أصبح الاحتفال برأس السنة الأمازيغية طقسا وعادة مألوفة لدى معظم الجمعيات المهتمة بالقضية الأمازيغية، لما لهذا الاحتفال من رمزية تاريخية مهمة، تعطي لنا وللآخر رسالة مضمونها أن للأمازيغ تميزهم الحضاري الغني، والذي يعيد إلينا تاريخ ولغة أهملتا من طرف الجهات الرسمية. لكن هذا التاريخ وهذه اللغة وهذه الحضارة ما زالت صامدة بفضل أبنائها الذين قاوموا كل أشكال الاستلاب الفكري والحضاري والتاريخي واللغوي...

الحديث عن الاحتفال بالسنة الأمازيغية هذه السنة بمدينة الناظور لن يمر مرور الكرام لأن هذا الاحتفال تم بصيغة جديدة، واستهدف شريحة اجتماعية تعتبر الرهان المستقبلي للقضية الأمازيغية ألا وهي شريحة الأطفال.

بتنسيق بين جمعية أمزيان وجمعية ثانوكرا، تم بقاعة العروض التابعة لنيابة التعليم بالناظور تنظيم أمسية فنية خاصة بالأطفال والعائلات كانت تحت شعار "مستقبل الأمازيغية رهين بتكوين أجيالها الصاعدة"، وذلك يوم الأحد 02 يان يور 2957 الموافق لـ 14 يناير 2007. في معرض هذا الاحتفال الذي عرف حضورا جماهيريا كبيرا، الشيء الذي أدى إلى بقاء مجموعة من الحضور خارج القاعة. كما عرف الحفل مشاركات من مختلف مناطق الريف (الناظور، بركان، الحسيمة ...) وكذا أوروبا.

استهل هذا الحفل بعروض لمجموعة من الأطفال في رياضة "الكون فو شاو لين" وتبعته بعد ذلك مجموعة من العروض المسرحية الفردية بمشاركة (سعيد المرسي، طارق الشامي، ميمون زينون، الطيب معاش...) وعرف هذا الحفل كذلك حضور ومشاركة مجموعة من رواد الأغنية الأمازيغية وفي مقدمتهم علال شيلح وابنته ليديا، حسن تبرنيت، سعيد الزروالي، افدجاح، عبد العالي الرحماني. كما أتحف كل من سعيد أبرنوص وسعيد ختور الأطفال بمجموعة من الأناشيد المستمدة من التراث الأمازيغي والتي تفاعل معها الأطفال الحاضرون. وربما لأول مرة يتم إدخال صيغة جديدة للاحتفال وتتجلى في مشاركة البهلوان لكن هذه المرة في صيغة أمازيغية أثارت فضول الأطفال الذين تفاعلوا معه بشكل كبير.

وفي خضم هذا الجو الاحتفالي الذي تميز بتحضير مجموعة من المأكولات الجافة التي تميز هذا الاحتفال تم توزيعها على الحضور. وتم بعد ذلك اختيار tamghatth n ussgwas وكانت من نصيب الشاعرة والفنانة المسرحية والتشكيلية لويزة بوسطاش تكريما لها على الخدمات الجليلة التي قدمتها خلال مشوارها الفني وخاصة خلال سنة 2956 حيث تميزت بشكل كبير في أداء دورها في مسرحية أرياز ن واغ في أول عرض لها على شاشة القناة التلفزية المغربية، أما aryaz ussgwas فكان من نصيب الروائي الأمازيغي محمد بوزكو تقديرا له على مساهمته القيمة في ما قدمه في سبيل تطوير و إبداع الرواية الأمازيغية. وهذا التقدير جاء نتيجة لما راكمه من إنتاج أدبي في مجال الرواية وكان آخرها رواية ifri n 3una . وقد منحت لهم بالمناسبة لوحات تشكيلية تذكارية سلمت لهم من طرف رئيس جمعية ثانوكرا ناصر بن صديق.

وكان للطفل الأمازيغي حضوره أيضا حيث تم اختيار ahnjar ussgwas وكان هذه السنة من نصيب الطفلين "أنس العباس" و"ماسين أزنابط" مناصفة بينهما وذلك عن دورهم في مسرحية "أرياز ن واغ". واختير أيضا thahnjath ussgwas وكانت من نصيب "مازيليا شيلح" تتويجا لها على المجهودات التي تبذلها إلى جانب والدها علال شيلح في مجال الأغنية الأمازيغية، وقد سلمت لهم هدايا بالمناسبة من طرف السيد محمد ادرغال رئيس جمعية أمزيان.

وقبل اختتام هذا الحفل الكبير، والذي جاء هذه السنة في صورة مغايرة، وكذا لوعي جمعيتي ثانوكرا وأمزيان بأهمية تأطير الناشئة الأمازيغية، تم بعد ذلك تقديم التهاني بين الحاضرين و هنيئ بعضهم البعض متمنين سنة جديدة سعيدة.

(تغطية: عبد العالي البوستاتي)