Numéro  53, 

  (Septembre  2001)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Tadewsi n tmazight tlla di tuggut nnes

Igllin nnik

Anebdu

Asmughey

Tizelmin n ifesti

Imi new

Inzan imazighen

Roiz n wawaren

Sfarnen

Tizi uzu

Xnifra nnegh

Français

L'instabilité idéologique ou la politique du caméléon

Tmazight sur internet

Y-a-t-il des journalistes démocratiques au Maroc?

Le phonème "x" en tamazight

Mots et choses amazighs

L'uniformisation engendre la dégradation

العربية

قوة الحركة الأمازيغية في تعدديتها

الأحداث المغربية تسب الأمازيغيين

الجزائر تقتدي بالمغرب في منع الأسماء الأمازيغية

أساطير النزعة العروبية

الأمازيغ ضحايا مشاكل الآخرين

حوار مع الفنان إبراهيم فاضل

اكتشافات أمازيغية

الدولة المغربية والأمازيغية

بين الاستعراب والتعريب

لغتي

 

 

 

الأمازيغ ضحايا مشاكل الآخرين

 بقلم: بن مولى سعيد (أنزكان، أكادير)

بعد مرور سنة على توقيع "البيان الأمازيغي" من أجل الاعتراف الدستوري بالأمازيغية، وبعد عدة ملتقيات جهوية أطّرتها فعاليات أمازيغية لتصحيح الروؤية ورفع الحواجز والعراقيل في طريق الأمازيغية والتنمية، قررت فعاليات أمازيغية الاجتماع للمرة الثانية في بوزنيقة يوم 22، 23، 24 يونيو للتفكير حول وسائل العمل وأشكال والتنظيم وخلق إطار سياسي يستجيب لطموحات الشعب المغربي ويدافع عن القضايا الوطنية.

لكن مع الأسف، كانت السلطة المركزية في استقبال المشاركين في لقاء بوزنيقة 2، ليس للترحيب بهم، بل لقمعهم ومنعهم من الاجتماع فيما بينهم. واكتشف البعض منهم لأول مرة الوجه الحقيقي للسلطة. ومن جهة أخرى تمارس السلطة "رطوبة" السان والكلام المعسول. إنه أسلوب العصا والزجر الذي تتقنه السلطة بامتياز في الدول المتخلفة.

إن هذا المنع يتعارض مع أسمى قانون وضعته الدولة المخزنية، وهو الدستور الذي يضبط الحركية بين الدولة المخزنية وبقية المجتمع، والذي يُعتقد أنه يضمن لهم الحقوق والواجبات السياسية والمدنية، ومنها إنشاء أحزاب وجمعيات لتأطير المواطنين والدفاع عن حقوقهم واداء الواجبات التي عليهم. هذا هو المبدأ الذي يحترمه المواطنون الذين قرروا الاجتماع في بوزنيقة الثاني يوم 22/6/2001 للتفكير في إطار سياسي ينتظمون تحت مظلته لخدمة الشأن العام للمواطنين المغاربة وقضاياهم الكبرى السياسية والاجتماعية والثقافية، ومنها اللغة والثقافة الأمازيغية التي تعتبر الركيزة الأساسية والهوية الأصيلة للمغاربة جميعا. فما هو مبرر التخوف من الأمازيغية؟ كيف وصلنا إلى حالة التشكيك في ذواتنا وحقيقة هويتنا؟ لماذا هذا الإصرار على احتقار الذات وتحطيمها؟ هل هي حالة مرضية أصيب بها المسؤولون وأصحاب النفوذ والقرار؟ إن هذا المنع الذي تعرض له المناضلون الأمازيغيون يعطي الدليل القاطع على أن دولة المخزن ما زالت تتشبث بماضيها ولا تريد أن تتخلى عنه وغير مستعدة لأي تنازل تدخل به عصر الحداثة والديموقراطية وحقوق الإنسان. لم يتخلص المخزن بعد من عقلية الماضي وهواجسه ومخاوفه من "السيبة"، ويحاول الحفاظ على مصالح البعض على حساب الأغلبية المهمشة، ولن يقبل إلا من يرضى عليه كعادته في الماضي القريب. إن الدولة المخزنية لا تريد من يشاركها في الممارسة السياسية. وهذا أسلوب عتيق وغير حضاري. لقد كان على السلطة أن تعطي المثال وتكون قدوة لكل المسؤولين، كل حسب موقعه في هرم السلطة. فأين هو المفهوم الجديد للسلطة؟ فكثيرا ما نسمع خطابات السلطة تشجع الشباب على الانخراط في العمل السياسي لتكوين شباب قادرين على تحمل مسؤولية تسيير الشأن العام. هذا التكوين السياسي للشباب يتطلب إنشاء أحزاب وجمعيات ينخرطون فيها ويناضلون داخلها. لكن ها هي السلطة تمنعهم من الاجتماع ببوزنيقة خوفا من أن يخرجوا بتنظيم سياسي. إنها تطبق مضمون المثل الشعبي: »طلع تكل الكرموس، شكون قلها ليك«.  هكذا تكون السلطة تدعو إلى العمل السياسي لكنها تضمر شيئا آخر تحاربه ولا تقبل أن يشاركها أحد في هذا المجال إلا من ترضى عنها من الأحزاب التي تخرج من رحم المخزن. اقترحت الدولة الركون إلى الصمت مدة سنتين حتى تحل المشاكل الداخلية والخارجية. بمعنى آخر تقديم إمازيغين قربانا وفداء لما ارتكبه آخرون من أخطاء وما تسببوا فبه من مشاكل للمغرب. أليس في المسألة بوادر مساومة وتحايل وكيد، أو حتى فخ ينصب للقضية الأمازيغية؟ أليست حيلةً لتفويت الفرصة على الأمازيغيين حتى لا يشاركوا في انتخابات 2002 وحتى لا يزعجوا الأحزاب المخزنية والأحزاب العروبية ذات التوجه القوماني الشرقاني؟ لقد خلق القوميون العرب المغاربة "الجمهورية العربية الصحراوبة" لينهبوا المال العام دون حسيب ولا رقيب ويشتطوا في ممارسة السلطة المسندة إليهم دون أن يردعهم قانون ولا عقاب.  وكل من جهر بالمطالبة بحقوقه واجهوه بمشكل الصحراء دون أن يتساءل أحد عمن خلق ما يسمى "بالجمهورية العربية الصحراوية"؟ أليس هم الذين خلقوها بولائهم العروبي البعثي القوماني؟

إن الأمازيغية ليست لغة وثقافة أقلية لأنها توجد بكل مناطق المغرب وجهاته، بل في كل شمال إفريقيا بصفة عامة. وهي لغة المغاربة وهويتهم حتى بالنسبة للذين يتكلمون الدارجة المغربية ويعتقدون انهم عرب وهم أحفاد البورغواطيين الذين دافعوا واستماتوا صد الغزاة والدخلاء.

بن مولى سعيد، أنزگان في 23 يوليوز 2001.  

 

 

 

  

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting