حدث له دلالته الكبيرة، ليست الرمزية فحسب، بل السياسية كذلك، والمتمثلة في:
ـ الاعتراف بالكنكريس العالمي الأمازيغي كممثل للقضية الأمازيغية (ولو أن أطرافا أمازيغية ليست راضية أن يلعب الكنكريس هذا الدور).
ـ اتخاذ القضية الأمازيغية بعدا دوليا من خلال تعامل الدول (ليبيا وحدها إلى الآن) معها كمنظمة عالمية تدافع عن حقوق الأمازيغية والأمازيغيين.
ـ يمكن استثمار هذا التعامل كبداية لتوحيد الجهود الأمازيغية القطرية لتقوية القضية الأمازيغية وتشكيل قوة ضغط حقيقية وموحدة عالميا.
إلا أن المثير حقيقة في هذا اللقاء بين الرئيس الليبي والكنكريس الأمازيغي، هو أن مبادرة عقده جاءت من ليبيا وليس من المغرب أو الجزائر، أي جاءت من نظام كان يمثل أعلى قمة للقومية العربية، وأكبر مدافع عن وحدتها الوهمية التي جعل منها الرئيس القذافي علة وجود نظامه ودولته، حتى أنه لجأ، في سبيلها، إلى ما اعتبر ممارسات إرهابية أحيانا، مما جعله نظاما منبوذا وممقوتا من طرف المجتمع الدولي لسنوات، كما أنه مشهور كعلم في رأسه نار، نتيجة منزعه العروبي، بمحاولة إبادته الأمازيغية، وبقمعه للأمازيغيين وبانتهاكه الجسيم لحقوقهم.
فكيف نفسر "انقلابا" من هذا الحجم، والذي سبقته إرهاصات أولى تجلت في التصريحات الإيجابية تجاه الأمازيغية والأمازيغيين من طرف سيف القذافي ابن الرئيس الليبي؟ كيف لنظام عروبي حتى النخاع أن يقبل الاستماع إلى مطالب الأمازيغيين ولو حتى من باب المزايدة الديماغوجية؟
نلاحظ إذن أن مصدر "الدهشة" في هذا الحدث هو كون النظام الليبي عروبيا بشكل كامل ومطلق ولا مكان فيه لغير العربية والعروبة، والذي ظل يحارب الأمازيغية وينتهك حقوق الأمازيغيين منذ استيلائه على الحكم. وهذا يعني أن نظاما بهذه المواصفات والسوابق لا يمكن أن يبدي ودا تجاه الأمازيغية بأي شكل من الأشكال.
لكن إذا حللنا عروبية الرئيس الليبي وقارنها بعروبية النظامين المغربي والجزائري، سنخلص، ضدا على كل المسلمات الجاهزة والمحسومة حول الموضوع، إلى أنه بالإمكان أن ننتظر تغيرا إيجابيا في موقف النظام الليبي من الأمازيغية أفضل بكثير مما يمكن انتظاره من النظامين المغربي والجزائري. كيف ذلك ولماذا؟
قلنا إن الرئيس الليبي كان يمثل "هملايا" القومية العربية، وبالتالي العدو رقم واحد للحقوق الأمازيغية. لماذا؟ لأنه، مثل أستاذه جمال عبد الناصر، تبنى النزعة العروبية، ليس كإيديولوجية فحسب، بل كحقيقة ـ التي هي النقيض للإيديولوجيا ـ بمفهومها الإبستمولوجي الذي يعني مطابقة الفكر للواقع. أي أن النزعة العروبية، بما أنها حقيقة، فهي فكرة لها مضمون موضوعي كفكرة أن الأرض تدور حول الشمس ذات مضمون موضوعي في عالم التجربة والواقع. فتبني النزعة العروبية كإيديولوجية لم يكن عند القذافي وجمال عبد الناصر سوى نتيجة للإيمان بها كحقيقة موضوعية. وبالتالي فهي إيديولجيا لأنها أولا حقيقة، وليست حقيقة لأنها إيديولوجيا أولا، كما سنرى في المغرب والجزائر.
إذن مجرد الإيمان بالنزعة العروبية، مع نتائجها المتمثلة في تحقيق حلم القومية العربية، على أساس أنها حقيقة موضوعية، يفتح إمكانية التخلي عنها يوم اكتشاف أنها خطأ، أي شيء مخالف للحقيقة الموضوعية، مثل فكرة أن الشمس تدور حول الأرض التي كان يؤمن بها البشر كحقيقة لآلاف السنين، تم التخلي عنها يوم ثبت أنها خطأ مخالف للحقيقة الموضوعية. هذا ما حدث للرئيس الليبي الذي يبدو أنه في طريق التخلي عن النزعة العروبية والقومية العربية والعودة إلى انتمائه الإفريقي بعد أن اقتنع بخطأ النزعة العربية القومية، التي تبين له أنها مجرد أكذوبة لا مضمون موضوعيا لها كما كان يعتقد خطأ. ولهذا ليس هناك ما يمنع اليوم، مبدئيا، النظام الليبي من المصالحة مع الأمازيغية والعمل على تنميتها ورد الاعتبار لها. ولو بقي جمال عبد الناصر حيا لكان من الممكن أن يتحول هو أيضا إلى مدافع عن الانتماء الفرعوني لمصر بعد أن يكون قد اكتشف خطأ النزعة العربية والقومية العربية التي كان رمزا لها.
أما في المغرب والجزائر، فالأمر على العكس من ذلك تماما. فحكام المغرب والجزائر لا يتبنون العروبة كحقيقة موضوعية كما رأينا عند القذافي ومعلمه جمال عبد الناصر، وبالتالي يكمن التخلص منها يوم اكتشاف أنها خطأ ينبغي تصحيحه، بل يتبنونها وهم يعرفون ويعون أنها أصلا خطأ ومجرد وهم وأكذوبة. فهم يتبنون إذن العروبة ويدافعون عن الانتماء إليها، لا على أساس أنها حقيقة موضوعية كما رأينا عند الرئيس الليبي، بل لأنها أكذوبة، أكذوبة لكنها مفيدة سياسيا وإيديولوجيا. فالانتماء العروبي عند نظامي الحكم بالمغرب والجزائر هو أولا إيديولوجيا بمفهومها الإبستيمولوجي، أي الفكرة الغير المطابقة للواقع، عكس الحقيقة. ومن هنا تصبح إمكانيات التخلي عنها أقل مما لو كان تبنيها يقوم على أساس اعتبارها حقيقة كما رأينا عند الرئيس الليبي. فوظائف النزعة العروبية بالمغرب والجزائر تتلخص في دعم السلطة السياسية القائمة بإعطائها مزيدا من المشروعية. أما في ليبيا فقد كانت وظائفها تتمثل في دعم العروبة والدفاع عنها. ومن هنا ندرك صعوبة تغيير حكام المغرب والجزائر لمواقفهم لصالح الأمازيغية تصحيحا لأخطاء وقعوا فيها، كما رأينا عند القذافي، لأن ذلك يعني نزع المشروعية عن سلطتهم السياسية التي يستمدونها من إيديولوجيتهم العروبية. فالعروبة بالمغرب والجزائر تستعمل لخدمة ودعم النظامين الحاكمين، في حين أن النظام الليبي هو نفسه الذي كان يستخدم لخدمة العروبة ودعمها، وبالتالي فهو لن يخسر شيئا إذا تخلى عن العروبة وأعلن عن انتمائه الأمازيغي الإفريقي. سيكون ذلك بمثابة تصحيح لخطأ وقع فيه كما أشرنا. أما التخلي عن العروبة، بوظيفتها السياسية والإيديولوجية، بالمغرب والجزائر، فيعني التخلي عن السلطة. فالاستعمال السياسي للعروبة بالمغرب والجزائر مكمل وموازٍ للاستعمال السياسي للإسلام لدعم السلطة وحمايتها.
لا نريد بهذا التحليل أن نقول بأن الرئيس الليبي تحول من قومي عروبي إلى "مناضل" أمازيغي سيصبح هو "شيشونق" الليبي الجديد. سنرتكب هنا نفس الخطأ الذي قلنا إن الرئيس الليبي وقع فيه عندما كان يتعامل مع العروبة كحقيقة موضوعية. وإنما نريد تبيان أن تخلي النظام الليبي عن النزعة العروبية واعتناق الانتماء الأمازيغي الإفريقي، بناء على المعطيات التي ناقشناها، ليس مستحيلا ولو أنه يبدو مستبعدا. وهذا عكس النظامين المغربي والجزائري اللذين لا يمكن لهما أن يتخليا بقناعة وتلقائية عن انتمائها العروبي لأن ذلك يعني نهايتهما.
هذه العودة إذن، الممكنة مبدئيا، للنظام الليبي إلى الأمازيغية، سيفيد هذه الأخيرة، ليس في ليبيا فحسب، بل بالمغرب والجزائر في المقام الأول. لماذا؟
كان النظامان، المغربي والجزائري، رغم اختلافاتهما الكبيرة في كل شيء تقريبا، متفقين ومتعاونين في شيء واحد، هو رفض الاعتراف بالهوية الأمازيغية لبلديهما. وعليه، لم يكونا يستعملان الأمازيغية كسلاح لأحدهما ضد الآخر، إلا في حدود محسوبة وموزونة حتى لا ينقلب السحر على الساحر. وهكذا نجد أن إعلان الحسن الثاني في خطاب 20 غشت 1994 عن قرار تدريس الأمازيغية قابله، من جهة الجزائر، إنشاء المحافظة السامية للأمازيغية في 28 ماي 1995. وعندما أنشأ الحكم المغربي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في 17 أكتوبر 2001، ردت الجزائر بدسترة اللغة الأمازيغية كلغة وطنية في 10 أبريل 2002. فالفعل ورد الفعل بينهما، بخصوص المسألة الأمازيغية، يبقيان حذرين ومعقولين ومتوازنين، حتى لا ينتج عنهما إنصاف الأمازيغية بشكل يضعف الطابع العروبي للنظامين ويدعو إلى إعادة النظر فيه.
لكن مع دخول الرئيس الليبي على الخط، سوف لن تبقى الأمازيغية كرة يتقاذفها النظامان المغربي والجزائري كما يشاءان حسب مصالحهما العروبية المناقضة لمصلحة الأمازيغية والأمازيغ، بل ستفرض عليهما التطورات الجديدة لملف الأمازيغية الأخذ بعين الاعتبار لهذا المعطى الليبي الجديد الذي قد يخلط أوراقهما (المغرب والجزائر) ويخل بالتوازن الذي كانا يحافظان عليه في تعاملهما مع الأمازيغية.
وإذا استمر النظام الليبي في تغيير موقفه لصالح الأمازيغية، فإنه بالتأكيد سيحرج النظامين العروبيين بالمغرب والجزائر ويفرض عليهما تغيير موقفهما وإعادة النظر في إستراتيجيتهما لاحتواء المد الأمازيغي ـ مثل ليركام بالمغرب والمحافظة السامية بالجزائر ـ بشكل سيفيد أكثر الأمازيغية.
لا ننسى أن "ليبيا" هي الاسم الذي كانت تعرف به بلاد الأمازيغ في التاريخ القديم عند الشعوب الأخرى، وبالتالي فقد كان "الليبيون" هو الاسم الذي يطلق من طرف تلك الشعوب على الأمازيغيين. ولهذا إذا عاد القذافي إلى أمازيغيته الليبية، فستكون الظروف مواتية لأن تصبح ليبيا رائدة، من جديد، في المجال الأمازيغي كما كانت في العهد القديم. وقد تستعمل انتماءها الأمازيغي لدعم حضورها السياسي وفرض احترامها داخل المجتمع الدولي التي ظلت منبوذة من طرفه لحقبة غير قصيرة، بعد أن تصحح الخطأ الذي ارتكبته بتبنيها للقومية العربية التي أساءت كثيرا إلى ليبيا وجعلتها دولة منبوذة ومعزولة لمدة طويلة.
ولا ننسى كذلك أن بليبيا حركة أمازيغية قوية وفاعلة غير معترف بها من طرف النظام، لا تزال طاهرة وصادقة لم يخترقها هذا النظام ولم يفسدها، ولم ينشئ لها محافظة سامية ولا معهدا ملكيا لاحتوائها وإرشائها. وهذا عامل آخر قد يجعل من ليبيا قطبا أمازيغيا في المستقبل إذا توفرت الإرادة السياسية لدى النظام، خصوصا أنه لا توجد بليبيا، بسبب طبيعة الحكم الفردي للرئيس الليبي، لوبيات عروبية، حزبية ونقابية وإسلاموية كما في المغرب والجزائر، يمكن أن تؤثر سلبا على القرار السياسي لصالح الأمازيغية الذي قد يتخذه الرئيس الليبي.
 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting