Uttvun 65, 

Tzayûr  2002

(Septembre 2002)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Asalag n Qays aorab i "Layla" tamazight

Adlis n iburghwatiyen

Asneflul d tutlayt n tmazight

Buybawen

Yan wass seg tghuri

Da kwttigh tudert

S ddaw u mikruskub

Tazvrut n "Layla"

Tawala

Tawiza nnegh marra

Tanekra

Français

Pourquoi suis-je raciste?

 

العربية

خذلان قيس العربي لليلى المغربية

اليوسفي يكذّب نفسه بنفسه

الحقيقة العنصرية الضائعة

حضور الوعي بالهوية الأمازيغية

الحركة الإسلامية والمطالب الأمازيغية

الاسم المركب والاسم  المشتق

مستخدمو BMCE يتشبثون بالحرف العربي

بعض قضايا تدريس الأمازيغية

عندما يعطي الاسم العربي الحق لإسبانيا

توظيف الباكالوريا في خدمة القومية العربية

عن تامازيغت وسيدنا آدم

حسن نجمي أو لغة التشويش

الأمازيغية والانتخابات المقبلة

 

 

 

الحقيقة العنصرية الضائعة

بقلم: حميدي علي (خنيفرة)

الحقيقة الوحيدة الضائعة في المغرب هو ان اهله لا يتحكمون فيه. ويكفي ان تكون الدولة المغربية دولة غير امازيغية لتتناسل الحقائق الضائعة الى ما لانهاية. والفكر القومي هو الذي يجهد نفسه مطاردا الحقائق الجزئية الضائعة. وهي عملية مهمة لولا انه يقوم بها من ساهم في تضييع حقيقة المغرب الامازيغية.

ومن بين هؤلاء المهندسين الذين يحترفون تظليل المغاربة، صاحب جريدة "الاسبوع الصحفي" الذي خاب أمله في الحصول على منصب عالٍ في اجهزة الدولة المغربية التي بنتها فرنسا على حساب الامازيغ.

 ورغم ان امله هذا خاب، فقد اعتصم بحبل الاعلام من اجل الاسترزاق اولا، ثانيا من اجل تقديم النصائح للدولة التي ابعدته من حولها.

هذا الكائن الخرافي اسمه مصطفى العلوي. ويكفي ان يكون اسمك الذي يشكل جزءا من هويتك خرافيا ليكون وجودك خرافة ويقتات من الخرافة. ومن يعيش بالخرافة فانه لا يعمل باعتبار العمل عبادة. انما يستهلك، والاستهلاك من مميزات الكسل والعيش عالة على الاخرين. ومن يعيش عالة فانه يكون زائدا، لاحاجة للمجتمع به لانه انسان غير صالح. وحيث يتعامل المجتمع معه على انه انسان فوق الحاجة او ما دونها، يشعر هذا النوع من البشر بانه مرفوض، ويضطر الى تطوير الاحتيال والوساطة ويكون مؤهلا في اي لحظة ليكون مخبرا لدى اسياده.

والاسياد حاليا ليسوا هم من يسير امور الامازيغ، برلمانيون، احزاب، نقابات، الى اخره.. هؤلاء ليسوا الا خداما لاسيادهم الفرنسيين. لان الفرنسيين هم الذين هزموا الامازيغ ووضعوا الاخرين في اجهزة الدولة من اجل حراسة نزوع الامازيغ نحو الحرية.

هذا الوضع/المازق يجعله مؤهلا ليكون مخبرا اولا لهذا الاجنبي والمخبر يتم اختياره من بين اراذل القوم. وشيئا فشيئا يبدا في الاغتناء ويعمل ما امكن على اخفاء سبب الغنى ووسيلته الوحيدة في ذلك هو الاعلام، والمغاربة يعلمون كم من جريدة يقف من ورائها المخبرون، وحتى بعض رؤساء الاحزاب الذين فضح البخاري حقيقتهم.

هؤلاء البشر يحرصون في كل لحظة على تتبع اوضاع ذلك القوي الذي يحميهم واليه يتوجهون بالخطاب. مثلا في الوقت الذي يناضل فيه الامازيغ من اجل فضح الدور الذي لعبته فرنسا من اجل تركيع الامازيغ وتاثيث الدولة المغربية على حسابهم، نجد هؤلاء يتوجهون لسيدتهم من اجل تنبيهها بان الخطر لازال قائما على مصالحها مجسدا في الامازيغ "العنصريين" الذين يفضحون الرهط الذي قدم لفرنسا خدمات جليلة من اجل بسط نفوذها على بلاد الامازيغ.     هؤلاء هم دائما بالمرصاد للامازيغ. وكلما عمل الامازيغ على التعريف بقضيتهم على الصعيد الدولي كلما بادروا الى مخاطبة المغاربة هذه المرة بانهم يتعاملون مع الاجنبي من اجل نوايا مبيتة. مع انهم هم من يتعامل رسميا مع الايادي الاجنبية من اجل الاستمرار في تشتيت وحدة تامازغا التي تهدد جميع اللاوطنيين والخونة.

اننا، نحن الامازيغ، لا ولن ننتظر لا من عبد الله ساعف ولا من اسماعيل العلوي ولا من مصطفى العلوي ان ينصحونا بما الذي يجب ان نفعله وما لا يجب. كما اننا لا ننتظر منهم في يوم ما ان يرتاحوا الى نضالنا ولا ان نستمد المصداقية منهم. فلو كانت تحركهم دوافع وطنية،  لخصصوا رواتبهم للفقراء والمعطلين، ولرفضوا ان يورطوا انفسهم في مغرب الفقر والاختلاس، على الاقل حتى تنكشف كل الملفات والسرقات والاموال المهربة وعن الجرائم التي تعرض لها الامازيغ فوق ارضهم من طرف من شغلهم كسياسيين ومن اصدر اليهم امر العريضة الخاصة بالعنصرية والتي لا نراها الا كالتالي.

في ظرف عشر سنوات قفز عدد الجمعيات الامازيغية من سبع جمعيات وقعت ميثاق اكادير الى 80 جمعية تغطي كامل التراب الوطني، وطورت خطابها المتحضر من مستوى المطالب الثقافية الى مستوى الهوية الامازيغية العامة للمغرب ومعادنه وخيراته التي يرتبط استنزافها بالتنكر لسكان البلاد وهويتهم.    في ظرف عشر سنوات بدأ الجميع يقتنع بان اسلوب النضال والتنظيم يجب ان يلائم الطبيعة الحقيقية للسلطة التي لن تستجيب لاي مطلب دون تضحيات.      في السنتين الاخيرتين جاءت انتفاضة الامازيغ بالقبايل ليفهم الجميع طبيعة المعركة القادمة والتي تتداخل فيها قوى اجنبية ومنظمات دولية عاملة في مجال حقوق الانسان ليمر الصراع الى مستوى متقدم لصالح الامازيغ وتعري الطبيعة العسكرية لمن يسيطر على زمام الامر في شمال افريقيا. في العشر سنوات الاخيرة انفضحت اللعبة السياسية الانتخابوية التي تم بها تضليل المغاربة وبدا امر مقاطعة الانتخابات امرا  واردا، وان دستور العهد القديم هو هو دستور العهد الجديد، وبالتالي فالجديد الوحيد هو الاستمرار في الديماغوجية وتجديد اساليب الحرب الخفية والمعلنة ضد الامازيغ.

امام هذا الواقع الجديد سيصدر اللوبي الخفي اوامره الى خدامه الفقراء الاشتراكيين الذين لم يخجلوا من خيانة رفاقهم بالامس ان يعملوا على واجهتين، داخلية وخارجية؛ اصدار عريضة حول عنصرية الامازيغ ومضايقتهم والتشويش على نضالهم.

 وحيث ان النضال الامازيغي بدأ يحقق مواقع متقدمة على صعيد المنتديات الدولية يجب محاصرته بربطه بالعنصرية. وان كانت هذه الاكذوبة لن يصدقها احد باعتبار ان فرنسا ومثقفيها وسياسيها المتخصصين في امور شمال افريقيا يعرفون ان العنصرية الحقيقية هي التي يتعرض لها الامازيغ فوق ارضهم. وحتى يظهر اصحابها انهم وديعون ودودون ومسالمون و مظلومون سيستنجدون بقضية اليهود التي يتعاطف معها العالم الغربي وليقدموا هم انفسهم على انهم لا يؤذون اليهود رغم الحرب والصراع اليهودي العربي القائم بينهم. فانهم يتفهمون الموقف وانهم ليسوا عنصريين. اي لكي يثبتوا للعالم انهم ليسوا عنصريين يجب عليهم المرور من بوابة الدفاع عن اليهود. اي مقابل محاربة الامازيغ، فهم مستعدون للدفاع عن اليهود والتنازل على فلسطين التي يقيمون من اجلها التظاهرات الكبيرة.اي ان اليهود اولى من الامازيغ. وان التظاهر من اجل فلسطين هو من اجل تضليل الامازيغ و ترسيم ماهو غير حاصل في المغرب وهو انتماؤه العربي.

هنا يصبح الامازيغ كالحركات الاسلامية التي تجاوزت ياسر عرفات والتي تحقد على اوروبا وعمرانها مثل تنظيم القاعدة. هذا التسلسل هو الذي جعل واضع العريضة يضيف في ديباجتها العنصرية التي يتعرض لها اليهود على يد الحركات الرجعية ـ الاسلامية ـ.

واضع العريضة اذن اذكى من عبد الله ساعف ومن اسماعيل العلوي وغيرهم. هؤلاء ليسوا الا خداما استعملوا فقط، وبوعود، ان ذلك لن يؤثر على امر نجاحهم في الانتخابات طالما ان فعلهم سيؤثر على صورتهم في وعي المغاربة. فالنجاح تضمنه الايادي الخفية.

ان العريضة باحكامها هذه وبخلفياتها تكشف عن طبيعة الرؤية الحقيقية التي تنظر بها السلطة الى الامازيغ وحركتهم الديموقراطية. هذه النظرة تدفع من لازال لديه شك حول طبيعة الدولة الى طرح الاسئلة الكبرى حول المغرب ومستقبله السياسي. وطبيعة المعارك المرتقبة والتنظيم الاقدر على ادارة تلك المعارك التي تشكل فيها الجبهة الدولية واجهة لامفر منها لربح القضية. وككل القضايا العادلة فهي مربوحة مسبقا لان الامور في الاخير لا تعود الا الى نصابها.

اذن تاتي الحملة المسعورة للعلوي ضد نضال الكونكريس الامازيغي كصوت يخاطب العالم بما جرى ويجري للامازيغ من طرف المحميين الجدد، وعريضة العلوي الاخر ومن معه موجهة للداخل والخارج والتي تكشف على ان اصحابها يحتاجون دائما الى من يحميهم حتى وان اقتضى الحال ربط حماية العرب بحماية اليهود. هنا اولا نجد انفسنا امام كلمة الحماية، وحاجة العرب و اليهود بالضبط اليها. اي ما معناه ان العرب واليهود شعوب محمية، غير مستقلة بذاتها. وهو ما نشاهده حاليا من احداث دولية. فامريكا هي التي تحمي اليهود والعرب من التشدد الديني. فنجاح الحركات الاسلامية في فلسطين سيؤثر على الخريطة السياسية للشرق الاوسط وقد يصل حد العصف، ليس باليهود فقط، الذين سيكون مصيرهم البحر، وانما حتى بانظمة البترودولار العربية. ثانيا هذا الامر يجعلنا نتساءل هل بدا العرب واصحاب العريضة يشعرون فعلا بحاجتهم الى حماية من الامازيغ او ما يسمونه عنصرية الامازيغ؟ ما هي المعطيات التي جعلتهم يشعرون بحاجة الى الحماية؟ وهل فعلا هم في حاجة الى الحماية؟ .وهل فعلا الحركة الامازيغية عنصرية؟. ثم ما معنى الاستقلال الذاتي للمناطق الامازيغية؟. ولماذا تثور ثائرتهم كلما خاطب الامازيغ المجتمع الدولي بالظبط ويسارعون الى جوابهم الجاهز:  تفتيت وحدة الوطن، وخيانة الوطن. وهل علينا نحن الامازيغ ان نكترث لسياساتهم؟.

لابد اولا من الانتباه الى الامر التالي: اولا، ان الامازيغ لا يوجدون في بلاد العرب حتى نطلب من اي كان حماية العرب من بطش وعنصرية الامازيغ. ثانيا ان من بين الموقعين على العريضة اسماعيل العلوي الذي سبق ان صرح في حوار لجريدة "العالم الامازيغي" الى اننا في المغرب لا يمكننا التحدث عن الصفاء العرقي. ولم يجد نمودجا لذلك سوى اخيه الذي يشبه السكندنافيين. فمن هم العرب الذين يتحدث عنهم في عريضته، طالما ان المغاربة قد انصهروا لدرجة لا يمكن الفصل بينهم وبين الامازيغ. ثم من هم هؤلاء الامازيغ العنصريون طالما ان الدم مشترك لدرجة لا يمكننا الحديث باسم العرق الامازيغي.

 ان الذي يكذب بهذا الشكل المفضوح ويتعامل مع المغاربة بانهم عرب وامازيغ هو العنصري الحقيقي اذن. اما الامازيغ وحركتهم المناضلة والواعدة بالمستقبل الديموقراطي الحر فخطابها معروف من خلال بياناتها وقراراتها.

اما عن العنصرية الفعلية المسكوت عليها، فلو اردنا ان نقوم باحصاء لانواع الاهانات والتحقير والاذلال والسخرية والعنصرية الرسمية التي عاشها الامازيغ ويعيشونها فوق ارضهم لما انتهينا ولوجدنا ان حياة الفرد الواحد منا عاشها منذ كان في بطن امه الى ان فارق الحياة. الاقصاء التام والشامل. لا يحتاجون الا لسواعدنا .

وانت جنين امازيغي، وبحكم التفاعل البيولوجي الذي يجمعك باحاسيس الام، تكون قد شعرت مبكرا باحسيس امك تظطرب حين تتقدم الى المستشفى ـ اذا كانت محظوظة ـ ويطلب منها الممرض او الطبيب ان تتكلم بلغة لا يجمعها معها اي شيء. ويلح عليها لدرجة يشعرها بالنقص و الخجل وحين يعود الى اصدقائه يجعلون من امر تلك الام موضوعا للسخرية والتنكيت. في اليوم السابع على رؤيتك لنور الحياة تغتصب من الفرح بالحياة لما تشعر بان والدك لا يداعبك لانشغاله وانزعاجه بامر امتناع السلطات من تسجيلك بالاسم الامازيغي الذي اختاره لك عن طواعية.  بعد ان تبدا عضلاتك واعضاؤك في النمو تشعر ككل اطفال العالم بحاجتك للعب. واللعب تواصل باللغة اولا. وحين تتكلم يجيبك احدهم: ياه على هضرة عندو. وبعد ان تقوم مكرها بتحويل وتحوير امازيغيتك لتلائم النطق العربي يرد عليك بالقول: باين عليه شلح غير من هضرتو.

حين تبلغ سن السابعة، واذا قدر لك ان تجد مدرسة عربية برانية تبدا معك حرب التدمير المعرفي و السيكولوجي مع تاريخك الذي يبلغ سبع سنوات وانت البريء، وهم المخططون. طبعا انت لا تفهم ما يقوله المعلم، والمعلم لا يكترث بانك لاتعرف ما تقول. ومع ذلك يجب عليك ان تقول بان المعلم كاد ان يكون رسولا. رسول يقول لسيده المفتش بان هذا الطفل الذي تاخر في استيعاب الدرس هو شلح لا يعرف العربية، والاكيد ان مصيره هو ان يكون راعيا كاخوته في العرق.

في السنوات الاولى من دراستك ينادون عليك لتردد النشيد الوطني وتحيي العلم الوطني. انت في سنواتك الاولى ولا تعرف بالظبط ماذا تفعل وماذا تقول. فقط تردد ما يقوله الذي كاد ان يكون رسولا. واذا حدث ان تعثرت في ان تكون ببغاء وانتبه المعلم النبيه الى انك لا تحرك شفتيك سيضربك اربع ضربات على الاقل ويقول لك: علاش الحمار سكتت والسيد المدير كيشوف.

اذا قدر لك ان تكون من بين الذين نجحوا في الامتحان وانتقلوا الى السلك الاعدادي ستبدا المعاناة الجديدة. هي نفس المعاناة القديمة المتكررة والمتجددة. ولكن هذه المرة لانك بدات تعي ان هناك في المغرب ـ بلدك العزيز الذي لا تعرف بعد بان اجدادك هم من ضحى من اجله، و مع ذلك تحتقر انت لانك ابن البلد ويحتقرك من اتى من بلاد العرب بحثا عن العشب و الخبز ـ خللا انت ضحيته، والدولة هي من يشرف على ان تكون انت الضحية. تتناسل عندك الاسئلة الى ما لا نهاية. كل شيء قبيح في هذه الدنيا هو من فعل البربر. وحتى هم في ذواتهم وعرقهم و افكارهم هم اقبح ما في الدنيا.وسبب المصائب كلها.

 كل هذا تعمل دروس الجغرافيا والتاريخ و العلم والدين والحديث والمساجد وراديو وتلفزة الدولة الفرنكو/عربية على ترسيخه في دماغك حتي يشلوك عن الحركة وتفضل الانزواء والانطواء على نفسك انتقاما من هذا العرق الذي تنتمي اليه. يقول لك استاد التاريخ ان سكان المغرب الاقدمين هم البربر ابناء مازغ. والبربر هم الهمج، المتوحشون، وما الى ذلك. بينما العرب هم المفضلون من عند الله برسول. الرسول عربي. انت طفل بريء لا تعرف اي شيء بعد، ولهذا تقضي فترة الاستراحة مطأطئا الراس، شاردا تفكر في هذه المؤسسة المدرسية التي وجدت من اجل استقبال الطفولة البريئة. ولا تعمل في حقيقتها الا على اغتصاب طمانينتك التي تمتلئ بها والتي جئت بها من بيتك الامازيغي المعتز بنفسه غاية ما يكون الاعتزاز. ذلك البيت الذي يقول لك ولاخوتك ولافراد الجيران المتحلقين حول موقد النار ان: Imazighen  ayd igan inafellaten d ayt  w akal .

 ليلا، كلما فكر الساهرون على برامج التلفزة في الترويح عن المواطن، مواطن بالبطاقة الوطنية المصنوعة من البلاستيك فقط، و البلاستيك هو ارخص بضاعة في العالم ـ لا يجدون شيئا اخر غير السخرية ممن هو من جنسك ولغتك. كل هذا يترسب في لاوعيك ولا شعورك كشخص اولا ثم في الوعي الجمعي لشعبك. الاحتقار وما ادراك ما الاحتقار. نحن هو الشعب المحتقر. نحن البربر ابناء مازغ هو الشعب المحتقر. ولكن لماذا نحن هو الشعب المحتقر فوق ارضه؟ هنا ستنفعك تلك المقاومة العنيدة للامازيغية. تلك التربية المضادة التي تلقنتها في البيت من خلال الحكي والتربية الاسرية والعائلية. وهنا سينفعك ايضا ذلك الترسب للاحتقار والاهانة والاذلال في الوعي الجمعي لشعبك. وهو الضمانة الوحيدة لنضال اهلك وذويك من اجل اقتلاع العنصرية من ارضك الغنية الطيبة المعطاء.

علمك اهلك وذويك ان الامازيغي هو الحر. هو النبيل، هو السيد، هو المتسامح، هو الذي يتفهم موقف الضعيف ويتنازل عن حقه للاخر كلما طلبت منه الجماعة ذلك، هو الشجاع الذي لا يستسلم ولا يتراجع في المعركة. هو الذي يحترم الاطفال وقت الحرب ولا يؤذيهم ـ وليس مثل من يرسل الاطفال الى المواجهة ليتشكى للمنتظم الدولي باكيا بان العدو يقتل الاطفال، ارسل الرجال وسيقتل العدو الرجال. اما وانت ترسل الاطفال فماذا تنتظر من العدو ان يفعل، هل تريده ان يقتل شيئا اخر غير من ارسل الى ساحة الوغى ـ

تسمع كذلك ان الامازيغي هو الصادق. هو العفيف، هو المترفع عن التفاهات. صفات اشبه بصفات الله الحسنى. ومع ذلك يحتقرك اراذل القوم الذين يقتاتون من فضلات اهلك وذويك.

عجبا كيف يكون البربر ابناء مازغ. عجبا كيف يكون الهمج/البربر ابناء مازغ/السيد. متى كان السيد يلد همجا.ومتى كان من فضله الله على الاخرين يحتاج الى ارض الاخرين وخبزهم وهوائهم وجمال بناتهم ويحتاج الى الاحتيال من اجل ضمان وتبرير الاقامة في بلاد الهمج. ثم ما الذي يجبره على التزود بترسانة من المبررات والدهاء كي يضمن الاقامة في بلاد الهمج. من يعشق بلاد الهمج وارض الهمج  وينجب الابناء مع بنات الهمج. ثم كيف بمن فضلهم الله على الشعوب الاخرى وجعل منهم رسولا وشكلوا قوة لم يجدوا في الدنيا شعبا اخر يتناسبون معه غير الهمج. انا لا اتصور في يوم ما ان اغنى رجل في المغرب سيتزوج افقر فتاة في بلاد اخرى وتكون هذه الفتاة همجية وقبيحة. ما اعرفه انا هو ان بعض الملوك والرؤساء العرب يتزوجون من الاوروبيات. والزواج من الاوربيات شكل من اشكال اختلاط الدم مع القوي. شكل من اشكال الاحتماء بالقوي. لان الزواج هنا يتجاوز النكاح. انه زواج سياسي بالدرجة الاولى. وكاي زواج فاحتمال الطلاق يكون واردا لان السياسة تتغير. والطلاق نوعان؛ طلاق رجعي او الطلاق الثلاث. ولاشك ان وزراءنا بعريضتهم هذه لا يعلنون الا الطلاق الثلاث. الان لم يعد لنا حاجة للنسب مع الهمج/الاسياد. لان اسياد الوقت هم الانكليز. والسياسة تتغير. ان المهم في السياسة هو ان يعرف الضعيف كيف يحتمي بالقوي حتى وان اقتضى الحال ان تغتصب الانثى الذكر. فالذكر حين يجبر من موقع الضعف ان يمارس الجنس تلبية لرغبة المراة يعد اغتصابا. كم من العبيد تلذذت بهن نساء النبلاء. وحتى الملك اليهودي سليمان اجبرته بلقيس الحبشية على مضاجعتها. وفعل تحت ضغط الضعف وحاجته الى قوتها لمواجهة الفرعون. وانجب اليهود الفلاشا. ولكن اليهود لم يعلنوا الطلاق الثلاث مع الفلاشا. بل قبلوهم واستقبلوهم في الثمانينات من القرن الماضي كيهود. لان السياسة تتغير. فماذا لو استعادت القارة السوداء حريتها وعافيتها. سيكون هنا اليهود اذكى من العرب. فرغم انهم يشتركون في الحاجة الى القوي لحمايتهم والتناسب معهم مثلما فعلوا مع الامازيغيات "الهمجيات" والحبشيات العبيدات، الا ان اليهود على الاقل اختاروا  نجمة داوود السداسية كرمز لعلمهم. بينما اختار العرب السيف رمزا لعلمهم. ووظيفة السيف هو قطع الايدي والرؤوس. اليس هذا الاختيار غاية في العنصرية والبداوة والبلادة؟.  ماذا سيقول الناس عن امريكا لو استبدلت النجوم التي تزين علمها بصورة صاروخ متعدد الرؤوس النووية؟

الامازيغ مرة "بربر" "همج" ومرة عنصريون. هذا ما يقوله من تناسب مع البربر. ولكن متى كان الهمج يسيطرون على بلاد الخيرات الطبعية والمتموقعة في مركز الحضارات القديمة. المركز لا يسكنه الا الاقوياء. المركز لا يسكنه الا الاقوى. المركز لا يسكنه الا "البربر". لدرجة انطبعت هذه القوة في اللغة المتوسطية حين نقول هجوم بربري. فالوجه الاخر الغير الصريح في هذا التعبير هو القوة في الحرب. القوة لها مقوماتها المادية والعسكرية. اما الهمج فهو همج ولا يستطيع القيام بحرب تهزم الاقوياء. فقولنا الهجوم الامبريالي على الشعوب الضعيفة له وجه اخر هو القوة الاقتصادية والعسكرية المرتبطة بالدولة المعنية بصفة الامبريالية. وقولنا الهجوم البربري يجعلنا نفهم ان البربرية هي ما يعادل الامبريالية في غابر الازمان

هنا و الان تنفعك تلك الروح الامازيغية لتفهم من انت ومن ذلك الذي يلجأ الى غيره طالبا الحماية. هنا والان تنفعك تلك الروح الامازيغية لتعتز بنفسك ولتدفع الاسئلة حتى النهاية. لان الذي يقض مضجعهم هو ان تتحدث كامازيغي اولا وقبل كل شيء. لايهمهم ان تكون اشتراكيا او ديموقراطيا او راسماليا او مسلما او يهوديا او حيوانا او بشرا او حقوقيا. مشكلتهم هو ان تقول انك امازيغي، لان كينونتك كامازيغي يترتب عليه انهيار ذلك المجهود الضخم الذي قامت به الدولة من اجل ان تنسى انك امازيغي. وهو مجهود قد تكون انت ضحية شق واحد منه مجسدا في الحرب النفسية والتضليل. وقد تكون ضحية الشق الثاني مجسدا في التدمير العسكري لقراك ومداشرك واغتصاب نسائك امام اعينك واعتقال اهلك وذويك في الجنوب مع انتفاضة عدي ؤ بيهي، او في الريف، او في الاطلس  57و 59 و 73  . اجمل فترات الاستقلال .

اذا كانت الشعوب تقيم الدنيا وتقعدها فرحا بالاستقلال، فان الامازيغ دشنوا استقلالهم ـ بين قوسين ـ بالحزن والبكاء على ارواح ابنائهم الذين تم اغتيالهم والتشهير بجثثهم على يد زعماء الاستقلال. وقد تكون ضحية الاثنين ومع ذلك ها انت تعلن لهم انك امازيغي. انها مشكلة فعلا بالنسبة لهم. فرغم الاستنجاد بفرنسا وتدمير البنيات الاساسية والبشرية ورغم مختلف الجرائم الحربية التي مورست على الامازيغ، لا زالوا لم ينقرضوا ولا يريدون الانقراض. الويل كل الويل لنا نحن من قدر علينا ان نجد انفسنا بين ظهراني البربر. هذا الديناصور الذي يستعصي على الانقراض. الم يقل لنا "المناضل" الكبير قاتل عباس المساعدي بمجرد عودته من مفاوضات ايكس ليبان ان المشكل الحقيقي هو مع البربر، اما فرنسا فانها ستنسحب كما اتفق في عقدة الحماية سنة 1912 .

وعليه اذا استنجد اجدادنا بالعثمانيين من اجل تدمير الزاوية الدلائية الامازيغية واستنجد اجدادنا بفرنسا من اجل تدمير الثورة المسلحة الامازيغية فما علينا نحن الان سوى ان نستنجد بالغرب وحقوق الانسان متملقين لليهود نظرا لثقلهم الاقتصادي على الصعيد الدولي كي يحمونا من الامازيغي "العنصري" الذي بدا يفكر في الحزب السياسي وبدا يفكر في مقاطعة الانتخابات. ويكفي ان يفكر في مقاطعة الانتخابات ليؤزمنا امام اسيادنا لان اسيادنا يعرفون اننا نزور الانتخابات. وحيث نزور الانتخابات فالجميع يعلم ان الاعلان عن النتائج يكون محكوما بالمواقف من الانتخابات. وهكذا يكون هذا العنصري قد شرع عمليا في الممارسة السياسية دون حاجة منه الى ترخيصنا الذي لا نقدمه الا لمن نريد. سيما ان من قوانين حزبهم التنصيص في احدى بنوده، كما راج في الصحف، ان الرئيس ينتخب لمدة 3سنوات غير قابلة للتجديد. هل تعرفون ماذا سيفعلون بفعلتهم هذه. سينفضح امرنا امام المغاربة وسيتجاوزون حتى ديموقراطية الغرب. تعرفون اننا نحن دهاقنة ولا جذور حقيقية ووطنية تجمعنا مع هؤلاء القوم البرابرة، وسياستنا تلعب على الزمن. وعليه فما علينا الا ان نشغل الحركة الامازيغية الان عن الانتخابات بعريضة تستفز مشاعرهم حتى يقضوا ما تبقى من الوقت للانتخابات في الردود الانفعالية وينشغلوا عن امر مقاطعة الانتخابات. انهم اعلنوا الحكم الذاتي ومقاطعة الانتخابات وبفعلهم هذا سيحددون ساحة الصراع الحقيقي وهو الدستور. وستكون الكرة في مرمانا. وهل سيقبل منكم من يموله حزب البعث ان يقول له هذا الحزب كيف بك تعترف بالبربر ايها العربي من الدرجة الثانية. وهل يقبل منكم من تحتفظ فرنسا باسرار اختلاساته لاموال البربر ان نعترف بالبربر وكلكم يعرف ان الاعتراف بالبربر يترتب عليه الاعتراف بخيرات بلادهم وبدماء اجدادهم وان ذلك سيترتب عليه محاكمات ومحاكمات دولية.

 انتم تعرفون الان ان ابناء البربر منهم من استيقظ ومنهم من هو في طريقه الى اليقظة. والبربر بركان نائم. اذا استيقظ سياتي على من خطط لقتل لغتهم وعلى من عاث فسادا في اخلاقهم وعلى من سرق خيرات بحارهم ووديانهم وغاباتهم ومعادنهم. نحن نعرف جيدا نقطة ضعف الامازيغ. لقد جربنا معهم قطع الرؤوس، والسجون والمعتقلات وكل ما لا يتصوره العقل الانساني. لقد جربنا معهم كل الاساليب الوحشية من اجل القضاء على طبعهم وطبيعتهم الميالة الى الحرية وفشلنا. في الحقيقة نحن هم المتوحشون والهمج والبرابرة. وعليه، ونحن من يحسب الف حساب ونفكر للعقود الاتية فلنحم انفسنا بعريضة ضد العنصرية. نستعملها حاليا لكبح نزوح الامازيغ الى الانتقال الى الممارسة السياسية الصريحة ونستنجد بها مستقبلا حين يتقوى عودهم، ونقوم باقناع الغرب المعولم انذاك باننا نبهناه الى ان عنصرية البربر هو انهم يقولون نحن امازيغ وخيرات بلادنا كانت تهرب الى بلادكم يا اسيادنا النصارى. ولقد عاش اجدادكم النصارى نفس الشيء مع البربر لما رفض البربر ان يدخل الفرنسيون اراضيهم مثلما رفض اجدادهم ان يدخل العرب اراضيهم مع اننا نحن واياكم حاملوا رسالة الهية تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر. المنكر هو ما نقوم به اسوة معكم ولكن لا تنزعجوا لذلك فنحن واياكم نخفي الاطماع فقط. ان بلادهم غنية وسهلنا نحن المامورية عليكم لاستعمارهم. اما نحن فاننا اناس طيعون لم نقف في وجهكم حين قررتم الدخول الى شبه الجزيرة العربية، ولم نطلب منكم في اتفاقية ساكس بيكو سوى عدم الدخول الى مكة، ليس احتراما لمشاعر المسلمين فانتم تعرفون انه في شواطئكم وبلدانكم نبحث عن اللذة الجنسية الحيوانية وتقدرون رغباتنا الحيوانية ولا نحتج عليكم كلما نظرتم الينا كاننا حيوانات، وليس هناك ما نخبئه امامكم لانكم تعرفوننا اكثر مما نعرف انفسنا، واذا احتجتم الى الدليل على الخنوع وحسن النية فاننا نعمل على الدفاع كذلك على حماية اليهود من البربر البنلادينيين والحماسيين. نرجوكم ان تتفهموا موقفنا. نحن نحتاج الى الحماية وانتم حماتنا. انتم اخوتنا في الحماية.

الان وجدنا التعبير الانسب/التبرير، الانسب/الحيلة، الانسب: البربر اخوتنا في الاسلام و الاوربيون اخوتنا في الحماية والخيرات في جيوبنا وطوبى لنا نحن الجماعة الجالسة في الصالون والقاعة ونتشاور ونتآمر على امور البربر ومستقبل الساعة .

 شكرا للغة العربية. هل نسيتم انها لغة فصيحة. فصيحة بين الروم و جماعة البربر المنيعة. الان يمكننا ركوب المخاطر دون خوف علينا، نحن الجماعة المنتقاة من بين المهمشين والمخبرين بامور البربر لاسيادنا الفرنسيين، واصبحنا تجارا دوليين ومصدرين ومهربين وكل شيء. وما العيب في الامر؟ الا يتمني المشردون الان ان يجدوا موقعا ضمن شركات التهريب او ترويج المخدرات او اختلاس الاموال؟. هل تركنا بصيصا للاخلاق حتى يعذبنا نحن الضمير؟. نحن الان في غابة ولا يحق لاحد ان يحسدنا على خيراتنا ومناصبنا. واذا فعل انسان ما ذلك سنعلن الحرب. ولاخوف علينا، فالروم بجانبنا والله معنا. نحن لم نات بالذهب والفضة من بلاد العرب الى بلاد البربر. نحن قدمنا حفاة عراة لا نحمل الا العصي والسيوف. وحتى القران لحظتها لا نعرف منه اي شيء لانه لا زال لم يدون بعد. ليس لدينا ما سنخسره في بلاد البربر. ونحن مستعدون لاعلان الحرب. وقبل اعلانها يجب التحضير لذلك. اصدار عريضة ضد العنصرية لاننا نحن العنصريون الحقيقيون، وبالتالي فالتكتيك يقتضي اخفاء طبيعة المعركة القادمة. فاذا لم يعرف الابارتايد كيف يخفي عنصريته ضد السود في جنوب افريقيا، فنحن نعرف كيف سنستفيد من اخطاء العنصريين الاخرين مثلنا لنخفي الحقائق ونضلل البشرية والروم بالاساس. ارجوكم الا تنسوا دائما اسيادنا. اياكم ان تنسوا اسيادنا. فهم الحكم حاليا. فلو نجح بن لادن وكانت ضربته موجعة وانهارت الامبراطورية الامريكية فنحن نعرف كيف سنلتحي وكيف سنتحالف مع تنظيمه وكيف سنعلن انفسنا مجاهدين من اجل نشر الاسلام، ولن نترك، ولو راسا امازيغيا واحدا يقول انا امازيغي. وسنكتب للتاريخ مرة اخرى الفتح العربي لشمال افريقيا. نحن نلعب على التوازنات. نحن وسطاء، و اياكم ان ياخدكم السهو ولا تعرفوا اوضاع من يحميكم. وحيث يحميكم الان الغرب فاحذروا ان يعي الامازيغ اللعبة. احذروا ان يقتربوا من اسيادكم. وكلما اقتربوا منهم اشهروا جوابكم الجاهز: التعامل مع الايادي الاجنبية. لقد جهزناكم بالمطابع والورق والصحف اليومية والاسبوعية كي تتتبعوا شؤون البربر. ان المشكل الحقيقي هو مع البربر كما قال جدكم زعيم القارات الثلاث. وانتم تعرفون نقطة ضعف البربر. واذا توجه البربر رسميا بخطابهم للعالم فقد قطعوا ثلثي الطريق في الزحف باتجاه حقوقهم ـ عفوا انا لم اقل حقوقهم الا امامكم اما في وجههم فاقول خيانتهم ـ.

احذروا الان البربر. والان بالضبط لانه ظهر من بينهم من يخاطب اسبانيا بروح حقوقية ديموقراطية عالية تكشف تخلفنا وهمجيتنا نحن الجماعة التي اذا ما قررت اسبانيا الكشف عن جريمة الغازات السامة ستعصف بجانب مهم مما ربحناه، نحن الجماعة الوضيعة الخائفة الخائنة والفقيرة. اياكم ان تنسوا ان لطول مدة محاصرة موحى ؤحمو الزياني لاوكارنا التجارية بفاس اضطررنا لان ناكل الفئران، وكان كل واحد منا يحمل علما اوروبيا فوق داره لعل وعسى ان تتكلف تلك الدولة المحمول علمها بمساعدته على الافلات من حصار البربر ورغبتهم في التحكم في خيرات بلادهم بانفسهم. اياكم ان تنسوا كل هذا. فنحن قد وصلنا بحكم عدائنا واحتقارنا واهانتنا للبربر درجة لا نستطيع ان نتحدث فيها عن التسامح معهم. والاخطر في الامر هو ان تنكشف الاقنعة ويمارس الامازيغ نضالهم واداءهم مثل ما نفعل معهم وتاخد المعركة ابعادا اخرى لن نكون معها حكما، بل طرفا في الصراع ونعرف مسبقا ان الحق لجهتهم. الاخطر في الامر هو ان يرفع البربر في شخص تنظيمهم الدولي دعوة قضائية ضد فرنسا واسبانيا على دورها في تقتيل الامازيغ وتسليم السلطة الى غيرهم، والذين ليسوا شيئا اخر غير نحن تلك الجماعة الوضيعة التي تتحكم الان فيهم، والتي هي عبارة عن تجار فقراء كانوا يتنقلون بين بواديهم وقراهم ويقدمون التقارير الى فرنسا. علينا الحذر الشديد.

كيف سيكون موقفنا لو ان تنظيم البربر على الصعيد الدولي ينظم سنويا احتجاجين لمدة 3 ايام امام القصر الرئاسي الفرنسي؟ واحدة تتزامن مع تاريخ توقيع الحماية والثلاثة ايام الثانية تتزامن مع تاريخ توقيع اتفاقية الحماية الجديدة المسماة ايكس ليبان، يطالب من خلاله فرنسا بالغاء اتفاقية ايكس ليبان والعودة الي التفاوض معهم هم باعتبارهم هم ابناء الارض، سيما ان فرنسا تعرف حقيقة المغرب حتى قبل غزو اجدادنا له.

لنعد العدة اذن: عريضة من اجل محاربة العنصرية الامازيغية قد نحتاجها بعد عقد او عقدين من الزمن. الهاء الحركة الامازيغية عن معركة الانتخابات الشكلية مثل شكلية تمثيليتنا نحن للامازيغ. عدم الظهور بمظهر العداء للثقافة الامازيغية. انها ورقة قد نحتاجها اذا ما انقلب ميزان القوى وهو ايل الى الانقلاب لاشك في ذلك. والان يحق لنا نحن الامازيغ ان نعد العدة للمرحلة القادمة. يحق لنا ان نفكر في مصيرنا. والتفكير في المصير يستتبع بالضرورة المنطقية بتقرير المصير. اي اننا شعب لازال لم يقرر مصيره بعد. حين كانت الجماعة الوضيعة تقرر مصيرها في ايكس ليبان كان الامازيغ يحملون السلاح. ولسنا  في حاجة لاي جهد لنعرف اننا لم نقرر مصيرنا بعد، يكفي معرفة ان الشعب الامازيغي هو الشعب الوحيد في الحوض المتوسطي الذي لا زال يرفع العلم على نغمات نشيد لا يفهم لغته تماما كما كان يرفع العلم الفرنسي فوق ارض امازيغية وتحت حراسة بندقية الجندي الفرنسي.

 بالنسبة لنا نحن الامازيغ لا زلنا لم نقرر مصيرنا بعد وبالتالي لا فرق بالنسبة لنا بين ماقبل 56 وما بعد 56 .

اختلقوا عريضة العنصرية الامازيغية مع انهم هم من يتربع على كراسي البرلمان...   اين جمعيات حقوق الانسان في بلاد الديموقراطية؟ اين الله العربي الذي خلقنا من ذكر وانثى وجعلنا سواسية لا فرق بين ابيض واسود الا بالتقوى.

 المغرب بلد اختلاس المال العمومي وكل ما لا يخطر على الذهن البشري... اقصى درجات العنصرية التي لا ينتبه اليها الاسلام العربي والاشتراكية العربية والتقدمية العربية في بلاد الامازيغ المعوربة. ما لايوجد في امريكا يوجد في بلاد الامازيغ. ما لا يوجد في البحر يوجد في النهر. والمغرب انهار تصب في ضيعات الجماعة الحقيرة. والحقير لا يكون الا سيد الحقير، واليه يصدر امر محاربة الامازيغ من خلال عريضة حقيرة.

هذه واحدة من الحقائق غير الضائعة التي لاتثير انتباه صاحب الحقائق الضائعة. ان الامر يبدو له عاديا و طبيعيا لانه كذلك يتصور الامور. وحيث انه كذلك يدرك العالم، فلم ينتبه الى ان البرلمان باعتباره رمزا للديموقراطية والتشاور ـ  وليس التناور ـ لا علاقة له بالبرلمان العربي في المغرب الذي يمنع البرلماني من الكلام باللغة الامازيغية.  نفس الشيء بالنسبة لاصحاب العريضة العنصرية. لم يفكروا في الامر لان العنصرية التي يمارسونها على المغاربة لا تبدو لهم انها عنصرية وانما هي فعل عادي وطبيعي. انهم جبلوا على العنصرية لدرجة اصبحت تبدو لهم انها شيء طبيعي لايثير الانتباه. والشيء العادي والطبيعي فعلا هو الشيء الذي لا يثير الانتباه. متى كان اسمك يثير انتباهك. لانك ترعرعت معه، الفته والفك لدرجة اصبحتما وجهين لعملة واحدة. انا احتكر الشرف، اذن غيري من البشر ليس شريفا.... انا هنا للتمثيل والتمسرح على العامة.الم يقل الملك الراحل ان هذا البرلمان يشبه السيرك؟ وحيث ان السيرك لا يوجد فيه الا الحيوانات والالعاب السحرية فلماذا لا امارس السحر بدوري؟ والسحر في جوهره خداع للابرياء. والابرياء ها هنا هم اولائك الامازيغ الابرياء السذج الذين ينتظرون مني ان ابني لهم الاشتراكية ويكون المغاربة سواسية في ما بينهم، وانا الذي لا يقتسم المحصول المالي للسنة البرلمانية حتى مع اخوتي. لو لم يكونوا سذجا لكان عدد المنخرطين في حزبي هو 0. ولا تنسوا اننا حدثناكم عن نقطة ضعف الامازيغ. وما لم يتعلموا الدهاء والمكر مثلنا فلا خوف علينا، ولم يحن بعد وقت التنازل عن شرفنا الخرافي. ومع اننا نعرف ان البربر لن يتعلموا في يوم ما المكر والخداع والدهاء، وهم اصلا كقبائل تتنافس في الصدق والاخلاص والاستقامة فان ذلك هو نقطة ضعفنا نحن. هم شعب صادق وقوي ولا يمارسون النفاق واهل كرم.هم شعب متحرر ونحن معروفون بزنى المحارم. هم شعب يرقص ويمرح ونحن شعب يقتنص نقط ضعف الاخرين. اجمالا هم امازيغ /احرار ولا يمكننا ان نمسحها من قواميس اللغة وذاكرة التاريخ،  ونحن غرباء في بلادهم. لا نتنفس هواء ارض اجدادنا في السعودية او الكويت او العراق او غيرها من بلاد اجدادنا. طالت غربتنا وطالت. ليس لنا ان نعيش الا على الاوهام وحد السيف. لاننا غرباء. وحتى اخوتنا في العروبة الذين مولوننا في وقت ما اصبحوا يشعرون بلا جدوى التمويل. ماذا لو لم نغادر بلداننا الاصلية وبقينا بجوار اطلال العشيقات والصديقات والموؤودات نستمتع باشعة الشمس الحارة واشعار الغزل؟ لو لم نات لبقينا منسجمين مع ذواتنا اكثر. نحن الان من يخاف ويعيش في الفزع ليل نهار. اللغة الامازيغية لا تخيف، الجمعيات الثقافية الامازيغية والمناضلين الامازيغ، التقارير التي تصلنا عن انشطتهم تفيد انه كلما التقوا فيما بينهم في نشاط ما وتحدثوا في ما بينهم انشرحوا وفرحوا وحققوا لذة في الاستمرار في الحياة. والخطير في الامر انهم يزدادون فرحا كلما حضر معهم امازيغي من منطقة اخرى يتحدث الامازيغية بلكنة تخالف شيئا ما لكنتهم ويزدادون فرحا لاكتشافهم لقوتهم المتنوعة والمتعددة والتي عجزت عن دحرها في وقت ما الغازات الكيماوية. كيف بمن لم تقض عليه الغازات السامة سيقضي عليه سحر السحرة والتضليل؟ هم الاقوياء ونحن الضعاف، هم لا يرهبهم القمع العربي والسجن العربي وقطع الرؤوس، بينما نحن بمجرد سماعنا لشيء اسمه اللغة الامازيغية ننهار. ننهار هلعا لحد ان نصل الى ان نحتمي باليهود الذين يستبيحون نساءنا وبناتنا ونحن من وضع شرفه بين فخدي امراة عربية يرفض الامازيغي نكاحها لانها مقهورة لا تستطيع التعبير عن رغبتها الجنسية، بينما نحن بحكم ضعفنا امامهم لم نجد من خيار سوى الزواج من البربريات. ورغم ذلك نقول ان البربريات عاهرات ماجنات متبرجات. ماذا يحصل لنا نحن الان، الان وهنا. هل سنصاب بالاختلال في التفكير؟ لقد قالوا لي وانا صغير انني من سلالة الدوحة النبوية، وانني اتيت حاملا للحق الى البربر. ولكن البربر شعب عنيد. شرد وقتل ودمر وتكالبت الشعوب القوية من اجل تدميره ولم تفلح. فما بالك بي انا الذي بمجرد ما اسمع الدفاع على لغة البربر حتى انهار وافقد صوابي العقلي واوقع عريضة ضدهم؟ ماذا عسى الحبر على الورق ان يفعله من اجل تركيع هذا الديناصور الذي عجزت الامبراطورية الرومانية والفرنسية والاسبانية عن القضاء عليه واعول انا على الاساطير؟ نحن الجبناء اذن. هم يعتزون باللغة الامازيغية وانا تضايقني. الويل كل الويل لي انا الذي قدر لي ان اعيش جبانا وضيعا يقظا لا اعرف طعما للنوم، حريصا حارسا لسكنات وتحركات البربر الذين ينامون كما يشتهون في بلادهم. انتم لا تعرفون ما معنى ان تحرم من النوم وان تقضي ليلك ونهارك منشغلا بهاجس اذا انتفض البربر. ان ما تعتقدونه اجرة برلمانية او وزارية او اختلاسا لا يصدق، فانه لا يوازي ليلة واحدة تقضيها على هاجس اذا استيقظ الديناصور. اذا استيقظ الديناصور البربري النائم ستكتشفون ان "الاسبوع الصحفي" و"البيان الشيوعي" العربي الوسيط العميل لفرنسا تحت يافطة الاتحاد السوفييتي، ستكتشفون اننا نحن من تسبب في ويلاتكم وساهم في تدمير خيراتكم. والشنيع في الامر ان تكتشف قواعدنا ومنخرطونا اننا شخصيات منحطة، وضيعة. لم نكن الى حدود البارحة الا اراذل القوم ومخبري الاستعمار الفرنسي.

ما ذنبي انا وكل هذا؟ ما ذنبي انا وما صداع الراس هذا؟ انا لا افعل الا التصنع والظهور بمظهر الاسلام. انا لست مسلما ولو كنت مسلما لما دخلت الكنيسة لاترحم على الكفار الامريكيين. ارجوكم ان تفهموا انني لا اساوي شيئا. انا اذا قالوا لي كن شيوعيا اكون شيوعيا. واذا قالوا لي كن راسماليا اكون راسماليا. واذا قالوا لي كن وزيرا للتعليم اكون وزيرا للتعليم. واذا قالوا لي كن وزيرا للفلاحة اكون وزيرا للفلاحة. انا لا شخصية لي، فقدروا موقفي ارجوكم ايها البربر يا اسياد الارض الذين يحتفظون براسهم مرفوعة في وجه مشغلتنا فرنسا. انكم تعرفون ازمة الشغل. وظفتنا فرنسا واستفدنا مثلنا مثل المهاجرين الذين من المفروض لو كنا وطنيين وشجعانا وواثقين من انفسنا ان نصدر عريضة لحمايتهم من العنصرية الغربية. ولكننا، ولكوننا عبيدا لها لانستطيع خيانة الامانة، الا تعرفون ان الاسلام يطلب من المسلم حفظ الامانة؟ نحن امناء ونحن من أؤتمن على امانة الفرنسيين في بلاد البربر. هل تريدون منا ان نكون خونة امانة؟

ومع ذلك، والله والله والله، ثلاث مرات، لافضل ان ابقى في الكويت او مصدر قدومي من هناك الذي لااتذكره لانني لم اكن الا من فقراء هناك الذين فرضت عليهم الخدمة العسكرية وانتم تعرفون من يحترف الجندية. فليس الدكاترة او المحامون هم من ينخرط في سلك الجندية. انهم فقراء القوم ـ انا لا يهمني لا القران و لا الفتح الاسلامي. فلو بقيت في الكويت ساقوم باستخراج البترول بالخطارات وليس بالالات الاوروبية. انذاك سآتي لنكاح الامازيغيات ومغادرة البلد دون ان أءبه بكم وبقضيتكم. انكم لا تعلمون ان العرب في بلاد العرب لا يعيروننا اية قيمة. ولكن هكذا وجدنا انفسنا بين ظهرانيكم. ونتمنى ان تقدروا توقيعنا لعريضة العنصرية ضدكم. فنحن صرحنا امامكم في اكادير اننا مستعدون للتنازل عن اسمنا. اما نحن في وزارة التعليم فانتم تعرفون انه حتى لسان العرب لا يتضمن اسم علم شبيه باسمنا. نحن خدم ونعرف ان منصب الوزير لا يليق بنا لانكم تعرفون الكثير عنا وتعرفون كم عانينا من انتقاداتكم لنا واحراجنا امام الطلبة. دعونا نستفيد ونستفيد. الا تعرفون ان سيارة الاسعاف المغربية في حاجة الى الاسعاف. اقرؤوا الجرائد. ستجدون ان سيارة الاسعاف في حاجة الى الاسعاف. وبالله عليكم لماذا لم تجدوا موضوعا للانتقاد الا وزارتي؟ متى كانت وزارتي بخير حتى تنتظروا انتم الخير مني. الا تعرفون ان المثل المغربي يقول دير ما دار جارك ولا حول باب دارك .طالما ان الامر كما تعرفون، فانا مستعد ان اقوم بابشع ما قام به جاري. انا مستعد بان اتورط في اتهام المغاربة بالعنصرية. انا مستعد لاقوم بما لم يقم به مشغلي. هل تستهينون براتب الوزير؟. انكم لا تعرفون اي شيء. لو علمتم ماذا اجنيه الان انا الذي لم يكن يحلم بهذا الخير، لو علمتم الخيرات التي اجنيها من فعلتي لفعلتم انتم ما هو افضع. مع انني اعرف ان ما هو افضع في المغرب هو ما تعرض له الامازيغ، وهو ما نسكت عليه نحن الوزراء الذين نشعر بالاظطراب كلما كان هناك لقاء رسمي مع الفرنسيين. لا زلنا لم نتمرن بعد ولم نكتسب الثقة فعلا في ان ما نقوم به يضلل المغاربة. ونعرف مسبقا انه لن يضللكم ايها الامازيغ، ومعذرة فنحن اخوة. فاقبلوا مني المجاملة والنفاق، فانا كما تعلمون انسان فقير الروح، وضيع النفس، واعرف انكم ستقدرون ضعفي لانكم ابناء مازغ، وهو السيد الذي لا نستطيع محو معنى اسمه حتى من لسان العرب.

عفونا عليك ايها الوزير. عوض جوع الطفولة والاجداد، فخيرات بلاد الامازيغ لا تنضب ولا يجف لها ضرع. احلب كما تشاء. واعلم ان نضال الامازيغي ليس من اجل الخبز وانما من اجل الحرية. والحرية هي قيمة فلسفية ستجد صعوبة في كونها ارتبطت بالامازيغ وحدهم على وجه الكرة الارضية. ونتمنى ان يمنحك سيدك دقيقة من الزمن لتبحث في الامر ولتتامل على مهل وضاعتك وسماحة الامازيغ. لاننا نعرف انك لم تدخل شمال افريقيا بالقوة. انما طلبا للرزق وانتشارا في الارض كما يقول القران الذي يتم التعامل معه حسب ما تشتهيه الظروف.... واعلم لحظتها انه رغم مهابتك واستوزارك فانك دون مستوى ذلك البربري العنصري الذي يقضي ليله في جباله وسهوله وصحرائه سيدا لا يأبه بما صنعته فرنسا في بلده. يقول سعيد كنون القبطان الامازيغي الجزائري الذي تولى مهمة خوض الحرب مع قبائل زيان في كتابه La montagne  Berbère :كل بربري ببندقيته هو ملك؛Chaque  Berbère  avec  son  fusil est un  Roi..

والى ان يتداركوا الامر نهمس في آذانهم ان لاخوف عليهم من الامازيغ. فالديناصور لا يقتات بالحشرات ولا يأبه بها. وكذلك مازغ، فمشروعه ابعد من هواجسهم وتوجساتهم وتخوفاتهم. مازغ صدره ارحب ولا يريد الا وطنا ينعم فيه الجميع بالوطنية. وطن تتناغم فيه الشعوب مقدمة نموذجا عاليا للتعايش. مازغ يريد مغربا للشعوب وليس مغربا عربيا. مازغ يريد ان يكون المغاربة اسيادا فوق ارضهم. واذا ارادوا هم ان يكون المغاربة عبيدا فوق ارضهم، فليعلموا ان مصير العنصريين والذين يستعبدون الناس يكون هو مزبلة التاريخ. (حميدي علي،  خنيفرة)

        

     

            

        

       

        

     

     

        

   

    

   

 

      

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting