|
|
تيفيناغ أو
الاستعمال
العبثي للأمازيغية بقناة تامازيغت
بقلم: الحسين دسجي الإعلان على الحداد يترجم الى الدعوة لمتابعة سهرة فنية في بقناة تامازيغت لا شك أن للكتابة أهمية بالغة لما لدورها في انتشار اللغة وإشعاعها، لكن ذلك رهين بالحرص على سلامتها لتيسير استعمالها حتى تلعب دورها على أكمل وجه في الحياة العامة بدون عوائق، باعتبار أن المدرسة ليست المجال الوحيد لتعلمها واستعمالها. لقد عدلت مرارا عن كتابة موضوع حول الأخطاء الإملائية التى تحبل بها برامج القناة الثامنة، إن على مستوى الوصلات، الجنيريك وكذا الإعلانات، لكوني أعتبرها أمورا صغيرة أمام أولوية الاعتراف بالأمازيغية دستوريا، عدلت عن ذلك لكون جودة بعض البرامج التعليمية والثقافية الرفيعة المستوى أنستني الموضوع واقتنعت بأن إصلاح الأخطاء حتمي، بل سنتجاوزه عما قريب كما طمأننا بذلك السيد مدير القناة ذات يوم عبر برنامج «الوسيط»، لا سيما أن الأمازيغية أصبحت بصيغة مّا رسمية، إذ ستحظى بنصيبها من الحماية والانتشار أسوة باختها العربية، فالمسألة إذن مسألة وقت. لكن ما جعلني أحرر هذه المقالة ليست الأخطاء الشبيهة بتلك التي نجدها في التوظيفات المناسباتية للأمازيغية، كتحريرالعربية بتيفيناغ في غاية من الاستخفاف بعقول الناخبين من طرف أمازيغ بعض الأحزاب الذين لا يبدو أن لهم غيرة على مصير لغتهم أمام أولوية الظفر بالكراسي بعد أن مات فيهم الإحساس بـ»الحكرة « بسبب تبني أحزابهم للإديولوجيات الشرقانية مدة أكثرمن نصف قرن من الزمن، اعتقلت خلالها الأمازيغية باسم اللغة الدستورية الواحدة والوحيدة والوحدة الوطنية إلى غيرها من المبررات التي استعملت بإفراط، مما سبب شرودا هوياتيا طال أمده، جعلت شخصيتنا تعيش انفصاما قل نظيره في العالم. لست اتحدث هنا كذلك عن ملصقات الأبناك في أوقات الذروة حيث الحرف الأمازيغي لا وظيفة له غير ملء الفراغ تحت اللغات المحظوظة، والتي حرصت إدارات هذه المؤسسات على توظيفها بعناية فائقة. لا يتعلق الأمر بكل هذه الأنواع من الأخطاء بل إن النص الأمازيغي هذه المرة سليم تماما ويمكن ترجمته إلى ما يلي» ستتابعون بعد قليل البث المباشر لسهرة مع الفنانة فاطمة تباعمرانت من مهرجان تيميتارباكادير» ؟؟ تساءلت ما إذا كان حقا مهرجان تيميتار مستمرا حتى هذا الوقت؟ أي يوم 26 - 07 -2011، فقرأت الترجمة المرفقة بالعربية لأتأكد من صحة الإعلان الغريب، فكانت صدمتي صدمتين إذ قرأت ما يفيد أن جلالة الملك أعطى تعليماته لإعلان الحداد بتنكيس الأعلام الوطنية لمدة ثلاثة أيام على إثر تحطم الطائرة التابعة للقوات المسلحة الملكية باكلميم، فهل الدعوة الي الرقص بجانب إعلان الحداد خطأ مقصود؟ هكذا استمر التوظيف الرمزي والعبثي للغة الدستورية الجديدة في قناتها، في انتظار إصدار القوانين المنظمة لإدماجها باعتبارها لغة رسمية. لقد استنكرت لتو الفعاليات الأمازيغية تصريحات الأمين العام للحزب الإسلامي pjd المهينة للأمازيغية وحرفها العريق، فما أعظم الاستخفاف باستعمال الأمازيغية بالأمازيغية في القناة الأمازيغية!! ليعود إلى الذهن سؤال من وراء هذا السيل؟ هل تلقى المشرفون على القناة أي تكوين؟ هل ستتيح صيغة ترسيم الأمازيغية ب»التدريج» المزيد من الاستهتار والاستخفاف بعقول المواطنين في القناة وفي غيرها الى هذه الدرجة؟ ألا يوجد في القناة موارد بشرية كافية متمكنة من كتابة الأمازيغية بالرغم من يسر تعلم حرفه؟ أما الأخطاء التي ألفناها في القناة، والشائعة في بعض الجرائد والمواقع الإليكترونية فيمكن إرجاع أسبابها إلى ما يلي : - استعمال الإملائية orthographe الفرنسية في كتابة الأمازيغية حيث صوتي «الهاء» و»الحاء» لهما شكل واحد هو Hبينما في الأمازيغية مختلفان فنقرأ في الجينيريك أخطاء من قبيل «هاسان» «هافيظ» كتصوير لاسمي «حسن» و»حفيظ» بتيفيناغ . - استعمال حرفين digramme لتمثيل صوت واحد في KHalid مثلا اوtamaziGHt بينما لا حاجة الى ذلك في اللغة الأمازيغية مادام ان كل صوت يقابله حرف واحد بتفناغ عكس الفرنسية والإنجليزية حيث يصور الصوت الواحد أحيانا بثلاتة حروفtrigramme كمثال schwa و schéma. - كلمة»روبورتاج» في برنامج «إغبولا» ما تزال بكتابة عبثية لا معني لها بل يستحيل حتى قراءتها، والسبب هو أنها كتبت أصلا بالفرنسية ثم قلبت إلى تيفيناغ حيث يقابل حرفي P وO على الملمسclavier صوتي»الحاء» و» العين» على التوالي ، وكذلك صوت الجيم بتيفناغ يقابله حرف J على الملمس بينما كتب خطأ بالكاف المعقودة المقابلة لحرف G، متبوعة بحركة schwa التي لا حاجة لها هي الأخرى في نهاية الكلمة في اللغة الأمازيغية، فلولا الترجمة لما عرف أن تركيب تلك الحروف على ذلك الشكل يقصد به «روبورتاج». باقي الأخطاء متعلقة باستبدال الحروف المرققة بالمفخمة والعكس كمقابلي صوتي الدال والضاد، وكذلك دمج مورفيم الربط préposition « n» في الاسم فيكتب مثلا «nitran abrid» بينما الصحيح هو» abrid n itran». تادامسا» في بعض الإعلانات تقرأ» تادامرا» «ايناس» تقرأ «اينرس» «اومناد» تقرأ «اومجاض» الى غيرها من الاخطاء التي عمرت في القناة. نعرف أن العديد منها قد لا تتحمل فيها القناة أية مسؤولية كونها من شركات الإنتاج خارجها، لكن تصحيحها لا يتطلب سوى دقائق معدودة فهل من مجيب؟ جدير بالذكر أن اعتماد تيفيناغ لم يخلّص الأمازيغية من إسقاط إملائيات اللغات الأخرى عليها كالفرنيسة. فما بالك لو استعملت الحروف الآرمية، لكننا نقرأ الأمازيغية على طريقة السيد المحترم بنكيران الذي لم يحترم لغتنا ولم يناضل حزبه يوما من أجلها، حتى يقترح علينا اليوم حرف كتابتها وقوانين إدماجها. تحية صادقة مني لكل العاملين بقناة تامازيغت المحبوبة إذ لا أريد الإساءة لأي شخص بداخلها بقدر ما أريد الإسهام قدر الإمكان للرقي بها وبكتابة لغتنا.
|
|