uïïun  129, 

ynyur 2958

  (Janvier  2008)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

avlif n ugnsu ivts ad isslym tamazivt

Axxam n tirra

Muhammed Xayr Eddine

Français

Le voyage Loti

La justice doit être juste

Où sommes-nous?

Analyse du poème "ghennej izran inu" de R.Mayssa

Izmulen n Dda Azayku

L'engagement des poètes de la marge

Le 1er responsable de l'escroquerie "annajat" à la tête du gouvernement

 

العربية

وزارة الداخلية العربية تقرر حل الأمازيغية

مصطلح "المغرب العربي" وأسئلة الديموقراطية

قد نشاهدك لكن لا نراك

الحكومة الشريفة

ماذا قدم المسؤولون من أجل سبتة ومليلية؟

كتاب آيث ورياغر لدافيد هارت

مولاي محند والحركة الريفية

الملك يوبا لم يكن لوحده

قراءة في ديوان سعيد الفراد

جزاء من ناضل وأبدع بغير هويته

حوار مع الفنانة سعاد شكوتي

حوار مع رئيس جمعية احواش

حوار مع الناشط توفيق بوسكور

الطوبونوميا الأمازيغية بمنطقة ماست

بيان الحركة الأمازيغية بالجنوب

بيان النهج الديموقراطي بالحسيمة

العصبة الأمازيغية تكاتب وزير الداخلية

بيان الحركة الأمازيغية بالجنوب

بيان جمعية إيمازيغن بكاتالونيا

بيان المكتب السياسي للحزب الأمازيغي

بيان العصبة الأمازيغية

بيان الشبكة الأمازيغية

أمسية شعرية بقاسيطا

بيان جمعية اناروز

بيان جمعية أوسان

بيان جمعية تاويزا

بيان جمعية أمزيان

بيان تاماينوت لخصاص

البيان الختامي لمنظمة تاماينوت

بيان لجنة دعم معتقلي الحركة الأمازيغية  

 

 

أيت ورياغر، قبيلة من الريف المغربي: أسئلة الأنتروبولوجيا ومداخل الإثنوغرافيا
بقلم: محمد زاهد

تمهيد
تناسلت العديد من الأعمال والدراسات التي ظهرت إلى الوجود مع نهاية القرن (19) وبداية القران(20)، وقد اعتمدت هذه الدراسات العديد من المناهج العملية والحقول المعرفية مثل: اللسانيات، الأنتروبولوجيا، الإثنوغرافيا، السوسيولوجيا، والاثنولوجيا.... والكثير من العلوم المساعدة الأخرى التي ترتبط بالدراسات الاجتماعية والإنسانية.
وإذا كانت هذه الإنتاجات والأبحاث التي قام بها العديد من الدارسين والباحثين الأجانب، شكلت مجموع ما يصطلح عليه ب"الإسطوغرافيا الاستعمارية" أو"الدراسات الكولونيالية" التي ظلت موسومة بطابع استعماري وتم توظيفها كتمهيد أولي نحو غزو العديد من المناطق، ومنها منطقة شمال إفريقيا، فإنها في مقابل ذلك، تعد مرجعا وتراكما مفصلا ومدققا يحمل قيمة علمية واضحة بحكم ما ارتبط بها من معطيات وحقائق هامة حول مختلف الجوانب التي تهم المجتمعات التي خضعت للسيطرة الاستعمارية، كما أن هذه الدراسات لا تزال تحتل موقع الصدارة على مستوى القيمة الموضوعية والعلمية التي تنفرد بها، وكذا طبيعة المناهج التي وظفتها والنتائج والخلاصات التي انتهت إليها.
وتعتبر الأبحاث والدراسات الفرانكفونية صاحبة السبق على مستوى تناول مختلف مظاهر الحياة العامة لدى المجتمعات المغاربية بصفة عامة، والمجتمع المغربي بصفة خاصة، لكن رغم ذلك فالدراسات الانجلوساكسونية والإسبانية كان لها وقعها الخاص على واقع هذه الأبحاث والكتابات، لاسيما بعدما خاض هذا المضمار العديد من الدارسين والباحثين المرموقين الذين شكلو اتجاها جديدا داخل حقل الدراسات الكولونيالية، من أبرز هؤلاء، نجد جاك بيرك، روبير مونطاي، ارنست كيلنر، جون واتروبوي، رايمون جاموس، مولييراس، بول باسكون، ايميليو بلانكوايثاكا ودايفيد هارت...
والواقع، فإن الدراسة والأطروحة التي قدمها دايفيدهارت " أيت ورياغل، قبيلة من الريف المغربي" ، تعتبر من أبرز الدراسات حول مختلف بنيات المجتمع المغربي خلال القرن (20)، خاصة وأنها تمثل أهم مرجع مفصل ومدقق حول الريف الأوسط على مختلف المستويات. وكما جاء في التقديم الذي وضعته جمعية صوت الديمقراطيين المغاربة في هولاندا بمناسبة ترجمة هذا المؤلف إلى العربية، فإن أهمية هذا العمل تتجلى في كونه "أول دراسة ميدانية معمقة حول قبيلة أيت ورياغر بالريف الأوسط شملت معظم الظواهر الاجتماعية للقبيلة، كالممارسات الإسلامية، والتراتب الاجتماعي، وبنية القبيلة ونظامها السياسي، والأخلاق القبلية، والبنية الاقتصادية...الخ. ويضيف نفس التقديم: "ما قام به هارت يعتبر دراسة قيمة جدا وهو عمل يعد من الطراز الأكاديمي الرفيع والضخم".
وتجدر الإشارة إلى أن الفريق العلمي الذي أشرف على ترجمة هذا العمل المهم، يتكون من الدكتور محمد أونيا، عبد المجيد عزوزي وعبد الحميد الرايس، كما أن هذا الفريق عمل على وضع تقديم وتعليق حول الجزء الأول من أطروحة دايفيد هارت التي قامت بنشرها جمعية صوت الديمقراطيين المغربة في هولندا.
وعودة إلى أهمية هذا العمل الأكاديمي الوزان، فإننا نجد أنه نال إعجاب واعتراف كبار الباحثين المرموقين، أمثال ارنست كلينر الذي اعتبر "هذا المؤلف بدون شك هو الوصف الأكثر شمولية ودقة المتوفر اليوم حول التنظيم الاجتماعي للريفيين وثقافتهم، ولا يستبعد أن يحافظ على مكانته هذه كمرجع أساسي في هذا المجال لأمد طويل جدا". أما بول رابينو، فاعتبر مؤلف هارت "مساهمة هامة في مجال الإثنوغرافيا المغربية ودراسية غنية معززة بالوثائق والمعطيات الميدانية. إنه بحق من الكتب النادرة في عهدنا هذا ...". وحول هذا النقطة تحديدا، فقد جاء في تقديم فريق المترجمين بأن أطروحة هارت "تعد أول دراسة مفصلة ومدققة حول قبيلة من قبائل الريف المغربي، ومن هنا يستمد هذا العمل قيمته العلمية، كما يساهم في كشف حقائق ومعطيات فريدة حول البنية الاقتصادية والسوسيو ثقافية التي غالبا ما تغفلها الكتابات التاريخية الإخبارية".
وإذا كان هارت قد عمل على معايشة أهل الريف والاطلاع عن حياتهم اليومية ونمط عيشهم واعتماد الملاحظة المباشرة والبحث الميداني الدقيق ومجالسة الأشخاص، وهو ما يسميه الدارسون الانتروبولوجيون ب"المدرسة التقليدية" التي تعمد "الوصف العام والشامل للمجتمع المدروس"، فإن هذا المؤلف يندرج ضمن الدراسات التي أسست "للنظرية الانقسامية أو المنهج الانقسامي"، رغم أن هذه الأطروحة كانت في أحيان كثيرة تجانب واقع مجتمع الريف ولا تملك قدرة النفاذ إلى عمق البنيات الاجتماعية والثقافية والسياسية لكيان" القبيلة الديمقراطية" كما يسميها روبير مونطاي، الأمر الذي أدركه دايفيد هارت نفسه الذي أقر بعد مرور السنوات أن هذا المنهج غير شامل ودقيق في معاينه مختلف الظواهر المدروسة وهو ما جعل الباحث الاثنوغرافي هارت، يعدل عن بعض الأفكار ويعتبرها قابلة للتطور ومشروعا مفتوحا على الحركية.
وفي مقدمة الطبعة العربية التي وضعها المؤلف دايفيدهارت، يقر هذا الأخير بخطأ تحليله السابق للبنية الاجتماعية للريف، وهو نوع من النقد الذاتي الذي يرجع فيه الفضل إلى الدارس مونسون (Henry Munson) الذي انتقد خلاصات هارت، خاصة ما يتعلق بالمنهج الانقسامي (أو النسق الانقسامي للسلالة)، لكون التحالفات بالريف تقوم على أساس مجالي وليس سلالي، وهو ما يعبر عنه هارت بالقول إنه انتقل من صاحب "أطروحة مؤيدة للبنية والنظرية الانقسامية للسلالة كما تقدمها الحالة الريفية، إلى موقف معارض تماما، أي مضاد للانقسامية (Countre Segmentary) إلى درجة أن هارت اعتبر هذه النظرية بمثابة "سترة المجانين"، وهو ما يعبر عنه أيضا أستاذ دايفيد هارت، كارلتون س. كون، في تقديم هذا الكتاب، إذ يقول "إن نظام القرابة السائدة بالريف نظام لا يخضع بوضوح لأي نمط من الأنماط التصنيفية السائدة منذ" لويس هنري مورغان" حتى "جورج بيتر موردوك".
ورغم ذلك، فلا يمكن بحال من الأحوال أن ننفي أهمية ومكانة هذا العمل العلمي، الذي أكد هارت أنه يندرج ضمن إطار الدراسات التي تنتمي إلى حقل "الأنتروبولوجيا الاجتماعية والسياسية والتاريخ الاجتماعي-السياسي الذي اتخذ له كموضوع، أهم تجمع قبلي شمال المغرب ألا وهو: "أيت ورياغر" كما أنه عمل يتناول نمط العيش والبنية الاجتماعية والمؤسسات السياسية والدينية لمجتمع قبلي مسلم ناطق بالأمازيغية، وهو أيت ورياغر، موطن هذه القبيلة يقع في المنطقة المرتفعة من الريف الأوسط شمال المغرب" ص3.
خارطة الكتاب
يتضمن فهرس ومحتويات مؤلف "أيت ورياغر، قبيلة من الريف المغربي" تقديم صوت الديمقراطيين المغاربة في هولندا وتقديم فريق المترجمين، إضافة إلى نبذة عن المؤلف، كما يتضمن الترجمة العربية والطبعة الجديدة للكتاب، وفصلا خاصا معنونا ب: امجاظ: نموذج لكيفية تكون سلالة ريفية ونشوء حالة انتقام، فضلا عن إهداء وتقديم بقلم كارلتون س. كون وكلمة شكر ودلالات وأهداف الدراسة وكذا ملاحظات حول منهج الدراسة الميدانية وملاحظات حول كتابة الألفاظ الأمازيغية بالحروف اللاتينية، علاوة على (9) فصول تتناول مختلف المواضيع والظواهر والقضايا موضوع الدراسة، مثل القبيلة المغربية، الأرض والزراعة بأيت ورياغر، الأسواق وهجرة اليد العاملة، الملكية وامتلاك الأرض والإرث ونظام الري، والطقوس الدورية أو دورة الحياة، السحر والشعوذة والمعتقدات والخرافات والغناء والرقص والموسيقى، الإسلام في أيت ورياغر، نظام القرابة، نماذج الزواج السائدة ومفهوم الأسرة، زيادة على لائحة الجداول والرسوم التوضيحية والخرائط والصور الواردة في هذا المؤلف الذي يقع في 364 صفحة.
الفصل الأول: القبيلة المغربية
يتناول الفصل الأول من كتاب "أيت ورياغر، قبيلة من الريف المغربي" لصاحبه الباحث الأمريكي دايفيد هارت، التقسيم القبلي بمنطقة الريف والشمال المغربي عموما وبعض الخصائص التي تتميز بها هذه المنطقة من الناحية الطبيعية والبشرية الاقتصادية وكذا بعض مظاهر دينامية المجتمع الريفي.
علاوة على ذلك، يقف المؤلف عند أبرز مرحلة عاشها الريف في تلك الفترة التاريخية والتي تعرف بمرحلى"الريفوبليك" من حيث الظروف الاجتماعية والسياسية القائمة والتحديد الزمني لهذه المرحلة (1880-1921) .
من جانب آخر، وكمدخل منهجي اعتمده هارت، استهل الباحث هذا الفصل بوضع تعريف للقبيلة باعتبارها "مجموعة متماسكة ومستقلة سياسيا واجتماعيا تعيش أو تطالب بمنطقة محددة خاصة بها"(ص6). كما يقف في نفس الوقت عند تعريف أفانس ريتشارد الذي يورد مجموعة من المعايير التي تؤسس لمفهوم القبيلة لدى الانتروبرلوجيين الاجتماعيين.
ومن جملة القضايا التي عالجها هارت ضمن الفصل الأول، ما يتعلق بأسس علم الاجتماع السياسي المغربي،بجانب الدراسات التاريخية حول المغرب، كبلد "كان موحد انظريا" قبل مرحلة الحماية تحت قيادة السلطان، ومقسما في الواقع وفق ثلاثة محاور أساسية وهي. محور عربي – أمازيغي، محور حضري- قروي ومحور مخزني - سيبة أو حكومة- تمرد وانشقاق (ص10). بعد ذلك ينتقل هارت إلى تقديم ملاحظات عامة حول البنيات القبلية المغربية من حيث الانقسام الذي يقول عنه هارت: "المبدأ الأول في الانقسام يفيد أن كل قبيلة سواء كانت تحمل اسما مزعوما لجد مشترك أو لمكان مفترض لأصلها أو لأي نوع من الأسماء فهي تقسم أو تجزأ إلى مجموعة من القسمات (sections) التي نادرا ما يتجاوز عددها خمسا في المغرب مثلا. وتجزأ كل قسيمة إلى قسمين صغيرين (subsections) ثم تجزأ هذه الأخيرة إلى سلالات كبرى ثم إلى سلالات صغرى ثم أصغر منها إلى أن نصل إلى مستوى العائلة النووية المكونة من الأب وألام والأبناء غير المتزوجين، وأهم نقطة بالنسبة للأنساق الانقسامية للقبيلة المغربية هي أنها تشتمل على كل هذه الوحدات، كل واحدة منها متضمنة في الثانية في المستوى الذي يليها، وكلما كبرت الوحدة إلا وتعذر تتبع شجرة النسب بها إلى أن تصل إلى المستوى الأعلى الذي يكون فيه عامل النسب غير قابل للتطبيق وغير ذي أهمية" (ص14/15).
واضح أن دايفيد هارت يحاول هنا التطرق إلى مجموعة من مظاهر ومعايير الأطروحة أو النظرية الانقسامية التي اعتمدها كمنهج لتحليل بنية قبلية أيت ورياغر على مستوى تكون وانقسام السلالات، أما من حيث الأنظمة الاقتصادية والسياسية للقبيلة، فيذكر هارت ما يلي: لكل قبيلة اسم ومجال خاص بها، ولكل قسمة ضمن القبيلة حصتها من هذا المجال،هكذا يصبح النظام العام للملكية القبلية للأرض في الواقع هو النسق الانقسامي ذاته الذي يتجلى من خلال تطور شجرة النسب زمنيا ويتضح على الأرض مكانيا، ولهذا المبدأ أهمية كبيرة لفهم تعقيدات البنية الاجتماعية والمجالية لأيت ورياغر"(ص16).
ومن مميزات النظام الاقتصادي القائم لدى أغلب القبائل، كونها قبائل مستقرة تعتمد على الزراعة مقابل بعض القبائل الأخرى التي تعتمد على الإنتاج أو الترحال (transhumance) ، إضافة إلى خاصية أخرى يتميز بها النظام القبلي في جميع أنحاء المغرب وتتمثل في تواجد سوق أسبوعي، الذي يعد يوما للتبادل التجاري وفرصة للتواصل الاجتماعي ويوم سلم بامتياز.
أما من جانب مميزات النظام السياسي القائم داخل بنية القبيلة المغربية، فيذكر المؤلف الأمريكي تواجد شرفاء يعيشون ضمن القبائل ويتمثل دورهم في التحكيم لحل النزاعات داخل وخارج القبيلة، وكذا وجود نظام للمجالس التمثيلية بالنسبة لأكبر المستويات الانقسامية بالمناطق الأمازيغية أو ما يسميه هارت ب "أنظمة منظمة دون زعامة" خصوصا في السياق السياسي بالريف الأوسط، إضافة إلى توزيع السلطة السياسية والعمل على لاتمركزها بكل المناطق التي تتواجد بها القبائل المستقرة وفق نظام "التناوب والانتخاب المتبادل" كما يسميه كيلنر، مع وجود قانون عرفي يؤطر العلاقات الاجتماعية وتشريع خاص بالقتل والسرقة...
ويختم دايفيد هارت هذا الفصل بالحديث عن طبيعة المجتمع القبلي بالمغرب خلال مرحلة الحماية وكذا بعد الاستقلال، لا سيما التغيرات التي طرأت على المجتمع ونمط حياة وعيش السكان بفعل دخول المستعمر واتباعه لسياسة استعمارية معنية، وأيضا يشير هارت إلى ما لحق بنية القبلية المغربية كنتيجة موضوعية للمخاضات التي عاشها المغرب إبان هذه الفترة والتي تميزت باندلاع انتفاضات وثورات بكل من الجنوب الشرقي(1957) ووسط الأطلس (1958) والريف 1958-1959).
ورغم ما سبق، فإن الباحث الأمريكي يقر بكون "القبلية لا زال لها تأثير على الحكومية المركزية حتى في وقتنا هذا، وهذا ما ينطق على القبيلة الأمازيغية"(ص 22)، كما يناقش هارت ضمن خاتمة هذا الفصل ما يتعلق بعلاقة القبيلة والدولة والإسلام، هذا الأخير الذي يعتبر في الدول الإسلامية "القاسم الثقافي المشترك الأدنى وفي نفس الوقت الأكثر أهمية" على حد قول صاحب أطروحة "أيت ورياغل، قبيلة من الريف المغربي".
الفصل الثاني: الأرض والزراعة بايث ورياغر
يستهل هارت هذا الفصل بالحديث عن معطيات وإحصائيات حول سكان الريف الأوسط التي ترسم فكرة واضحة عن المعطيات الديمغرافية لقبيلة أيت ورياغر، معززا ذلك بجداول وأرقام وإحصائيات تتعلق بالإحصاء الإسباني لسنة 1929و1938 والإحصاء الفرنسي لسنة 1939 والإحصاء المغربي لسنة 1960، وهي أرقام تعطي فكرة عن مستوى النمو الديمغرافي والكثافة السكانية الخاصة بقبائل أيث ورياغل وتمسمان وأيت توزين وأيت عمارت وابقوين، الأمر الذي جعل هارت يقول: "إن عدد سكان هذه القبيلة كبير جدا، إن لم نقل إنها أكبر قبيلة في الشمال المغربي إذا أخذنا بعين الاعتبار كونها كتلة قبلية واحدة، غير أن نسبة الكثافة السكانية بها تبقى خارقة، وما يجعلها مذهلة حقا ليس كونها الأعلى حاليا في العالم القروي بالمغرب فحسب، بل باستثناء القبايل بالجزائر- هي الأقوى على صعيد بوادي شمال إفريقيا كلها" (ص31).

ومن جملة الأمور الأخرى التي يتحدث عنها هارت ضمن هذا الفصل الثاني، مجموع السمات الجغرافية والطبوغرافية التي تتمثل في وجود سلسلة جبال الريف على شكل وحدة متكاملة حديثة التكوين تميزها التعرية ومعدل سنوي أكبر من حيث التساقطات المطرية.
أما من ناحية التعريف الوارد في هذا الكتاب حول الريف، فهو اعتباره الجزء الجبلي الشرقي الذي يقع غرب المنطقة المنبسطة والمفتوحة نسبيا بين ميضار ومليلية، إذ تحدها تركيست غربا وميضار شرقا والحسيمة والبحر الأبيض المتوسط شمالا وأكنول جنوبا"(ص32).
ومن جهة أخرى، قام الباحث ضمن الفصل بوصف وجيز للجبال وجرد للمعطيات الهيديروغرافية وكلها خصائص تجعل الريف مرتبطا جغرافيا بالبحر المتوسط ويعرف سيادة مناخ متوسطي، كما تناول هارت أيضا ما يتعلق بالثروة المعدنية خاصة الحديد الذي كان يشكل نسبة 63% من مجموع الموارد المعدنية في شمال المغرب خلال فترة الحماية الإسبانية، علاوة على الثروة النباتية الحيوانية والتي تتميز بالتنوع الكبير فيما يخص النباتات والغطاء الغابوي خاصة بالسفوح الشمالية في حين يتميز الوحش بالريف بسهولة الجرد والتصنيف.
بعد ذلك ينتقل هارت إلى إلقاء نظرة عامة حول الزراعة بالريف بنوعيها المسقي والبوري، كأساس للمقومات الاقتصادية في الحياة الريفية إلى جانب تربية المواشي.
إضافة إلى ذلك، يتحدث هارت عن أنواع المنازل وطرق البناء من حيث أدوات الاستعمال وإحجام المنازل ومكوناتها وبعض المرافق الخارجية وكذا الأثاث المنزلي والأواني وأدوات فلاحية كلاسيكية أخرى، علاوة على النظام الغذائي لدى أيت ورياغر الموزع بين ثلاث وجبات فقيرة وهزيلة، وهي الفطور والغذاء والعشاء، بجانب ذلك يتحدث هارت عن تقسيم العمل حسب الجنس، كواقع اجتماعي ذي أهمية قصوى في منطقة الريف،
أما أهم عمل بارز قام به دايفيد هارت لتعزيز معطيات متن كتابه، هو تقديمه لصورة نادرة وجد معبرة عن واقع وحياة مجتمع الريف الأوسط،، وهي صور تهم مختلف أنماط ومظاهر العيش.
ومن جملة ما تتطرق إليه الباحث الأمريكي ضمن هذا الفصل، ما يتعلق بالأرض والزراعة بالريف والدورة الزراعية السنوية التي تخضع لتقسيم الفصول الأربعة وكذا العامل الرئيسي الذي يجدد طبيعة العمل وهو المطر (أنزار)، إضافة إلى حديثه عن التقويم الزراعي السنوي وما يرتبط به من أنشطة مثل عملية الحرث وغرس الأشجار والحصاد وجني الخضروات واللوز والعنب...
كما يتوقف هارت عند العلاقات التعاقدية والتعاونية في مجال الزراعة وتربية الماشية، ومن نماذج هذه العلاقات التعاقدية نظام "أخماس" و"اذورن" و"ثاويزا" ونماذج أخرى من "المؤسسات الاقتصادية غير التعاقدية التي تؤكد على أهمية التعاون والتعاقد في الحياة اليومية لأيت ورياغر"(ص76). إلى جانب أنشطة تكميلية ثانوية أخرى مثل القنص والصيد البري وبعض المهن والحروف التي كانت تتم مزاولتها مثل الصناعة التقليدية والخياطة والتجارة والبناء، وهو ما يعززها هارت بجداول وأرقام تعكس هذه الوضعية.
إضافة إلى ما سبق، يعالج الانتروبولوجي هارت ما يتعلق بالدخل السنوي للفرد ونظام الدين ويتبين من مجموعة الإحصائيات التي تضمنها الكتاب "أن الورياغليين بشكل عام ليسوا فقراء فحسب، بل يعيشون أيضا بشكل تفوق فيه التكاليف مداخيلهم، مما يضطرهم إلى الاقتراض باستمرار"(ص87).
الفصل الثالث: الأسواق وهجرة اليد العاملة
يستهل هارت هذا الفصل بالحديث عن توفر كل القبائل المغربية تقريبا على أسواق أسبوعية تؤدي وظائف عديدة في الحياة القبلية باعتبارها مركزا لهذه القبائل على المستوى الاقتصادي والتواصلي والاجتماعي والسياسي.
بعد ذلك ينتقل الكاتب إلى الحديث عن الأسواق المحلية والقبلية في أيت ورياغر التي تعتبر أكبر مجموعة قبلية في شمال المغرب تتوفر على أسواق تفوق في عددها مثيلاتها من القبائل، كما يقف هارت عند ما يرتبط بهذه الأسواق من اختلافات وكذا نوعيتها وحجم روحها. وإضافة إلى مشاهد أخرى تطبع حياة السوق القبلي بمختلف مناطق أيت ورياغر.
ومن القضايا التي يقف عندها صاحب أطروحة "أيت ورياغل، قبيلة من الريف المغربي"، ظاهرة الأسواق النسائية كظاهرة خاصة موجودة ومؤسسة ينفرد بها الريف منذ القدم، وهي ظاهرة يعتبرها دايفيد هارت ترتبط بالقانون العرفي الريفي كعامل أساسي أدى إلى ظهور هذه الأسواق.

أما المحور الثاني من هذا الفصل فيخصصه هارت للهجرة العمالية الموسمية إلى غرب الجزائر التي يحدد تاريخ بدايتها في سنة 1880، أي بعد دخول فرنسا إلى الجزائر. وقد استمرت هذه الهجرة إلى غاية توقفها الفجائي سنة 1962. كما يقف عند الدوافع الاقتصادية التي أدت إلى هذه الهجرة ومنها أساسا" الاكتظاظ السكاني بالريف وما نتج عنه من انعدام للتوازن بين السكان من جهة ونسبة الأراضي الصالحة للزراعة من جهة أخرى. أما ثاني عامل فهو تقلب الاقتصاد الفلاحي الريفي. وثالث هذه العوامل هو انعدام التوازن بين مجموعة قوة العمل الموجودة بالريف من جهة وفرص الشغل المتوفرة في هذه المنطقة"(114).
كما يقف هارت عند بعض الخصائص التي تميز هذه الهجرة والمناطق التي يقصدها العمال المهاجرون من أبناء الريف وكذا نظام الأجور ومداخيل ومصاريف السنة للمهاجرين بالجزائر (نموذج موسم 1952-1953) و(1954-1955).
وإذا كانت هذه الهجرة قد تأثر مسارها مع نهاية الخمسينات بعدة ظروف سياسية وعسكرية، فإنها اتخذت منحى آخر مع بداية الستينات، وبالضبط نحو أوربا الغربية كوجهة جديدة للهجرة العالمية الريفية خاصة دول ألمانيا وفرنسا وهولندا... أمام الأجور الجيدة التي بدا يحصل عليها العمال وقد وصل عدد المهاجرون من إقليم الحسيمة سنة 1966 إلى 2100 من مجموع الساكنة المحلية، في حين وصل نفس العدد من إقليم الناظور خلال نفس السنة إلى 20300 فرد.
وعموما فهذا الفصل يحمل إضاءات هامة حول حركة ومسار الهجرة العمالية الريفية كظاهرة اجتماعية وسمت تاريخ المنطقة خلال هذه المرحلة.
الفصل الرابع: الملكية وامتلاك الأراضي والإرث ونظام الري.
يتناول هذا الفصل أنواع وأنظمة الملكية وبعض المفاهيم المرتبطة بها وبامتلاك الأراضي على وجه الخصوص. ويتحدث هارت عن ذلك قائلا: "يصنف امتلاك الأراضي أو العقار في منطقة أيت ورياغر، كما هو الأمر في باقي مناطق المغرب والعالم الإسلامي، إلى ثلاثة أنواع أساسية تقليدية. وهذه الأنواع هي: أولا: "رمرك" أي الأملاك والأراضي الخاصة، وثانيا "رمشوع" أي الأراضي الجماعية المستعملة عادة كمراع وهي في ملكية الجماعة، ثالثا "رحبوس" أي أراضي الأحباس الموقوفة للمساجد كعمل خيري من طرف المحسنين"(ص127).
علاوة على نوع رابع وهو "رحورم" وهو مجموع الأراضي المحيطة بالمساجد ومقابر الأولياء والصلحاء.
ثم بعد ذلك يتحدث الكاتب عن الإرث وانتقال ملكية الأراضي أو ما يسمى ب "روارث". وسيتعرض هارت العديد من الأحكام المتعلقة بالتعامل مع الحالات العادية والخاصة في الإرث. وينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن المبادئ الأساسية التي تتحكم في نظام السقي وعملية توزيع المياه في أيت ورياغر، والتي حددها في أربعة مبادئ وهي: تقسيم المياه حسب تقسيم الأرض نفسها،تقسيم المياه حسب الأولويات،ملكية الأنهار جماعية،حق الأسبقية للساكنين بجوار المنابع الكبرى لمجاري المياه على القاطنين قرب الجهة السفلى لنفس المجاري. كما تطرق الكاتب إلى مجموعة من القواعد المنطقة لملكية الأرض والمياه المرتبطة بها بين مجموعة من العائلات والسلالات، وكما يعزز ذلك برسوم توضيحية للمجموعات الرئيسية المتفرعة عن كل من واد عيس وواد النكور.
الفصل الخامس: الطقوس الدورية في أيت ورياغر اودورة الحياة
يتناول هذا الفصل العديد من الطقوس الدورية في الريف الأوسط، مثل طقوس الولادة والعقيقة والختان والزواج والوفاة وكذا أنواع الألعاب السائدة بهذه المنطقة. وكذا التمييز بين الرجل والمرأة وموقف الورياغليين من الجنس كأهم المواضيع الثقافية في منطقة الريف التي تثير العديد من التساؤلات. علاوة على الطقوس المصاحبة للزواج وتربية الأطفال وأمور الطلاق والترمل والزواج ثانية وعملية الدفن وكل ما يربط بدورة الحياة لدى مجتمع أيت ورياغر الذي تتميز داخله الحياة الاجتماعية بالقوة وشدة الارتباط، وتأخذ فيه كل هذه الطقوس المصاحبة لمختلف مظاهر دورة الحياة عدة دلالات ثقافية وحضارات، خصوصية وكونية.
الفصل السادس: السحر والشعوذة، المعتقدات والخرافات
يعرض هارت في هذا الفصل لبعض الأمثلة عن الممارسات السحرية وحالات استعمال التعاويذ والحجاب والإصابة بالجن والكائنات الروحية الأخرى، مثل (ذامز) - (ذاسارذ ون امطران) -(ادوجار).. وكذا لتفسير الأحلام في ايث ورياغر (ذيرجا) ثم الحديث عن الأنتروبولوجيا الطبية التي تشمل مجموعة كبيرة من الأمراض وطرق علاجها.
ومن جملة ما يتناوله دايفيد هارت ضمن هذا الفصل، الخرافات والأساطير والحكايات الشعبية التي صنفها هارت إلى ثلاثة أنواع، وهي: أولا تلك المرتبطة بشخصيات من العهد القديم، ثانيا الحكايات التي تروى على لسان الحيوانات، أما الثالثة فتتعلق بأشخاص افتراضيين متخيلين عموما.
ومن الأمور الأخرى التي يتضمنها هذا الفصل، ما يرتبط بالدور الثقافي ل "رالابويا" والشعر والموسيقى والرقص، وتعتبر "رالابويا"، هذه اللازمة المشهورة والأبيات المقفاة المرافقة لها (إزران)، إحدى أكثر القيم الريفية استمرارية. إنها أكثر من مجرد سمة ثقافية، فهي تقليد اجتماعي يحمل طابعا مؤسسيا. ويمكن القول دون مغالاة إن أية قبيلة لا تغنى بها "رالابويا" لا تعتبر ريفية حقا"(ص247).
الفصل السابع: الإسلام في منطقة أيت ورياغر:
يستهل هارت هذا الفصل بالحديث عن أركان الإسلام الخمس والأعياد والاحتفالات الدينية وغير الدينية بأيت ورياغل،(فوس اوسكاس) و(ارعنصات) وما يرافقها من طقوس. كما يتحدث في هذا الفصل عن المساجد والتعليم التقليدي ومختلف مراحل التعليم واكتساب العلوم الدينية والشرعية. كما يتطرق الانتروبولوجي هارت إلى الشرفاء وظاهرة تبجيل الأولياء بايث ورياغ ر(امرابظن) وكذا قدرات الصلحاء المحليين وأضرحة الأولياء الموجودين بقبيلة ايث ورياغل، إضافة إلى الطرق الدينية حيث ركز عن الزاوية الدرقاوية ويختم هارت هذا الفصل قائلا: "لقد انتشر الإسلام في الريف في مرحلة مبكرة جدا وسرعان ما انغرس في هذا المجتمع الأمازيغي وحظي بقبول كامل من طرف أعضائه إلى درجة أصبح معها أي تلميح إلى وثنية الأمازيغيين في هذه المنطقة ،وربما أكثر من أية منطقة أخرى هو نسيج من وحي الخيال"(ص299).
الفصل الثامن: نظام القرابة في ايث ورياغر.
يشتمل هذا الفصل على العديد من العناصر التي تؤسس لنظام القرابة في قبيلة ايث ورياغر وذلك وفق تحليل تاريخي وبنيوي وظيفي قام به هارت. كما قدم هذا الأخير لائحة مصطلحات القرابة المستعملة مثل (بابا- يما- اياو- يدجي...). كما تناول الكاتب أنماط السلوك والتصرف تجاه الأقارب،"أي الحديث عن النموذج المثالي الذي يفترض أن يطبع علاقة هؤلاء وما هو موجود بالفعل في الواقع وهذا على مستوى الفئات الثلاث أي الأقارب من ناحية الأب ومن ناحية الأم وعبر الزواج أكان ذلك تجاه بعضهم البعض أو إزاء غير الأقارب"(ص 318). كما يعزز الباحث الأمريكي دايفيد هارت هذا التحليل بخطاطات حول نظام ومصطلحات القرابة المتداولة والمستعملة بهذه المنطقة.
الفصل التاسع: نماذج الزواج السائدة ومفهوم الأسرة.
يعتبر موضوع نماذج الزواج السائدة بالريف ومفهوم الأسرة، من المواضيع الأساسية التي كانت موضوع دراسة العلامة دايفيد هارت من خلال كتابه "ايث ورياغر، قبيلة من الريف المغربي". ويستهل الكاتب هذا الفصل بتناول تنوع نماذج الزواج، حيث يؤكد هارت على أنه لا يوجد نموذج مثالي مفصل للزواج باث ورياغر، ومن ضمن القضايا التي يناقشها هارت، وضعية المرأة المتزوجة خارج سلالتها واكتفاء الغالبية العظمى من الورياغليين بزوجة واحدة. كما يقدم هارت ضمن هذا الفصل ملاحظات حول نموذج الزواج الداخلي بين أعضاء السلالة الواحدة. ثم الزواج خارج السلالة الواحدة. ثم النموذج الثالث المتعلق بالزواج خارج السلالة وداخل القبيلة. ثم النوع الرابع أي الزواج خارج القبيلة كما يقدم هارت أرقاما وجداول في غاية الأهمية.
وينتقل بعد ذلك الكاتب إلى الحديث عن النوبث والنسب التكميلي التي يعتبرها هارت تكتسي أهمية كبيرة من حيث دلالتها القاموسية عند ايث ورياغر وهي بمثابة الأسرة الأولية وأصغر وحدة اجتماعية لا تقبل الاختزال، كما يعالج الكتاب أنواع الأسر في ايث ورياغر والتي حددها في تسعة أنواع. ويختم هذا الفصل بخاتمة حول أصل ونسب الأفراد وأماكن إقامتهم والقواعد المنظمة لاماكن هذه الإقامة.
خاتمة:
إذا كانت أطروحة الباحث الأمريكي دايفيد هارت من أبرز الدراسات الاجتماعية والإنسانية حول الريف ومختلف بنياته السياسية والاقتصادية والسوسيو ثقافية، فهل استطاعت إذن، هذه الدراسة بمداخلها الانتروبولوجية والاثنوغرافية أن تنفذ إلى عمق مجتمع الريف؟ وهل استطاع دايفيد هارت أن يلامس مختلف جوانب الحياة العامة للريفيين? وكيف يمكن أن نعتبر الخلاصات التي انتهى إليها صاحب أطروحة" ايث ورياغر، قبيلة من الريف المغربي"؟.
ومهما يكن فإن هذا العمل يعد مرجعا أساسيا وإنجازا علميا وأكاديما لا يقل وزنه عن وزن صاحبه، لكن في نفس الوقت يبقى مشروعا مفتوحا على ما ينبغي أن تقدمه دراسات أخرى وجديدة من خلاصات ومضامين. فهل هو دور الدراسات السوسيولوجية؟.
لقد سبق للعلامة بول باسكون صاحب "دار ابليغ" ومؤسس علم الاجتماع القروي وصاحب العديد من الأعمال الأخرى أن قال: "ينبغي إثبات كرامة السيوسيولوجيا"، فهل هو قدر أن تقترن الدراسات والأطروحات الاجتماعية والإنسانية بالأجانب؟ وهل من الضروري أن نظل دوما حبيسي النظرة الضيقة تجاه ما يسمى بالدراسات الكولونيالية؟.


 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting