|
من
هو الأجنبي؟
من هو
العنصري؟
وماذا يعني
الاستقلال؟ »ومن
مهام المثقف
العضوي الكشف
عن الممارسات
العنصرية (الواعية
أو غير
الواعية)
التي تمارس
ضد المواطنين
في وطنهم، في
الإدارة
والمدرسة
وغيرها من
المرافق. ومن
المفيد في
هذا السياق
مقارنة امرأة
ريفية ترعرعت
في وطنها
بالناظور.
وبعد أن "رشدت"
في وطنها،
طلبنا منها
أن تهيئ لنا
وجبة غذاء.
ولنفرض أننا
أعطيناها
مائة درهم،
وطلبنا منها
أن تشتري ما
تحتاجه
بنفسها في كل
من الرباط
وأمستردام.
فما الذي
سيقع؟ سنعود
عند المواطنة
الأمازيغية
المتواجدة في
أمستدرام
لنجدها قد
هيأت لنا ما
طلبناه في
وجبة الغذاء،
وربما كانت
في غاية
السعادة. في
حين سنجد
المواطنة
الأمازيغية
المتواجدة في
الرباط (عاصمة
وطنها) في
حالة يرثى
لها، ودون
غذاء طبعا.
ذلك أن
الأمازيغية
المتاوجدة في
امستردام،
عندما ذهبت
إلى السوبر
ماركيت، وجدت
من يتحدث
معها بلغتها
من بين
المشتغلين في
المحل
والمشتغلين
لهذا الغرض:
أي عدم
استشعار
الزبون
للغربة. في
حين أن
الدولة
المغربية لم
تكلف نفسها
مشقة التفكير
في احتياجات
المواطنين:
إنه الفرق
بين الممارسة
العنصرية
والممارسة
المحترمة
للاختلاف
والحق فيه. إن
التفكير
المفارق
لمصلحة الشعب
لا يستسيغ
اهتمام "الأيدي
الأجنبية"
بالثقافة
الوطنية
وبأحد أهم
أسسها
وركائزها،
بينما تهتم "الأيادي
الوطنية" بكل
ما لا يتصل في
العمق
بالثقافة
الوطنية؟ فمن
هو الأجنبي؟
وما هي
المعايثير
الموضوعية
لتحديد
الأجنبي؟
هل الذي
يحيي أم
الذي
يميت؟ وإذا
كان الذي
يحيي يفعل
ذلك لأغراض
وأهداف مبيتة
ومغرضة
وتنتهي في
النهاية إلى
الاستعمار،
فمن الذي
أعطاه هذه
الفرصة، هل
الذي يدعو
إلى الاهتمام
بمكونات
الوطن أم
الذي يدعو
إلى إماتتها؟
وما هو
الاستعمار
إذا كان يعني
العمل على
تطوير مكونات
الوطن؟! إن
التمييز بين
الشعوب
المستقلة
والشعوب
المستضعفة،
أي ضحية
السياسية
العنصرية،
يتجلى في
الأساساس
السياسي الذي
يميز
العنصرية عن
المساواة.
ففي دساتير
الدول
العنصرية،
كما هو الحال
بالنسبة
لنظام
الأبارتايد
في جنوب
إفريقيا، لا
نجد إشارة
ولو خفيفة
لملامح الشعب
اللغوية،
بينما يعني
الاستقلال
أولا القطع
مع هذه
الحالة
والاعتراف
بلغات الشعب.
وهذا هو
العربون
الملموس
لنهاية نظام
العنصرية
وبداية عهد
الاستقلال. إذ
ماذا يعني
الاستقلال؟
وماذا يمكنه
أن يعني إذا
لم يمكّن
الشعب من
حقوقه
الأساسية،
ومنها الحقوق
اللغوية
والثقافية؟
لذلك جاء
الفصل السادس
من دستور
جنوب
إفريقيا،
ونحن للتذكير
في شمالها،
خاصا باللغات
على الشكل
التالي: ”اللغات
الرسمية
للجمهورية هي: Spedi,
Ssesothi, Setswana, siSwati, Tshivenda, Xitsonga, Afrikaans, English,
IsiNdebele, IsiXhosa and isiZulu ويكلف
الدستور،
بالتنصيص
الحرفي،
الحكومة،
سواء الوطنية
أو المحلية،
بالعمل على
تنميته
وتطوير كل
اللغات
الرسمية، في
فقرات
متعددة، كما
هو الحال في
الفقرة
الثانية التي
تقول: ”...على
الدولة اتخاذ
جميع
الإجراءات
العملية
والإيجابية
للرفع من
وضعية هذه
اللغات
والتقدم في
استعمالها“«.
مقتطف
من مقال
للأستاذ
بودريس
بلعيد،
منشور تحت
عنوان ”الأمازيغية
والمثقف
المفارق“
بالعدد 17/18 من
مجلة "نوافذ" (غشت
2002). |
|