Numéro  53, 

  (Septembre  2001)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Tadewsi n tmazight tlla di tuggut nnes

Igllin nnik

Anebdu

Asmughey

Tizelmin n ifesti

Imi new

Inzan imazighen

Roiz n wawaren

Sfarnen

Tizi uzu

Xnifra nnegh

Français

L'instabilité idéologique ou la politique du caméléon

Tmazight sur internet

Y-a-t-il des journalistes démocratiques au Maroc?

Le phonème "x" en tamazight

Mots et choses amazighs

L'uniformisation engendre la dégradation

العربية

قوة الحركة الأمازيغية في تعدديتها

الأحداث المغربية تسب الأمازيغيين

الجزائر تقتدي بالمغرب في منع الأسماء الأمازيغية

أساطير النزعة العروبية

الأمازيغ ضحايا مشاكل الآخرين

حوار مع الفنان إبراهيم فاضل

اكتشافات أمازيغية

الدولة المغربية والأمازيغية

بين الاستعراب والتعريب

لغتي

 

 

 

حوار مع الفنان إبراهيم فاضل

 أجرى الحوار حميدي علي (خنيفرة)

إبراهيم فاضل أو إبراهيم ؤعمو وعيسى، الاسم المألوف و المتداول على نطاق واسع تجاوز جغرافية الأطلس ليغني هنا و هناك في مختلف مدن الوطن. لم يطوِ اعتزالُه للفن اسمه رغم طول مدته،20 عاما. تعود بك الجلسة معه إلى خفايا وأسرار مخزنة الفن الأمازيغي، و هو المسلسل الذي كان من وراء اعتزاله للفن لأنه، كما يقول، الفن كرامة و لا يقبل الإكراه، والأمازيغية هي النبل، و بالتالي لا يمكن أن أغني و أبدع كما تشتهي الليالي الزرقاء، و إنما أغني وفق ذلك الفضاء الروحي الأمازيغي الطاهر الذي أتى بي إلى الفن. إبراهيم فاضل أمين مال جمعية امنزو للثقافة و البحث و أحد أعضائها المؤسسين. اتقيناه على هامش ندوة "الأمازيغية مفتاح الديمقراطية"، و كان لنا معه الحوار التالي:

  سؤال: إبراهيم الفنان و المناضل الأمازيغي، هل لك أن تعطينا نبذة عن بداية تجربتك الفنية الغنائية؟

 جواب: أولا أشكركم على هذه الالتفاتة الرامية إلى التعريف بالفن الأمازيغي وتكسير الحصار والتهميش الذي يعيش فيهما الفنان الأمازيغي. بداية وجدت نفسي أميل إلى الغناء منذ سن مبكرة، بدأت العزف على آلة من صنع يدوي، كنت أطرب أقراني و أثرت انتباه الكبار من غير أفراد أسرتي الذين ضايقوني مرارا كي أتخلى عن الغناء. و لكن كان هناك شيء ما بدواخلى يدفعني إلى الغناء. وما أن التحقت العائلة بخنيفرة حتى سبقتني الأخبار عن موهبتي. بعد أن التحقنا بالمدينة بدأت أغني في الحفلات و لدى الأصدقاء، و شيئا فشيئا استحسن الجميع أدائي وموهبتي و توسعت شهرتي، خصوصا بعد أن خالطت مجموعة من الفنانين الذين استفدت منهم مثل محمد الفلاح ، الحسين الحجام ومغني محمد.

سؤال: الحديث على إبراهيم الفنان هو حديث بالطبع مع إبراهيم الذي اعتزل الفن. كيف و لماذا؟

جواب: لم أبدأ الغناء كي أعتزل في يوم ما، حين كنت أغنى وأنا صغير كنت أشعر بالحرية كلما غنيت و أطربت من معي وازداد شعوري بذاتي، بحريتي، بوجودي. إذن الفن و الغناء عندي هو أن أكون أنا و ليس شيئا آخر. لما كبرت وجدت نفسي إلى جانب جميع الفنانين محاطين بأناس يريدون منا كل شيء وبدون مقابل، و كما يريدون، زائد الأمر و النهي. لم أتحمل ذلك لأن كرامتي تهان. بدأت أشعر بانزلاق عطائي في اتجاه لا يمت لي بصلة .

كانت بداية التوتر حين كانت الجماعات بالإقليم تتعامل معنا و مع الفن بأسلوب دركى و في غياب أي احترام. قمت ذات يوم بالاحتجاج في وجه أحد ركائز السلطة المخزنية فاحتجزت لمدة يوم. بعدها قاطعت المشاركة بالإقليم، سيما وأن الطلب كان يأتيني من مدن مغربية أخرى و بأجر محترم و معقول: غنيت في الرباط، الدار البيضاء، فاس، مكناس، سيدي سليمان، الحي المحمدي، وجدة.. وقد سبب ذلك حرجا كبيرا لهم. و هنا أركز بالضبط على الكرامة و ليس على المقابل المادي ـ و إذا كان هناك معيار لتلك ـ ففي وجدة شاركنا إلى جانب فرقة جزائرية و أخرى من وجدة و فرقة من إسبانيا و أثرت إعجاب الحضور بشكل منقطع النظير. أديت أغنية واحدة و كان الأجر أكبر بكثير مما كنت أتوقع، وألححت على أن لا استلمه كاملا.

سؤال: في الحقيقة، ما تقوله هو وضع عام ناتج عن سياسة محبوكة و ضعت لها أهداف محددة. والآن يعاني منها جميع الفنانين. فكيف يتعامل زملاؤك مع هذا الوضع؟

 جواب: بعد هذه المدة الطويلة يتفق الكل تقريبا على أن الغناء الأمازيغي والفني بشكل عام تمت فلكلرته. فواقع التهميش الذي يعيشه الفنان جعله يعيد النظر في ذاته ومحيطه لأن الجميع تخلى عنه و أصبح يواجه مشاكله لوحده. زد على ذلك أن هاجس الربح وابتذال الغناء جعل الفن الأمازيغي بين مطرقة الفن الأصيل و الغناء الاستهلاكي. فالتصورات التي تراكمت طيلة هذه المدة، وبفعل من سياسة الفلكلرة جعلت الفنان والشاعر والراقص و… يفقد الثقة في موهبته لأن الكل تم إفراغه من محتواه. وفي هذا السياق بدأت مجموعة من الوجوه المبدعة الحقيقية يلفها النسيان بسبب من التنكر التام للجهات المعنية لحقوقهم وعطاءاتهم.

 سؤال: الغناء، موسيقى كلمات و أداء، كيف يتعامل إبراهيم فاضل مع هذا الثلاثي؟

جواب: أود الإشارة أولا إلى وجود طاقة دافعة وراء الفنان، و هناك إرث ثقافي أمامه وهو إرث غني جدا لدرجة لا تتصور، ورفيع على مستوى مضمونه وحِكمه،  وكذلك على مستوى ألحانه. وهذه ميزة تتوفر عليها الأمازيغية.. فأنت تعرف أن لا أحد من الفنانين تلقى دروسا في معاهد الموسيقى، ورغم ذلك ينافس من تخرج من تلك المعاهد. ببساطة لأن مرجعية الفنان الأمازيغي صادقة شعريا وغنية على مستوى اللحن و والكلمات.

سؤال: و ماذا عن العطاء الفني حاليا؟

 جواب: في الحقيقة هناك آمال كثيرة يرجى تحقيقها، وهناك الكثير من الأمور المشجعة بدأت تظهر في الأفق. أولا بدأ الفنان الأمازيغي يشعر بأنه مهمش ومحروم من حقوقه وواجبات الدولة اتجاهه كفنان. فلا حضور له في اإعلام ولا تعريف و لا تكريم له. و هذا سينعكس على مستوى الوعي والإنتاج والتنظيم كذلك.

ثانيا بدأ الفنان الأمازيغي يشعر بحاجته إلى المثقف الأمازيغي، والعكس صحيح. وهكذا بدأت تنكسر تلك التصورات المسبقة للواحد عن الآخر. النقطة الثالثة والمهمة وهي أن هناك فنانين أمازيغ مثفقين يناضلون بواسطة الغناء من أجل القضية الأمازيغية وهو ما سيوقظ همم الفنانين الذين استعملتهم السلطة في كرنافالاتها. والخلاصة هي أن هذه اليقظة ستنعكس على مستوى تطوير الموسيقى الأمازيغية بما يحافظ على روحها.

سؤال: لم يغن إبراهيم فاضل من أجل أن يعتزل الغناء، هذا يعني أن هناك نية للعودة إلى الساحة الفنية

جواب: إن النقاشات الأخيرة التي عرفتها الساحة الثقافية الأمازيغية جعلتني أزداد أيمانا بأهمية الفن في خدمة القضية الأمازيغية من حيث إيصال مطالبها إلى أكبر عدد من الناس، وكذلك خدمة لفن أمازيغي ملتزم. لدي مشروع أتمنى أن يكون عند حسن ظن مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية والجمهور عموما.

سؤال: كلمة أخيرة..

جواب: أشكركم على هذه الالتفاتة مرة أخرى وأتمنى للحركة الثقافية الأمازيغية و الفن الأمازيغي غدا أفضل، نسترجع فيه جميعا مجدنا.

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting