Numéro  51, 

  (Juillet  2001)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Tamazight, tazmamart nnidven

Anebdu

Da cem tirix ciyyan

Fadvma mzel ayt mas

Ghigh imkiddgh gigh

Japennama!!!

Peddu i yserman

Taghrut

Tghuyyit n uxeyyq

Uccan d waoraben

Udem amxib

xnifra nnegh

Français

Qu'est-ce que l'alphabétisation?

Tamazight, quel mode d'emploi?

Pour plus de pédagogie et de justice dans les écoles

Les Feurs revendiquent la berbérité

العربية

الأمازيغية تازمامارت الأخرى

الشهيد مرماح ماسينيسا

استمرار اعتقال الأسماء الأمازيغية

إكراهات العمل الجمعوي الأمازيغي

اكتشافات أمازيغية

الانتفاضة الأمازيغية بالجزائر

أئمة الفتنة والتخلف

المغرب، الماروك، المارويكوس

الأمازيغية والمؤرخون المغاربة

من منع تاويزا من مغادرة التراب الوطني؟

من أجل لجنة وطنية لدعم القبايل

من أسرار لغتنا الجميلة

الأغنية الأمازيغية في إسبانيا

المساومة في القيم التقليدية

أمازيغية حزب التقدم والاشتراكية

مكانة تيزي في الأمازيغية

 

 

 

المساومة في القيم التقليدية: ”أوال“ و”تاجمّاعت“

بقلم: الحسين دمامي (ورزازات)

القيم الثقافية ترسم خصائص الكائن الاجتماعي المحددة بالثقافة التي تنقلها التربية. وهذه القيم، على ضوء نظرة الناس إليها، متعالية لأنها وجدت قبلهم، صاغها الأجداد في الماضي(1)، لكنها موجهة للتحيين الدائم في علاقات اجتماعية متوترة يوميا جراء التوازن الهش بين مكونات الجماعة القبلية(2)، مما يجعل القيم عرضة للاجتهاد والتأويل المنفعي؛ وبالتالي دراستها لا كمعطيات جاهزة ترسم الهوية المثالية، بل كنتاج تفاعل اجتماعي محكوم بالظرفية والعلاقات الماضية بين الأفراد والمجموعات التي ينتمون إليها، والمححدة لانتمائهم العشائري والأخلاقي التي تنطوي عليها.

ورغم قدسية القيم على صعيد القول، فإنها تحمل مفارقة تتمثل في مراوحتها بين نموذجين للتصرف، من جهة أولى قيم التعاون والسلم والأخوة، ومن جهة ثانية قيم العدوان والحرب، أو بمصطلحات أمازيغية ـ بوادي دادس بورزازات ـ بين "أوال" Awal و "تاجمّاعت" Tajemmaot*.

فالكلمة Awal(3) تصنع رجل العرض النموذجي ، الكريم بقوته المادية، والمسالم ببعثه عن إرساء الحق ونشر الخير، علما أن بعض الفاعلين في الجماعة الاجتماعية لا يملكون ثروة مادية، لكنهم أصحاب جاه اجتماعي يجعل كلمتهم أثناء المداولات في الشأن الاجتماعي كلمة مسموعة ونافذة(4).

أما تاجمّاعت(5) فهي تصنع رجل الموقف، والذي يصنع جاهه ويبني نفوذه وسلطة كلمته بقراءة براگمتية لميزان القوى. يقول الأنتروبوجي "ديل إيكلمان": »يتضمن السلوك الناجح لعين بالبادية إقامة توازن دقيق بين عناصر ضاغطة متنافسة في ما بينها: الأعيان الآخرون ومنافستهم له، وأنصاره في عين المكان، وحاشية السلطان، والإدارة الفرنسية«(6). فـ"أجمّاع" هو شخص تحضر المناورة في سلوكه عند المداولة في شأن اجتماعي، أو أثناء الدخول في مفاوضات مع قبيلة مجاورة. وهذا التصور ليس قدحا في قيمته، بل قدرته على توجيه المناقشات يضيف قيمة إلى رأسماله المعنوي«(7).

وحين المواجهة بين "أوال" كتركيز لأخلاق التعالي من جهة، و"تاجمّاعت" كتجسيد لأخلاق المناورة والقدرة على التصرف بدبلوماسية، فلمن تكون الغلبة؟

يسود منطق "أوال" حينما يكون التنافس سليما لحظة التوازن بين الأعيان والعشائر، وتتحدد المواقع الاجتماعية. ورغم وجود تراتبية بين الأعيان فإن الثقل الرمزي لـ"أوال"(8) يعرقل الابتزاز كما يدفع الأكابر إلى بذل مجهود مادي يستنزف مدخراتهم للحفاظ على رمزية موقعهم.

أما ممارسة "تاجمّاعت" فتسود لحظة التوتر والتنافس المكشوف حيث المواقع التقليدية ـ أي ميزان القوى السائد سلفا ـ قد أصبحت هشة. والنصر حينها يكون حليف من تمكن من قراءة المتغيرات الاجتماعية ببراغماتية، واستطاع توظيف قيم الثقافة التقليدية جيدا. والقراءة البراغماتية ليست في متناول جميع أعيان القبيلة، بل من له شبكة إعلام(9) ، وهو ما لا يتأتى إلا للكبار أصلا الذين لا يفقدون موقعهم إلا إذا حلت كارثة مفاجئة تؤثر على العدد الديموغرافي لعشائرهم، إما لوجود عامل طبيعي كالطاعون أو الفيضان، أو لعامل طارئ هو الغدر أو الحيلة كقتل الخصوم لذكور العشيرة غدرا، أو لتغيير غير متوقع في التحالفات العشائرية يفقد خلاله المطرودون دعم حلفائهم ويجدون أنفسهم في موقع الغريب غير المرغوب فيه، مما يجعل الهجرة نهائية إن لم يوظفوا علاقاتهم داخل وخارج القبيلة للعودة إلى أراضيهم.

يظهر مما سلف أن دراسة القيم الثقافية التقليدية تتطلب استحضار حالة السلم والحرب التي كانت عليها الجماعات القبلية، وعدم تجاهل فعالية الأفراد الذين لا يتواجدون في وضعية سلبية تجاه قيم الأسلاف طالما أن هاته القيم نفسها كما تحضر في الأمثال تنم عن التوتر بين النموذج والواقع، بين المأمول والواقعي.

هوامش:

 1 ـ من المسلم به في الكتابات السوسيولوجية والأنتروبولوجية سيادة سلطة السلف والماضي في المجتمعات القليدية حيث قوة إيديولوجيا القرابة. انظر مثلا:

-           E.Durkheim, “De la division du travail social”, coll. Quadrige, 3ème édit, p.u.f, 1994.

-           Vernier Berrard, “La genèse sociale des sentiments”, édit. Ecole des hautes études en sciences sociales, Paris 1991.

2 ـ إذا كانت التيارات الوضعانية في علم الاجتماع والأنتروبولوجيا قد ركزت على البنية الاجتماعية واعتبرت الفرد عضوا يمثل نموذج الشخصية الثقافية، فإن الاتجاهات الظاهراتية (الفينومينولوجية) ركزت على إيجابية الفاعل الاجتماعي الذي لا يكون مسحوقا بالبنية أو الثقافة. انظر على سبيل المثال:

-           Schütz Alfred, “Eléments de sociologie phélomélologique”, trad: Therry Blin, édit: l'Hartman, 1998.

-           Coulon Alain, “L'ethno-méthodologie”, coll: que sais-je?, 3ème édit. 1993, Paris.

3 ـ لفظة "أوال" تعني الكلام لكنها تفيد "العهد"، "الوعد". ولفظة "آيت أوال" تعني أعضاء جماعة القرية، كما تعني المتعاطين للنميمة. وفعل "أريساوال" يعني يتكلم ويعني كذلك يثرثر أو يتحدث بالغيب. وهذا التعدد الدلالي يحتاج لدراسة في إطار علم الاجتماع اللغوي.

4 ـ بقرية "آيت ءيبريرن" بقبيلة "آيت سدارت" الجبل، واضع مخطط توزيع الماء لم تكن له تكن لدين لحظة قيامه بتلك المهمة ثروة عقارية، لكنه كان شخصا محترما لكلمته (حسب أحد المخبرين).

5 ـ ما ينطبق من مفارقات دلالية على لفظة "أوال" يصدق على لفظة "تاجمّاعذت" إذ تعني على مستوى الممارسة السياسية: التداول في الشأن الجماعي. ولكنها تعني كذلك: الغَزل أو الهزل. ولفظة "أجمّاع" تعني عضو الجماعة القبلية. وكذلك المتغزل أو الساخر كما تفيد لفظة "بوتجمّاعت" الساخر.

6 ـ ديل إيف أيكلمان، "المعرفة والسلطة في المغرب: صور من حياة مثقف في البادية في القرن العشرين"، ترجمة أعفيف محمد، صفحة 203، مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث، الرباط، 2000.

7 ـ دفع أحد أعيان "دادس" مثيليه إلى المشاركة في معركة، لكنه خسر المعركة. وحينما تذمر كان رد الأول: إنك أجمّاع. والجملة تضمر إلمام الأعيان بإمكانية لجوء أحدهم لتوريط الآخر.

8 ـ يظهر هذا الثقل في الاعتقاد في الثقافة التقليدية باللعنة Amuttel كحارسة لعهود.

9 ـ بعض الأعيان الذين ساعدوا إمارة گلاوة على توطيد نفوذها بوادي دادس كانت لهم معها اتصالات غير مباشرة أو كانوا يتابعون تحركاتها، فيما قبائلهم كانت مستقلة عن النفوذ المادي للمخزن.

10 ـ في إحدى أشعاره، يستعمل "محماد بن يحيى أو تزناخت" اللفظتين، ويفهم من النـص أن "أوال" تعني "القرار. أما "تاجمّاعت" فتحمل معنى سلبيا. ويقول المقطع الشعري:

Wanna irar ad as iseggem wawal

Yuzan i bitemicca lbarud iqquren

Issefsi xir llap n rsvasv

Anna Tajemmaot ur s is llin iwaliwen.

أورده عمر حسين أمرير في "الشعر المغربي الأمازيغي (لهجة سوس)"، صفحة 72، دار الكتاب 1975، الدار البيضاء.

             الحسين دمامي، سبتمبر 2000/أبريل 2001.

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting