|
|
الشعر الأمازيغي في الأطلس المتوسط بين الحداثة والتقليد بقلم: باجي سعيد أومدّا (خنيفرة) إن الحديث عن الشعر الأمازيغي بكل أبعاده، يطرح تساؤلا عميقا ويجعل من النقاش حدثا هاما، طالما نحن الأمازيغ لم نحقق مطالبنا المرفوعة إلى السلطات المخزنية، هذه المطالب التي تدافع عن الفن وتندد بفلكلرته. وإذا كانت إحساسات الإنسان يجعله يعيش عالم الإبداع والإلهام من خلال اللغة التي تربى عليها، فإنه وجب الاهتمام بهذا الإنسان بكل مقوماته الفكرية والثقافية، ومن خلال قراءة الفن والشعر الأمازيغيين يتضح أن الفنان يتشبث بلغته الأم ولا يمكن أن فنانا يلهم بلغة ليست له الدراية بها. أنه يتغنى بمشاكل مجتمعه انطلاقا من الهوية الجمعوية التي تجري في جوارحه وكيانه. ومن هذا المنطلق، فإن الشعر الأمازيغي في الأطلس المتوسط (Fazaz) له وزنه وقيمته الحقيقية في الحفاظ على اللسان الأمازيغي، وقد نجد معاجم اللغة محمولة في أفواه الشعراء ليعيش على إيقاعات مختلفة من حيث النسق أو من حيث الزاي الموسيقي التقليدي. فخلال مرحلة الاستعمار اكتسى الشعر طابع الإثارة والحماسة لاسترجاع الأرض من المستعمر الفرنسي وأصبح إذن الشعر مهما في إعادة كتابة تاريخ المنطقة. وبعد الاستقلال، عالج الشعر جل القضايا الاجتماعية والاقتصادية من خلال "تامديازت" والعاطفية من خلال "إزلي". وقد ظهر الكثير من الشعراء في هذا المجال، وبالأخص الشاعر الكبير "حمو واليازيد" و"بوزكري"، ثم بعد ذلك محمد رويشة، محمد وغني وعزيز أعريم الذين أعطوا للأغنية الأمازيغية إيقاعا آخر بالضرب على آلة "لوتر" التي تحرك وجدان المستمع. فمن الطبيعي إذن أن يتشبث الشباب الأمازيغي، سواء بآلة "لوتر" أو "الكمان" أو بالزاي الموسيقي بصفة عامة، أو بمنهجية لحن الأغاني. وباعتبار محمد مغني ألمع نجوم هذه الأغنية من خلال صوته الرقيق الذي يجعل أعالي الجبال تركع أمام صوت العندليب، فما بالكم بأن يتأثر به الإنسان؛ من بين المتأثرين تلميذه "زروقي عبد الله" الذي فقد حاسة البصر منذ الصغر ليجعل "آلة لوتر" الرفيق الكبير في حياته. ولم يظهر الشباب الذي يتغنى بالقضية الأمازيغية بالمنطقة إلا في أواخر التسعينات حيث ظهرت طاقات أمثال "حمو عگوران" كفنان يضرب على آلة الكمان من خلال شعره الذي يحمل القضية بكل أبعادها. وكانت قصيدته التي قام بتلحينها وأدائها استنكارا لجريمة القتل المرتكبة في حق "معتوب لونيس" قوة ضاربة تبين مدى وعيه بالقضية الأمازيغية في شمال إفريقيا "تامازغا". وارتباطه بالشعر جعله ينجز بحثا لنيل الإجازة في الأدب لهذه السنة في الشعر الأمازيغي بكل مواضيعه. ويأتي محمد باجي كأحد رموز MCA ليمزج "تامديازت" و"إزلي"، وحتى "تاماوايت"، ويحمل القضية في شعره المرتبط بالأحداث التي يعيشها إيمازيغن. وبالمناسبة نهنئه على الجائزة التي حظيت بها قصيدته "إيلا لحارك واشال" في مسابقة معتوب لوناس المنظمة من طرف جريدة "تاسافوت" على هامش الذكرى الثالثة لاغتيال الثائر (25 يونيو 1998). فمزيدا من العطاء للأغنية الأمازيغية حتى تكون في مستوى تطلعات القضية. وتحية بالمناسبة إلى شهداء MCA وعلى رأسهم "معتوب لونيس". بقلم باجي سعيد (أومدّا)
|
|