|
هي لغتنا ونحن أولى باختيار حرفها بقلم: زحلو زايد (إملشيل) ها هم مرة أخرى يرفعون رؤوسهم من تحت الرمال بعدما مرت العاصفة ليمارسوا سياسة الفتوى ولإفتاء في قضية لها أهميتها وشعبها. إنها قضية الأمازيغية والأمازيغ وحرف كتابتها. فبالأمس القريب جدا كانوا أشد الأعداء لها، وأدوها وهي حية كما كان أجدادهم يفعلون بالبنات. نعتوها بأبشع النعوت وربطوها بالمستعمر والمحتل. لم يدخروا جهدا في الإساءة إليها؛ بحثوا في قاموسهم على أقدح الصفات ـ وما أكثرها لديهم ـ فألصقوا بمناضلي الحركة الأمازيغية وشرفائها شر التهم من عمالة للغرب وزرع للفتنة وتهديد للوحدة الوطنية إلى الكفر والإلحاد. جعلوا من الأمازيغية قنبلة موقوتة وفزاعة مرهبة لتضليل الرأي العام. لكن كنا نتصدى لهم بالحجة والبرهان لا بالأسطورة والبهتان كما يفعلون، ففنّدنا كل ادعاءاتهم وفضحنا مراميهم وأظهرنا زيف نواياهم وكشفنا عن حقيقة حقدهم. وهاهم مرة أخرى يخرجون في حلة جديدة. فبعد تبني الأمازيغ الشرفاء المجتمعين بمكناس يوم 5 أكتوبر 2002 الحرف اللاتيني لكتابة لغتنا الأمازيغية، وذلك لاعتبارات علمية موضوعية وبداغوجية ونضالية تراكمية روعيت فيها مصلحة الأمازيغية على المدى البعيد في ظل العولمة والحداثة وحقوق الإنسان، بعيدا عن أية نزعة عرقية أو أجنبية. أقام الإسلامويون الدنيا وأقعدوها وبدأوا يقرأون اللطيف ويبحثون في قاموسهم عن أدلة ليشرعنوها لأجل فتوى يزعمون أنها من شرع الله ومن الدين الحنيف. لكن الدين بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف. وجندوا جرائدهم ("التجديد" و"العصر" بالخصوص) لترويج سمومهم ضد الأمازيغية، واستجمعوا جمعباتهم وملحقاتهم التي ادعت أنها أمازيغية وتدافع عن الأمازيغية والأمازيغ وشجبت قرار الحركة الأمازيغية حول الحرف اللاتيني لكتابة الأمازيغية ودعت إلى ضرورة فرض وتبني الحرف الآرامي (العربي) لكتابة الأمازيغية، مستندة إلى اعتبارت وهمية عنصرية وقومجية لا تمت للعلم والحداثة بصلة. فلهؤلاء نقول: ـ لسنا بحاجة لشهادة اعتراف منكم لإثبات إسلامنا، فنحن مسلمون أبا عن جد والتاريخ لخير شاهد. ـ الإسلام لعامة الناس لا للعرب وحدهم. ـ غالبة المسلمين من العجم (ما يفوق المليار مسلم). ـ ليست العربية ركنا من أركان الإسلام كما تحاولون. ـ شأنها شأن باقي اللغات، كلام الله هو المقدس ولا شيء غيره. ـ لا فرق ولا فضل بين الناس إلا بالتقوى. ـ إن الأمازيغية لغة وحضارة، لها شعبها وهم من لهم حق اختيار حرفها المناسب لها دون سواهم. ـ متى كانت هويات الشعوب تحدد بصناديق الاقتراع كما تحاولون؟. ـ أين كنتم بالأمس يوم منع لقاء "بوزنيقة" ومنع اسم "أماسين" و"نوميديا" وحرفت أسماء الأماكن والأعلام؟ ـ ماذا قدمتم للأمازيغية؟ أليس الحقد والكراهية والعداء؟ ـ أين كنتم وجرائدكم يوم اعتقل أعضاء تيليلي وسجن علي صدقي أزايكو، والقائمة طويلة؟ ـ أين كنتم يوم صدرت مذكرة وزارية تدعو إلى تعريب الإدارة والحياة العامة؟ ـ ما موقفكم من تاريخ شمال إفريقيا المحرف والمكتوب بنزعة قومجية ترضي المشرقيين البعثيين أصحاب القومية الأسطورية؟ ـ أين هي الأمازيغية في برامجكم الحزبية والطلابية والجمعوية؟ ـ أين كنتم يوم رفع الأحرار شعار "الأمازيغية مسؤولية الجميع"؟ أم يومه كنتم مشغولين بجمع التبرعات وتنظيم المسيرات للتضامن مع بورما وكشمير والعراق...؟ ـ أليس التضامن مع معطلي البلاد ومرضاهم ومثقفيهم ومهمشيهم أولى؟ فبالله عليكم استحيوا واستغفروا الله تجاه الأمازيغية وكفّوا عن الدلو بدلوكم في قضية حاربتموها ولا زلتم تحاربونها، واتركوا شأنها لأهلها الذين ذاقوا مرها وحلوها وما أكثر مرها بسبب سياسات القومجيين والمتطرفين. فأهل مكة أدرى بشعابها وأهل تمازغا أولى بأمازيغيتها وحرف كتابتها.
|
|