Numéro  58, 

  (Février  2002)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Imughrabiyn aoraben d taddunlit tagmudvit

advan tuorba di tmura n timuzgha

Anebdu

Arrudv n tmaghart

awal

Kusayla

Taghawessa

Tnayn n isekkurn

Tiktit deffit tayedv

Yewn ughnja as ak swan

Français

Tamazight en crise de calculs

Anazur face aux marionnettes

Tamazight dans les projets bmce

Tamazight et le jeu aux échecs

Un message d'espoir

Mots et choses amazighs

العربية

المغاربة العرب والاستبداد الشرقي

من طقوس نهاية السنة الفلاحية بوادي دادس

هكذا تكلمت ديهيا

عودة إلى الماروك والمارويكوس

هوروس والأمازيغية

إميلشيل ليس سوقا لعرض النساء

النبض الغافي

لماذا المطالبة بإنشاء جامعة بالناظور؟

دوران منسجمان للأمازيغية والعربية بالمغرب

 

 

 

عودة إلى الماروك والمارويكوس

بقلم: حميدي علي (خنيفرة)

كثيرة هي الأمور العجيبة التي تبدأ بملاحظات تبدو بسيطة. فنحن نشاهد يوميا الأشياء تسقط من على الطاولات، وبفعل الملاحظة اليومية ترسخ في عقولنا أن الفواكه كلما نضجت سقطت إلى الأرض. ولكن وحده "نيوتن" لاحظ فعلا أن التفاحة تسقط أرضا لأنه بـ"بساطة" تساءل: ولماذا لا تصعد إلى السماء. والجميع يعرف ما ترتب على هذا التساؤل من اكتشاف للجاذبية وعلاقة الكواكب بعضها ببعض.

كذلك فعل الأستاذ بوغانم خالد حيث لاحظ أن المغرب ليس بالضرورة مغربا: فقد يكون مشرقا وقد يكون شمالا وقد يكون جنوبا وله كذلك شرق وغرب وشمال وجنوب… وبإمكان القارئ العودة إلى التفاصيل الواردة في مقاله المنشور بالعدد 51 من الشهرية الأمازيغية "ثاويزا"، ذلك المقال الذي نبقى من خلاله مدينين للأخ بوغانم خالد بالاستنتاجات الواردة في السطور التالية.

يتكون شمال إفريقيا من "تامازغا" الغربية وتتضمن المغرب الأقصى (مراكش) والمغرب الأوسط (الجزائر) والمغرب الأدنى (تونس). وبما أن تونس هي المغرب الأدنى، فهي كذلك بالنسبة للبلد الذي يحاذيها وهو ليبيا ومصر، وهي بلدان يقطنها الأمازيغ (الليبيون حسب هيرودوت). إذن مصدر التسمية هم الليبيون والمصريون وليس العرب، لأن لو كان مصدر التسمية عربيا لكان المغرب الأدنى هو مصر والأوسط هو ليبيا. إذن نقطة تحديد الاتجاهات Points de repère بالنسبة للشرق والغرب هو مصر وليبيا، وبالتالي لا علاقة للعرب به. وللنظر لغويا إلى الكلمات الدالة على الاتجاهات للوقوف على أمازيغيتها. فاللغة أصدق شاهد، وتعفينا من المراجع الإيديولوجية التي كتبت على هوى الشعوب والمصالح.

المغرب كلمة دالة على جهة غروب الشمس أضيفت الميم في بداية الفعل وأصبحت "مغرب". في الأمازيغية نقول Aghureb للاغتراب و Amghurreb للمغترب. Agh تعني "الوقوع" وهي التي أعطتنا إياها ـ وقع/يقع ـ، نطقت الغين الأمازيغية قافا وأضيفت العين في الأخير؛ يقع/Agh وurreb وهي "البعد"، والبعد إلى جهة غروب الشمس ليس إلا Ur التي تعني بدون Ar، و Eb وهي في الأصل Ur Ef (Tifawt) التي أعطتنا "أفق" بعد أن صرف الفعل بضمير المتكلم Nek وتحولت علامة الضمير Gh في Ffugh إلى قاف ثابتة في الفعل العربي: قف. وتعني الكلمة مجتمعة الوقوع (Agh) إلى حيث لا يوجد (Ur) الصبح (ef/eb). وهو ليس شيئا آخر غير جهة غروب الشمس لأن الصباح نعرفه بشروق الشمس وهذه تأتينا من الشرق.

بالنسبة للمغرب لا يمكننا الوقوع منه باتجاه غروب الشمس؛ Urreb/أوروبا إلا بواسطة الباخرة Aghrrabu؛ سمي كذلك لأنه يوقعنا إلى حيث لا يوجد الصبح، إلى حيث يوجد المساء، الليل، المغيب، الغروب. Agherabu هذه ستعطينا كلمتين في اللغة العربية وهما: "الغارب" و"القارب" ـ النقل المزدوج ـ وبالنسبة للفرنسية ستنقلب الحروف وكأن الفرنسيين قرأوها من اليمين وأصبحت Barque. فلو أعدنا ترتيب الأجزاء الأمازيغية المشكلة لـBarque لأصبحت Querab، Gherab، .Agherrabu

الغروب كـ"الغراب". لا حظ تشابهها مع Corbeau: الأولى لا يوجد فيها الصبح/الضوء/البياض والثانية يقع فيها الضوء/البياض في العدم. إنها Abagher بالأمازيغية الريفية. وقد صنعت السفن قديما وفي مقدمتها شكل طائر.

هذا في ما يخص كلمة "غرب". أما الشرق العربية فهي من الكلمة الأمازيغية المركبة:   ،Asiwregh: As تعني الشمس/اليوم و Iwregh هو الاصفرار. وهي مجتمعة تعني الجهة التي يبدأ منها النهار/الشمس ـ وهذا أمر كثير الحدوث ـ والغين إلى قاف وأصبحت "شروق". بالنسبة للون الأصفر في الأمازيغية هو Awragh، وهي مركبة من Awer وتعني الذهب و Agh التي تعني "يقع/يشتعل"، وهي مجتمعة تعني "يقع كلون الذهب"، وهي نفسها الموجودة في الكلمة الفرنسية كذلك، والدالة على الشروق Orient (Or). أما كلمة "أصفر" العربية فهي مأخوذة من مقابل Asiwregh (شروق) الأمازيغية والتي هي بالضرورة الجغرافية Asifer؛ وتعني "الشمس والنهار اختبأت". وحين تختبئ الشمس غروبا فإن لون الأفق يكون أصفر ذهبيا تماما كما يحصل مع اللون الأسود الذي سنراه في ما بعد.

 إذن لو كان العرب هم من سمى بلداننا مغربا لكان الشرق يبدأ بإيران، ولكن هم يوجدون في الشرق، إذن نحن من سماهم شرقا، ونحن من سمى أنفسنا غربا وهذه "نحن" ليست إلا مصر وليبيا ـ في فترة متأخرة نسبيا ـ بلدان الأمازيغ اللاشرقية واللاغربية المنفلتة من أي تحديد لأنها نقطة تحديد الاتجاهات، وكذلك يقتضي المنطق الهندسي.

قلنا إن تامازغا الشرقية هي مصر وليبيا وتامازغا الغربية هي الجزائر والمغرب. تقع السودان جنوب مصر وتقع السنيغال جنوب المغرب. الأولى تقع شرق القارة والثانية غربها. وكلاهما يتضمننان حرف "س" الدال على النهار/الشمس/الضوء. الأولى تنتهي بالنون فهي إذن جمع أمازيغي Ssuddan من كلمة Asidd كإشارة إلى جهة شروق الشمس والثانية مركبة من As+ungal وتعني حيث يسود النهار.

Ungal هو اللون الأسود عند قبيلة آيت عطّا، وهي قبيلة أمازيغية تحكمت واستقرت على الطريق التجاري الرابط بين السينيغال وفاس ثم أوروبا. تليهم قبلة آيت إزدي تسمي اللون الأسود Abexxuc يليهم آيت مگيلد يسمون اللون الأسود Abercan. وإذا سألنا إنسانا لم يدخل المدرسة فإنه لن يعرف بأن هناك بلدا اسمه الحبشة وأن لون سكانه أسود. Ungal الأمازيغية هذه ستتحول اللام إلى راء ـ وهو أمر شائع في الأمازيغية والمصرية بحيث إنه إذا تم ضبط هذه الظاهرة ربما أعيد النظر في الكثير من الكلمات الهيروغليفية، وتصبح Negro الإسبانية ـ التي تعني الأسود ـ وحتى Noir الفرنسية. فالنون والراء هي هي وأما Oi فما هي إلا g الأمازيغية بالنطق المخفف جدا كأن تنطق Ungal بـ Unyal.

قد يكون هذا التفسير وقد يكون اللون الأسود بالإسبانية مأخوذا من كلمة النيجير Niger وإن كان في الأمازيغية دالا على ما يتوسط (Inger) الشرق والغرب، ما يوجد بين (Inger) السينيغال والسودان. فقد يستعمل لدى الإسبان للدلالة على اللون الأسود. لم لا ومفرد "السودان" Ssud قريب إلى كلمة/لون أسود وحيث إن هذا البلد يوجد جنوب مصر وليبيا Point de repère، سينتقل للدلالة على الجنوب أيا كان في اللغة الفرنسية Le sud.

Ungal الأمازيغية هذه هي التي نعرف بها الباذنجان Aubergine. إنه بودنجال بالنطق المغربي الدارج ـ والحقيقي ـ وهو اسم مركب من Abud وهو القعر/Fond و Ungal وهو الأسود: Abudungal، Budengal. نطقت g الأمازيغية جيما وأصبحت "بودنجال" "بادنجانة"؛ وهي نفسها الحروف الأساسية في Aubergine.

Abud تطلق كذلك ـ بشكل كاريكاتوري ـ عند الأمازيغ على "المؤخرة". وعليه تكون صورة "البادنجان" أقرب إلى المؤخرة السوداء… وكلكم يعرف نكتة "خدود النبي".

وما دام أننا وصلنا إلى هذا الحد مكرهين طبعا من أجل المساهمة في إعادة بناء ذاكرتنا وذاكرة البشرية. وحيث إنه لا حياء في علم ودين، فلك أن تلاحظ معي أن اسم العضو التناسلي للرجل في الأمازيغية انتقل مرتين؛ الأولى ليعطينا فعل التبول في اللغة العربية والدارجة المغربية والثانية ليعطينا اسم الزوج، فالعرب يقولون لزوج المرأة بعلها. والعين العربية تعوض A الأمازيغية. وعليه يصبح "بعل" هي "بل". وهو نفس الجذر الموجود في إله الخصوبة عند الكنعانيين: الإله "بعل". وانتبه إلى أن المرأة لا يمكن إخصابها بدون

لنعد إلى الألوان ونقول إن مصدرها أمازيغي سيحين الوقت لتفصيل ذلك. وحتى كلمة "لون" نفسها إذا أزلنا منها النون الدالة على الجمع تصبح "لو". أما اللام فإنها تتبادل مع الراء. وعليه تكون "لو" هي Rewi. Rewi الأمازيغية هذه هي الموجودة في Aserwet التي تعني "الدارس". وحيث أقول لك Rwi ahrir أي خذ ملعقة وحركه بشكل دائري.

حين نكون بصدد الكتابة فإن اليد تتحرك ببطء من اليمين إلى اليسار أو العكس وعلى خط مستقيم. بينما حين تكون بصدد تلوين مساحة ما على الورق فإن حركة يدك تشبه حركة يدك وهي تقوم بفعل Arway. فعل ينتج عنه اختلاط الألوان في مساحة ما عكس الكتابة. ومن هنا قولنا في الدارجة المغربية عن الأشياء المبعثرة "آش هاد الروينة". جمع Rwi هي Rwin تحولت R إلى لام وأثبحت "لون/ألوان".

أما بالنسبة للسينيغال فقد أشار غوتيه في كتابه "ماضي شمال إفريقيا" إلى أن البربر أطلقوا اسمهم على السينيغال دون أن يوضح كيف. وهو قول لم نطلع عليه إلا بعد تفسيرنا لاسم السينيغال وهو ما يعني أن الحقيقة تجد دائما من يؤكدها وأن الأمازيغية ستعلو ولن يعلىعليها.

بالجنوب الشرقي المغربي توجد بقايا مدينة سجلماسة، وكانت عاصمة للإمارة المدرارية الأمازيغية. سجلماسة هذه اسم أمازيغي مركب من S+ag = sig التي تعني "تطل"، تشرف على، و Ag هذه هي التي أعطتنا Aguets الفرنسية بمعنى "قف". والشطر الثاني هو Almis وتعني "الضاية" وكذلك والماس. ونفهم نحن أن هذه المنطقة التي تعاني حاليا من الجفاف القاتل كانت في وقت ما عبارة عن مجموعة من الضايات الناتجة عن صبيب وادي زيز/Aziza/Azagza  الذي يتيه في "الصحراء" مشكلا مجالا مناسبا للاستقرار البشري.

في هذه المنطقة، وبالضبط في الطريق المؤدية إلى "الطاوس" انطلاقا من مدينة "أرفود" عثر أحد أساتذة الأركيولوجيا الفرنسي منذ 40 سنة تقريبا على ركامات من الحجار Icenkuren عبارة عن قبور قديمة وبداخل إحداها، الأكبر حجما، وجد جثتين تحملان بعض الحلي من الذهب: خواتم وأساور، وهي نفس الممارسة الطقوسية الدينية التي ستتطور مع الفراعنة في ما بعد لتصل أوجها مع هرم "كيوس" المعتبر كإحدى عجائب الدنيا السبع. وبإمكان أحدى الجمعيات الأمازيغية بالجنوب الشرقي تنظيم رحلة إلى المكان المذكور لولا القمع والحصار المخزني المعلن والخفي المضروب على المنطقة وعلى مناضليها الأمازيغ.

استنتاج:

1 ـ إذا كانت الأركيولوجيا تعود بمهد الحضارة إلى مكان ما في شمال إفريقيا، فإن اللغة الأمازيغية، وبفضل تلك الملاحظة السالفة الذكر للأستاذ بوغانم خالد، قد استطاعت أن تحدد شيئا ما جغرافية ذلك المهد، والذي هو المنطقة الممتدة بين السينيغال والسودان. فأنت ترى معي كيف وصلنا انطلاقا من تلك الملاحظة إلى مصر وليبيا باعتبارهما Point de repère ثم منهما إلى النيجر باعتباره ما يتوسط الشرق الأول والغرب الأول بالاصطلاح الأمازيغي الجغرافي الأول (السودان والسينيغال).

2 ـ فكما تمت "أسبنة" مراكش بالمارويكوس و"فرنست" بالماروك، كذلك عربت Aghurreb بغرب ومغرب.

3 ـ أورد الأستاذ محمد شفيق في دراسة نشرت بالعدد 44 من "ثاويزا" تحت عنوان "Le vécu individuel…" أن كلمة Agnawi تعني في الأمازيغية العجمي، الذي لا نفهم لغته، ويكمن ان نضيف إلى هذه الفكرة أن Agnawi نسبة إلى غينيا Guinée، وعليه فمن يقطن هناك لا نفهم لغته ولا يفهم لغتنا، أي أنه يوجد خارج الحدود الطبيعية والبشرية لتامازغا.

نحن هنا أمام مرحلة غابرة من التاريخ تتم دراستها بواسطة العلوم العصرية ولا تنفع معها أساطير وخرافات المؤرخ ـ بين ألف قوس ـ العربي. وهي مرحلة لا تؤثر بشكل مباشر في حاضر الأمازيغ ونضالهم مثلما تؤثر الأفكار الدينية السماوية والتصورات المرافقة للتاريخ لها. وفي هذا السياق ننوه مرة أخرى بالأخ بوغانم خالد وهو يورد هذا الحديث الصحيح للرسول، يقول: "فعن مسلم بن الحجاج، عن مسلم بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): »لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة«" (صحيح مسلم). ومن حديث سعد بن مالك أن رسول الله (ص) قال: »لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة«.

ونتساءل نحن أي حق كان أهل المغرب وسيظلون ظاهرين عليه حتى يوم القيامة؟ أهو أنهم عبدة نار أو أنهم مسيحيون أو يهود المعتقد؟

نحن نفهم من الحديث أن الرسول يضرب المثال للعرب بأهل المغرب. ولم يكن ليفعل ذلك لو لم يكن أهل المغرب على حق. والحق عند الرسول، بل عند الله، هو الإسلام: "إن الدين عند الله هو الإسلام"

هل نفهم من هذا أن الأمازيغ كانوا مسلمين قبل الغزو العربي لبلادهم؟

(يتبع)

 

 

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting