Numéro  52, 

  (Août  2001)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Lmughrib itasm zi Dzayer acku ttazver imazighen?

Akttuy n yan n uslmd

Amugaz

Anaruz

Anzwum

Iseqsan n iseqsan

Kkar, bedd!

Tmazight nnegh

Talssint

Tssijj d tadjest

Timmuzgha d umdda

Uccan d waoraben

udem amxib

Ursar smaregh

Français

Deux voyages pour une seule âme

Assou Ubaslam ou le patriotisme par l'action

Mots et choses amazighs

Mots et choses amazighs2

La culture amazighe et la mondialisation

Les so...cialistes!

العربية

هل بدأ المغرب ينافس الجزائر في قمعها للأمازيغيين

حوار مع الفنان عبد الرحيم حمزة

اكتشافات أمازيغية

من أسرار لغتنا الجميلة

الشعر الأمازيغي في الأطلس المتوسط

اللغة الأمازيغية تغزو الكونية

عودة إلى محمد زيان

 

 

 

حوار مع الفنان التشكيلي حمزة عبد الرحيم

 أجرى الحوار حساين عبود

احتضنت جمعية "أسيد" الثقافية بمكناس معرضا فنيا من 12 ماي إلى 19 منه بمشاركة الدكتور أحمد أودادس، آيت حمو سوبراهيم، الأستاذ محند السعيدي وحمزة عبد الرحيم. اغتنمنا هذه الفرصة لمحاورة هذا الأخير حول الفن التشكيلي الأمازيغي، واقعه وآفاقه وشروط اشتغاله... فحمزة عبد الرحيم إسكافي، مسرحي، تشكيلي، موسيقي وطالب سابقا بكلية الحقوق بمكناس.. اختار إيقاف مشواره الجامعي للتفرغ للفن. إنه شاب ينبض حيوية. تحدث لنا بصدق عن تجربته الفنية بأبعادها المختلفة.

سؤال: كيف ظهر الاهتمام بالفن عند حمزة عبد الرحيم؟

جواب: منذ سنواتي الدراسية الأولى، كنت أرسم بقطع الفحم والطباشير على الجدران لأنها الوسائل والإمكانات المتاحة لي. وكنت أتقن صناعة بعض الأشياء من مادة العجين ونلت تشجيعات زملائي ومعلميّ. فالميول والحس الفني حاضران لدي منذ مرحلة الطفولة، وتولد لدي شعور بأن أشياء وأمورا داخلية لا أتقاسمها مع الآخرين. هذا التميز يعود إلى الموهبة الكامنة بداخلي، وكانت تحتاج إلى مؤثر خارجي لإظهارها. وأتذكر أنه في السنة الرابعة الابتدائية توفقت في إنجاز بورتريه لوالد أحد زملائي. وقمت بتجسيد ورسم بعض الأشياء. من جانب آخر، للعامل الاجتماعي دوره في صقل موهبتي لأن الظروف الاجتماعية والحياتية الصعبة ولدت الرغبة في التعبير، وهذا يمكن اعتباره نوعا من المواساة والتخفيف والتمرد بطبيعة الحال. والطبيعة بدورها محفز للتأمل، خصوصا وأن المنطقة التي أنتمي إليها خلابة بطبيعتها، بأنهارها وسهولها وهدوئها.

سؤال: ألا يمكن أن نقول بأن الإنسان له حضور قوي في لوحاتك؟

جواب: فعلا هناك هيمنة للبعد الإنساني وأكثر من هذا حضور قوي لمواضيع الشفقة والمأساة. وغايتي إعطاء قيمة رمزية ومعنوية لها، فالمأساة والشيخوخة والطفولة والضعف بوجه عام لن تزول وستبقى ملازمة للمجتمع البشري، ولكن يجب أن لا نعتبرها تافهة، بل أن تكون مادة خاما للفن ويكون لها نصيبها على المستولى الجمالي.

سؤال: ماذا عن البعد الأمازيغي في أعمالك الفنية؟

جواب: أعمالي ناطقة بالأمازيغية لانتمائي إلى مجتمع أمازيغي في تقاليده ومؤسساته. ومن الطبيعي أن تكون لدي قابلية اكتساب البعد الأمازيغي كفعل نضالي واعٍ. وفي هذا الصدد أدين بالكثير للدكتور والفنان أحمد أودادس والأستاذ حادّو أودادس وجمعية "أسيد" الثقافية لأنهم مدوا لي يد المساعدة ماديا ومعنويا وشجعوني على اقتحام هذا الميدان. ويظهر البعد الأمازيغي بصفة خاصة في أنني قد أرسم سويا مع فنانين أجانب لوحات متطابقة من حيث الشكل. والفرق هو على المستوى الوجداني والروحي وطبيعة الروابط والصلات بموضوع اللوحة. فأنا أعايش الموضوع يوميا. أما الآخرون فيتولد لديهم الانطباع فقط ولا يشكل الموضوع جزء من حياتهم الخاصة.

سؤال: ما هو تقييمكم للحركة التشكيلية بالمغرب، وهل يمكن أن نتحدث عن فن تشكيلي أمازيغي؟ وما هي علاقة التشكيل بموروثنا الثقافي؟

جواب: هناك فنانون مغاربة تأثروا بمدارس غربية كالتجريدية والسوريالية والتكعيبية، غير أن غالبيتهم تستمد لوحاتها من موروثنا الثقافي كالزرابي والمعمار والأشياء واللباس... ولهذه الغاية يتنقلون إلى المهرجانات والمواسم والمناطق الطبيعية الخلابة لاستقاء المادة الخام. وبقدر ما يمثل الموروث الثقافي ذاكرة ومادة خاما، فإن الفن التشكيلي يقوم بدور التأريخ والمحافظة عليه من النسيان تمكن الجمهور من تمثل المغرب في أبعاده وتعابيره الشعبية والثقافية.

وعلى الرغم من أن بلادنا تزخر بالعديد من الطاقات، فالفن التشكيلي يعيش نوعا من الكساد والانحسار. والجمهور له حس فني مرهف يتذوق جمالية الفن، لكن الظروف المادية والاجتماعية الصعبة تفرض أولويات، وليس صدفة أن تجد الفنانين التشكيليين يعيشون نوعا من العزلة والتصوف من خلال تسريحهم وإطالتهم للشعر واللحى. ومن الكوابح غياب وانعدام التربية التشكيلية في المدرسة المغربية كما أن الوسائل الحديثة أعطت للفن الفوتوغرافي إمكانية منافسة الفن التشكيلي، فبواسطة الحاسوب يتم إدخال تصويبات وتعديلات على الصورة لتغدو قريبة من اللوحة الفنية في وقت وجيز مقارنة مع ما سيستغرقه التشكيلي في إنجاز عمله.

سؤال: بعد إنجاز شريطكم الموسيقي الأول، هل من الممكن أن نتحدث عن هجر للفن التشكيلي واتجاه صوب الموسيقى؟

جواب: هناك صلة بين الفن التشكيلي والموسيقى. ومنذ يدايتي واظبت على إنجاز اللوحات على إيقاع الموسيقى، وأحسست أن هناك تناسقا وتناغما بين الألوان والنوتات الموسيقية.

ومما حفزني على ممارسة الموسيقى أن الفنان يبحث لنفسه عن فضاءات للتواصل مع الجمهور، وفي الفن التشكيلي نوع من الحصار، في حين أن الموسيقى تتحقق عبرها السرعة في الوصول إلى الجمهور، سيما الأنماط الشبابية. وللأسف جزء كبير من شباب الأطلس المتوسط يسخرون من الأغنية المتداولة بالمنطقة لغياب التجديد وتدني قدرتها التنافسية أمام موسيقى وافدة.

سؤال: حين نتحدث عن عصرنة موسيقانا يحضرها هاجس التوازن بين الكلمات الهادفة والأداء الموسيقي، هل أغنيتنا قادرة على تحقيق هذا الرهان؟

جواب: على ضوء تجربتي البسيطة أعتبر الموسيقى ترفيها كذلك. ولا ينبغي أن تتضمن كلمات ساقطة مبتذلة. والأغنية الشبابية مطلوب فيها مواصفات البساطة في تناول الموضوعات والقضايا والتحرر من البناء البلاغي المتشابك للكلمات التي يصعب استيعابها. وأيضا التزام وحدة الموضوع والتعمق فيه، في حين أن موسيقانا قد تتناول مواضيع عدة في أغنية واحدة: المرأة، الدين، الحياة... أنا أؤمن بقدرة الأغنية الأمازيغية على توظيف الآليات العصرية، وأستحضر تجربة القبايل مثل إيدير، تكفاريناس...

سؤال: تأتى لكم التكوين في مادة الموسيقى (الصولفيج)، ألا يمكنكم تقييم الأغنية الأمازيغية؟

جواب: الأغنية الأمازيغية قادرة على استغراق جميع المقامات الموسيقية، إلا أن الفنانين يحسبون أداءهم داخل مقامات صغيرة كالنهوان والخماسي... وداخل أغنية واحدة يمكن القيام بانتقالات عدة على مستوى المقامات والإيقاع، كما أن الآلة تطغى على الصوت وتوجهه، مما يظهر نوعا من الضعف والتبعية بين الآلة كمتبوع والصوت كتابع. فحنجرة الإنسان شبيهة بالآلة، لها قوالب وقوانين وأبجدياتها تتجاوز أبجديات الآلة. وحتى الأغنية المصنفة كأغنية ملتزمة تشكو من ضعف المردود الفني.

سؤال: تجمع بين الفن التشكيلي والموسيقى، ففي أيهما ترتاح أكثر؟ وهل لديك اهتمامات فنية أخرى؟

جواب: لكل واحد منهما متعته، لكنني أرتاح في الموسيقى وأفضلها. فهي تمنح التعبير على وجه السرعة، وكذا التجاوب مع جمهور عريض، إلا أنه بعد الشريط الأول وجدت نفسي مضطرا إلى التريث كي لا أكون ضحية استغلال. فالمنتجون يتعاملون مع الفنان الأمازيغي على أساس أن هذا الأخير ساذج لا اطلاع له على الملكية الفنية وقابل للمساومة في حقوقه المادية. وعن اهتماماتي الفنية الأخرى فأنا أنتمي إلى فرقة "أتبير" للمسرح، نقوم بإعداد سكيتشات ومسرحيات بالأمازيغية ونتوفر على سيناريو جاهز. غير أن الإمكانات المادية غير متوفرة. ويعود انتمائي إلى هذه الفرقة إلى فنان عصامي وعبقري (دادي) محمد علاوي وهو جدير بأن تتاح له فرصة التواصل مع جمهور كبير لا أن يبقى حبيس المنطقة. تانميرت.  

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting