Numéro  55, 

  (Novembre  2001)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Tamaskalt tamazight

anebdu

asemyissn d tnegmart n wawal amazigh

Hmad anelmad

Gar imnbadven

Mma new!

Samarqand

Taghucet n wul

Tagrawla

Tanfust oad ghars aneggar

tasarut

Hatac

Français

Amazighité et intellectuels marocains

Mots e"t choses amazighs

Les contractions en tamazight

Inquiétudes amazighes

Lettres ouvertes à une mère amazighe

 la radio bâtarde

Mohamed zayani

La presse nationale et le lobby saoudien

La terre de feu

العربية

البديل الأمازيغي

معركة الحرف

الأحداث المغربية تفتري على محمد شفيق

كتابة الأمازيغية بين الحرف العربي واللاتيني

هل هناك تطرف داخل الحركة الأمازيغية؟

أول ضحايا التطرف الديني هم حماته

نص للتأمل

الأمازيغية في تعديل الدستور الجزائري

الشعر الأمازيغي ونقد سياسة الاستعمار

قمة إبداعية أخرى من تافراوت

 

 

 

 

أول ضحايا التطرف الديني هم حماته

بقلم: محمد بودهان

إن الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له أمريكا في 11 شتمبر أعاد إلى الواجهة ظاهرة التطرف الديني والتساؤلات عن أسبابه وعوامله.

إن أمريكا، كما هو معلوم، ارتكبت إزاء التطرف الديني نفس الأخطاء التي ارتكبتها الأنظمة العربية في تدبيرها للشأن الديني بصفة عامة، وتعاملها مع ظاهرة التطرف الديني بصفة خاصة. فالجميع يعرف أن ابن لادن ليس إلا الابن العاق لأمريكا ومصالح استخباراتها، وأن حركة "الطالبان"، بعناصرها العربية (الأفغان العرب، وابن لادن واحد منهم)، نشأت بدعم وتدريب وتسليح وتمويل من أمريكا. طبعا، أمريكا لم تكن تنظر إلا إلى مصلحتها الآنية المتمثلة في زعزعة النظام السوفياتي. لكنها لم تفكر في ما ذا ستفعل بالتطرف الإسلاموي ـ أو ما ذا سيفعل بها ـ الذي استعملته ضد الاتحاد السوفياتي، بعد انهيار هذا الأخير وطرده من أفغانستان. لم يخطر ببالها أنها ستصبح العدو رقم 1 لهذا التطرف الذي صنعته ورعته واحتضنته. لقد صدق Ignacio Ramonet  الذي كتب (Le monde diplomatique, octobre 2001) بأن الولايات المتحدة تصرفت مثل Dr Frankenstein الذي يخلق في مختبراته كائنات غريبة، لكنه يصبح  هو أول من تلتهمه تلك الكائنات الغريبة. وهنا يظهر ضيق أفق التفكير البراگماتي الأمريكي.

والأنظمة العربية تتعامل بنفس الطريقة مع التطرف الديني الذي تنتجيه وتحميه رغم أنها تدعي أنها تحاربه وترفضه. ومن مظاهر إنتاجها وحمايتها للتطرف:

1 ـ أنها هي نفسها أنظمة تيوقراطية تستعمل الدين لإضفاء الشرعية على أساليب حكم غير ديموقراطي.

2 ـ تشجيعها لحركات دينية أصولية لمواجهة المعارضة اليسارية كما في المغرب، أو لمحاربة الأمازيغية كما في الجزائر.

3 ـ أن الأداة الرئيسية والفعالة التي تعتمد عليها هذه الأنظمة العربية، ومثيلاتها الإسلامية، في نشر ثقافة التطرف الديني هي المؤسسة التعليمية التي تحولت إلى مختبر لغسل الأدمغة وإعدادها للتطرف الديني. ولا يتم هذا الإعداد عن طريق الدروس الدينية فقط كما قد يظن، بل كل الدروس المقررة تساهم في إنتاج وإعادة إنتاج ثقافة التطرف الديني، بل المفارقة أن الدروس ذات المحتوى العلمي هي أكثر تهييئا للتطرف الديني من الدروس ذات المضمون الديني المباشر. وهذا ما يفسر أن جل أطر الحركات الإسلاموية ـ وكذلك خاطفو  الطائرات الانتحارية التي ضربت أمريكا ـ تلقوا تكوينا علميا وليس دينيا كالطالبان مثلا. ذلك أن التطرف الديني الذي تنميه وتنشره وتعلمه المدرسة العمومية ليس مسألة دروس خاصة، بل هو نتيجة نظام تعليمي أصولي بكامله، أصولي في مناهجه وأهدافه ومحتوياته، أساسه ترسيخ الفكر الواحد وتقديم الآخر، المختلف في الثقافة والدين ـ وحتى اللغة ـ كعدو تعتبر محاربته واجبا وجهادا.

4 ـ أن سياسة التعريب هي أحد شروط ومظاهر التطرف الديني لأن فرض اللغة العربية كلغة دينية سامية ومقدسة، وكلغة أهل الجنة، هو البوابة الكبيرة نحو "الجهاد" باسم التطرف الديني.

إذا كانت الأنظمة العربية قد نجحت في تحويل الدين إلى ظاهرة مهيمنة كبديل عن التنمية والديموقراطية المفقودة، فإنها قد خلقت في نفس الوقت غولا برؤوس متعددة يهددها هي نفسها التي كانت تحميه لتحتمي به وتستمد منه الشرعية التي تفتقر إليها. وليست الجزائر إلا واحدا من الأمثلة البليغة عن السياسية الدينية في العالم "العربي" التي تؤدي في النهاية إلى عكس النتائج المتوخاة منها Effets pervers مثلما حصل للولايات المتحدة تماما.

أما في المغرب، فرغم أن السلطة حاولت احتواء الظاهرة الدينية والاستفادة منها مع تحييد مخاطرها عليها، وذلك بإحداث مجالس علمية وتوسيع مهام وزارة الأوقاف وإنشاء أحزاب دينية موالية وخلق شعب للدراسات الدينية بالجامعات والزيادة من حصص الدروس الدينية بالمؤسسات التعليمية وإعطاء مكانة أكبر للبرامج والفتاوى الدينية في الإذاعة والتلفزة… إلا أن كل هذه الإجراءات الاحتوائية والاحترازية هي التي زأدت من تنامي اتجاه ديني متطرف ومعادٍ للسلطة التي باتت تضرب ألف حساب للحركات الأصولية التي أصبح لها وزن كبير ومتنامٍ، حتى أن الملاحظين الأجانب يعتبرونها القوة السياسة الأكبر في المغرب، التي ستكون لها الأغلبية المطلقة في حالة تنظيم انتخابات نزيهة

لقد أخطأت السلطة عندما اعتقدت أن الحركات الأصولية تفيدها في اغتيال وتكفير بعض المعارضين اليساريين، كما أخطأت الأحزاب العروبية القومية عندما ظنت أن هذه الحركات الأصولية تقدم لها خدمة عندما تتهجم من أعلى منابر المساجد على الحركة الأمازيغية وتتهمها بالصهيونية واللادينية. فبدل أن تندد هذه الأحزاب بالموقف العدائي لهذه الحركات الأصولية تجاه الأمازيغية، تميل إلى مغازلتها والتزلف إليها مطبقة مبدأ "عدو عدوي صديقي".

وها هي فتوى أحد الأئمة الأصوليين تجرد الشهيد المهدي بن بركة من صفة "الشهيد" وتحكم عليه بالكفر والمروق عن الدين وتستحلّ دمه عند قتلته الذين لا يهم من هم هؤلاء القتلة حسب مضمون الفتوى (جريدة "التجديد"، عدد 205). هنا تحرك المتياسرون والقومانوين وأدركوا أن الأصولية الدينية، التي يداعبونها ويخطبون ودها، تشكل خطرا أكبر عليهم قبل غيرهم، فطالبوا بمحاكمة صاحب الفتوى وتقديمه للعدالة (يومية "الأحداث المغربية" ليوم 27 شتمبر 2001).

 لكن نفس الجريدة التي نشرت "الفتوى" المعنية سبق لها أن نشرت "ملفات" عن الأمازيغية كلها اتهامات وقذف وافتراءات في حق الأمازيغيين المطالبين بحقوقهم، فضلا عن عدد من خطباء المساجد الذين يتهجمون من أعلى منابر الإمامة على الأمازيغية والأمازيغيين، دون أن تتدخل جرائد الأحزاب ولا حكومة "اليسار" لاستنكار ومنع استغلال بيوت الله لسب الأمازيغيين، رغم الشكايات الكثيرة التي وجهتها الجمعيات الأمازيغية إلى الجهات المعنية.

سقت هذه الأمثلة لأبين أن التطرف الديني خطر على الجميع، وأن أول ضحاياه هو من يتساهل معه ويغازله ويحاول الاستفادة منه وتوظيفه ضد خصمه، سواء كان هذا المتساهل هو السلطة، أو الأحزاب، أو أمريكا … فالتطرف الديني لا يعرف الوسط ولا الاعتدال: فليس هناك فرق في الطبيعة، بل في الدرجة فقط، بين العمليات الانتحارية بالطائرات ضد أمريكا وبين التهجم على الأمازيغية من طرف بعض أئمة المساجد، أو نفي صفد الشهيد عن المهدي بن بركة، أو طرد امرأة صحافية من داخل قاعة البرلمان لأنها ترتدي لباسا عصريا.

 

 

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting