Uttvun 81, 

Yenyûr  2004

(Janvier  2004)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Melmi ghad twasizvemzven ineghlafen nnegh imezwura?

Tamazight yiwet ayd tga

Tameddurt n Muhemmed Cukri

Taqerfiyet

Tisit inu

Aaghi i ymazighen n barra

Taksista

Usar susmex

Mer ghuri...

Taghuri

Bugafer

Ayt Ishaq

Tuccka tafuyt

Tudert iherran

Tabrat i wmedduker

Français

Imazighen de Hérodote

L'IRCAM vu à Khénifra

Un fax à l'au-delà

Appel à une coordination nationale

Lettre à l'autre rive

Car il s'agit de Nador...

Réseau amazigh pour la citoyenneté

 Félicitations

العربية

متى سيحاكم وزراؤنا السابقون في التعليم؟

التاريخ المنسي

تمرد الأمازيغية المضطهدة

ردا على  بهتان الأسبوع

مصطفى العلوي يحاف أن يكون أجنبيا

الخطأ الذي ارتكبه الأمازيغ

التراث بين التحديث والتقليد

الحركة الأمازيغية

متى نشألت ثقافة التضامن بالمغرب؟

من آيث عيّاش إلى بني بوعيّاش

موقع الأسطورة في التراث الأمازيغي

إلى مقدمة برنامج دنياك

المغردون خارج السرب

القلاع المحصنة بالأوراس

دعم لتاويزا أم ضحك عليها؟

إلى أية جهة ينتمي المغرب؟

الشاعر لحسن أوشن

كلمة أسيكنو

تجديد مكتب الجمعية

ندوة حول مستقبل الأمازيغية

بيان استنكاري

تهنئة فيداس

تعزية

تهنئة

 

 

متى نشأت ثقافة التضامن بالمغرب؟

بقلم: محمد بودهان

في ركن "على مسؤوليتي" بيومية "الأحداث المغربية" ليوم 02/12/2003، كتب السيد عبد الطيف جبرو مقالا بعنوان "زليخة نصري والحديث عن الديموقراطية والديموقراطيين"، يرد فيه على ما قالته مستشارة الملك السيدة نصري في برنامج "في الواجهة" بالقناة الثانية، الذي سبق أن استضاف السيدة نصري في آخر حلقة له.

في معرض كلامها عن مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تحدثت السيدة نصري عن التضامن كثقافة جديدة بالمغرب. وهذا ما وجده السيد جبرو فرصة سانحة انقض عليها ليكتب: »ويبدو أن لا علم لمستشارة صاحب الجلالة بما كان للتضامن من أهمية في انشغالات الحركة الوطنية واهتمامات بأحوال المجتمع إبان معركة التحرير الوطنيى«، مضيفا أن ثقافة التضامن ترجع إلى »تقاليد عريقة يعود عهدها إلى قرون مضت عندما أرسى الإسلام في المغرب نظام الأوقاف«.

نفهم من تعقيب السيد جبرو على مستشارة الملك ما يلي:

ـ لم تظهر ثقافة التضامن مع مؤسسة محمد الخامس، بل كانت موجودة ومعروفة قبل ذلك بالمغرب. وهذا صحيح.

ـ يرجع الفضل إلى الحركة الوطنية التي رسّخت العمل التضامني في فترة الحماية. وهذا غير صحيح إطلاقا.

ـ تعود نشأة التضامن بالمغرب إلى نظام الأوقاف الإسلامي. وهذا غير صحيح أبدا كذلك.

إذا كانت السيدة نصري لا علم لها »بما كان للتضامن من أهمية في انشغالات الحركة الوطنية واهتمامات بأحوال المجتمع إبان معركة التحرير الوطني«، فإن السيد جبرو يجهل هو أيضا ما كان للتضامن من مكانة متميزة وذات أهمية خاصة في الثقافة الأمازيغية والتنظيم الاجتماعي للأمازيغيين، ليس قبل ظهور "تضامن" "الحركة الوطنية"، بل حتى قبل ظهور نظام الأوقاف الإسلامي والدين الإسلامي نفسه. فلا شك أن السيد جبرو سبق له أن سمع عن كلمة "تويزة"، التي هي تعريب دارج للفظ الأمازيغي "تاويزا" أو "تيويزي"، الذي يعني في مدلوله اللغوي التضامن والتعاون. أما في مضمونه الاجتماعي فيعني مؤسسة اجتماعية للتضامن والتعاون، قائمة بذاتها تنظمها قواعد وضوابط. أما تاريخ نشأة هذه المؤسسة التضامنية والتعاونية، فضارب في القدم، مرتبط بنشأة الإنسان الأمازيغي نفسه، حتى أن تفسير ظهورها التاريخي حيكت حوله الأساطير، كما يحدث لكل الظواهر التي لا تُعرف لها بداية في الزمان (انظر أسطورة نشأة "تاويزا" عند الأمازيغيين بالعدد 79 من "تاويزا").

وميزة التضامن "التويزيوي" هو أن غايته لم تكن هي الحصول على أصوات في الانتخابات، ولا رضا الله أو تذكرة إلى الجنة كما عند الإسلامويين. بل كانت غايته هي خدمة المجتمع ورضا الإنسان ومساعدته وإسعاده، باعتباره إنسانا، وليس لأنه أمازيغي أو مسلم أو مسيحي أو يهودي أو "كافر". لقد كانت "تاويزا" تضامنا منزها عن كل استعمال أو توظيف سياسوي أو إسلاموي. لقد كانت غايتها هي الإنسان وليس شيئا آخر. وهذا ما انبهر له كارل ماركس ـ نعم كارل ماركس ـ وأليكسيس دو طوكفيل Alexis de Toqueville عندما زارا منطقة القبائل الأمازيغية بالجزائر في أواخر القرن التاسع عشر (اقرأ ما قاله ماركس عن ذلك في هذا العدد بالصفحة 6)، واعترفا آنذاك بأن النظام الاجتماعي الأمازيغي هو أكثر ديموقراطية من الأنظمة الديموقراطية بأوروبا.

لماذا إذن سكت السيد جبرو عن الإشارة إلى هذا التضامن الأمازيغي الأصيل والقديم جدا، خصوصا أنه عايش بالتأكيد، بالنظر إلى سنه، التقاليد التيويزيوية الأمازيغية؟ لأن السيد جبرو يعتبرها، دون شك في ذلك، مجرد فلكلور لا يستحق أن يستشهد به بصدد الكلام عن موضوع التضامن، حتى لو أن ماركس نفسه أشاد بهذه المؤسسة التضامنية الأمازيغية كأحد مظاهر الديموقراطية والمساواة التي كانت تطبع المجتمع الأمازيغي.

ويقول السيد جبرو: »وبفضل العمل الذي قام به الوطنيون في عهد الاستعمار في مجال التضامن الاجتماعي وجد المغرب في فجر الاستقلال بعض الكفاءات التي تم الاعتماد عليها في معركة تصفية الاستعمار، وكان من هؤلاء بعض الذين حصلوا على قدر من المعرفة والثقافة بفضل الخيرية ومؤسسات رعاية اليتامى وأبناء الفقراء«. وهذا كلام غير صحيح بتاتا كذلك. لأن تلك الكفاءات التي وجدها المغرب مكوَّنة وجاهزة بعد الاستقلال لم تتخرج من "خيريات" الحركة الوطنية، بل من المدارس والمعاهد الاستعمارية التي كان أبناء الأعيان والمتعاونون مع فرنسا يستفيدون من الدراسة بها. هذا في الوقت الذي كان فيه أبناء "تيويزي" الأمازيغيون يواجهون الاستعمار دفاعا عن الأرض والوطن. وأول مثال على ما أقول هو السيد جبرو نفسه الذي درس بليسي مولاي يوسف الذي بنته فرنسا ولا علاقة له بأي عمل خيري ولا تضامني تقف وراء الحركة الوطنية، اللهم إذا اعتبرناه إحسانا وتضامنا من طرف فرنسا تجاه محمييها الذين سهلوا عليها استعمارها للمغرب.

 

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting