|
حول كلمتي "المغرب" و"تيفيناغ" بقلم: لكبير الغازي (أغبالو ن تسردان) تقديم: جرت العادة في بلادنا أن يتغلب ما هو إيديولوجي على ما هو علمي، وأن ينتصر الشكلي على ما هو جوهري. والسبب في اعتقادي راجع إلى كون من لا يهمهم مآل هذا الوطن ومواطنيه، يعملون على تضخيم الإشاعة والدعاية على حساب ما هو حقيقي وواقعي، يعملون على تغليط الرأي العام وتزوير الحقائق ومحاربة كل ما هو وطني، يعملون على تغيير أسماء الأماكن والبلدان. فقالوا: "يفرن" عوض "إفران" الذي هو جمع "إفري" (الكهف)، وقالوا "تطوان" عوض "ثيطّاوين" الذي هو جمع "ثيط" (العين)، وقالوا "المغرب"! ونسبوه إلى العرب، وأنكروا على سكانه هويتهم، ونسبوا حضارتهم إلى غيرهم! فماذا يمكن أن تكون التسمية الحقيقية لبلادنا؟ وما عسى أن تعنيه كلمة "تيفيناغ" المغرب: سمي المغرب ـ في اللغة العربية ـ هكذا نسبة إلى المشرق، المرجعية الأولى والأخيرة عند أصحاب هذا الطرح. وهي تسمية حديثة العهد بالمقارنة مع التسميات الأخرى التي أطلقت على هذه المنطقة من شمال إفريقيا. أما في اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية التي تلتقي في أصلها اللاتيني، فإن التسمية حافظت على الجذر والحروف المكونة لكلمة Morocco, Marruecos, Maroc. إلا أن المثير للانتباه هو أن التسمية في حد ذاتها. فمن يسمي ويمنح الاسم؟ هل انتظر الأمازيغ مجيء الآخرين حتى يطلقوا على بلادهم ما يحلو لهم من الأسماء والألقاب؟ في اعتقادي، هذا غير صحيح! مهما عبرت تسمية الآخرين، لا يمكن لها أن تحل محل الاسم الذي اختاره أهل البلد. وأن ما حدث وما زال، وللأسف، قائما ومستمرا، هو طمس وتهميش كل ما يتعلق بالأمازيغ، تاريخا وثقافة وحضارة، والعمل على إبراز وتعظيم كل ما لا ينتمي إليهم، بل يتم نسبه إلى غيرهم من الشعوب والأمم! ولإيجاد الاسم الأصلي للمغرب، ينبغي البحث عليه داخل تامازيغت لأنها في ارتباط وثيق مع "تمازيرت". يقول الباحثون في Le paléoclimat أنه في وقت مضى كانت الصحراء أرضا خصبة، وكانت منطقة شمال إفريقيا من أخصب الأراضي وأغناها من ناحية الخيرات الطبيعية. لهذا السبب، أظن، أطلق عليها أهلها، وهم على حق، اسم "مّوروكو" (بكاف مرققة) Mmuruku، أي ذات Aruku، وهي التسمية التي نجد ما يدل عليها ـ مع تعديل في النطق ـ في كلمة Morocco. فماذا تعني كلمة "أروكو"؟ في الأطلس الكبير، Aruku هي "الماعون" بالعامية، وقد تعني الكأس، الغراف، أو غير ذلك. ويطلق كذلك على La passoire = (َAgwra = Asksu) = Isinksu في آيت اعتاب مثلا. وفي الأطلس المتوسط تعني كلمة Aruku = الدهاز، أي ما يقدمه العريس للعروس من أفرشة. انطلاقا من مختلف كلمة Aruku، يمكن أن نستنتج أنها تمتد إلى الماء، الأكل، الزواج، الإنجاب... وهي شروط ضرورية للاستقرار. تيفيناغ: كتب بعضهم حول مصطلح "تيفيناغ": »ليست كلمة أمازيغية لأن المؤنث في الأمازيغية تبتدئ وتنتهي بالتاء«. لا أظن أن مثل هذا الكلام يستوجب الرد لأنه يقصي نفسه بنفسه. كما أنه يتم الحديث عن "تيفيناغ" بمفهوم "تيفي نّغ"، أي ما وجدناه. مع احترامي لهذا الفهم، لا أشاطر رأي أصحابه. يظهر لي أن كلمة Tifinagh هي جمع مثل: Tifiras التي هي جمع مفردها: Tifirest (إجاصة). Tificay مفردها Tificit (العثرة). Tisiwan مفردها Tasawent (العقبة). بمعنى أن كلمة "تيفيناغ" سيكون مفردها Tafaneght، Tifineght. إذا أزلنا حرف التأنيث في Tafaneght نحصل على Afanegh. يمكن قراءة Afa - negh الذي يعني "إشعاعنا". إلا أن ذلك يتطلب نونا مشددة Nnegh، وهو ما يجعل هذه القراءة مستبعدة. والتقطيع الذي أراه مناسبا هو كالتالي: Af = فعل أمازيغي "ابحث"! و Anegh (سقف الحلق = Le palais). وهو ما يمكن فهمه في تسمية الكل بالجزء بمعنى: Imi = Anegh. ويقال: Siwel s imi nnec، أي تكلم بلسانك. وهو ما يؤدي بنا إلى أن Tafaneght التي تجمع على Tifinagh هي أمر لتعلم الأمازيغية. أما إذا كان مفرد Tifinagh هو Tifinaght، فبإزالة حرف التأنيث نحصل على Ifinegh، حيث يتحول فقط Af الذي هو فعل أمر إلى مصدر Ifi = Tifit = إيجاد، عثور = Trouvaille. إلا أن Anegh يغيب في هذه الحالة، وبذلك يكون مفرد Tifinagh حسب هذا الطرح هو Tafaneght. إما إذا نظرنا إلى كلمة Anegh على أنها كلمة غير تامة، وأنها محذوفة الحرف الأخير الذي هو الراء = R، فتكون الكلمة كاملة هي Anegher عوض Anegh، فيتحول Afanegh إلى Afanegher المكونة من: Af = ابحث، و Anegher = لنقرأ. وبذلك تكون كلمة Tifinagh دعوة إلى القراءة. وفي جميع الحالات فكلمة Tifinagh تجعل المتمكن منها يستطيع القراءة وكذلك الكتابة، وهي الوظيفة المنوطة بكل الأبجديات.
|
|