Numéro  52, 

  (Août  2001)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Lmughrib itasm zi Dzayer acku ttazver imazighen?

Akttuy n yan n uslmd

Amugaz

Anaruz

Anzwum

Iseqsan n iseqsan

Kkar, bedd!

Tmazight nnegh

Talssint

Tssijj d tadjest

Timmuzgha d umdda

Uccan d waoraben

udem amxib

Ursar smaregh

Français

Deux voyages pour une seule âme

Assou Ubaslam ou le patriotisme par l'action

Mots et choses amazighs

Mots et choses amazighs2

La culture amazighe et la mondialisation

Les so...cialistes!

العربية

هل بدأ المغرب ينافس الجزائر في قمعها للأمازيغيين

حوار مع الفنان عبد الرحيم حمزة

اكتشافات أمازيغية

من أسرار لغتنا الجميلة

الشعر الأمازيغي في الأطلس المتوسط

اللغة الأمازيغية تغزو الكونية

عودة إلى محمد زيان

 

 

 

اللغة الأمازيغية تغزو الكونية

بقلم: محمد بودهان

لقد استطاع الإبداع الأمازيغي، الأدبي والفكري، ومنذ أقدم العصور، أن يعبر حدود "تامازغا" وينتقل إلى بلدان أخرى في الشرق والشمال (أوروبا) ويترجم إلى كثير من اللغات ويصبح فكرا عالميا ذا طابع كوني مؤكد. يكفي أن نذكر كأمثلة على كونية الفكر الأمازيغي، "أفولاي" والقديس "أغسطين" في العصر القديم، وابن خلدون وابن رشد في العصر الوسيط، ومحمد خير الدين ومحمد شكري في المرحلة المعاصرة.

لكن هذا البعد الكوني للفكر والثقافة الأمازيغيتين لم يتحقق من خلال نصوص كتبت باللغة الأمازيغية، بل فقط من خلال مفكرين أمازيغيين استعملوا لغات أخرى غير لغتهم الأمازيغية: فـ"أفولاي" والقديس "أغسطين" كتبا باللاتينية، وابن خلدون وابن رشد ومحمد شكري ألفوا بالعربية، ومحمد خير الدين أبدع بالفرنسية. لهذا يمكن القول بأن هذا البعد الكوني للأمازيغية لم يكن أمازيغيا بشكل تام وكامل يشمل المبدع ولغة الإبداع.

وهذا ما سيدشنه عمر بومزوغ في بداية القرن الواحد والعشرين، حيث ستدخل الثقافة الأمازيغية الكونية، ليس فقط بمفكرين وكتاب أمازيغيين، بل ـ وهذا هو الجديد ـ بنصوص ولغة أمازيغية. وهذه خطوة عملاقة للغة الأمازيغية التي أصبحت حاملة وناقلة وناشرة لقيم إنسانية عالمية وخالدة تتجاوز الزمان والمكان.

فمن هو عمر بومزوغ؟ وما هو مؤلفه الذي اكتسبت به اللغة الأمازيغية البعد الكوني؟

عمر بومزوغ اسم غير مجهول لدى قراء "تاويزا". فهو صاحب أول رواية نشرتها "تاويزا" على حلقات لمدة ثلاث سنوات. إنها رواية "سفينة نوح" Tagharrabut n Nuh. وفضلا على أنه شاعر وروائي، إلا أنه معروف أكثر بكتاباته المسرحية المتميزة. فقد ألف عمر بومزوغ عدة مسرحيات عرضت بالمغرب وهولاندا وبلجيكا، منها Ameqqaz n imedvran (حفار القبور)، Advarraf (الإسكافي)، وشريط مسرحي على الكاسيط Rabioa d Buzeyyan (ربيعة وبوزيان) الذي نال شهرة أسطورية لأنه نص شفوي يفهمه الأميون والمتعلمون على السواء.

في أواخر سنة 2000، سافر عمر بومزوغ إلى هولاندا حيث قضى أزيد من ستة أشهر. فلاحظ أن هناك مشاكل من طبيعة ثقافية،  يعاني منها المهاجرون الأمازيغيون، ناتجة عن التصادم بين قيم الثقافة الأمازيغية وقيم الثقافة الهولاندية الأوروبية، خصوصا على مستوى القيم الأسرية. وهذا ما أوحى له بمسرحيته الرائعة Taslit d Rumiyu (تاسليت و روميو) حيث تمثل "تاسليت" بنتا لعائلة امازيغية مهاجرة أغرمت بالشاب الهولاندي "روميو" الذي هام بدوره حبا بها. فاتفقا على الزواج تتويجا واستمرارا لحبهما. لكن هذا الزواج سيواج بالرفض من طرف أسرة الفتاة ذات القيم الأمازيغية الإسلامية التي تمنع الزواج من "أرومي" (مسيحي). ومن هنا ستبدأ رحلة العذاب لـ"تاسليت" و"روميو" اللذين قررا أن لا شيء يمكن أن يفرق بينهما سوى الموت.

إلى هنا قد تبدو القصة عادية لولا أن عمر بومزوغ، بحسه الإبداعي، عرف كيف يوظف في كتابة هذه القصة/المسرحية أسطورة "إملشيل" الأمازيغية المعروفة عندنا في المغرب. فما حدث لـ"تاسليت" و "أسلي" في أسطورة إملشيل هو ما سيتكرر مع "تاسليت" و"روميو" في بلاد المهجر إلى أن يلقيا تقريبا نفس المصير.

وبمجرد ما اطلع أستاذ الأمازيغية بجامعة "أتريخت" Fons Eickholt على النص المسرحي سارع إلى ترجمته إلى الهولاندية وعرضه على النقاد والمسرحين الذين انبهروا بالقصة ومضمونها. فكتبوا عنها في الصحافة والمجلات المتخصصة. فقررت إحدى أشهر الفرق المسرحية ب"أتريخت" تمثيل المسرحية وعرضها. فاستدعت الكاتب عمر بومزوغ ووقعت معه عقدة حول شروطه وحقوق تأليفه. فقدم أول عرض للمسرحية يوم 15 يونيو، والثاني يوم 16 منه، والثالث يوم 17 من نفس الشهر... وإلى الآن قدمت سبعة عروض بالمدن الهولاندية من بين خمسة  وعشرين عرضا مبرمجا ما بين هولاندة وبلجيكا، كما أنه من المقرر أن تتم المشاركة بهذه المسرحية في المهرجان الدولي للمسرح بمدينة "براغ". وقد كانت قاعات العرض تكتض عن آخرها مع صعوبة الحصول على التذكرة. بالإضافة إلى المواكبة الحثيثة للصحافة التي لا زالت تتحدث عن المسرحية كـ"روميو وجولييت" (مسرحية شكسبير الشهيرة) الثانية. وفي الاستجوابات التي تجريها مع مشاهدي  المسرحية، أكد هؤلاء  أن هذه المسرحية سحرتهم وأسرتهم ولم سيبق لهم أن شاهدوا مسرحية بهذا المستوى وبهذا المضمون حيث اكتشفوا الثقافة الأمازيغية الخالدة  (الملابس، الأسماء، التاريخ، الأماكن، العادات، الطبخ، الأغاني...) في قصة حب عذري رائعة.

أما صحافتنا فلم تنبس ببنت شفة حول هذا الإنجاز العظيم للغة الأمازيغية، لأن الأمر يتعلق طبعا بالأمازيغية "الملعونة" في وطنها.. لكن لنتصور لو أن المسرحية كتبت بالعربية: لأصبحت حديث افتتاحيات كل الصحف، ولأصبح كاتبها ضيفا "ثقيلا" على التفزة المغربية، ولكان موضوع تكريم وحفاوة من طرف "اتحاد كتاب العرب، فرع المغرب"

فمزيدا من التألق لعمر بومزوغ وللغة الأمازيغية.

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting