uïïun  138, 

mrayur 2958

  (Octobre  2008)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

mlmi vad tssçmç tavdmt tamaäalt imasayn n usizdg atlay di lmuvrib?

Tazrawt n tedyazt

Imttvawn n wmsbrid

Ighghed

Inuffaren

Awal inu s dar willi ferknin

Kradv n isefra

Akamiyyu n ughayyu

Français

La mémoire collective à travers "tasrit" de Bouzeggou

Marcus Cornelius Fronton

V congrès du CMA aura lieu à Meknass

Rappel du CMA aux associations

Imazighen à l'université de "régions et peuples solidaires"

Appel à contribution

العربية

متى ستتابع العدالة الدولية المسؤولين عن التطهير اللغوي بالمغرب؟

الانفصاليون العرب

اثنا عشر قرنا من التاريخ فقط أو الإصرار على الفضيحة

فرخ الوز عوام

تعريب السحور

إغرم أو قصر أيت عمر إبراهيم كتنظيم اجتماعي وبنية سكنية أمازيغية

وقفة تأملية في المسيرة الفنية لمولاي علي شوهاد

الغزل في الأغنية الأمازيغية

قراءة في الأبوم الجديد لمصطفى الوردي

المعجم العربي الوظيفي

الميتولوجيا الأمازيغية

كتاب بالعبرية حول زلزال أكادير

عن كتاب المجموعات الغنائية  العصرية السوسية

الكنكريس العالمي الأمازيغي يحط الرحال بمكناس

رفض الاسم الأمازيغي سيفاو

تأسيس جمعية الهوية الأمازيغية بسلوان

نشاط ثقافي لجمعية محمد خير الدين

بيان المعتقلين السياسيين للحركة الأمازيغية

بيان المؤتمر الليبي للأمازيغية

دورة تكوينية حول تدريس الأمازيغية

تأسيس جمعية إسوان

الإفراج عن معتقلين من الحركة الأمازيغية

بيان جمعية أفريكا

 

 

 

 

فرخ الوز عوام

بقلم: حميد طولست

ابتليت أمتنا بداء عضال تفشى فيها ولا زال، إلى أن وصلت عدواه إلى كافة طبقات مجتمعنا المغربي الذي نعاني فيه كثيرا مع عقدة الاستعلاء والغرور، حيث يتملك البعض الشعور بالفخر لمجرد انتمائهم إلى عائلات مرموقة الاسم. لا يهم كثيراً ما يقدمونه كأفراد وما يتميزون به كمواطنين، بقدر ما يعنيهم أنهم من هذه العائلة المتنفذة أو تلك. فهم أشخاص مهمون، حتى ولو لم يكونوا يفقهون الكثير من أمور الحياة، فالمركز موروث والمال موجود ولا دخل للكفاءة بالموضوع.

يكفيهم انتماؤهم للنواة الأولى للبرجوازية المغربية التي ليس لها من هم غير تعبيد الطريق لفلذات الأكباد لتبوء المناصب الكبرى والحساسة اقتصاديا وسياسيا، وتمكينهم من ثروات البلاد وحدهم دون غيرهم. هذه البرجوازية التي بدأت منذ القرن العاشر الميلادي مع خروج المسلمين من الأندلس حيث لجأت عائلات عربية ويهودية إلى المغرب هاربة من الصليبيين وحملتهم الهوجاء. واستقر الهاربون من الأندلس في المدن المغربية سلا، فاس، تطوان، الرباط.. هؤلاء هم الذين نعتهم "جيروم" و"جون طارو" ببرجوازيي الإسلام في مؤلفهما" فاس وبرجوازيو الإسلام" الصادر سنة1930،  والذين عمل عبد الله الجراري على إحصائهم في مؤلفه "أعلام الفكر المعاصر" . كما أكد مصطفى بوشعراء في مؤلفه "الاستيطان والحماية بالمغرب" الصادر سنة 1984 على أن جل تلك العائلات النازحة شكلت مجموعة متميزة عن باقي الفئات وأن أغلبها استقر بمدينة فاس آنذاك، وبذلك نمت وتقوت الروح العصبية الفاسية التي كانت دفينة في النفوس على امتداد عقود من الزمن. ومع مرور الوقت أضحت صفة الفاسي تكاد تكون مرادفا مباشرا للمنحدر من أصل أندلسي، وقد أكدت ذلك جملة من الدراسات التاريخية، وأن مجموعة من العائلات والتجار الفاسيين كانوا محميين سواء من طرف الفرنسيين أو الإنجليز أو الألمان. بل إن بعضهم كان محميا من قبل ثلاث دول عظمى دفعة واحدة: ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، كالتاجر محمد القباج كما يذكر اكنينح. وقد وردت جملة من أسماء هؤلاء في كتاب إدريس بنعلي الصادر تحت عنوان: "نموذج للتحول، فاس في القرن التاسع عشر" الصادر سنة1980 في المجلة المغربية للقانون والسياسة والاقتصاد. وقد ساهمت العائلات الفاسية، خلال القرن التاسع عشر، في تسهيل مهمة التجار الأمريكيين والأوربيين وإقامتهم لوكالات تجارية في مدن ليون ومارسيليا بفرنسا وليفربول ومانشيستر بإنگلترا. كما توسعت في إفريقيا، خاصة السينغال، في بداية القرن العشرين. وبحسب المؤرخ الفرنسي لوكليرك، فإن التجار الفاسيين كانوا يملكون 12 وكالة تجارية في فرنسا «كما ظهر اتجاه نحو إفريقيا مع استعمار فرنسا للسينغال، ففتحت أكثر من 30 وكالة في جزيرة سان لوي السينغالية لوحدها»، يوضح الباحث في التاريخ عبد الواحد أكمير في كتابه «فاس وإفريقيا: العلاقات الاقتصادية والروحية»، خلال فترة الحماية.

وقد ساعدت هذه الوضعية على المزيد من الثراء والسلطة والسيطرة على الأحزاب واحتلال الوزارات واقتحام البرلمانات والاستيلاء على دواوين المؤسسات وباقي الهيئات المسيطرة على التجارة والفلاحة والصناعة وكل وسائل الحصول على الثروة والوجاهة، ما مهد في ثلاثينات القرن الماضي لظهور فئة برجوازية وطنية مكونة بالأساس من التجار الصغار والحرفيين قادها متعلمون سياسيون أغلبهم من أصل أندلسي. ومن ضمن هؤلاء علال الفاسي وعبد السلام بنونة ومحمد اليزيدي وبلحسن الوزاني وأحمد بلفريج وعمر بن عبد الجليل وعبد الخالق الطريس والمهدي بنبركة وجلهم درسوا بالخارج، وحصلوا على قدر كبير من الدربة في السياسية والاقتصاد والثقافة والمعرفة. وللتاريخ والحقيقة فقد كانوا رغم ما قيل يشرفون المغرب وحضارته، أينما ذهبوا أو حلوا في العالم، حيث كانوا جميعهم يتمتعون بالذكاء والأخلاق والأناقة والتهذيب و"اللسان للي كيكل الشوك"..

وبعدما جثمت هذه الطائفة الراسخة أقدامها في الاقتصاد والسياسة وحواشيها من المطبلين وأصحاب المزامير على صدور المغاربة طويلا، واستنفذوا كل حدود الاستفادة والامتيازات من النشاط الريعي للمنظومة الاقتصادية والاجتماعية، أبت العائلات التي نمت وترعرعت وازدهـرت أيما ازدهار في كنف الدولة، واحتلت قمة الهرم الاجتماعي في فاس، كما سجل ذلك الأنتربولوجي الأمريكي جون واتربوري، صاحب كتاب "أمير المؤمنين"، أبت مغادرة مراكزها إلا بعد أن تورثها لأبنائها، فأغلب المسؤولين الكبار جاؤوا بأبنائهم ونسائهم وأقاربهم، حتى أضحى الجيل الجديد من المسؤولين المرموقين في البلاد، يحمل الكثير منهم نفس أسماء الجيل الذي سبقه، ليس بالصدفة المحضة، لكن بالوراثة والتوريث مع سبق الإصرار و الترصد، ما فرض سؤالا كبيرا ملحا، بل أسئلة كثيرة جدا، حول موهبة التسيير وما إذا كانت تنتقل من جيل إلى آخر عبر الجينات الوراثية؟!!. لكن الشيء الذي لم يتقبله الكثير من المغاربة: هو اعتبار هؤلاء أنفسهم موهوبين فقط لأن آباءهم كانوا مسؤولين كبارا، ولأنهم من عائلات تعتز ببنبنتها، أي "بن" التي تتصدر أسماء العائلات الراسخة في التميز والأصالة والثراء. شعور مرضي شائع منذ حقبٍ بعيدة لدى عدد غير قليل من أسر ما زالت أسيرة ورهينة هذه العقلية بشكل مرضي يحتاج بالفعل إلى تشخيص وعلاج جسور علّه يقضي على هذا الوبال أو على هذا الداء الخطير الوراثي أو المتوارث، الذي يبدأ مند الولادة ويستمر مع المراهقة والشباب وحتى تسلمهم مواقعهم المرموقة من ذويهم لاحقاً. أما القول بأن هؤلاء الأبناء قد نشأوا في بيئات سياسة وحاكمة، وفي بيوت مسؤولين رواد أكلوا وشربوا وتنفسوا فن السياسة والتسيير والتدبير، فتبرير مردود وغير مقبول، لأن حماد ولد العطار وبوشتى ولد الحمال والميلودي ولد مول الفاخر، الذين أفنوا حياتهم في خدمة بلادهم ومجتمعهم، تغربوا، وطافوا على بلدان كثيرة، حاملينا في رؤوسهم الرغبة في التغيير، حلموا بمستقبل زاهر، متخيلين أن العلم وحده قادر على إحداث الطفرات والقفزات المجتمعية.. لكنهم اصطدموا بالواقع المرير، وأصابهم الإحباط، حينما لم يحصلوا مثل غيرهم من المحظوظين، على المناصب المناسبة لمقدار تحصيلهم العلمي العالي الدرجات. فهؤلاء وغيرهم كثير، هم الذين يعوّضون تقاعس "أبناء الذوات"، و يعانون الأمرّين ويتحملون أقسى ظروف العمل الصعبة لإعادة التوازن وملء الفراغ الناتج عن "فشوش الذين لقاوها كيف بغاوها". لأنهم "تولدوا في خرقة بيضاء" كما يقولون، ولكن أثرهم كان سلبيا على المجتمع بسبب وجودهم في الأماكن غير المناسبة، الشيء الذي كان وراء الكثير من المحن التي يعاني منها المجتمع، والذي كان سببا مباشرا أو غير مباشر في حرمان عدد كبير من أصحاب الكفاءات من فرص الشغل، وتدني دخول أسر كثيرة وإفقارها، ما رفع أسوارا عالية بين أغلب المواطنين وبين المشاركة في الثروات الوطنية التي أصبحت حكرا على أقلية تعيش في جزر فردوسية، وأخرى في قاع محيط من الفقر والحرمان الذي دفع بأطفال الطبقات المسحوقة إلى الانخراط في عالم الكبار قبل الأوان رغم الاحتفالات المشهودة في اليوم العالمي للطفل..

المفارقة غريبة وعجيبة، كون الشيء الوحيد المؤكد فيها هو أن مجتمعنا محكوم عليه أن يبقى مريضاً بانعدام المنطق. فكبار المسؤولين الذين ذاقوا الشهرة والمكاسب الضخمة لم يكن من السهل عليهم مغادرة هذا النعيم الذي يعتبرونه حقا ومكسبا، دون أن يخلفوا وراءهم من يواصل الكسب ويجني المكاسب، والنتيجة هي أن ابن النجار لن يكون إلا نجارا، وكذلك الحداد والخباز لن يلدا إلا من يطرق الحديد ويخبز الخبز مثلهما؛ فقد لا ينفعهم الصراع وبذل الجهد كما لن تفيد الشواهد العليا، إن هي كانت والوسيلة الوحيدة لاعتلاء القمم بكرامة وإنسانية ودون سند أبوي أو عائلي. إنه قانون "حرفة بوك لا يغلبوك".

وكما هو معروف ومنطقي فالعدالة الاجتماعية تأتي من خلال سياسات اقتصادية وتنموية فاعلة تركز على اقتصاد منتج ومواطن منتج، وقدرة تنافسية وتنمية مستدامة توفر لكل مواطن نفس السبل التي تمكنه من العيش حياة كريمة وترفع من مستوى معيشته، وهي مسألة مرتبطة بالتخلص من الأمراض المجتمعية المرهونة بلعبة المصالح العشائرية الضيقة والمرهقة للمجتمع، ولا أريد أن أهول، لكن واقع الفوارق الاجتماعية في البلاد، يزداد حدة وضراوة، وما شهدناه في صفرو وسدي إفني وغيرهما رسالة خطيرة من العبث تجاهلها، خاصة إذا وجد الناس أن الرد الأمني كان هو الرد الوحيد وغيره كان مجرد وعود.

ولا بد هنا لاكتمال المساواة الاجتماعية من كبح فلتان داء تقديس العائلات وبعض الرجالات إذا لم نقل عبادتهم، هذا الداء المتفشي في كل مكان والمتجاوز لكل حدود المنطق والتعقل، والذي يصل إلى درجة التسليم والاستسلام المتعاظم والمتمادي والمعرقل الأول للنمو الاقتصادي وتنمية الوطن، وهي قضية يجب أن تتصدر أولوية أية رؤية تنموية. فما تريده عموم الجماهير المغربية بكل اختصار هو، سياسات تتحلى بقدر كبير من المسؤولية في وضع الخريطة الجغرافية للفقر والتهميش، كبوصلة للتدخل الاجتماعي، لمعالجة تزايد الهوة والفجوة بين الثراء الفاحش والفقر المدقع، وتوزيع ثمار التنمية بشكل سليم على المواطنين يوسع الطبقة المتوسطة، من خلال إبداع صيغ حوارية تعكس عناوين مغرب العهد الجديد، انطلاقا من قناعة بأنه لا خير في نمو أو تنمية لا يستفيد منها جميع المواطنين.

أعرف أنه بإثارتي لهذا الموضوع الحساس الذي كان وإلى وقت قريب جدا يعد من الطابوهات المحرمة، كما أعرف أنه خط أحمر تجاوزته، وحظر تجول اخترقته، وكفر بواح أعلنته، حسب شريعة الكثير من تلك العائلات، لكنني موقن بأنني لا زلت لم أوقع  بعد على عريضة الاستسلام، كما فعل غيري مع كل الأسف. 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting