|
|
فلسفة الإصلاحات والديمقراطية بقلم: حميد أعطوش ومصطفى أسايا (سجن تولال2) في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع البت في الإصلاحات الجذرية والشمولية نتيجة وتجاوبا لصوت الشباب، وما عرفه المغرب من الحراك السياسي والاجتماعي( حركة 20 فبراير – حركة توادا - الانتفاضات الشعبية .... ) إلا أن ذلك لم يكن إلا لاستئناف أيديولوجيته لتجاوز الفترة العصيبة لزحف ربيع الثورة الديمقراطية وإخمادها بمخدرات وسيمفونية الإصلاحات وشعارات جوفاء، فبعد أن سارعت الجهات الرسمية إلى تحسيس الزوايا السياسية بخطر صوت الشباب وبضرورة مواجهة هدا الزحف الربيعي الشبابي وتدجينه بنفس الفصيلة، حيث حاولت شبيبة كل الزوايا السياسية مواجهة حركة 20 فبراير مستغلة شتى الآليات القانونية والإعلامية لتزييف الحقائق والمطالب الأساسية والمشروعة في التغيير ودغدغة عقول الشعب لشل موجة الاحتجاجات. رغم الإجماع واعتراف أعلى هيئة في السلطة لوجود تجاوزات في الاعتقالات السياسية ونظرا لكون قطاع القضاء فاقدا لاستقلاليته ، وعوض معالجة الملفات السياسية وإنصاف المعتقلين كما هو منتظر من أجل تصحيح كل الانزلاقات التي شهدها تدبير الدولة لمجموعة من الملفات السياسية والحقوقية عبر الوطن، والتي عرفت تنديدا واسع النطاق من طرف مختلف هيئات المجتمع المدني ومنها ملفنا كمعتقلين سياسيين للقضية الأمازيغية وذلك بتبييض السجون من عشرات الآلاف من مختلف شرائح المجتمع الذين ذهبوا ضحية هذا الفساد، ومحاسبة كل من تورط فيه ، إلا أن الدولة ما تزال مستمرة في نهج سياسة النعامة، فعوض أن تحارب المفسدين وتحاسبهم وتوفر فرص الشغل للمواطنين وتنخرط في الأوراش التنموية الحقيقية, فهي بصدد إعداد مركبات سجنية بمعايير (كوانتنامو). فبعد مركب تفلت, وبني ملال، والزاكي 2، أقدمت مندوبية السجون بتاريخ 05/06/2012 بترحيلنا الى المركب (كوانتنامو) سجن تولال 2 الجديد بقرب من سجن تولال 1 بأمكناس كآلية للسياسية الممنهجة لتجاوز حالة الاكتظاظ، والغليان الذي تعيشه السجون المغربية. فالسجن ثمنه الحرية وقد استلبت منا بشكل تعسفي، وخسرنا أغلى ما نملك، لكن أن ندفع ضريبة السجن ظلما من حريتنا فهذا لا يعطي لنا إلا قوة الصمود والرفع من المعنويات لمشروعية وخدمة قضيتنا الأمازيغية. هذه إذن فلسفة الإصلاحات والديمقراطية، في عز حقوق الإنسان، فعلى الدولة أن تكون قادرة على التوقع والتنبؤ لما تفرض السياسة التي تنهجها، فالدولة الناجحة هي التي تتوقع كل المشاكل والإكراهات والتحديات كيفما كانت فداحتها وخطورتها، وعليها أن تتحمل المسؤولية من السيل العارم اليوم من النقد والاعتراض على مثل هذه المشاريع. حميد أعطوش ومصطفى أسايا ـ سجن تولال 2 (كوانتنامو) في 06/06/2012 |
|