uïïun  172, 

tamyur 2961

  (Août  2011)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

asmkn asfãaïi n tvawsa n tnttit di tmnäawt tamaynut

bu wmudju

Arrif di 122 n iseggusa

Matta zman ad?

Amettva n uyujir

Français

L'amazigh, de l'effacement à l'indétermination

De la guerre de Jugurtha

Polysémie des verbes prépositionnels en Tarifit

Les droits amazighs seront-ils protégés?

العربية

المعالجة "السفسطائية" لقضية الهوية في الدستور الجديد

الأمازيغيون أيضا مواطنون مغاربة

الأمازيغية أولا... الأمازيغية دائما

الهوية الدنيوية المدنية للتنظيم القضائي الأمازيغي

التشكيل الأمازيغي، الواقع والمتطلبات

نهاية الأكليد يوكرتن

نكريم الأستاذ محمد مستواوي

ديوان جديد للشاعر كريم كنوف

بيان استنكاري حول موضوع الظهير البربري

بلاغ الشبكة الأمازيغية

 

 

 

نهاية الاﯖليد يوكرتن: دراما شيكسبيرية

بقلم: د.عبد الكريم مومن

 

بعيدا عن زمن العولمة القاسية والعوربة المستبلدة، نستلهم أحداثا عرفها شمالنا الإفريقي عن مقاومة الرومنة الاستلحاقية عبر فرض السلم الروماني وسياسة التهدئة.

فلنستحضر اللحظات الأخيرة للأﯕليد يوﯕرتن عبر هذه السطور.

نهاية الاﯖليد يوكرتن: دراما شيكسبيرية

كان العساكر يلقون الأﯕليد بقوة في السجن، وكان يتأمل الحجرة المظلة التي زجوه فيها وهو يبتسم متهكما: «حجرة جميلة حقا».

الموت كان ينتظره هناك في برد زنزانة حالكة، لم يكن يأسف على شيء. كانت نظرته معمقة بالحقد على الجموع المبتهجة التي كان صراخها يتناهى إلى سمعه وهي تصفق لماريوس(MARIUS) القائد العسكري الروماني الذي قاد الحملة ضده.

و في لحظة، خيل له أنه يرى كالبرينا ،الحسناء الرومانية التي تعلقت به أيام تواجده بروما لمفاوضة مجلس الشيوخ الروماني حول مصير بلاده.

يشعر بقلبه ينكسر، لو كنت تزوجتها، هل كان حصل لي الذي حصل؟؟

بسرعة، بدا يعاتب نفسه على هذه الفكرة التافهة: رمانية تقترن بأمازيغي!.

صدق سيببيون scipion))- القائد الروماني الذي دمر قرطاج على آخرها- حين قال: «لم يكن الأمازيغ مستعدين للرومنة ولم يرغبوا فيها أصلا!»

لا يجب أن يأسف على شيء، عاش الحياة التي رضيها دائما هناك في جبال بلاده، وتحت الشمس الملتهبة، والضوء الذي يتسرب إلى قلبه، يوﯖرتن لن ينسى، كان يدخل التاريخ من أوسع أبوابه مرفوع الهامة، الحاضر لم يعد يعني له شيئا، فهو رجل الماضي والمستقبل، شموخه وأنفته أخذته إلى الأعالي كالأموات، الآلهة اختارته من بين القلة القليلة إلى عالم الخلود.

« سأقضي ما تبقى لي من اللحظات في أكبر هدوء وسكينة داخل هذا القبر».

لم يعد يسمع الضجيج الخارجي، وفي الظلام كان يتحسس الحيطان الرطبة للزنزانة التي رمي فيها، رائحة المتعفنات تكاد تخنقه.

في سكون كان يتأمل حدود الحجرة وهو جالس القرفصاء، الأحجار المخضرة أصبحت تظهر له جليا.

لقطات من الماضي تتراقص أمامه، البوادي التي فقدت اخضرارها في نوميديا، البحر والأحجار الناعمة التي كان يلمسها، الخيول الجامحة التي كان دائما يركبها، كان يستنشق هواء الجبال ويتذكر قممها المغطاة بالثلوج.

وبعدها بدأت تتراءى له مشاهد صراخ النساء وهن يذبحن والأطفال وهم يخطفون، قرطاج ونوميديا وهي تحترق، تمر هذه الصور الواحدة تلو الأخرى.

بدأت حنجرته اليابسة تؤلمه، أسنانه تصطك وجسمه يرتعش.

ألم يحن وقت انتهاء الألم؟ كان بإمكانه التغلب على البرد بمجرد تفكيره في النيران التي اشتعلت وهو طفل أو في الموقد الكبير لحرق قرطاج. الجوع قهره.

فما الحل إذن؟

لم لا يعطوه الاختيار.. همس قائلا: «خنجرا، فليعطوني خنجرا «.

على الأقل كان سيضع حدا لهذه الحياة الجهنمية. أي وقت يمضي كان يضعفه أكثر فأكثر. ود لو أن هذا الكابوس استمر إلى الأبد ليتسنى له أن يقلل من إحساسه بالجوع.

لم تعد له القوة على الوقوف ولا الجلوس على الأرض المتعفنة. حاول النوم لكن المحاولة فشلت، شرب دم أصبعه بعد عضه له لكن ذلك لم يطفئ عطشه، كان يصارع الإحساس المرير الذي يسبق الموت.

ود لو بقى رجلا قوي الشكيمة كما كان. الرومان أشد قساوة من السباع. فهذه الأخيرة على الأقل لا تترك ضحايا ها تموت جوعا، قلبه كان يخفق بسرعة، ونظره ضعف كثيرا.

كان يتخيل ولائم نبلاء روما المتخمين، وفي قمة احتضاره البطيء قارن نفسه بعداء أولمبي منهك القوى بعد أن أنهى سباقه.

ترى هل كان الوقت ليلا أو نهارا؟ منذ متى وهو على تلك الحالة؟

فجأة يفتح باب الزنزانة، يرفع رأسه بصعوبة ليرى بصيص نور يظهر من خلاله رجلا ضخما كالمارد ينحني عليه ويقول: «جئت لأريحك».

رقبة الأﯕليد في قبضة هذا العملاق، لم يعد يملك القدرة على المقاومة بعد أن فهم كل شيء، ثم رضخ ليدخل بعدها إلى عالم الأبدية..

في مكان ما... في بلاد تامزغا، أطفال في أحضان أمهاتهم يتدفأون بلهيب موقد، وهم ينتظرون سرد الحكايات، فتستجيب الأمهات: «في يوم من الأيام خرج حمو أونامير....»

-لا لا يقول طفل من الأطفال، أريد قصة الأﯕليد يوﯕرتن. هو لم يمت أليس كذلك؟

«-طبعا لم يمت، أجابته أمه وهي تربت على شعره، أنظر يأبني، هناك فوق القمم العالية سيظهر يوما على حصانه الأبيض ليطرد الرومان و( كذا الرومان الجدد) من أراضينا بل من عقولنا، لكي لا نرسل بعدها إليهم قمحنا ولا فيلتنا ولا أسودنا.»

كانت واثقة مما تقوله، فلقد خيل إليهم في صورة فارس ذي أجنحة يطير في السماء (بتعبير أفلاطونattelage ailé ) ببرنوسه الأبيض الطويل الذي يتسابق والهواء وشعره مضيئا بنور القمر المقدس.

 

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting