uïïun  140, 

mggyur 2958

  (Décembre  2008)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

afran n ubama d an^ça is d tammurt i itgucculn tanttit u maci d a^zur

Siwel

Arret (a)sen...

Tamazirt n yuba

Tiwecca

Azmz yadvnin yad

Ur ak nssin

Turjit n tanit

Français

Minucius felix, l'africain voilé

V° Congrès général du CMA

Communiqué de soutien du CMA aux étudiants du MCA  emprisonnés

Communiqué du CMA à propos du verdict des détenus amazighs

العربية

انتخاب أوباما تأكيد أن الهوية تتحدد بالأرض وليس بالعرق

من أجل دولة تستمد هويتها من الأرض الأمازيغية بالمغرب

متى سيشاهد الأطفال الأمازيغيون الرسوم المتحركة بالأمازيغية؟

تقييم 5 سنوات من تدريس الأمازيغية

قناة الجديرة الرياضية والمنظرون الجدد للقومية العربية

القضية الأمازيغية إلى أين؟

الكذب على الذات

من أجل الأمازيغية

الإعلام الإلكتروني الأمازيغي

الحسين طالبي: التشكيلي الأمازيغي المخلص للقصبات

حوار مع الفنان محمد الشامخ

قراءة في الفيلم الأمازيغي

الشاعر إبراهيم أوبلا

الشاعر عمر أكضيض

الهوية والحرية في شعر إد بلقاسم

رسالة مفتوحة للشبكة الأمازيغية حول منع الاسم الأمازيغي

مهرجان خطابي لتخليد انتفاضة الريف  58 ـ 59

بيان حول البرنامج الاستعجالي

تجديد مكتب جمعية تينامورين

بيان جمعية أمزيان وتاويزا

يوم دراسي حول الحكم الذاتي بالريف

بيان الحركة الأمازيغية بموقع وجدة

بيان الحركة الأمازيغية بموقع طنجة

بلاغ الحركة من أجل الحكم الذاتي

بلاغ تاماينوت بتزنيت

 

 

 

 

"الحسين طالبي": التشكيلي الأمازيغي المخلص للقصبات

بقلم: لحسن ملواني

 

صار الاهتمام بالقصبة أمرا يسترعي الانتباه في زمن استفحل فيه الاهتمام بدور الأسمنت والرخام وما إلى ذلك. وكأن في القصبة سحرا خاصا يجذب إليه النفوس، كيف لا وهي تحمل تاريخا صادقا يعود إلى إبداعية وتفكير بُناتِها المعتمدين على أكتافهم وفهمهم الخاص ونظرتهم للحياة وللمسكن كإطار للحماية والعيش، وهكذا صارت القصبة ذاك الطراز الفريد المتجدد في النفوس وعبر الإبداع... طراز يتحدى ويأبى النسيان والانمحاء من الذاكرة.

لقد نهض جيل من الشباب يحاول استرداد القصبة واحترامها كجزء لا يمكن محوه من الذاكرة، وبغض البصر عن السياحة والطموح في الربح المادي فإن القصبة ستظل ذاك الطراز البنائي الذي يتكامل مع معطيات لها علاقة بالإنسان الذي كان له الفضل في ابتكار أشكالها، فلم يكتف منها بالسكن والإيواء وإنما حاول أن يجسد بها رؤيته الفنية للعالم، كما حاول أن يخلد بها بعض ما له خصوصية بكينوته.

ولقد اهتم ثلة من الفنانين الأمازيغ في قلعة مكونة وغيرها من المناطق الجنوبية – حيث انتشار القصبات – بتجسيدها في لوحاتهم التشكيلية ومن بين هؤلاء الفنان المعروف بهوسه في رسمها "طالبي الحسين". إنه التشكيلي الذي أخلص للتفنن في تشكيلها عبر لوحاته العديدة مند الثمانينات، فقد سخر فرشاته وألوانه بكل أنواعها من أجل تخليد القصبة وما يحيط بها من فضاءات عبر لوحات مائية وزيتية ومن مختلف الأحجام.

والقصبة في لوحات هذا الفنان تأسر المشاهد بجماليتها المتمثلة في هندستها ولونها الترابي الطبيعي الذي يتجانس مع باقي معطيات الطبيعة، وبذلك تعزز لوحات الفنان حب القصبة في النفوس في وقت صار فيه أكثر الأمازيغ يتهافتون على بناء المنازل بطرازها الحديث تقليدا لما في المدن والغرب.

فالقصبة لها جمالية آسرة وهي في طريقها إلى الاندثار، كما تحمل ذات الجمالية وهي سليمة البناء كاملة الشكل.

في لوحات الفنان نجد القصبة في صور متباينة وفي كل منها فنية فريدة. فهناك قصبات تعتلي الجبال شامخة تطل على النهر والحقول، وهناك قصبات تبدو وكأنها تجالس ما حولها من شجيرات وجنان يزين أديم أرضية المحيطة بها... وهناك قصبات في طريقها إلى الانمحاء، وكأن الفنان يشعر بالخطر المحدق بها فيسرع لتخليدها زمنا على الأقل في لوحاته.

في لوحات الفنان طالبي الحسين عناية بواقعية المرئي لونا وهندسة وشكلا، غير أن المجسد في اللوحة الفنية مهما كانت واقعيته يظل متميزا يحمل جمالية خاصة..

وهكذا تجد في لوحات الفنان القصبة جزءا من التراث العمراني الذي لا يجب التفريط فيه وذلك بتجديده على الأقل عبر مواد أخرى.

ولعل الفنية التي يقدم بها طالبي لوحاته فنية العناية بأمانة النقل للمرئي، وكأنه يحاول أن يبلغ للمشاهد ما رآه وما انطبع في وجدانه.

وفي كل لوحاته نجده لا يغفل عن نقل أهم مكونات محيط القصبة من سواقٍ رقراقة، وأشجار بمختلف أشكالها وطولها، علاوة على الحقول التي تؤطرها، ولون السماء التي تلتحفها بما تحمله من سحاب وطيور ونور وكأن القصبة لا يمكن عزلها عن محيطها الثري الذي يزيد من جماليتها وألقها الفريد.

ولوحات الفنان بقدر ما تحمل الدعوة إلى العناية بالقصبة تصرخ في وجوهنا من أجل وقفة تأملية إلى مصيرها ومآلها.

ويلاحظ الإقبال على لوحات هذا الفنان خاصة من قبل المهاجرين الذي يزورون المنطقة كل صيف ولذلك تفسيرات على رأسها حنين الجيل الأول إلى تاريخ آبائه وأجداده الذين لم تلوث المدنية فطرتهم واعتزازهم بالبيئة التي نشأوا فيها.

القصبة إبداع وحين تحول إلى لوحة لفنان بارع تصير إبداعا داخل إبداع فتؤدي بذلك وظيفتين وظيفة لفت الانتباه إلى الحفاظ على الموروث، ووظيفة إبداعية تساهم في تنمية الذوق الفني للقيم الجمالية وتهذيبه تعزيزا الموروث الثقافي لديه.

إن الفنان الذي تجده مستمرا على إنتاجياته رغم كل الظروف فنان حقيقي تشرب بحب ما يبدعه فصار مدمنا عليه، يتوقف توازنه على إتيانه بين الفينة والأخرى. فالفنان التشكيلي مهمش بصفة عامة وفي الجنوب بصفة أخص، فالإعلام بكل أنماطه لا يعير الاهتمام إلا لثلة من المبدعين وليس من المبالغة إن قلنا أن منهم من لا يستحق ذلك.

ومهمة الفنان التشكيلي لا تقل أهمية عن مهمة البنَّاء، فكلاهما يتحتم عليه احترام المقاسات وتخطيط الأشكال المواتية لجمالية القصبة، إضافة إلى الدقة في انتقاء اللون واحترام الضوء والظل (بالنسبة للفنان).

ورغم أننا أشرنا إلى أن الفنان طالبي الحسين وفي للقصبة كما هي في الواقع، فلا تخلو ريشته من رتوشات إبداعية تضيف إلى جمالها جمالية إضافية تقربها إلى نفسية المشاهد. فالفنان مهما كان –في اعتقادنا- لا يمن أن نجرده من أناه التي سيظل لها الـتأثير على لوحاته فلروح المنقول روح ثانية في العمل الإبداعي.

وفي كل لوحات من لوحاته إتقان للتواؤم والانسجام اللوني في أقصى واقعيته من حيث الإيقاع وهرمونية تَعالُق الألوان على وجه اللوحة... إنه يستعمل ألوانا باردة أو دافئة جلية عبر تنويعات تقتضيها طبيعة ومحيط وظلال القصبة، وبذلك يصير تشكيل اللوحة صياغة شاعرية مثيرة لحب خامد فتعمل على إيقاده وتجديده عبر جمالية فريدة خاصة بمُنجِزها.

ويظهر ذلك واضحا في أعمال فنانين جنوبيين ينتمون إلى نفس المنطقة ويتجهون في نفس الاتجاه التشكيلي للقصبة، فتجد – رغم ورود نفس المعطيات في اللوحات – بونا شاسعا له علاقة بسر يخص كل مبدع على حده. فنحن مع من يعتقد بأنه لا ريب في أن كل أشكال النشاط الإنساني تعتمد على نواحٍ في مميزات الشخصية الفاعلة انطلاقا من عقيدتها وطبيعتها من حيث حسن قصدها، وموهبتها، ومهارتها. وبذلك فالقول المعروف: "لا يوجد أناس لا بديل لهم" – مبدأ صائب في كل مجالات النشاط الإنساني عدا الفن والإبداع.

النزوع إلى حب لوحات الفنان موضوع هذا المقال راجع بالأساس إلى عنايته بتقديمها بتقنية فنية تجعل المتفرج يشاركه احترامها مقدرا عمل الفنان وجهده وموهبته من أجل ذلك.

إن اللوحة التشكيلية الحاملة للقصبة تخاطب المركون في الذاكرة الشعبية، كما تخاطب إحساسنا بضرورة استحضار المفقود ورعايته.

فهذه لوحة جميلة تصور القصبة بناية محترمة بحاشية من أشجار وغدران تطل من فوق ربوة مزهوة بحياتها وبفضائها الفريد.

وتلك لوحة تصور القصبة بنوافذ كعيون تراقب بها ما يجري حولها، متعاطفة مع أهلها وكائنات محيطها الأخضر الناضر.

وهذه اللوحة تجسيد جميل لقصبة عملاقة تزهو بشموخها وسط بقعة تغري بالإقامة والاستقرار.

وتلك لوحة تشهد بطهارة وصفاء نفوس بانيها وقاطنيها، تتعانق الخضرة أمامها وخلفها، فرحة بمياه تجري رقراقة من أجل ري أنساغ الورد والزهر والشجر.

وتلك لوحة تشعر حين تحدق فيها بسكون مفقود، وبنايات لا تستحق هذا الإهمال الذي طالها كما طال مثيلها من التراث أثاثا وأزياء وأدوات تحمل تاريخا يمثل التلاحم الحقيقي البريء بين الأمازيغي ومحيطه وكأن حالها يقول:

نحن هنا نذوب حـزنا وأسى

وأنتم تنأون، فهل بنا أم بكم جَرَبُ

تزول أجسادنا وأنتم أحـياء

بئس حيا يزول، وطموعا يبتاعه الذَّهب

وهذه لوحة تبرز القصبة ككائن حي يشعر بالسكينة والهدوء محاطا بطبيعة يطمئن بها وإليها.

إنها لوحات تتكامل رؤاها إزاء القصبة كجزء من الطبيعة والفضاء الذي قطنه الأمازيغي وتعاطف معه تعاطفه مع أخيه في الشدائد والمسرات.

وللإشارة فقلعة مكونة بكل دواويرها تتميز بحضور القصبات القائمة والمتهدمة وشبه المتهدمة، بل إن ثلة من الأمازيغيين بالمنطقة لا يزالون يقطنونها، ولعل الفن التشكيلي والفوتوغرافيا وحتى فن السينما – رغم تعاطيه لإبراز القصبة باحتشام – وسيلة ناجعة قصد إعادة النظر في القصبة قصد استعادتها ليس في الفن وإنما في الواقع كإرث تراثي لا يجب إهماله وتهميشه.

ونعتقد أن الفنان الحسين طالبي وأمثاله يؤسسون بطريقة غير مباشرة لمدرسة تحتفي بتخليد القصبة وتدفع بمزيد من الاهتمام بها، بعد أن أصبحت تستميل البعض لاستثمارها سياحيا، والبعض لجعلها بابا إلى استرداد إبداعات الماضي قصد التفكير في تطويرها بدل القطيعة معها.

ونشير إلى أن المبدع "الحسين طالبي"، وإن حاول مؤخرا النزوع إلى رسم أشخاص بزيهم التقليدي، فإن فنيته وتألقه سيظل مرتبطا بالقصبة أكثر من غيرها، فلكل ميدان بطل كما يقولون.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الفنان جعله وفاؤه لتجسيد اللوحة في لوحاته لمدة طويلة جعله يكتسب مهارة التعامل مع ما يقتضيه التفنن في إبرازها بجمالية أخاذة مثيرة.

فالفن يحتاج للتركيز على بعض جزئياته بما يشبه التخصص أملا في الإحاطة بما يلزمها قصد مزيد من التفنن في صياغتها بقالب يجعلها فنية بامتياز وخصوصية فريدة.

لذلك نجد اهتمامه باللوحة –القصبة تُماثله باللقالق التي لا يحلو لها السكن إلا حيث أطلال القصبات الشامخة المهجورة.

ويبقى عطاء الفنان تعزيزا للجهود التي تأبى إلا أن تحتفي وتعيد الاعتبار لجزء من التراث الفني الأمازيغي الذي لا يجب إهماله مهما كانت الظروف والأحوال.

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting