uïïun  172, 

tamyur 2961

  (Août  2011)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

asmkn asfãaïi n tvawsa n tnttit di tmnäawt tamaynut

bu wmudju

Arrif di 122 n iseggusa

Matta zman ad?

Amettva n uyujir

Français

L'amazigh, de l'effacement à l'indétermination

De la guerre de Jugurtha

Polysémie des verbes prépositionnels en Tarifit

Les droits amazighs seront-ils protégés?

العربية

المعالجة "السفسطائية" لقضية الهوية في الدستور الجديد

الأمازيغيون أيضا مواطنون مغاربة

الأمازيغية أولا... الأمازيغية دائما

الهوية الدنيوية المدنية للتنظيم القضائي الأمازيغي

التشكيل الأمازيغي، الواقع والمتطلبات

نهاية الأكليد يوكرتن

نكريم الأستاذ محمد مستواوي

ديوان جديد للشاعر كريم كنوف

بيان استنكاري حول موضوع الظهير البربري

بلاغ الشبكة الأمازيغية

 

 

 

التشكيل الأمازيغي، الواقع والمتطلبات

بقلم: لحسن ملواني

 

اللوحة التشكيلية انعكاس لروح ومحيط وخلفيات مبدعها، إنها تحاول أن تخاطب المشاهد بلغة اللون والمنظور والظلال والأشكال وكل الوسائل الفنية الناسجة لواجهتها، إنها تحاول أن تقول شيئا، تحاول أن تلفت، وتحاول أن تضيف إلى التراث الإبداعي شيئا ما مختلفا اختلافا يجعلها إبداعا فعلا، فالإبداع هو المختلف المخالف للمسموع أو المقروء أو المرئي المعتاد، وأصالة الإبداع تتجلى في سماته الفريدة التي تحيل على حضارة وثقافة أمة معينة. ولذلك فكل إبداع يحمل عنصر التميز والمغايرة، إلا أن هذا لن يقصيه من الدخول في المساهمة ضمن تشكيل جزء ما من تراث الإنسانية، وبهذه الصفة يتحول الإبداع إلى المطلق الذي يتعدى الحدود والخصوصيات في جوانبها الضيقة، ليتشابك مع الإبداعات الحديثة والماضية وليزاوج بين وظيفتين، وظيفة التعبير عن الذات، ووظيفة التعبير عن الآخر عبر هذه الذات.

وحين نتحدث عن اللوحة التشكيلية الأمازيغية، فإن تخصيصنا الحديث عنها لا يعدو أن يكون سوى محاولة الحصر المفضي إلى إبداء وجهة نظر محددة وخاصة، وأعني أن وسم اللوحة التشكيلية بكونها أمازيغية لا يعني بعدها عن الإبداع الإنساني بشكل عام.

إن الإبداع، ومنه التشكيل، يتخذ اختلافات ما وفق المحيط الذي ينبثق منه، فالإبداع الإسباني أو الصيني أو الإيراني به من السمات ما يجعله يتسم بفرادة تميزه عن غيره، ومن هذا المنطلق، نتحدث عن اللوحة الأمازيغية باعتبارها لوحة لها من المزايا ما يميزها عن غيرها شكلا ومضمونا، ولعل بداية الاهتمام بالتراث الأمازيغي بكل مكوناته وقضاياه جعل التشكيلي إلى جانب غيره من المبدعين في المجالات الأخرى يتجهون بإبداعاتهم نحو النهل من التراث مع معانقة الحداثة والعصرنة، وانطلاقا من ذلك برزت اللوحات التشكيلية الأمازيغية متميزة، وهي في أغلبها استلهام للتراث واستيحاء منه، ومن شأن ذلك أن يجعلها لوحة تتشكل من عناصر مختلفة اختلافا مرده إلى خصوصيات الإنسان الأمازيغي التي انبثقت من علاقته بمحيطه، ومن رؤيته الخاصة نحو العالم. ونشير إلى أن معطيات التراث الأمازيغي إبداع بذاته، فيكفي أن يلجأ الفنان إلى تجسيدها على لوحته لتجعل عمله فنيا بامتياز، ونكون بصدد رؤية الإبداع داخل الإبداع، على أن هذا لا يعفي الفنان من إضافات فنية تجعل لعمله بصمته النوعية، ولمسته التي ستمنحه الأسلوب الخاص به.

ونشير إلى أن كثيرا من المكونات التراثية صالحة لتشكيل لوحات متميزة ومنها:

ـ الملابس، ملابس الرجل أو المرأة.

ـ الحلي بمختلف أشكالها : دمالج، دبابيس...

ـ الأثاث.

ـ القصبات.

ـ بعض الأدوات المستعملة في الحياة اليومية...

ـ إلى جانب الحرف الأمازيغي الذي له مزايا فنية تجعله صالحا لتركيب لوحات تشكيلية رائعة، وقد سبق أن كتبنا مقالا حول هذا الحرف ومدى صلاحيته للتشكيل والتعبير عن الاعتزاز بالتراث.

ولا بد من الإشارة إلى أن المبدع الأمازيغي في كل مجال ينبغي أن يجتهد في سبيل التعامل مع عناصر التراث بنظرة المبدع الذي يستطيع أن يزيد لجمال الجميل جمالا ينبئ بتمكنه ونظرته الإبداعية الخاصة. والفن بهاته الصفة يستوجب البحث، والقراءة والاستفادة من تجارب الآخرين، من أجل امتلاك القدرة على صياغة لوحة تشكيلية تضيف جديدا، وتمتلئ دفئا وحياة وحركة...

لذا ينبغي تجنب النقل المباشر البارد لمواضيع ومؤثثات اللوحة الفنية، فمراعاة عناصر التكوين البنائي للوحة عبر التركيب المحكم والهارموني لألوانها، وكل عنصر يحضر على وجهها، يجب أن يحتل مكانة ما في التعبير عن المراد، فحتى الواقعية في الفن لا تعني النقل الحرفي للأشياء، وفي هذا الصدد يقول «بيكار» عن الواقعية في الفن (إن الواقعية لها مفهوم خاطئ في أذهان عامة الناس، فالناس يظنون أن الواقع هو تسجيل المظهر الخارجي للأشياء وتسجيل الأحداث التي تمر بالمجتمع تسجيلا حرفيا، وهذا ولا شك فهم سطحي للواقع، إن مظاهر الأشياء لا تدل على واقعها، فالظاهر شيء والواقع شيء آخر، والواقع الكبير هو الإطار الذي ننظر من خلاله إلى الحياة... إن واقع الكتاب الموضوع فوق المائدة ليس شكله ولا حجمه، ولا كمية أو نوع الورق الذي يتألف منه الكتاب، إن واقع هذا الكتاب في محتواه، وفي المعاني التي تكمن بين دفتيه، إنه الحقيقة. ) 1 . فالمبدع المقتدر هو ذاك الذي له مهارة التعمق في معرفة وقائع وصيغ إبداعه سالفة مع القدرة على استنبات أساليب جديدة مبتكرة مخالفة، لكن بين ثناياها بعض من الموجود السابق.

ونشير إلى أن الكثير من المعارض الفنية التشكيلية التي شاءت الأقدار أن نزورها، اتخذت فيها اللوحة التشكيلية الأمازيغية طابع النقل المباشر من البيئة الأمازيغية مع استثناءات قليلة جدا، فهي إما لوحات لتجسيد القصبة في وضعيات متشابهة، وهي في ذلك تحاول الالتزام بمعطياتها الواقعية، في الوقت الذي نرى أن بإمكاننا أن نجسد القصبة الأمازيغية تجسيدا حيا عبر التخير في اللون والوضع والمشهدية بشكل يجعلها بؤرة للتجدد الإبداعي وللفسحة الخيالية... وإما أن تصور الرجل أو المرأة الأمازيغية بزيها التقليدي، وهي تمارس عملها، أو هي منخرطة في رقصة أحواش أو أحيدوس...

فإذا أخذنا على سبيل المثال بعض الفنانين العصاميين بقلعة مكونة (طالبي، ليمام، الصديق المحمودي، بوزيان ، بن حمو، عمر أيت سعيد،...) فإنهم رغم كفاءاتهم ومهاراتهم لم يتجاوزوا بعد التشكيل النمطي المعبر عن المحيط والتراث الأمازيغي.

والحال أننا يجب أن نتعامل مع كل الرموز والقضايا التي لها علاقة بالأمازيغ تعاملا أكثر عمقا وأكثر تعبيرية، لنتجاوز النمطية والنظرة السطحية في الإبداع.

وخلاصة الواقع التشكيلي الأمازيغي يشهد:

ـ نسبية التواجد للوحة التشكيلية الممثلة للخصوصيات الأمازيغية مقارنة بغيرها.

ـ انكباب التشكيليين على تجسيد القصبة والمرأة والرجل بملابسهما التقليدية، وتبرير ذلك في نظرنا الاعتزاز بالهوية والتراث.

ـ النقل الحرفي للمواضيع وضعيات وألوانا.

ـ قلة الاستيحاء الجمالي من الحرف التيفناغي لما يميزه من سمات مطواعة للإبداع والتشكيل الجمالي العميق.

ـ عدم إدخال عناصر الجدة المنبثقة من المدارس التشكيلية العربية والغربية بكل توجهاتها، فالفنون والإبداعات تتفاعل وتتلاحق في التقنية والأسلوب رغم أن كل إبداع يمثل سمة صاحبه والمحيط الذي يتفاعل معه.

ـ...

أما المتطلبات التي نراها كفيلة بنفخ الحياة في اللوحة التشكيلية الأمازيغية لتصير لوحة تتبوأ مكانة تجعل لها إشعاعا عالميا فهي كالتالي:

ـ خوض مغامرة التجريب، لأن ذلك من شأنه أن يفرز لوحة تشكيلية متميزة، تصير إضافة نوعية لما ينتج في مجال التشكيل.

ـ استخدام الحرف الأمازيغي استخداما رمزيا وتراثيا في قالب إبداعي يضمن المتعة والاعتزاز بالهوية والثقافة والتراث.

ـ إقامة معارض ومهرجانات خاصة بالتشكيل الأمازيغي، مع عقد ندوات، وإنجاز ورشات تفيد الفنان وتوجهه، وتطرح أمامه بعض إمكانات التجديد.

ـ تبادل التجارب ووجهات النظر بين الفنانين أنفسهم وبين النقاد والمهتمين بالمجال.

ـ تخصيص جوائز لتشجيع المبدعين الين يبرزون إبداعات تتسم بالجدة والتميز.

ـ...

هامش:

1: جريدة الفنون فبراير /شباط 2003- السنة الثالثة ص 37.

 

 

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting