uïïun  176, 

mggyur 2961

  (Décembre  2011)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

zi hicam loalawi vur musïafa loalawi

Azwwaj

Abezzeghraru

Français

Le protocole des incorruptibles en Timuzgha

Corippe et l'éloge de l'erreur

H.alaoui, p.i et pjd même combat contre tamazight

La falsification identitaire

Quelle perspective pour l'amazighité au Maroc?

Imazighen ou l'éternel combat pour la liberté

Dialogue des fous

L'enseignement de tamazight a raté son rendez-vous

Libye: la fin des années noires

العربية

من هشام العلوي إلى مصطفى العلوي: الأمازيغوفوبيا ملة واحدة

الأمازيغ والربيع العربي

اقتراب نظام التشريع الرسمي المغربي من التشريع الأمازيغي

عشرية المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية

لهذه الأسباب سيفوز الخليفة على عصيد

اغتيال معتوب اغتيال للثقافة الأمازيغية

الأمازيغوفوبيون أو النازيون الجدد

صورة المرأة في الأمثال الشعبية الريفية

أشغال الدورة الثانية لجائزة الطيب تاكلا

البيان الختامي لمهرجان بويلماون

 

 

 

أحداث الخميس الأسود الأمازيغي

اغتيال لوناس معتوب اغتيال للثقافة الأمازيغية

بقلم: سعيد بلغربي

 

«اللغة الأمازيغية هي أجمل لغة في العالم وهي لغتي» (معتوب)

في حوالي منتصف النهار ونصف من يوم الخميس الأسود 25/06/1998، بمنطقة تاوريرت ن موسى بولاية تزي وزو الجزائرية، وعلى بعد حوالي 25 كلم من عاصمة الولاية أغتيل الفنان الأمازيغي القبائلي معتوب لوناس غدرا على يد جماعة مسلحة أمطرته بوابل من الرصاص في حاجز أمني وهمي، كان يمتطي خلاله سيارته رفقة زوجته وشقيقاتها اللواتي أصبن بجروح نقل الجميع حينها إلى مصحة تيزي وزو، وذكرت مصالح أمنية رسمية بالجزائر إلى أن الفقيد أغتيل غدرا وبشكل جبان من الخلف، وذلك بواسطة سلاحه الخاص وأردوه قتيلا ولاذو بالفرار راجلين ومرددين كلمتي «الله أكبر»، حدث هذا في وقت كانت تعيش فيه إحدى القرى بضواحي مدينة سعيدة على هول مجزرة بشعة ذهب ضحيتها 17 مدنيا قتلوا بطريقة وحشية على يد إرهابيين مسلحين.

ولقد حصد مسلسل العنف بالجزائر خلال السنوات الأخيرة أرواحا عديدة من المدنيين بما فيهم النساء والأطفال وكما امتدت آلة القتل والعنف إلى رجال الفن والثقافة وأصحاب الرأي والقلم، ومن بينهم الفنانة الأمازيغية ليلى عمارة التي أغتيلت في ضواحي مدينة الجزائر في شتنبر 1997 رفقة زوجها.

وذكرت مصادر طبية عاينت جثة معتوب بأن الجناة أطلقو بشكل عشوائي نيرانا من بنادق آلية على سيارته وأصيب بعدة رصاصات منها واحدة في الجبهة والآخرى استقرت في القلب، وفور الإعلان عن اغتيال لونس عبر الصحافة الجزائرية والعالمية التي تتبعت باهتمام بالغ نبأ الاغتيال أصدرت الجماعة الإسلامية المسلحة لحسن حطاب بيانا تتحمل فيه مسؤوليتها في إغتيال معتوب.

أمام هذه الصدمة توالت ردود أفعال داخلية وخارجية أعربت عن استنكارها الشديد لهذا العمل الجبان والذي حصد أحد نجوم الأغنية الأمازيغية الملتزمة، وكما شهدت منطقة تيزي وزو موجة استنكار عارمة خرج خلالها المتظاهرون في شكل مجموعات متفرقة عبرت عن سخطها وألمها العميق لاغتيال معتوب لوناس وكما ترجم بعض المتظاهرين الشباب الغاضبين استياءهم العميق لهذا التصرف الجبان بأعمال شغب أتلفت خلالها مجموعة من الممتلكات العمومية واللافتات المكتوبة بالعربية بالإضافة إلى إحراق محطتين للوقود ومكتب لشركة النقل الجوي الجزائري وكما هاجم المتظاهرون مصالح تابعة للدولة وإتلاف واجهات محلات تجارية وبنكية، ولقد سجل خلال هذه المظاهرات العارمة وفاة أكثر من شخصين رميا بالرصاص وأكد شهود عيان للصحفيين بأنهم شاهدو مجموعات من المتظاهرين تلقي الحجارة على شرطة مكافحة الشغب الجزائرية وقوات الأمن وذلك يوم السبت 27/06/1998، حيث أطلقت هذه الأخيرة النار في الهواء وإستعمال الغازات المسيلة للدموع لتفريق مئات من المحتجين، وكان على رأس المتظاهرين عدد من النساء من بينهن مليكة لوناس شقيقة الفنان المغتال مرددين إسمه وهتافات تندد بهذه الجريمة الشنعاء وحملوا الحكومة مسؤوليتها في تفشي العنف بشكل سرطاني في المجتمع الجزائري.

وتجمع أمام مستشفى تزي وزو حيث وضعت جثة معتوب، جمع خفير من المواطنين رددو شعارات تلقي مسؤولية مقتل لوناس على الحكومة وتعرض خلالها وزير الصحة السيد يحي قيدوم لسيل ووابل من الإهانات والشتائم كالها له بغضب بعض المتظاهرين.

بتاريخ 12/06/1998 وبمنطقة تاوريرت ن موسى مسقط رأسه، وفي جو رهيب تجمع عدد غفير من المواطنين وعائلة الفقيد وعدد كبير من الشخصيات الثقافية والفنية لتشييع جنازة الفقيد.

معتوب لوناس في سطور:

يعد معتوب لوناس من بين نجوم الأغنية الأمازيغية القبائلية الملتزمة بقضايا الإنسانية بكل تجلياتها وتفاصيلها، ولد سنة 1956 ببني دوالة ببلدة تاوريرت ن موسى بولاية تزي وزو، بدأ مشواره الفني عام 1978 بشريط غنائي أمازيغي بعنوان «أكراو» تلته مجموعة من الأشرطة الغنائية نالت إعجابا كبيرا، ومن بين إنتاجاته الموسيقية سيادة الرئيس سنة 1981، تيراس تيلي 1986، رواح رواح 1988، لوناس معتوب شاعر وكاتب، شارك في عدة تظاهرات ثقافية وفنية ومهرجانات دولية داخل الجزائر وخارجها، وخاصة بأوربا إلى جانب ثلة أخرى من المطربين الأمازيغيين المرموقين على الساحة الفنية الملتزمة والهادفة مثل خلالها الأغنية الأمازيغية أحسن تمثيلذن ويقول الأستاذ عبد الله أزارو في جريدة تامونت المغربية والذي كان مقدما لبرنامج تامونيت بإذاعة تيويزي بباريس عن شعبية معتوب لوناس لدى الجالية المغاربية والفرنسيين: «تأكد لي ما يحضى به هذا الشاعر من حضوة بين المهاجرين الجزائريين بمختلف أعمارهم وشرائحهم من خلال المهرجانات الموسيقية التي كان مدعوا لإحيائها، فمعروف أنه كلما تعلق الأمر بالرباعي الأمازيغي إيدير، آيت منكلات، فرحات ومعتوب غصت القاعات الباريزية الكبرى ببحر هائج مائج من الوافدين من المغاربيين والفرنسيين، لكن ما كان يميز حفلات معتوب أنها من النوع الذي يستقطب كل الأجيال»..

وكان معتوب لوناس دائم الحضور على رأس كل التظاهرات المنادية برد الإعتبار للثقافة واللغة والهوية الأمازيغية، وفي أحداث أكتوبر 1988 أصيب معتوب برصاص طائش أصاب مناطق مختلفة من جسده، وذلك عندما كان يوزع منشورات للحركة الثقافية الأمازيغية وهو يقوم بهذه المهمة النضالية رفض الإمتثال بالوقوف أمام حاجز للدرك الوطني، فما كان من عناصر الدرك إلا أن أمطروه بوابل من لهيب بنادقهم الرشاشة، وشهود عيان إستبعدوا حينها أن يستمر على قيد الحياة، نظرا لخطورة الإصابات وموقعها في الجسد المصاب، لكن ما فتئ أن تحسنت حالته الصحية وعاد إلى مواصلة مشواره النظالي والفني متجاوزا كل المخاطر التي كانت تحوم به، ومن بين المحطات الحاسمة في حياته أيضا إختطافه من طرف جماعة مسلحة بتاريخ 25/09/1994، وفي وقت دعت فيه الحركة الأمازيغية MCB بالجزائر إلى تنظيم مظاهرة ضخمة شلت نتيجتها جل المصالح الحيوية بمنطقة القبائل الكبرى والعاصمة، خرج خلالها أزيد من مائة ألف شخص يمثلون مختلف الشرائح الإجتماعية، طلبوا من خلالها المسؤولين في الدولة الإعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية للبلاد وإدماجها ضمن المنظومة التعليمية بالإضافة إلى إدماجها ضمن الأجهزة والمؤسسات الحيوية للبلاد كالتعليم والإعلام وإستغل المتظاهرون الفرصة لمطالبة الجهات المسؤولة عن إختطاف معتوب لوناس بإطلاق سراحه وتهديدهم بالإنتقام في حالة إذا ما مس مطربهم المحبوب أي مكروه، ورفعوا خلالها شعارات في لافتات ضخمة من بينها (أطلقو سراح معتوب لوناس وإلا سوف نزرع الرعب) و (لاجزائر بدون أمازيغية)، بالإضافة إلى حمل صور للفنان، ونظرا لضخامة الحدث وخوف المختطفين من الإنتقام أطلق سراحه بعد 15 يوم بعد ذلك بدون أية شروط مسبوقة، وقال معتوب بعد إطلاق سراحه، بأنه حكم عليه بالإعدام من جانب محكمة تابعة للجماعة الإسلامية المسلحة وأصابه الفزع منذ ذلك الحين، فهاجر فورا إلى فرنسا ونشر فيها كتابا بعنوان (المتمرد) أو الثائر تناول فيه ملابسات وسيناريو إختطافه، وكما تطرق فيه إلى جوانب مهمة من فصول حياته، ولم يطق معتوب العيش بعيدا عن أرضه وأهله فعاد بعدها إلى بلدته تاوريرت ن موسى التي كان يقول عنها بأنه يعشقها حتى النخاع.

وعرف بمواقفه المدافعة عن اللائكية والثقافة واللغة الأمازيغية التي دافع عنها بإستماتة وهو الذي قال يوما: «اللغة الأمازيغية هي أجمل لغة في العالم وهي لغتي»، وكان لوناس من بين الشخصيات الثقافية المهمة المنظمة لأحداث 20 فبراير 1980 المعروفة بأحداث الربيع الأمازيغي تافسوت ن إمازيغن، حيث واجه المتظاهرون القوى النظامية في البلاد إحتجاجا على منع هذه الأخيرة لمحاضرة للكاتب الأمازيغي مولود معمري حول الشعر القبائلي بتزي وزو، ويعد معتوب من بين المناهضين لأفكار التطرف والعنف بالجزائر، ففي أحداث أكتوبر 88 وبينما كان يتماثل للعلاج يقول عبد الله زارو «ومن سخريات القدر أنه وفي ذات اليوم الذي صحا فيه معتوب، قضى زعيم الثورة الإيراني الإمام خوميني نحبه، ولضخامة الحدث حينها، سئل عن رأيه في هذا الزعيم، وأتذكر أنه قال: سيبقى خالدا بين زعماء الثورات الكبرى (وهو يعني إعجابا وثناءا على الشخص) وفي نفس الوقت أشار إلى إستحالة قيام ثورة على طريقته بالجزائر، لأن بالجزائر قوى وطنية وديمقراطية.. فالبكرة الخمينية لا يمكن أن تنبت بالأرض الجزائرية».

لقد كان للوناس بفعل احتكاكه المتواصل بالناس شبكة عريضة من الصدقات مع عدد من الشخصيات السياسية والثقافية المعروفة كالتي جمعته ب (فيرونيكا تابو) إحدى الصحفيات المختصة في الشؤون الجزائرية والعاملة بقناة 2F الفرنسية ولقد توجت هذه الصداقة في الأشهر التي قضاها في فرنسا بتأليف كتاب وقعه معتوب وفيرونيكا ويحمل عنوان (المتمرد أو الثائر)، نشرته دار النشر ستوك الفرنسية.

بالإضافة إلى مشاركته في عدة برامج إذاعية وتلفزية، فكان ضيفا على البرنامج المشهور (سبعة على سبعة) الذي تقدمه القناة التلفزية الفرنسية الأولى، وهو برنامج إستضاف العديد من الشخصيات السياسية والثقافية، وشارك في الحديث مع معتوب «فليب دوفيليه» الذي كان من أهم المرشحين خلال الإنتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت في مايو 1995، وخلال هذا البرنامج توجه فيليب بالحديث مع المطرب الجزائري فرد عليه هذا الأخير قائلا: «لاتهتم بشأني، وأجب على أسئلة (أناسان كلار) - وهي زوجة وزير الميزانية (دومينيك ستروسكان) آنذاك ومعدة برنامج 7/7 - دون لف أو دوران، وإعترف ملاحظون حينها بالجرأة و الحس السياسي لهذا الفنان الذي لم يغفل في حديثه عن كون هذا السياسي الفرنسي من بين المناوئين لملف الهجرة والمهاجرين في فرنسا وحرص على إعلان خلافه الواضح لمحدثيه».

وفي صيف سنة 1997 دخل الفنان القفص الذهبي ليرحل بعد سنة من الحياة الزوجية إلى الأبد تاركا وراءه إرثا وإنتاجا إبداعيا وموسيقيا ملتزما لا يمكن إسكاته بالعنف، ومع رحيل معتوب لوناس فقدت الحركة الأمازيغية أحد أهم ركائزها الأساسية نظرا للأنشطة التي كان يقوم بها الراحل دعما للقضية الأمازيغية. وخاصة أمام استمرار وتعنت الدولة في إصدار قوانين تساهم في مسلسل تهميش وإقصاء هذه الثقافة واللغة، وجاء في خضم هذه الأحداث حديث الدولة الجزائرية على إصدار قانون يحدد تعميم إستعمال اللغة العربية أصدره المجلس الأعلى للغة العربية.

أراء ومواقف صدرت في حقه فور الإغتيال

- مليكة لوناس:

قالت مليكة شقيقة الفقيد والتي كانت على رأس المتظاهرين إنه سوف يبقى من خلال أغانيه، وأنه ترك أغاني ستتحدث عنه وسيبقى خالدا، لذلك لن تتمكن الجماعة الإسلامية من قتله أبدا.

- المدير العام لليونيسكو:

عبر المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم لليونيسكو السيد «فيدريكو مايور» عن حزنه العميق لهذه الجريمة التي ضربت عالم الفن الجزائري، وأضاف بأن الكثير من الفنانين الجزائريين دفعوا حياتهم ثمنا لإلتزامهم لخدمة الثقافة، وأشار مايور في تعليق له على آخر أخبار ظروف إغتيال المغني المدافع عن الحرية وحقوق الإنسان قائلا: أسكت الجهل والعنف والإرهاب صورا ذات أهمية كبرى بالنسبة إلى الشباب الجزائري، إن هذا العمل الوقح يستحق إدانة جميع الذين يقفون إلى جانب الفن والحرية. وذكر مايور أنه إستقبل معتوب لوناس في مقر اليونيسكو بباريس في شهر نوفمبر 1994 بعدما أطلق الخاطفون سراحه.

- جاك شيراك:

ذكر الرئيس الفرنسي خلال زيارته لدولة ناميبيا أن إغتيال معتوب لوناس عمل جبان يرفضه الكل، مشيرا إلى أنه رجل رفع صوت الجزائر عاليا.

 

 

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting