uïïun  179, 

krayur 2962

  (Mars  2012)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

tmazivt dg wahil n tnbaät n bnkiran

Arrif di 122 n iszggusa

Tawrirt iqedoen

Azul, a Ludawi

inas i Ludawi

Tudart n uxeddam

Asides

Tamazirt inu

Français

La réforme en paix violente

L'amazigh à l'université

A quel avenir aspirent les marocains?

العربية

الأمازيغية في حكومة بنكيران

المجتمعات المضطهدة والأنظمة الديكتاتورية

دولة لا تخاطب الناس بلغتهم

وسط اليأس ينبعث الأمل

لهذه الأسباب يجب فصل الدين عن الدولة

شعر الروايس: من المقاومة إلى الالتزام

التطوير والعصرنة في الأغنية الأمازيغية التقليدية

الفنان حميد خمو

الفرق بين ستار أمازيغ وستوديو دوزيم

سياسة الإلهاء

تكريم المرحوم الدكتور لحسن لوداوي

ندوة الأدب الأمازيغي المعاصر

حوار مع منسق مسلك الدراسات الأمازيغية

نطالب بإطلاق صراحنا بدون قيد أو شرط

بيان المرصد الأمازيغي بشأن برنامج الحكومة

بلاغ جمعية سكان الجبال

تأسيس جمعية تلايتماس

تخليد ذكرى وفاة عبد الكريم الخطابي

تاماينوت تقد لقاء استثنائيا

 

 

 

 

المجتمعات المضطهدة والأنظمة الديكتاتورية

بقلم: مروان مصطفى

 

تابعت أعين كاميرات القنوات التلفزية ومعها العالم بعضا من الأنظمة الدكتاتورية وهي تلفظ أنفساها الأخيرة، وقدمت صورة ثلاثية الأبعاد عنها وعن بعض من تحركاتها أثناء استعراضها لعضلاتها أمام العباد، وكشفت لنا بعضا من الوجه الخفي والمخفي لشخصياتها المتعددة، أحداث تستوجب منا الوقوف عندها، والنبش في بعض من أسرارها وخباياها الغير المكشوفة للعيان، من أجل توضيح الرؤى وبناء شبكة مفاهيمية مكشوفة المعالم لتبديد الغموض الذي يكتنف الموضوع ويسمو به تارة إلى مرتبة المقدس الذي لا يجب تدنيسه من خلال الخوض فيه، وتارة أخرى يهوي به إلى خانة الطابوهات وأي حديث يليه فهو تهديد لأمن واستقرار البلد ونشر لبذور الفتنة والتفرقة، وإخلال فاضح للآداب العامة وفسق وفجور وتحريض على مخالفة مشيئة الله في خلقه، وغيرها من الوسائد الفكرية والإديولوجية الملغومة، وهنا “ليس على الفكر أن يشرح نفسه، بل عليه أن يفرض نفسه بالأحرى ويؤكدها “﴿نيتشه، ما وراء الخير والشر﴾.

فما هو النظام الديكتاتوري، أنواعه، مظاهره وتجلياته، ما هي المصادر التي يعتمد عليها من أجل ضمان ديمومته واستمراريته، وماهي نقاط ضعفه؟ أسئلة سأحاول البت فيها في هذا المقال المتواضع، رغم أنني على يقين أنني لن أحيط بجميع خبايا الموضوع لكثرة تشعباته وتعقيداته.

النظام الديكتاتوري

تعددت القراءات والتحاليل لكن يمكن أن نتفق في كون النظام الديكتاتوري بمثابة نقيض للحرية، فهو بذلك صيرورات حربائية طفيلية، تتلون بألوان جدلية الخير/الشر حسب إدراكها الزماني المكاني للمجال وعالم الموجودات التي تؤثث ذلك المجال ﴿الأفعال Faits﴾ من فرد إلى جماعة الأفراد/المجتمع، لتمهد لنسق استبدادي مبني على المعرفة الحدسية للذات المجتمعية من خلال أنماط تتأسس على التجربة الانعكاسية للفعل المجتمعي، ما يخلق هيكلا منتظما من ذهنيات استسلامية تتنازل بالتدريج عن المكتسبات الطبيعية وحتى الفطرية أمام انتكاسة إما ردات فعل انفعالية فاشلة أو أمام انعدام السلوك بفعل تشويش وضبابية الغائية، ومن أجل الالتفاف على التوتر الحاد المقلق والمضني من جراء النزعات اللاواعية الذي بدأت تعاني منها الذات الفردية/المجتمعية نتيجة الهجمات الشرسة والمتكررة للنسق الاستبدادي، تعلن الشعوب المضطهدة الاكتفاء الرمزي، فيتم إفراغ ذوات الفرد/المجتمع بشكل كبير من حمولاته الفكرية الثقافية الاجتماعية لتحل محلها حمولات إيديولوجية خارج–ذاتية مستوردة على مقاس وسجية النظام الاستبدادي، بعد عملية الشحن هاته يتم الانتقال من الوعي كهيكل واعٍ لدلالته إلى وعي بمثابة شيء لدلالته أي أنه يتلقى أساسه البنيوي من الخارج فهو بذلك وعي له دلالة دون أن يعي تلك الدلالة التي اتخذها، إنه وعي من نوع الحجر أو الغطاء الجلدي على حد تعبير سارتر في “نظرية الانفعال”، وهنا تكمن الخطورة بمكان فنهج أساليب القمع والممارسات الوحشية لها كل الدور في غرس ثقافة الخنوع السلبي لدى عموم العامة لرموز النظام والحكام، زد على ذلك أن كل مؤسسات المجتمع المدني تسلب حريتها وتصير تابعة للنظام أو يتم استبدالها بمؤسسات أخرى “مخزنية” من أجل شد الخناق وإحكام القبضة على المجتمع وتشتيته، ما أفرز لنا ذواتا/أفرادا معزولين مثبطي العزيمة والإرادة، عديمي الثقة فيما بينهم، ومستأصلي الفعل الانتفاضي، فتخلق بذلك الأرضية الخصبة التي يتمناها كل استبدادي، فيصير هذا عينا يرى بها النظام، ويصير ذاك أذنا يسمع بها، ويصير آخر أكتافا يتكئ عليها وبها يُخرج ويستحوذ على ما جادت به الأرض والبحر وما بينهما، في الأخير نكتشف أننا نحن من نصنع الأنظمة الديكتاتورية بأيدينا بل ونضمن استمرار تعذيبها واستغلالها لنا، فكما قال جيروم برونر واصفا الذاتية المشتركة “أداة الإنسان في الحصول على أهدافه هي كائن بشري آخر مألوف لديه” ﴿لماذا ينفرد الإنسان بالثقافة، مايكل كاريذرس﴾.

أنواع الأنظمة الديكتاتورية

يمكن تصنيف هذه الأنظمة إلى أنظمة ديكتاتورية عسكرية ﴿السودان، بورما...﴾، أنظمة ملكية قمعية تقليدية ﴿السعودية، البحرين...﴾، أنظمة قائمة على أحزاب سياسية مسيطرة ﴿سوريا، الصين، كوريا الجنوبية...﴾، أنظمة قائمة على الاحتلال الأجنبي ﴿تايمور الشرقية، التبت...﴾ أو تلك التي تكون في مرحلة انتقالية، “جين شارب” ﴿من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، إطار تصوري للتحرر﴾ “، دون نسيان الأنظمة الجديدة التي تسير بخطى ثابتة نحو الديكتاتورية بجهد جهيد من أصحاب المصالح، المسئولين السياسيين من ذوي المآرب الشخصية، زمر اقتصاد الريع، الأحزاب السياسية المذهبية، وكل شواذ ومنحطي المجتمع الآخرين.

مظاهر الأنظمة الديكتاتورية

إن محاولة شرح أنواع الأنظمة الديكتاتورية تحيلنا إلى مجموعة من نقاط التلاقي المشتركة التي يركز عليها كل نظام استبدادي على حدة، تتجلى بالأساس في مركزية السلطة المستبدة/الهاجس الأمني ﴿قوة حامية لها وتضمن إستمرارها﴾، وفي سيطرة الرغبات الصماء الغامضة لحياة العواطف والغرائز، وإن اختلفت طرائق وإستراتيجيات التطبيق والتنزيل على بساط الواقع، لكن التشابه لا يقف عند هذا الحد وإنما يتضح بإجلال في المخلفات والنتائج فالفقر، الخنوع، الرعب، الخوف المتجذر، الاختفاء، الاعتقالات، الاغتيالات، القتل، وغير ذلك من الأساليب الوحشية التي تنتهك حقوق الإنسان الأساسية والسياسية، وتنزل بكرامته إلى الحضيض هي بعض من أهم مظاهر التواجد الشاذ للسلطة/المصالح الشخصية الذاتية.

على سبيل المثال لا الحصر ما تشهده دولة الفراعنة مصر، فقد لا نختلف في كون هذه الدولة في السابق دولة ديكتاتورية بواجهة مدنية مدعومة من المؤسسة العسكرية، بعد انتفاضة الشعب على سنوات طوال وعجاف من الطغيان، الفساد والاستبداد، تم إسقاط ما كان يبدو لهم أنه النظام، وبدأت الفرحة ونشوة الانتصار تعم شوارع مصر، لكن سرعان ما اصطدم الشعب الذي كان يمني النفس بسماء الحرية بالواقع المر والمزي في آن واحد، فسقوط مبارك لم يكن سوى برتوكول أراد به المتحكمون في زمام الأمور الالتفاف على الثورة، وأقصد هنا المؤسسة العسكرية ومن خلفها اللوبيات الدولية بمختلف أطيافها المستفيدين من الوضع القائم، فالأولى أي المؤسسة العسكرية أعلنت تأييدها لمطالب الشعب حينئذ، وفي ذلك نية مضمرة لضمان إستمرارية علاقتها الشاذة بالسلطة، فما هي إلا أيام معدودة بعد تنحي مبارك عن السلطة حتى عادت حليمة إلى عادتها القديمة، وبدأت الجولة الثانية من التنكيل والانقضاض على المتظاهرين باستباحة أعراضهم ودمائهم، وهنا يجب أن نعلم أن المؤسسة العسكرية لم تأت بجديد وما فعلته لا يدعو للاستغراب، فهي بقيت وفية للدور الوظيفي والبنيوي الذي هيئت وخلقت من أجله، فالعنف بالنسبة لها ثقافة ونمط عيش يستمد أساسه من مركزية الذات العسكرية الممتدة، أما فيما يخص اللوبيات الدولية بفروع محلية، فهي تسعى دائما إلى إستغلال السذاجة السياسية للمؤسسة العسكرية فتقوم بمد يد المساعدة لها لكي تحتفظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية، وهي مستعدة لبيع الشعب المنتفض مقابل تحقيق أهداف ومآرب جديدة لصالحها بفرض تنازلات جديدة على النظام مقابل درء بعض المخاطر الخارجية عنه، وهي أيضا مستعدة لبيع النظام إن رأت أنه بدأ يهتز من جراء نجاح الشعب المنتفض في توجيه أنظار العالم إلى همجيته ووحشيته، خلاصة القول أن اللوبي الدولي هو دائما بجانب المنتصر الذي ليس سوى صداه الداخلي في آخر المطاف.

والملاحظ لما يدور الآن في بعض الدول العربية ﴿الجزيرة العربية﴾ أو تلك المستعربة بمسميات شتى والتي يقودها بعض الفاشيست من العرب، من زمن الخرافة الشعبية بإيحاءات وسياقات منقرضة، والتي جعلت من الشعوب التي يحكمونها للأسف –ولو بشكل مؤقت– تفكر في سياق ذلك الانقراض، “فالفكر الوحداني المتجسد سياسيا في فكرة المنقذ/الزعيم التي تعطي نوعا من الطمأنينة الداخلية للذين يخافون من الحرية” على حد تعبير”أدونيس”، أفرزت مجتمعات عدمية تقدس الديكتاتوريات وتقول “كما يحل الله جميع مشاكلنا فإن الديكتاتور يحل جميع مشاكلنا” ﴿أدونيس﴾.

نقاط قوة الأنظمة الديكتاتورية

إن المصادر الضرورية لقيام أية سلطة سياسية تنطق من تسليمنا بمبدأ أن الحكام الديكتاتوريين بحاجة دائما إلى مساعدة الشعب الذي يحكمونه من خلال التعاون الشعبي والمؤسساتي من أجل تكريس إستراتيجياتهم الإستغلالية المتسمة بالبراكماتية النفعانية وبالتالي ضمان تأمين وحماية مصادر القوة السياسية، وحسب جين شارب فهذه المصادر يمكن تلخيصها فيما يلي: السلطة، الموارد البشرية، المهارات والمعرفة، العوامل غير الملموسة، المصادر المادية والعقوبات.

السلطة: ولا أرى أحسن مما قاله فرج فودة في كتابه “الملعوب” لأصف كيفية نشوء السلطة الديكتاتورية، والتي سأطلق عليها اسم الملعوب، إنه التعبير المهذب الذي أجده مناسبا لوصف سادية السلطة الاستبدادية، “والملعوب هو تعبير اصطلاحي يحمل معنى الخدعة، ويوحي في ذات الوقت بأن الخدعة معدة سلفا وليست وحي الخاطر. كما أنها متقنة الصنع وليست تلقائية التكوين، وهو أيضا لفظ يوحي بالطرافة ويدفع إلى القبول، فالملعوب لكي يكون ملعوبا لا بد وأن يكون مرغوبا، ويستحيل أن يكون شرا كله. بل من المنطقي أن يكون به قدر من الخير” ﴿فرج فوده، الملعوب ص:27﴾. فمن هذه الثنائية السكيزوفرينية، التي لا يظهر للعيان سوى الوجه الأحلى والأجمل، تتم عملية شرعنة النظام في ذهن المتلقي/العامة وبالتالي اعتبار طاعته واجبا أخلاقيا. فيتم إنتاج قطعان من الغنم والمعز على الهيئة البشرية “لا يوجد بداخلهم شيء يحترمونه أكثر من القوة، فيرضون بالسجود أمام “آلهتهم البشرية” دون أن يتساءلوا عما إذا كانت جديرة بالسجود والعبادة”، ﴿برتراند راسل، عبادة الإنسان الحر ص:12﴾.

الموارد البشرية: وهي الأفراد والجماعات ﴿الحاشية والخدم﴾ التي تخلص الطاعة للنظام، وتعمل وتتعاون معه من أجل إرساء ثوابت تضمن سيادة سلطته وإلجام كل المعارضين لقيام تلك السلطة، والأنظمة الديكتاتورية تسعى إلى إستمالة قطاعات هامة من السكان إلى جانبها تحسبا لأي طارئ لتوظيفها كدروع لصالحها.

المهارات والمعرفة: يوفرها المتعاونون من الشعب ويحتاجها النظام لوضع إستراتيجيات وآليات عمل كل أجهزته على المدى القصير، المتوسط والطويل، لإخضاع الرقعة الجغرافية التي يتواجد بها ومن أجل التحصين الإفتراضي من الأصوات التي قد تعارضه في الآتي من الأيام، وهنا تجد نظرية المؤامرة مجالا خصبا للتطبيق فيتم بذلك فض أي تجمع لا يستسغه النظام.

العوامل الغير الملموسة: وهنا يتم الاستعمال الكثيف للمختبرات الديماغوجية التي تعمل على توفير كل الشروط الذاتية والموضوعية لزرع ثقافة الطاعة، وترسيخ قيم الخنوع السلبي في المجتمع من خلال إيديولوجيات تقوم على توفير كل العوامل النفسية، الفكرية والحسحركية لبناء بنية اجتماعية شاذة عن طريق تكديس الأفعال النكوصية، مما يؤدي إلى خلخلة هيكل الواقع الإنساني العام والرئيسي، وترويض ردات الفعل الانتفاضي لديه، حتى لا يجرؤ العبد–حتى في قلبه– أن تراوده فكرة أن سيده لا يستحق الطاعة/العبادة، ليجد الإنسان العادي نفسه أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام.

المصادر المادية: ويقصد بها درجة تحكم النظام الاستبدادي في الموارد الطبيعية والمالية، وفي مدى سيطرته على النظام الاقتصادي وعلى كل المؤسسات الأخرى ﴿وسائل الاتصال وقنوات التواصل...﴾.

العقوبات: وهي العقوبات الزجرية التي يسنها النظام في إطار قوانين ملزمة أو تلك التي يهدد بتطبيقها في حالة اللاتعاون معه، سعيا منه إلى إقبار المعارضة وكل من قد يحول بينه وبين مخططاته من أجل الإستلاء على ما لم يستولي عليه بعد.

نقاط ضعف الأنظمة الديكتاتورية

إن الاعتقاد السائد بكون الأنظمة الديكتاتورية لا تقهر ولا سبيل حتى بالتفكير في التغلب عليها أمر واهن ولا يجد أساسه من الصحة، ذلك أنه يمكن إلحاق هزيمة نكراء بالأنظمة الديكتاتورية حين نتمعن وندقق في تحركاتها، وبذلك يتسنى لنا تحديد نقاط ضعفها وتركيز الهجوم عليها لتحويلها إلى أزمات حقيقية تؤرق مضجع الديكتاتوريات، ونقاط الضعف تختلف من نظام ديكتاتوري إلى آخر حسب الظروف والخصوصية التي انبثق منها كل واحد على حدة، وهذه بعض من النماذج التي يمكن تكييفها حسب الظرفية المجتمعية:

اللاتعاون المجتمعي: إن التعاون المجتمعي سواء من طرف الأفراد، الجماعات أو المؤسسات، يشكل أحد أعمدة صلابة وقوة للأنظمة الديكتاتورية، وإن بروز ما يناقض ذلك أي اللاتعاون المجتمعي يشكل بحق تهديدا خطيرا لقيام تلك الأنظمة، وقد يكون عاملا أساسيا في إضعاف قوتها ومن تم اندثارها إن صمد أمام ردات الفعل الشرسة لتلك الأنظمة.

جنون العَظمة: إن الحكام الديكتاتوريون شديدو الحساسية للأفكار والأعمال التي تجعلهم يشكون في عدم مقدرتهم على فعل ما يحلو لهم، ما يدفعوهم إلى إرتكاب حماقات قد تكون بداية النهاية.

استخدام القوة بكثافة: ولا أجد أجمل مما قاله كارل دتش “تكون القوة الاستبدادية قوية فقط في حالة عدم الحاجة إلى استخدام تلك القوة بكثرة، أما إذا كانت بحاجة إلى استخدام قوتها ضد جميع المواطنين بكثرة فإن إمكانية استمرار تلك القوة تصبح ضعيفة “﴿Karl w. Deutsch « cracks in Monolith,” in Carl J. Friedrich »﴾، مع الإشارة أن عمليات الترويض الهمجية التي تنتهجها الأنظمة الديكتاتورية لا تؤدي إلى نفس درجة الخنوع السابق، بل تفتح الباب لتوحد الذوات المظلومة في شتى نواحي الواقع المعيش، وتبدأ آليات المقاومة المضمرة في الظهور تدريجيا، ممهدة للانفجار الكبير.

حكم الأقلية: إن حصر العمل السياسي والسلطة على أقلية عددية دون وجه حق، يؤسس لتطاحنات مستقبلية بعد أن تجتمع كل القوى الأخرى التي ترى نفسها مقصية قواها، وفي هذا المجال قال أرسطو “تعمر أنظمة حكم الأقلية والأنظمة الاستبدادية إلى فترات أقل من غيرها من الأنظمة الأخرى... فالإستبداد قليلا ما يعمر”.

بالإضافة إلى ضعف الفعالية البيروقراطية، انتشار الزبونية والمحسوبية، التدبير وفق منظور فوقي، إمكانية تآكل الإيديولوجيات والأساطير التي تقوم عليها الأنظمة الديكتاتورية، إمكانية نشوء نزعات داخلية بين أفراد/مؤسسات النظام ﴿احتمال وقوع إنقلابات﴾، تصاعد الدور الطلائعي للطلاب والطبقة المثقفة، والتفاوت الطبقي بين أفراد المجتمع الواحد مما يؤجج الخط العدواني المتصاعد اتجاه النظام، إلى غير ذلك من نقاط بداية نهاية الأنظمة الإستبدادية.

كلمة ختام

إن الأنظمة الديكتاتورية نشأت في ظروف شاذة ككيان منفصل عن المجتمع، تحت يافطات “الولاء القصري” للشعب بالتزامات أحادية الجانب، مخلفة تركيبات مجتمعية هاشة وسهلة الانقياد، مجتمعات تخاف من الحرية والإنعتاق لأنها ألفت حياة العبيد، حتى وأنها قد تسلم بأن العبودية هي أقصى درجات الحرية لديها، فشكلت الممانعة ورفض التغيير أحد مظاهر تواجدها/انعدامها السياسي في مجتمعاتها، على غرار ما يجب أن يكون. فالنظام خلق من أجل خدمة الشعب ومحاكاة إرادته، والشعب لم يخلق لخدمة النظام، وعليه يجب العمل على تفكيك الأنظمة الديكتاتورية وإقبارها من غير رجعة من خلال التركيز على نقاط ضعفها وبناء استراتيجيات تمنح للإنسان حقه الطبيعي في المشاركة الحرة والفاعلة في الحياة العامة للشعب، وأختم بمقولة وليم شكسبير: “يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة».

المراجع:

ـ «جين شارب،»من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، إطار تصوري للتحرر»، مؤسسة ألبرت أينشطاين.

ـ سارتر، «نظرية الانفعال»، منشورات دار مكتبة الحياة بيروتلبنان.

ـ نيتشه، «ما وراء الخير والشر»، منشورات الفارابي

ـ فرج فودة، «الملعوب» دار ومطابع المستقبل الطبعة الثالثة 2004

ـ برتراند راسل، «عبادة الإنسان الحر» منشورات المجلس القومي للثقافة 2005

ـ مايكل كاريذرس، «لماذا ينفرد الإنسان بالثقافة»، عالم المعرفة يناير 1997.

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting