|
حوار مع الفنان الأمازيغي سعيد أسمغور أجرى الحوار: إبراهيم فاضل بطاقة تعريف الفنان سعيد أيت سعيد: هو الفنان سعيد أسمغور المزداد بدوار أمكدول تلاث نيعقوب إقليم الحوز مراكش يوم 12 / 04 / 1970. وكان يهوى الغناء والشعر وهو ما أهله ليكون ضمن مجموعة من الفنانين في مختلف الألوان الفنية الأمازيغية. وكانت بدايته الفنية سنة 1987 بمراكش مع فرق أمازيغية محلية. بعد ذالك انتقل إلى فرقة الفنان محمد أمراكشي وذالك سنة 1994 إلى حدود سنة 2000 حيث تعلم من مدرسته الفنية الكثير. وبعد ذالك التحق بمدرسة أخرى في مدينة الدار البيضاء رفقة الفنانة المقتدرة رقية تالبنسيرت ومجموعة الفنان الحاج أعراب أتيكي حيث احترف الغناء والعزف على آلة البانجوا والإيقاع...إلخ. وخلال سنة 2001 عاد إلى عاصمة الفن مدينة الدشيرة بأكادير وكون فرقته الخاصة حيث أكد تجربته القوية بإصداره لأول شريط تحت عنوان (أبسم نزوار إسمنك أسيدي). وقد حقق هذا الشريط نجاحا كبيرا ونال إعجاب الجميع. ويتميز الإنتاج الشعري للفنان سعيد أسمغور بالتنوع والغزارة وتشمل مواضيعه: الوعظ والإرشاد، الشعر الغزالي والنفسي، شعر السيرة الذاتية، وقد ساهم في إغناء خزانة الأغنية الأمازيغية بما لذ وطاب من قصائد رائعة ستبقى خالدة. وفي رصيده الفني من 2001 إلى الآن 8 أشرطة و شريطان VCD. ومع مرور الأيام فاقت شهرته سوس وبزغ اسم الفنان سعيد أسمغور يتردد في مجموعة من المهرجانات والملتقيات الجهوية والوطنية حيث شارك في مهرجان تافراوت ومهرجان سيدي افني ومهرجان بيزكارن وأولاد برحيل ومهرجان تاكموت نأيت اعقوب...إلخ، وعدة أنشطة جمعوية كما أحيى الفنان سهرات في عدة مدن مغربية. الفنان سعيد أسمغور استقر الآن بالدشيرة. سؤال: بداية نود منكم تقريب القارئ الكريم من سعيد أسمغور؟ جواب: ولدت بدوار أمكدول تلات نيعقوب عمالة الحوز مراكش تلقيت تعليمي بمجموعة مدارس المنصور الموحدي. اشتغلت لمدة كتاجر ثم استهواني عالم الفن فانتقلت إلى أمزميز حيث بدأت مشواري الفني كرئيس مجموعة امزالن مرورا بمجموعة امديازن بإمينتانوت فتعاملت مع مجموعة من الفنانين في ستديوهات التسجيل... ثم قررت أن اقتحم مجال الأغنية الأمازيغية بعد ذلك بنفسي. س: لماذا الأغنية الأمازيغية وليس العربية رغم أن هذه الأخيرة حسب البعض تفتح آفاقا واعدة للفنان؟ ج: الفنان الفرنسي يغني بالفرنسية والهندي بالهندية والعربي بالعربية فلماذا تريدني انأ أن اغني بغير لغتي الأمازيغية؟ كل شعوب العالم تغني وتبدع و تفخر بلغاتها، إنها مسالة هوية وانتماء. أنا شخصيا لا أنسجم مع ذاتي إلا حين أبدع بلغتي ولأجلها. قد أغني يوما بلغة أخرى لكنني ارتاح حين أغني بلغتي أكثر . س: من الملاحظ أنكم قد سلكتم نهجا تجديديا في أغانيكم، هل نفهم من ذلك نوعا من الثورة على الموروث؟ ج: صحيح إني قد حاولت ضخ دماء جديدة في الأغنية الأمازيغية لكن ذلك لا يعني أي نوع من الثورة على التراث. فقد مزجت مثلا بين الإيقاع السوسي وإيقاع الملحون مع نفحة شرقية على مستوى اللحن مثلا. وقصدي الأول في ذلك هو تحقيق نوع من التواصل بين الثقافات. هذه هي رسالة الفن الحقيقية. س: يعاني الفنان الأمازيغي من مشاكل كثيرة. انطلاقا من تجربتكم الشخصية ما هي أهم هذه المشاكل؟ ج: إن أفضل كلمة معبرة عن واقع الفنان الأمازيغي هي كلمة الأزمة. فلعل أول مشكل نعاني منه هو التهميش والإقصاء سواء من ميزانيات الدعم لدى وزارة الثقافة أو من الإعلام العمومي. فالمسؤلون في بلادنا يفضلون أن يغدقوا على الفنانين الأجانب في الوقت الذي يتضور فيه الفنان المغربي جوعا. أما المشكل الثاني فهو علاقتنا بدور الإنتاج التي لا تجد حرجا في تبخيس أجرة الفنان أحيانا وفرض أنماط معينة من الكلمات والألحان عليه أحيانا أخرى.س: يؤاخذ العديد من النشطاء الأمازيغ على الفنانين الأمازيغ عدم انخراطهم في النضال من أجل إحقاق المطالب الأمازيغية، كيف تجيبون على ذلك؟ ج: إنني أتفهم كثيرا ما يقصدونه، فمعلوم أن أغلب الفنانين الأمازيغ لم يعالجوا في أغانيهم المواضيع ذات الصلة المباشرة بقضية النضال الأمازيغي. لكنني أود أن أنبه هؤلاء الإخوة إلى ثلاث نقاط أساسية وهي: أولا، الفنان الأمازيغي لم يكن أبدا خارج المعركة من أجل إنصاف الأمازيغية فلولاه لانقرضت لغتنا وثقافتنا منذ أمد بعيد . فنحن إذ نغني بالأمازيغية فذلك معناه أننا نناضل من أجلها خصوصا والكل يعرف الظروف التي يعمل داخلها الفنان الأمازيغي ، إذن فالفنان الأمازيغي وإن لم يكن مناضلا بالوعي فهو مناضل بالفطرة. ثانيا: إذا كان هؤلاء النشطاء يقصدون أننا لم نعمل على إيصال المطالب الأمازيغية إلى الجمهور، وبالتالي المساهمة الفعلية في تأطيره وتوعيته بالقضية الأمازيغية، فإن المسؤولية الكبرى في ذلك تتحملها الجمعيات الأمازيغية لأنها لم تكلف نفسها عناء التواصل مع هذا الفنان وتوعيته بأهمية الانخراط المباشر في العملية النضالية. ثالثا: لقد سبق لي أن أشرت إلى أن الفنان الأمازيغي يعيش تحت رحمة واقع صعب للغاية. فهل تعتقد أن دور الإنتاج ستقبل منا الأغاني النضالية؟ لا بطبيعة الحال، فلتحقيق هذا الهدف لا بد من وجود دور إنتاج مناضلة أولا . س: كيف تنظرون إلى واقع الأمازيغية بعد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؟ ج: في الواقع لقد تغيرت مجموعة من الأمور بعد هذا الحدث، فالأمازيغية اليوم تدرس بمدارسنا، وفي الإعلام لها نصيب، لكن الخطأ الذي وقع فيه المعهد هو نفس الخطأ الذي وقعت فيه الجمعيات. ذلك أنه لم يهتم بالفنان الأمازيغي ذلك الاهتمام الذي يستحقه. وهنا أوجه إلى المسؤولين عليه ألا يساهموا هم أيضا في تهميش هذا الفنان كما فعلت وزارة الثقافة ووزارة الاتصال وكل الدوائر المعنية بالشأن الثقافي والفني ببلادنا. س::هل من كلمة أخيرة؟ ج: أود أن أشكر جريدة "تاويزا" على هذه الالتفاتة الحميدة في انفتاحها على مشاكل وهموم الفنانين المغاربة الأمازيغ، كما أتمنى من المسؤولين العمل على إعادة الاعتبار لهؤلاء الفنانين.
|
|