Numéro  51, 

  (Juillet  2001)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Tamazight, tazmamart nnidven

Anebdu

Da cem tirix ciyyan

Fadvma mzel ayt mas

Ghigh imkiddgh gigh

Japennama!!!

Peddu i yserman

Taghrut

Tghuyyit n uxeyyq

Uccan d waoraben

Udem amxib

xnifra nnegh

Français

Qu'est-ce que l'alphabétisation?

Tamazight, quel mode d'emploi?

Pour plus de pédagogie et de justice dans les écoles

Les Feurs revendiquent la berbérité

العربية

الأمازيغية تازمامارت الأخرى

الشهيد مرماح ماسينيسا

استمرار اعتقال الأسماء الأمازيغية

إكراهات العمل الجمعوي الأمازيغي

اكتشافات أمازيغية

الانتفاضة الأمازيغية بالجزائر

أئمة الفتنة والتخلف

المغرب، الماروك، المارويكوس

الأمازيغية والمؤرخون المغاربة

من منع تاويزا من مغادرة التراب الوطني؟

من أجل لجنة وطنية لدعم القبايل

من أسرار لغتنا الجميلة

الأغنية الأمازيغية في إسبانيا

المساومة في القيم التقليدية

أمازيغية حزب التقدم والاشتراكية

مكانة تيزي في الأمازيغية

 

 

 

اكتشافات أمازيغية لن يعود الوعي معها كما كان (الجزء 2)

بقلم: حميدي علي (خنيفرة)

ننتقل الآن الى القاعدة الخامسة حيث الكلمات التي تبدأ بحرف السين هي كلمات أمازيغية مركبة من S وما يليها.

1 ـ تسلق: هي من الفعل الأمازيغي Aliy الذي يعني "اصعد"، وحين ندخل عليه S  يصبح Ssiliy بمعنى اجعله يصعد. إذن هو فعل مركب في أصله، زائد أنه تنطبق عليه القاعدة الخاصة بحرف القاف.

2 ـ سلف: كثيرا ما يكتب أصحاب الدكاكين في علامات: "الطلق ممنوع والرزق علىالله"، والطلق من أطلق، والطلاق هو حين تصبح المرأة طليقة غير ملزمة باتفاق بينها وبين زوجها، تماما ذلك ما تعنيه كلمة "السلف". فالطلاق في الأمازيغية هو Arzzum و كذلك Uluf، ونقول Illef  i tmetutt، وحين نقول سلف فلان لفلان مالا فإن سلف مركبة من S و تعني ب / avec و لف/Uluf وهو الطلاق، وتعني مجتمعة أن تعطيني مالا أو بضاعة دون أن أكون ملزما بالأداء في الحين، أي أن تعطيني و تطلقني Uluf لبعض الوقت ،S +Uluf إذن تعني       بـ + الطلق .

3 ـ أسفل: هذه الكلمة مركبة من S زائد ما يليها وانزلق معناها الى عكس ما تعنيه في العربية، فحين نقول في الأمازيغية Afla فإننا نعني الفوق، وحين نريد أن نقول الى الأعلى ندخل S و تصبح Safla، وانتقلت الىالعربية وكانها كلمة واحدة وبمعنىعكس معناها الأصلي وهو الأسفل الذي يعني تحت تقريبا .

4 ـ سرور: مثلما رأينا في ألم و تألم كذلك بالنسبة للسرور، إنه احساس بالفرح والسعادة، وإذا كان الألم يعبرعن نفسه بالدموع فإن الفرح يعبر عن نفسه بشيء آخر ... فلنتتبع الكلمة.

قلنا "سرور" كلمة مركبة من السين وما يليها وهو "رور"، والمرأة تعبرعن الفرح بالزغاريد، وهذه لها أسماء حيث نقول عن المرأة وهي تزغرد: Da  tsghrurut وكذلك Da  tsluluy  وكذلكDa  tsruruy  .

إذن كلما كانت مناسبة فرح نعبر عنها بالزغاريد: و "بـ " في "بالزغاريد" ما هي الاوالزغاريد هي Ruruy إذن Sruruy هي بالزغاريد Ruruy هذه هي الموجودة في سرور وكذلك heureux بالفرنسية، وحتى rire التي تعني الضحك والذي يعتبر في حذ ذاته علامة الفرح فإنه يشبه Ruruy الموجودة في Sruruy إلا أنه مأخوذ من كلمة أخرى انزلق معناها عند الفرنسيين كذلك.

في heureux  من  U  في Ururuy وهي بداية إخراج الهواء الضروري للزغرودة والذي تكون المرأة قد استجمعته في رئتيها لأن اتجاه الهواء في هذه العملية يكون الى الخارج.

هذا فيما يخص الزغاريد بالراء أما فيما يخصها باللام Ululuy فهي مرتبطة بما يلي:

الولادة بالأمازيغية هي Talalit، وحين تضع المرأة جنينها نقول Ilula  Ghur s  laïl، وحين تكون العملية جارية أو تجري حاليا نقول Ilula - d  ، d  تعني أن العملية جرت حاليا كقولنا Assa  ، Assa - d .

Ilula - d  هذه ستنتقل الى أولاد وولد بالعربية وأصبحت الدال ثابتة في آخر الكلمة .

جانب آخر يستعمل فيه الأمازيغ هذه الكلمة مرتبط بظهور الهلال، ونقول Ilula - d  wayur، ولا نقولها للشمس.

إذن القمر Ayur عند الأمازيغ يولد، وككل مولود لا بد أن نستقبله بالزغاريد Ululuy الدالة على الفرح وعلى الولادة لأنه ينثر ضياءه ونوره و يسهل عملية الرؤية ليلا، ومن تم سمي في الأمازيغية Taziri من فعل Izra. هذا التعبير بـ Ululuy عن ظهور الهلال سيعطينا في اللغة العربية كلمة هلال وهلل. ولاحظ أن الهاء زائدة تعوض I والأمازيغيتين، والهاء  في حالتنا هذه تماما كحرففي heureux .

و نقول عن الفقيه Day  thllal، وتتم العملية قبل بزوغ الفجر أي في الظلام، وكأن الطقس استمر منذ كا ن الانسان يناجي القمر لعله يكسر وحشة الليالي.

-5 Sacrer : هي المقدس والمقدس يكون طاهرا، بالأمازيغية حين يختن الولد نقول عنه Isker  من المصدر Taskra و حين يختن الولد فإننا نطهره ولاحظ العلاقة.

6 Sacrificeـ هي التضحية، والشريف بالعربية مرتبطة بالشرف. و Scherif الانجليزية معروفة.

في الثقافة الأمازيغية هناك تقليد نقوم به كلما كنا في حاجة الى عطف أحد إذا أخطأنا في حقه أو كان قويا وكنا في موقف ضعف، ونقول بالدارجة المغربية "مكتفين و مبايعين". وهي أن نضع أيدينا وراء الظهر وكأنها مقيدة وننحني في شكل سجود في انتظار أن يأتي ذلك السيد من منزله أو ذلك الولي ليفك قيدنا و نذبح الأضحية. عملية تقييد الأيدي هذه هي Acarif - akarif، وإذا أدخلنا عليها التي تعني بـ avec  تصبح Sakarif، وحيث أن العملية يليها قربان/أضحية سيشتق منها معنى Sacrifice. أما في اللغة العربية فستطلق على السيد الذي يفك قيودنا وتصبح الشريف.

لاحظ أن هذه الكلمة استمرت في الدارجة المغربية "Akarif  بمعنى البيع، وهي في الأصل كلما اشترى انسان ما نعجة يقول لبائعها Iwa kreft ، أي قيدها، والنعجة التي قيدت فإنها بيعت ولن يساومها أحد فيما بعد، واستمرت الكلمة للدلالة على البيع، والمغاربة اليوم يقولون "واش ما تكرفش لي هديك ..."

لاحظ كذلك أن Akarif تشبه Cravate يكفي استبدال V الفرنسية بـالأمازيغية ويتضح التشابه. وحتى ربط العربية. يكفي استبدال ب بحرف V لتصبح رفط Ravat ولا ينقصها الا الموجودة في Cravate .

7  Seul: تعني وحيدا، وحين تكون وحيدا فإنك تكون "مسالي" Tsulat، وحين تكون كذلك فإنك لا تكون إلا أنت ونفسك، أنت وقلبك، ليس لك أي التزام مع أحد، إنها مأخوذة إذن من الكلمة الأمازيغية المركبة S+ UL ، S  تعني بـ و Ul تعني القلب وحين نقوم بفعل من تلقاء أنفسنا نقول Yixt  sulinew أي بدون ضغط من أحد، أي لوحدي .

8 Souffler : من الكلمة الأمازيغية المركبة من S و تعني كما رأينا بـ Avec و Ouf وهي الصوت الذي نصدره حين نريد النفخ ، إذن Ouf حركة عضوية لاخراج الهواء من الرئة باتجاه الشيء الذي نريد نفخه، وحين نطلب منك نفخ شيء ما لن نقول لك الا ب + أوف S + Ouf .

سيلاحظ القارىء أن اللغة الفرنسية تستجيب في بعض الكلمات لهذه القاعدة. وهناك كلمات اخرى لا يتسع المجال لإيرادها. أما الكلمات الاخرى فإنها تكشف على العلاقة مع الجدر الأمازيغي دون أن تكشف عن الكيفية التي تحولت بها، وقد يكون الأمر أنها حفيدة وليسنت "بنتا" مباشرة كما بالنسبة للعربية. وإن كان الأمر كذلك فقد تلعب اللاتينية دورا كبيرا في توضيحه.

******

و لننتقل الآن إلى القاعدة رقم 6 حيث يعوض حرف العين العربي A الأمازيغية.

1 ـ عشيرة وعشير: من الكلمة، الأمازيغية Icirri جمعها Icirran  وهي التي اعطتنا Children الانجليزية. وحيث أنه ليس هناك ما هو أغلى من الأبناء Icirri ستعطينا كلمة cher  و cherie.

2 ـ أبدع / بدأ من الكلمة الأمازيغية Ibda . ولاحظ انقلاب الحروف في الكلمة الفرنسية début و débuter تماما كانقلابها في فعل Ibdda الذي يعني وقف وكلمة Debout الفرنسية.

3 ـ علق: من الفعل الأمازيغي Ayel ، عوضت العين  A ودخلت القاف حرفا ثابتا في علق بعد تصريف Ayel التي أعطتنا Uylgh .

4 ـ عافية: يكفي استبدال العين بـالأمازيغية لتصبح Afit، من كلمة afa  الأمازيغية والتي انتقلت الى الفرنسية والانجليزية والاسبانية كذلك.

            5 ـ جعبة : حقيقتها من الفعل الأمازيغي Iyba، والذي يعني مثقوب، ورأينا أن الياء تتبادل مع الجيم والعين يعوض A.

6 ـ عاجلة ، من العجلة وورد في القرآن الكريم أن الحياة الدنيا هي العاجلة لأنها تمر بسرعة، وهي في حقيقتها من الفعل الأمازيغي Ayel الذي يعني طار، حلق، وعليه تصبح عاجلة Ayelat والطيران مرتبط بالسرعة. وأما العين فقد عوضت والجيم عوضت Y.

            7 ـ نعجة : من Tanugut الأمازيغية ؛ النون هي هي ، العين عوضت U الأمازيغية ، الجيم تتبادل مع y/g الأمازيغية ... و هي نفسها الحروف المشكلة لـ Agneau .

******

ننتقل الان الى القاعدة رقم 7 حيث الحاء تكون زائدة أو تعوض حرفوY الأمازغيين أوفي حالة سنبدأ بها.

1 ـ نحن: هي Nekni بالأمازيغية وNous  بالفرنسية ... و كلها تشترك في حرف النون . قد يقول قائل ولماذا لا نقول بأن K الأمازيغية هي التي عوضت الحاء العربية؛ تساؤل طرحناه على أنفسنا ووجدنا دائما أن الجدر أمازيغي ؛ كيف؟

في حالتنا هذه Nekni كلمة أمازيغية مركبة من Nek وتعني أنا، وKeni وتعني أنتم ؛ الأولى تنتهي بالكاف والثانية تبدأ بـه، ستجمع الكلمتين وتصبح Nekni بكاف مشددة شيئا ما نتيجة انتقال الصوت من الأولى إلى الثانية؛ يبقى ما دلالة هذا التركيب؟

ما هي الجماعة، نحن جماعة، أنتم جماعة ، هم جماعة ، نحن جماعة متكلمة، بينما أنتم جماعة مخاطبة. بالنسبة لجماعة نحن، بما أنه يكون من حقي أن أستعملها في الخطاب /المخاطبة لا يمكنها الا أن تتضمن أنا / Nek ، كي يمكنني أن أستعملها. إذن أنا /Nek دائما تكون بجوار أنتم /Kni حتى يمكننا أن نتحدث باسم أنا وأنتم ؛ Nek و Keni . سيجمع الضميران ويصبحان ضميرا متميزا Nekni عن أجزائه المنفصلة. و لك أن تتأمل بكل هدوء الحكمة من هذا التركيب وكذا بنية العقل الأمازيغي وهو يصنف...

للإشارة، إذا عوضت الحاء الكاف في هذه الكلمة /الضمير فإنها استمرت كما هي في اللغة العربية من خلال كلمة كناية التي تعني الانتساب الى... وهي ليست الا Keni  + المقطع الأول و aya      Keni + Aya أعطتنا كناية.

2 ـ حفر: لم يكن أمام الانسان الأول كي يخبىء ما تبقى له من الأكل في المرحلة البدائية سوى أن يحفر في الأرض، وهو ما نلاحظه كذلك لدى الحيوان، إذن فعل خبأ بالأمازيغية هو الذي سيعطينا حفر بالعربية، فإذا أزلنا حرف الحاء و فق القاعدة التي نحن بصدها و عوضناها بـ I الأصلية تصبح حفر هي Iffer أي خبأ ، تماما ككلمة خزان التي ستعطينا مخزن و Magazin  ، فهي من فعل Ighza الذي يعني حفر و في الجمع نقول Ghzan وأعطتنا خزان، و حيث أنها تنتهي بالنون فيكفي إزالتها لينكشف الفعل الأمازيغي، خزان، خز :Ighza  والحفرة الكبيرة على شكل شعبة نقول عنها Ighiz و لاحظ تشابهها مع Gisement الفرنسية التي تعني منجم.

4 ـ واحد : هذه الكلمة /العدد تكشف عن جانب من عبقرية مازغ و هو يعيد تشكيل العالم لغويا. و يكفي تأمل هذه الكلمة لنعرف أن مازغ كان يمارس الرياضيات في اللغة، وهناك أمورا اخرى تكتنفها اسرار عجيبة. في الأمازيغية نقول Wayed yaden ، اعطتنا بعد ادخال الحاء مكان Y في Wayed اعطتنا واحد (1) في اللغة العربية، بينما هي في الأمازيغية تعني الآخر. الآخر دائما يكون واحدا، و صيغة Wayed yaden اعطتنا في الدارجة المغربية "واحد آخر" ، مع أن التدقيق في الصيغة يجعلها كالتالي :Wayed   تعني الآخر و Yaden تعني الآخر كذلك، على الاقل كما وصلتنا نحن اللغة الأمازيغية و عليه تكون الصيغة هي الآخر، الآخر.

جمع Wayed هو Wiyed/Wiyad ، و نلاحظ أن الذي يتغير هو Wa  تنقلب Wi  وهي مستقلة تعني هذا و Wi هؤلاء اذن لابد أنها كلمة مركبة، يبقى معنى الشطر الثاني. لننظر اليها من زاوية اخرى.

Wa تعني هذا و Wan تعني ذاك الآخر، إذا كانت Wayed هي التي اعطتنا بحكم القاعدة التي نحن بصددها واحد فما الذي يمنع الصيغة الأخيرة Wan yaden أن تكون Wan في جدرOne   "واحد" بالانجليزية. أما Un (1) الفرنسية والالمانية فقريبة من Yuwen /Yan  الأمازيغية. إذا كان الامر أن رقم واحد اشتق من صفة Wayed بمعنى الآخر و WAn  بمعنى ذلك وصفتهما هي المفرد فإن GAn/Yan قد تكون من Yan التي تعني Iya il est)) Iya umlil، iya aghzaf،  Iya ahyud.. إنها الصيغة /الفعل المستعمل للحديث عن صفة شخص واحد.

ليس للانسان الاول أن يسمي رقم (1) الا بهذا الميكانيزم، وحتى كتابة (1) دليل على طبيعة الفكر الذي يلاحظ الاشياء، وسنرى ذلك مع الارقام الاخرى.

5 ـ نختتتم  هذه القاعدة بكلمة صالح وصلاح، وفي الشريعة الانسان الصالح هو أولا وقبل كل شيء الانسان الذي يصلي لان الصلاة عماد الدين، إذا أزلنا حرف الحاء التي تعوضI أو Y تصبح صلاح هي صلا، و حيث أن الالف الممدوة لها مقابل هو الالف المقصورة تصبح صلا هي صلى، وهي Izzulla بالأمازيغية، حين نصرف هذا الفعل بضمير أنتم نقول Tzzullam و أعطتنا سلم. وراجع مقالنا المنشور بجريدة تاويزا عدد43 للوقوف على مراحل حصول اليقين لدينا مما نقول.

******

ننتقل الآن الى القاعدة رقم 8 حيث الجيم العربية تعوض I أو  Y  الأمازيغيتين أو تتبادل معهما.

            1 ـ جناح: قلنا الحاء تعوض I أووالجيم تتبادل معوعليه تصبح جناح مأخوذة من Iyenna، وهذه تعني السماء، وبواسطة الجناح نحلق في السماء.

2 ـ جنة: لا يمكن أن تتصور الجنة إلا في السماء؛ لأن السماء بقدر ما نجهلها فهي مصدر النور والضوء والمطر، وهذا يضمن الحياة. أما الارض ففيها الجمال والقبح، فيها الخير والشر، وعليه لا يمكن للجنة، مكان كل شيء جميل، إلا أن تكون في السماء، وإلى السماء تصعد الروح بعد موت الجسد. إذن جنة اسم مأخوذ من اسم السماء بالأمازيغية Ijnna/iynna، أخذت الجيم مكان Y و أصبحت جنة.

            3 ـ جنين : بمجرد ما يخرج الجنين من الرحم يصرخ، وهو فعل لا إرادي لاستنشاق الهواء، ثم يبحث عن الثدي ليتغذى وتبدأ حركته، ما يحدث داخل الرحم ليس هو ما يحدث خارجه، في الرحم يكون مرتاحا لابرد ولاحرارة، لا صراخ ولاجوع ولا أمراض ولا أرق، إنه يكون في الرحم، ذلك الجهاز الذي يرحم عليه. وخارج الرحم وحده النائم هو الذي لا يأكل ولا يشرب ولا يتحرك. ومن صيغة النوم هذه سيصطلح على الجنين، أنها من جمع أمازيغي؛ Ynan. وحيث الجيم تتبادل مع الياء ستصبح جنـ /أجنة وهي Igna/Iyna/Ijnaالتي تعني نام.

ونستسمح القارئ إن ذهبنا به بعيدا شيئا ما متتبعين هذه الكلمة لنرى كيف سننتهي الى البدايات الآولى لإنتاج المفاهيم الدينية من داخل الثقافة واللغة الأمازيغية. رأينا أن الانسان داخل الرحم يكون في راحة مطلقة، لا بطالة ولاشغل، لا سيد ولا عبد، لا مرض ولا شيء مكروه، وبقدر ما يتقدم به الزمن انطلاقا من لحظة خروجه من الرحم يمر بمراحل متقلبة تجعله دائما يقارن وضعه الجديد بذلك الوضع الذي افتقده لما خرج من رحم أمه .

هذا على مستوى التصور الفردي وعلى مستوى الادراك الجمعي لهذه الصورة وهي ذلك الوضع الاول الذي فقده الانسان لما وجد على الارض.

إذن قبل أن يوجد على الارض كان الانسان مخبأ من أي مكروه، لن يكون ذلك المكان إلا على شاكلة الرحم. والجميع يعرف قصة الفردوس المفقود. والفردوس هذه هي Paradis، الفاء هي P تماما كحين نكتب افلاطون بـ Platon. وأما S   في Paradis التي لا تنطق فمثلها مثل S في Gens المأخوذة من كلمة Lgens الأمازيغية، جمعه  Lgnus والتي اعطتنا إنس و جنس العربية و الموجودة كذلك في جدر انسان و لاحظ أن هذه تنتهي بالنون.

قلنا إن فردوس هي Paradis، والفردوس مكان افتقدناه جميعا. لغويا هي من Fer التي تعني خبأ/يخبئ/مخبأ، وAdis وتعني البطن، ومجازيا تعني الحمل.  فالمرأة الحامل نقول عنها Da taruw ، وشيئا فشيئا حين يبدأ الجنين في الكبر و ينتفخ البطن نقول عنها Idher udis ، أي بان الحمل، وحين يبدأ البطن في الارتخاء الى الأسفل معلنا اقتراب وقت الوضع نقول Igez  udis. إذن فردوس كلمة أمازيغية مركبة استعملت مجازيا للتعبيرعن الفردوس المفقود. ولم يكن من الممكن أن يتصور الانسان الأشياء خارج لغته وبشكل آخر غير ما أوردناه.

ونعود الى الفردوس المفقود، نحن فقدنا فردوسنا وكذلك نفس الشيء بالنسبة لتلك التي أنجبتنا وهكذا دواليك، ولكن صيغة الفردوس المفقود وفق هذه العملية العقلية التصورية تقتضي الفردوس غير المفقود، أي الانخلاق من غير رحم وهي حالة امنا الاولى حواء/Eve.

كل من هو على قيد الحياة الى حدود الآن ليس هو من أطلق على تلك الأم الاولى حواء /Eve ، نحن جميعا ورثنا هذا الاسم.  واذا سألنا كل شعب وكل لغة بأن تجيب لماذا سميت كذلك انطلاقا من المعجم اللغوي لكل شعب لن تستطيع أية لغة الاجابة باستثناء الأمازيغية، وحيث أنها تعجز فلأنها لا زالت تفقد الوعي بذاتها، و الوعي بالذات ليس هو الوعي الذاتي. أضعف الإيمان- والذي هو ليس شيئا آخر غير انسداد الأبواب أمام السؤال لماذا سميت الأم حواء /Eve و ليس أي شيء آخر - هوالقول بأن الامر اعتباطي أو هكذا علم الله آدم الاسماء، وهو في آخر المطاف شكل من أشكال القول باعتباطية الكلام/اللغة ...

1 ـ  إنها أم البشر جميعا، والأم ليست كذلك الا بالرضاعة، إذ أننا لا نولد من رحمين... ولكن قد نرضع من امرأتين... الأم في الأمازيغية هي Tamttudt ، أخذت اسمها من فعل الرضاعة Ited، والتي ترضع هي Tamttudet ولقد رأينا سابقا فعل الرضاعة الأمازيغي وما أنتجه من مفاهيم في اللغات الاخرى؛ في اللغة الأمازيغية، اللغة الأولى التي لم تحكمها اطلاقا ايديولوجيا الصراع الطبقي بمختلف تجلياته عبر العصور، نرضع من If ، ثدي بالعربية و Mamelle  بالفرنسية .

وطالما أن حواء هي التي أرضعتنا، فوجودها، هويتها... هي من وظيفتها.. إنها في آخر المطاف ليست الجميلة أو القبيحة الوجه، ليست الطويلة أو القصيرة القامة، ليست البيضاء أو السوداء الوجه، هذه أمورأرضية زائلة، ما هو مجرد Abstrait ورمزي في وظيفتها هو الثدي، أنها مرضعتنا الآولى؛ وبحكم عملية التجريد الفلسفية لن تكون الام الاولى سوى الثدي الاول الذي وهبنا وضمن حياتنا عبر تغذيتنا.إنه If بالأمازيغية، If هذه هي التي أعطتنا Eve الفرنسية. والفرق الوحيد هو في النطق ما بين F و V ، أما حواء فتبدو للوهلة الاولى أنها بعيدة عن If  الأمازيغية، لكن القواعد التي اكتشفناها تعيد كل شيء الى جدره الأمازيغي: فالحاء في حواء ما هو إلا حرف زائد يعوض أو Y ، وعليه تصبح حواء هي إواء Iwa /Ewa، وليس هناك من فرق بين Ewa و Eva/Eve سوى أن الاولى هي V مكررة V  double، ولابد من المرور من المفرد قبل المثنى، بمعنى أن W في Ewa كتابة ما هي الا V مكررة، وعلى مستوى النطق ستتميز عن أصلها V مثلما تميزت V في Eve عنفي الجدر الأمازيغي If…. بايجاز حواء وفق القواعد التي نحن بصددها هي Ewa و ليس هناك من فرق بين Ewa وeve فكلاهما، رغم محاولة التخفي عن الجذرIf ، فإن الأمازيغية لغة وثقافة وقوانينا تعيد كل شيء الى حضيرتها. و لقد سبق أن انتبهنا الى هذا الأصل الأمازيغي لــ Eve  حتى قبل اكتشافنا لهذه القواعد. و يمكنك الاطلاع على مقالنا الصادر بجريدة تاويزا TAWIZA  عدد 42 شهر اكتوبر لسنة 2000 تحت عنوان: "فرضيات عن السبق الحضاري للأمازيغية".

(يتبع)

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting