|
|
تكريم الأستاذ والشاعر محمد مستاوي بمهرجان تيميتار بقلم: رشيد نجيب – أكادير
احتضنت القاعة الكبرى بجهة سوس ماسة درعة يوم الخميس يونيو 23 يونيو 2011 فعاليات اللقاء التكريمي الذي نظمته جمعية تيميتار بأكادير تكريما واحتفاء بالشاعر والباحث والمبدع والصحفي المهني والفاعل الجمعوي والمهتم بالشأن المحلي والوطني الأستاذ محمد مستاوي، وذلك ضمن الأنشطة الموازية للدورة الثامنة لمهرجان تيميتار الذي تحتضن فعالياته مدينة أكادير مطلع كل صيف. وقد حضر هذا اللقاء عدد من المسؤولين والمهتمين والأساتذة الجامعيين وفعاليات الحركة الأمازيغية والفنانين والكتاب والطلبة الجامعيين وأفراد من عائلة المحتفى به وأصدقائه العديدين ورجال الصحافة والإعلام... وتضمن هذا اللقاء التكريمي الذي أشرف الأستاذ إبراهيم بوغضن على تنشيط فعالياته تقديم دراسات في حياة ونضال الأستاذ محمد مستاوي وإنجازاته الإبداعية المتنوعة والمتعددة، إضافة إلى تقديم شهادات لعدد من الأشخاص الذين عايشوا الأستاذ محمد مستاوي في أكثر من محطة وحدث. في شهادته التي قدمها في حق الأستاذ محمد مستاوي، أشار الأستاذ حسن إدبلقاسم (المناضل الأمازيغي المعروف) إلى تكسر إحدى القيود التي تحدث عنها في إحدى دواوينه الشعرية (ديوان إيسكراف = القيود) بترسيم اللغة الأمازيغية في مشروع الدستور المغربي، تجربته الفريدة في الكثير من المجالات مفضلا أن يتحدث عنه بمنطق الجمع والتعدد، لم لا وهو الشخصية المتعددة مبدعا وشاعرا وصحفيا وجمعويا وباحثا ميدانيا لا يكل ولا يمل، مستحضرا كذلك تجربته المتميزة في النشر والكتابة وهو الذي يطبع 5000 فما فوق مع استحضار تجربة أغلب الكتاب المغاربة الذين لا يطبع معظمهم سوى 1000 نسخة مع استثناءات نادرة جدا، وتجربته كذلك في التعامل مع حقوق الملكية الفكرية في المغرب باعتباره من أوائل الكتاب والمبدعين الذين حصلوا على مستحقاتهم في الإطار وهو ما ينم عن وعي حقوقي راسخ. وقدم الدكتور محمد خطابي (الأستاذ الجامعي بجامعة ابن زهر ومدير مجلة قراءات) دراسة شاملة بعنوان: محمد مستاوي، السياسي والنقابي والجمعوي، قام من خلالها بتتبع المسار النضالي والشخصي الغني والمتعدد الأبعاد والواجهات، حيث رصد الأستاذ خطابي بطريقة كرنولوجية مجمل الأحداث السياسية التي رافقت مسار الأستاذ مستاوي متحدثا عن الدلالات والمعاني التي تحيل عن معنى أن يكون المرء سياسيا خاصة عندما يتعلق الأمر بالعمل السياسي النظيف والنبيل. سيرة الأستاذ محمد مستاوي كما أبرزها الدكتور الخطابي تبين أنه ازداد في فاتح يناير 1943 بمنطقة إداوزدوت والتحق بالمعهد الإسلامي بتارودانت سنة 1957 ليحصل على الشهادة الثانوية ويشتغل بعد ذلك في قطاع التعليم في العديد من مناطق المغرب خاصة بمدينتي مراكش والدار البيضاء، كما خاض عدة تجارب انتخابية سواء على المستويين الجماعي أو البرلماني وتمكن بداية التسعينيات من رئاسة جماعة النيحت بإجماع كافة الأعضاء. جمعويا، انخرط الأستاذ مستاوي بجمعية المواهب وأسهم في ترسيخها تنظيميا بعدد من المناطق كما شارك في مجمل أنشطتها وحصل في داخلها على إطار مدير مخيم تربوي، وقاده اهتمامه بالتراث الأمازيغي إلى الانتماء إلى الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي بالرباط منذ انطلاقتها الأولى وهي التي أصدرت له أول ديوان شعري له ويعتبرها بمثابة مدرسته الثقافية. كما أثارت المكانة الصحافية والإعلامية صحافة مكتوبة وإذاعية وتلفزيونية اهتمام الدكتور الخطابي في دراسته حول مستاوي بحيث أبرز إسهاماته العديدة في هذا الإطار خاصة عناوين المقالات التي كتبها دفاعا عن العالم القروي لما كان يوقع مقالاته باسم: ابن البادية. من جهته، أبرز الدكتور أحمد صابر، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، مجمل الإسهامات الفكرية والثقافية للأستاذ محمد مستاوي حيث كان محامي العالم القروي بامتياز وسباقا إلى التعرف إلى مدى أهمية التوثيق واستثمار عناصره في توثيق جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية والإبداعية خصوصا بمنطقة الجنوب المغربي، حيث اعتبر الأستاذ مستاوي من أوائل من دون الأشعار الأمازيغية القديمة بجهة سوس كما أنه يترجم أشعاره نفسه بنفسه ويعتبر بنفسه آلة تصوير وتسجيل وقلما في نفس الوقت، وهو يستحق كل تكريم على حد تعبير الدكتور صابر. وفي مداخلته بعنوان: محمد مستاوي الباحث أبرز الأستاذ أحمد بوزيد الكنساني كون المحتفى به يعد شخصية فاعلة في الأدب والثقافة الأمازيغيين وله امتداداته في الكثير من المجالات الثقافية والفكرية، تمكن من الجمع بين العربية والأمازيغية أدبا وثقافة ولغة، واصفا إياه بكونه الصوت الإبداعي المتدفق والغزير أخلص لدينه ووطنه ولغته، وكتب في عدة مجالات في الشعر والمسرح والرواية وساهم في توثيق الكثير من أعمال الشعراء القدامى مثل: الرسموكي، الحاج بلعيد، سعيد أشتوك، محمد الدمسيري، الحسن أجماع. كما كتب عدة دراسات في ميدان الثقافة الأمازيغية خاصة بتدوينه للكثير من الأمثال والحكم الأمازيغية القديمة منقذا إياها من براثن النسيان، وهو إلى ذلك كله حسب الأستاذ أحمد بوزيد صاحب تجربة في النضال والبحث الميداني امتدت لأكثر من 40 سنة خلت ولازالت مستمرة مع اختلاف الأزمنة والأمكنة. وبدورهم تحدث عدد هام من الفنانين الأمازيغيين عن العلاقة الإبداعية والإنسانية الوطيدة التي تربطهم مع محمد مستاوي باعتباره هرما شعريا أمازيغيا وكاتب كلمات. وكان في طليعة هؤلاء الفنان علي شوهاد (واحد من مؤسسي مجموعة أرشاش وصاحب ديوان أغبالو) الذي اعتبر في شهادته تكريم مستاوي بمثابة تكريم للنضال الأمازيغي والإبداع والثقافة المغربيين مؤكدا أن علاقته بالأستاذ مستاوي تعود إلى سنة 1976 حينما شجع عددا من الموسيقيين على تسجيل أشرطة غنائية باللغة الأمازيغية بالرغم من التمثلات السائدة حول هذا الأمر خلال هذه الفترة، كما تحدث الفنان شوهاد عن مجموعة من كلمات مستاوي المكتوبة التي قام بأدائها موسيقيا. في نفس الإطار، تحدث الفنان الأمازيغي المعروف مبارك عموري عن علاقته المتميزة فنيا وإنسانيا والتي ربطها مع الشاعر مستاوي وأثمرت مجموعة من الأعمال الفنية التي وصلت مستوى العالمية سواء كأعمال جماعية مع مجموعة أوسمان أو كأعمال فردية قام الفنان عموري بأدائها بنفسه. كما تحدث الفنان المسرحي محمد الداصر عن العلاقة الفنية التي تربطه مع الأستاذ محمد مستاوي، مفصحا في هذا الإطار عن مفاجأة اشتغال فرقته المسرحية على نص من النصوص المسرحية لهذا المبدع الذي أبدع عددا من النصوص المسرحية ومنها: حجو غ لبرلمان باللغة الأمازيغية وعبوش في البرلمان باللغة العربية، هذه الأخيرة كانت موضوع قراءة نقدية من قبل الناقد عبد السلام أقلمون والذي قام بإلقائها خلال هذا اللقاء، لتنضاف بذلك إلى قراءة نقدية أخرى في شعر مستاوي من خلال تيمة الهجرة ( قصيدة ألو بابا ألو إيوي) من طرف الناقد علي الزهيم الجلوي دون إغفال مساهمات كل من الأستاذين حسن أوريد وأحمد المنادي. وكانت باقي الشهادات من تقديم كل من: محمد بصير، مولاي الحسن الحسني، اليزيد مستاوي، عبد الله كيكر، محمد أكوناض، محمد حنداين، رجب المشيشي، عبد الله أوريك، عبد الله بليليض، عبد الله حافيظي، علي الرامي. ليختم اللقاء بعد ذلك بقراءة عدد من القصائد الشعرية التي أبدعها المحتفى به خلال مساره الثقافي والإبداعي مع اقتراح أطلاق لقب عميد الأدب الأمازيغي عليه.
|
|