|
|
قصص قصيرة جدا بقلم: سعيد بلغربي صورة البلد الطين والزيتون، وطول السنين، وهذا البلد الأمازيغي الحزين، أم ترتشف النسيم، وأنا اليتيم، أبحث عن خطواتي الملغومة بالغبن بين حقل منسي في ذاكرتي. على وقع أقدام حافية تدوسني، حين اغتصب "أبناء السبيل" الأركان والزيتون في حضنه الدافئ، تنهد الطين، وتكسرت صورة البلد فوق وجهي زجاجا أجاجا... عزاؤكم واحد
وضع الطبيب العام السماعة الطبية على رئتي وأمرني بالشهيق والزفير. انتشى الطبيب فرحا بنتائج التحاليل، وضع السماعة إلى جانب مكتبه، وقال لي: "عزاركم واحد". سيرة رجل هو أنا أنا الزاهد المعتكف في هذا الجبل، كنت قد أعلنت توبتي على أن لا أكتب بالعربية حرفا واحدا، بعد استيقاظي من جرح غائر في سيرتي، وجدت صديقي كعادته يشتمني بوقاحة باللغة ذاتها، وقيل لي بأنه كان يقتات بلسانه العربي هذا من لحمي بالنميمة، فأقسمت على أن أرد عليه بالجميل لا بالمثل. أعددت له شموعا كثيرة وصنعت له وليمة لعيد ميلاد لغتي، انتفخت بطنه بالطعام، واعترف لي أمام الملأ بأنني ولدت قبله في هذا الجبل، لكنه ما زال يشتمني. الإله المجنون "قليل من الأحجار المكورة سألقي بها هنا وهناك، سأصنع بها كواكب لمجراتي السماوية، سأحكمها بالعدل، وستدخلون جنتي بلا حساب ولاعقاب". نسي الإله المغرور أن ينصب كوكب الشمس في مدار مجراته الحجرية. قيل يومها إن القوم أعلنوا غضبهم على الإله، وأخبروه بأن دفء شمسهم تلك لن تعوضه كواكبه الجديدة. اعترف الإله بالفشل، فدمر عرشه للأبد، بقي القوم وما زالت شمسهم عنهم غائبة! (سعيد بلغربي Amazigh31@hotmail.com)
|
|