Numéro  56, 

  (Décembre  2001)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Ddvapir n tghennawt n usinag n tussna tamazight

Anebdu

Asawar

Illan

Medden, mas g kkan?

Ashinneb n izvewran

s.o.s tamurt nnegh

Tamacaput n imzvyanen

Tifraz n tsrit n wenzvar

Tasfift n Rrayes Muhmmed ben yahya

Français

Qu'est-il- de l'amazighité loin des imazighn?

Quel alphabet pour tamazight?

Uniformiser ou diviser tamazight?

bmce empoisonne tamazight

Lettre ouverte à un père amazigh

Interview avec Karl-G Prast

العربية

ظهير إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية

رد على مقال السعيد الحسن

كلمة مجنحة

من مفارقات القول الشعري الأمازيغي

وثائق تاريخية

هوروس والأمازيغية

العنصر يرفض ترسيم الأمازيغية

تكريم المايسترو موحا أولحسين أشيبان

النبض الغافي

 

 

 

 

كلمة مجنحة...

بقلم: عساسي عبد الحميد (الرباط)

ياروح "أغسطين" الحائمة فوق سماء تامازغا العظيمة، يازائرة قلوبنا وساكنة أرواحنا، ياباعثة فينا طيف أمل جميل وممنية أبناء الوطن الغالي بتباشير يوم جديد. رددي على مسامع أرزنا العتيق أغنية الحب والجمال واخفري بضيائك قمم جبالنا وينابيع أنهارتا وهامات غاباتنا وابسطي جناحيك على سهولنا وروابينا.

يا"أغسطين"… أيها العظيم في بساطته؛ والجليل في وداعته، اسقنا من إناء محبة الله العظيمة التي طالما كرست حياتك لها بين أبناء روما ونوميديا وقرطاج، وفينيقية؛ وعمّد مواليدنا بحرف "الزاي" المحبوب… ياسيدي… هو ذا "ماسينيسا" الجريح في كبريائه يُطعن كل صباح وينعت بأقدح التهم، فهو تارة انفصالي وأخرىعنصري وطورا خائن وآونة مرتد؛ ألا إنهم هم الخونة ولكن لا يفقهون فهم في طغيانهم يعمهون. والمولودة الجميلة "تايناست" تحرم من اسم جميل تحت ذريعة الوثنية والردة وهي ما زالت بين أحضان والديها تنتظر ترخيصا ليخط اسمها بين قريناتها؛ وكرامة بني جلدتك تداس وفق طقوس غريبة ويمنعون من عبادة الله بتامازيغت، بيد أن أنشودتك الخالدة تعزينا وتقوينا ونظراتك الحنونة من وراء الأثير تتموج مع خيوط شمس كل صباح ومع ضوء قمرنا البهي لتزرع فينا أملا دافئا وصبرا جميلا؛ وماسينيسا يموت ويحيا فينا؛ إنه يلطم كل ساعة على خده الأيمن فيدير للجاني خده الأيسر؛ فهو من هذا القبيل سموح صفوح يبارك لاعنيه ويحب مبغضيه ويصلي من أجل المسيئين إليه؛ إلا أن الجلاد يتمادى في جوره ويلوي عنق ماسينيسا بعنجهية أبي جهل وهمجية حنضلة ليريه من أين تشرق الشمس وليلقنه أصول الصلاة على منواله؛ جاهلا أن ماسينيسا أكثر إيمانا من سواه وأكثر تعلقا برسالة الهداية والنور وماسينيسا يعلم وجهة الكعبة جيدا وتفاصيل العبادة بدقة ويعرف تمام المعرفة أن حكمة السماء اقتضت أن تخرج غرة الرسالات من وسط قوم غلاظ أجلاف يئدون بنات في عمر "تايناست" ويستبيحون الحرمات وينتهكون الأعراض بدون وازع من دين او خلق؛ وما زالت رواسب هاته النعرات لصيقة بالكثيرين منهم يتباهون بها في الحانات والصالات حاسبين إياها مكرمة أو مفخرة… وتامازيغت الجميلة التي طالما تغنيت بها ياسيدي في شبابك ونهلت من عيون حكمتها طوال حياتك تسير كل يوم على درب الآلام حاملة صليبها الثقيل ومرددة عبارة سيدك المأثورة: "اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ما يفعلون". أيها النبيل… الذي انجبته أرض تامازغا العزيزة علينا جميعا، إن نورك يغمرنا كنسيم الربيع. في عنابة وتاغاست، وسوس وأغمات، وغدامس وتامنراست، ياسيدي… أفض علينا من بركاتك وكحل عيوننا بضياء محبتك لنرى الخير خيرا فنأتيه؛ ونرى الشر شرا فننتهيه. وتفضل علينا بقبس من نور حكمتك لتلين به قلوبنا وتهذب به أرواحنا حتى نزداد عفافا وجمالا تحت شمس تامازغا الجميلة.

يايسدي… إنك الغائب الحاضر فينا؛ ففي أعيادنا وأفراحنا نتلمس بوضوح وقار وجهك وفي حكايات الجدات وفرحة العروس يوم زفافها نحس بوجودك روحا لطيفة كسرب حمام أو كغيمة جميلة في شهر نيسان، شهر الزهور والأحلام حيث تتباهى شقائق النعمان وورود الحقول والخيزران بألوان فساتينها الفاتنة، وفي أغنية راعية الغنم حين تردد صداها أشباح الليل عبر جنبات الوادي السحيق وحين تباركها أرواح أسلافنا الحائمة بجلال وعظمة فوق ربوع تامازغا الجميلة؛ وفي صوت الفلاح وهو يخاطب ثيرانه راسما خطوط الحرث الأولى، وفي دعاء القابلة وهي تستقبل صراخ مولود جديد تحل بركاتك. وأنت الذي علمتنا أن بركة القديسين والأنبياء هبة من الله يمنحها لعباده مسرة وسلاما إلا أن البعض قد حولها إلى رماح للطعن وسيوفا لقطع رقاب البسطاء والأبرياء .. بركة تقف بيننا كمنارة تنير دروب حياتنا نحو الخير العميم والسعادة الدائمة؛ لا أن نحولها إلى نار مؤذية يسلط لهيبها على الفقراء ومنسحقي القلوب، بركة تنتصب كدوحة باسقة وارفة مغدقة؛ ينال من سخائها كل من أمّها والتجأ إليها. وأنت الذي علمتنا أن نأتي الله بقلب متواضع خشوع لا بلسان ثرثار متملق ينمق بديع الكلام ويتصنع حسن البيان، فرب صلاة هادئة نابعة من سكون الليل تبثها قلوب منكسرة خير من تراتيل من نصبوا أنفسهم حماة للشريعة والدين وبطونهم ملأى بخيرات الفقراء وقوت الكادحين. وأن جليل الأعمال وعظيمها تلك التي نأتيها بأقدام حافية وأسمال بالية؛ لا تلك التي نأتيها ونحن نلبس الأرجوان وناعم الثياب تحت وابل من التصفيق وطائل من المديح. (وفي طه والمسيح لآية لقوم يتفكرون…) وعلمتنا كذلك أن نكون أقوياء وأغنياء بالروح؛ وأن نكنز لأنفسنا كنوزا في السماء لكي لا تسرق أو تبلى أو تصدأ.

يا سيد تامازغا الخالدة

طوبى للأرض التي أنبتتك

وللبطن الذي حملك

وللثدي الذي أرضعك

وليتمجد إلهنا الذي منحنا إياك روحا عظيمة، وكوكبا منيرا.

 

 

 

 

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting