uïïun  136, 

tamyur 2958

  (Août  2008)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

iqqn ad yili uwank n lmuvrib d amaziv

X tama n tira (II)

Ur igi winnek

Memmi

Gar aggas

Français

Quand un chroniqueur se prend pour un psychanalyste du Rifain!

La démocratie boiteuse

La négation de la culture amazighe

Le 5ème Congrès du CMA reporté

العربية

من أجل دولة أمازيغية الهوية بالمغرب

الأمازيغية في تقرقر المجلس العلى للتعليم

الحركة الثقافية الأمازيغية والاعتقال السياسي

كرونولوجيا أكذوبة رسمية 

توظيف التراث في الشعر الأمازيغي

مدخل لإعادة كتابة تاريخ الجنوب الشرقي

من الشعر الأمازيغي بوادي دادس

ديوان أغبالو لمولاي علي شوهاد

ديوان تلايتماس لرشيد الحسين

ديوان تكلم من الرماد

ألبوم ألمود للفنان عمر سعيد

ديوان شعري أمازيغي جديد

بيان الحزب الأمازيغي بالناظور

مهرجان بيوكرى

بيان التنسيقية الوطنية للحركة الأمازيغية

الدورة الأولى لجائزة الطيب تاكلا

تخليد ذكرى تأسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان

شكاية للسيد بوغانم خالد

بلاغ للشبكة الأمازيغية

بيان المعتقلين السياسيين للحركة الأمازيغية

 

 

 

 

من الشعر الأمازيغي بوادي دادس: معركة تافوغالت

بقلم: الحسين دمامي (ورزازات)

إلى: حسن بنون

مقدمة

كانت المعارك القبلية والنزاعات العشائرية من المواضيع التي أثارت اهتمام الشعراء والنظام بوادي دادس بإقليم ورزازات، إذ كان الشعراء يلتقطون الوقائع ليقدموا لها وصفا أو قراءة شعرية. وهذه القراءة كانت تحمل في طياتها رؤية للعالم الاجتماعي الأمازيغي المحلي على ضوء تصوراته وتصنيفاته انطلاقا من المرجعية الثقافية المحلية حيث تقرأ الأحداث إما كتجسيد للمثل الثقافية المتعارف عليها الممثلة للخير والايجابي، مثلما تقرأ الوقائع على ضوء الأحداث التاريخية التي تطرأ حينها. وعلى هذا المستوى نجد ملامح تصدع الوجود الثقافي التقليدي أو بواكيره. بصيغة أخرى إذا كان الشاعر يقرأ الوقائع التاريخية على ضوء الثوابت البنيوية الثقافية المحددة للمجتمع المحلي، فإن هذا الحدث التاريخي يمس الثوابت البنيوية للعقلية المحلية ويضع الشخصية القبلية أمام مفارقة مأساوية هي تعارض الحدث التاريخي ونتائجه مع المعتقدات السائدة كقيم مثلى تمثل ميراث الأسلاف المؤسسين والبدايات العظيمة كأن أي حدث تاريخي ليس إلا علامة من علامات الانحطاط.

إن القراءة الشعرية للشاعر الأمازيغي التقليدي ترتبط بموقعه في التراتبية الثقافية كمثقف لديه القدرة ـ و لو انطلاقا من مرجعية التملك السحري للكلمة أو حيازة الهبة الشعرية ـ على التنبؤ بالوقائع، أو تذكير المستمعين بالمثال الأخلاقي القبلي المحلي المتعارف عليه بحكم الانتماء إلى نفس المرجعية الثقافية حيث يتم التشبع بنفس القيم كنموذج للسلوك والمعاملات والعلاقات.

ومن خلال تملكه للقدرة اللدنية على فك رموز الحدث فإنه قد يقدم قراءة جديدة تحمل في ثناياها معالم التصدع البطيء في رؤية العالم لدى مجتمع يتحول ببطء لكنه يظل محكوما برؤية ذهنية للعالم منغلفة على الميراث الثقافي القبلي المحلي. علما أن الثقافة التقليدية للقبيلة ـ ومن خلال أمثالها ـ لم تكن متجانسة إذ نجد النزعة الجماعية والنزعة الفردية متعايشتين، ولم يعمل الاندماج القهري للقبيلة التقليدية الدادسية في الاقتصاد الرأسمالي النقدي الأعلى على تغليب النزعة الفردية وتمكينها من أدوات البروز حيث سيظهر الأعيان إلى الواجهة وسيتغلب نموذج التسيير الفردي على النموذج القبلي القائم على جماعة القرية والقبيلة التي كانت تتضمن بوادر بروز النزعة التحكمية الفردية.

وإذا كان الأعيان قد تقدموا إلى الواجهة، فإن صعودهم على حساب القبيلة لم بكن لولا تملكهم للسلاح الناري

1 ـ الأسلحة النارية كعامل مؤدٍّ لتصدع البنية القبلية

إذا كان الاقتصاد التقليدي للقبيلة الدادسية يقوم على الكفاف والندرة على العموم في مقابل تضخم وغنى وكثافة التعبير الأدبي في شقه الشعري على الخصوص، فإن المجتمع الدادسي بدأ يعرف تحولات ولو كانت بطيئة ـ والتي ما زالت تحتاج لدراسات مونوغرافية وتاريخية معمقة ـ من خلال دخول الأسلحة النارية (3) التي كان الأثرياء من الشيوخ والأعيان هم المؤهلون لشرائها.

لقد ترتب عن دخول الأسلحة النارية المتعددة الطلقات صعود نجم الأعيان والشيوخ على حساب ديمقراطية الجماعة القبلية التقليدية. وتزامن صعود نفوذ الأعيان مع ظاهرتين إثنتين. الأولى هي عمل المخزن في القرن 19 على تفتيت سلطة الجماعة القبلية بالإكثار من السلطة المحلية أي المشيخات للحيلولة دون تركيز السلطة في يد أفراد قلائل يهددون سلطته. ثانيا هي التدخل الاستعماري من خلال قيادة تلوات لأسرة الكلاوي الذي اعتمد على استقطاب الأعيان والعمل على تدمير المقاومة القبلية للتدخل الكلاوي من خلال ارتشائهم أو وضعهم أمام الصورة الحقيقية لمغرب بدأ يفقد استقلاله أو للمنافع المحصل عليها من العهد الجديد.

وإذا كانت المعطيات المتعلقة بدور السلاح الناري المهرب أو المهدى غير كافية لإبراز دوره في تصدع البنية الاجتماعية التقليدية، فإن واقعة تافوغالت يرتبط القيام بها بامتلاك متزعم الهجوم ـ وهو ابن شيخ قرية تابرخاشت في إحدى الروايات ـ لسلاح ناري جديد متعدد الطلقات مما شجعه لقيادة حركة من عدة قرى من قبيلة أمكون(5)(6) للإغارة على بعض رحل أيت عطا بمنطقة تافوغالت بعدما وشى بهم أحد الأشخاص. كما أن شجاعة بطل تافوغالت العطاوي "زايد ؤموح " مردها امتلاكه بدوره سلاحا ناريا متعدد الطلقات مكنه ـ في إحدى الروايات ـ من قتل 12 أو 14 من المغيرين. وفي رواية أخرى أن المهاجمين كانوا مئة لم ينج منهم إلا إثنان.

ومما يدعم دور السلاح الناري في الزعامة الفردية أن أحد أعيان قبيلة أيت سدرات ن ـ ييغيل (الجبل) وهو ؤلمسعود (7) تلقى كهدية من الكلاوي (في فترة سابقة ل 1918) حصانا وسلاحا ناريا من النوع المسمى تامنبهيت. علما أن الساكنة كان بعضها يمتلك أسلحة من نوع بوشفر، والذي يصنع رصاصه محليا، والذي صادرته سلطات الحماية بشكل جماعي. ومن ظل يقاوم فلتوفره على سلاح.

2ـ من السلاح الناري إلى معركة تافوغالت

إذا كان ظهور السلاح الناري على مسرح الأحداث القبلية قد أدى إلى صعود نجم الأعيان، فإن من مصادر تنمية الثروة لدى البعض منهم هو ممارسة اللصوصية أو التغطية على اللصوص بالإضافة إلى الرشاوي. وكان نهب قطعان القبائل الأخرى هو الوسيلة ولو كانت هناك علاقات سياسية فيما بين قبيلة المغيرين والمغار عليهم، إذ أمام السلاح والبحث عن الثروة تنهار قيم القبيلة. بل وصل الأمر إلى التعرض إلى النساء لسرقة مجوهراتهن الفضية رغم أن منطق الرجولة وتيموزغا يقتضي عدم المساس بهن ولو كن من قبائل مناوئة.

إن امتلاك متزعم حركة ءيمكون لسلاح ناري هو الذي شجعه على الهجوم مستغلا غياب الرجال، فبعد قيادة رحل أيت عطا المعنيين لأسرهم وقطعانهم إلى منطقة تافوغالت في شهر مارس سنة 1929 أو1930. رجع رجال أيت عطا لإحضار مؤونة إقامة عرس أربعة شبان. وعند الهجوم تم قتل أحد العرسان فيما هرب ثلاثة ليقوموا بعدها بالهجوم المضاد مستفيدين من وصول الدعم كما هربت النساء والأطفال، وقامت النساء بإشعال النار كعلامة على طلب النجدة، وكان من المنجدين بطل معركة تافوغالت المسمى ب "زايد ؤموح" الذي خلده الشاعر المرحوم ؤعمي آو خاردٌو في قصيدة بمناسبة الحدث.

3ـ معطيات حول توثيق النصين الشعريين المعتمدين حول معركة تافوغالت:

ينتمي النص الشعري الأول إلى النمط الشعري المسمى ب "تاماوايت". وهي إلقاء شعري حر لا يتقيد عادة بوحدة الموضوع. تقال أثناء السفر أو حين القيام بالأعمال المنزلية كالطحين مثلا، أو إنجاز الأعمال الزراعية كالحصاد.

ويلاحظ على تاماوايت واقعة تافوغالت أنها تتميز بوحدة الموضوع. وهي منسوبة حسب أحد الرواة من منطقة النقوب التابعة لإقليم زاكورة للمسمى "موحا ؤزمو" فيما رواة آخرون وراويات، إما يجهلون الناظم أو ينسبونها لأحد الشعراء المشهورين في فترة الحماية الفرنسية، ويتعلق الأمر بالشاعر "ؤعمي" أو الشاعر خاردٌ و المتوفى سنة 1961م.

أما النص الثاني فينسب ـ غالباـ للشاعر "ؤعمي ".(8) وهو نص شعري من نمط تاديازت ، وهي قمة النظم في الشعر الأمازيغي الدادسي إذ يمتلك أمدياز ناصية الإبداع ويعبر عن بلاغة اللغة الأمازيغية ويجدد فيها. للمقارنة، فالملاحظ أن تاماوايت قد تكون من نظم امرأة أو رجل، بينما تاديازت فتقتصر على الرجال ـ على الأقل ـ في منطقة دادس.

ولا تخلو مهمة ثوثيق النصين الشعريين من صعوبة الحسم في عدد الأبيات الشعرية (ءينواضن). ولا الصيغة الأصلية للنص بالإضافة إلى ترتيب الأبيات الشعرية. ولربما يعود السبب إلى أن شاعرا نظم القصيدة على بحر شعري (اسيف ن تديازت) في متناول الجميع، ثم رددها غيره من الشعراء بالتصرف فيها بالزيادة أو الحذف إما بحكم المعجم الخاص بقبيلة الشاعر بتعويض كلمة بمرادفها، أو صياغة المعنى بعبارات مغايرة. وخير نموذج هو النص الشعري الذي يتحدث عن "تامناكرت" إذ تتعدد روايته بالجنوب الشرقي بكل من الراشيدية ، ورزازات وزاكورة. ضمن مجال قبلي يشمل أيت يافلمان، أيت سدرات، ءيمكون، أيت عطا و أهل دادس.

4- تاماوايت تافوغالت المنسوبة لـ " موحا ءوزمٌو ".

إن النص المعتمد للتوثيق هو النص الأطول من حيث عدد الأبيات الشعرية. وقد تم تدوين أو تقطيع الأبيات الشعرية على ضوء طريق إنشاد الراوي.(9)

ا- النص الشعري:

1- صلاٌ عليك آ راسول الله لْخيار

2- ن – ءيواليون، آراسول الله أك ءيحضو ييلس.

3- نْيغ: << مايجران ءاسٌ لْي كر تفوغالت ؟

4- زون ءيوت ءوسفض ءولْي غف تاداوت.

5- آ يان مي ءيدْا ءوضار س "باها ءوحميد" (10)

6- كساتاسن ءينغميسن.

7- آفا ييلي نتٌا دوربانٌاغ ن ـ ءيزروالن.

8- ءيمزديكٌي اوزناكـَ، ءاك تدٌام الفضيحت

9- نٌسن، ءار آوودود، ءار مراكش.

10- آوا ماني كت ءينٌا ءودرا ؟ دٌاو تاقٌات

11- ن ءيلكتاون .

12- آوا نٌان <<نقٌوب أكن آها تفشٌارن >>.

13- نٌان <<أود تاروايت ويدٌات ءيبوبٌان

14- غس مايعمٌرن اغلاف >>.

15- زلان آتاماكارت ءوزونٌم .

ب- مضامين النص الشعري:

ابتدأ الناظم شعره بالصلاة على الرسول كخير كلام يحرص اللسان على ترديده (ب 1و2). و لفهم هذه البداية نستحضر الشعر كهبة موجهة لقول الكلام الطيب وتجنب الخبيث والفاحش. وضمنيا يتم الحكم على القول الشعري ككلام يبتعد عن الديني ويرتبط بالدنيوي مما قد يؤدي بالشاعر إلى الإخلال بالعقد الضمني الذي يربطه بمانح موهبة القول، أو توظيف الكلمة في غير محلها خصوصا أنها تحمل شرارة سحرية، إذ ما يقوله الشاعر قد يكون، ودعاؤه مثل هجائه قد يتحقق.

ثم تساءل الشاعر عما وقع <<في دلك اليوم>> بمنطقة كر تفوغالت (ب3)، مشبها ما وقع بصاعقة ضربت الماشية فوق الجبل (ب4). إذ ما وقع تم بسرعة وكانت نتائجه وخيمة من حيث عدد القتلى كأن البرق ضرب الماشية إذ يلاحظ أن الشاعر يوظف ظواهر طبيعية من عالم الرٌحل لوصف المعركة. بعدها يطلب الشاعر ممن سيمر على "باها ءوحميد" أن يحيطه علما (ب-5-6). و"باها ءوحميد" من أعيان قبيلة ءيمكون وأحد شجعانها. وكان من الرحل المعروفين بقوتهم فيما المهاجمون كانوا من المستقرين. وضمنيا فالشاعر يؤكد أن الهجوم لم يقم به الأقوياء. ولربما كان دافع المهاجمين هو تواجدهم قي منطقة خضعت للحماية إذ أحدث مكتب الشؤون الأهلية بقلعة ءيمكون سنة 1929، فيما أيت عطا لم يخضعوا بعد أو بالأحرى لم يخضع بعد البعض منهم. ولربما كانت تلك هي وضعية رحل ءيمكون.

وفي البيت السابع يبرر الناظم الدعوة لإخبار "باها ءوحميد" لكي يكون حاضرا مع ابن أسرة ءيزروالن، بمعنى كبيرهم. وأسرة أو عائلة أزروال توجد بقرية تابرخاشت التابعة لقبيلة ءيمكون وتنتمي إلى لف أيت مراو.

وفي البيت الثامن يشير إلى أن من تلقى الهزيمة هو "أوزناك" نسبة إلى قرية أزناك. علما أن القرية تنتمي إلى لف أيت مراو، مشيرا إلى أن فضيحة المنهزم وصلت إلى أوودود أي اكوديد بأزيلال وإلى مراكش (ب 8-9). ليتساءل أين أوصل ساكن درعة خبر الفضيحة، ومجيبا بأن الفضيحة أوصلها الدرعي إلى أسفل فج ءيلكتاون (ب 10-11).

فخبر الهزيمة امتد من الصحراء إلى شمال جبال الأطلس، أو بلغة أيت عطا من منطقة الغزلان إلى منطقة الوعول (سكـ تيملالين ءار ءود ادن ).

وفي البيت الثاني عشر أشار إلى أن البشارة وصلت إلى منطقة النقوب، وهي أراضي ايت اونير من اتحادية ايت عطا. والذين تعرضوا لغارة ءيمكون ينتمون إلى خمس ايت اونير.

وفي البيت الثالث عشر والرابع عشر وصف لما قام به المغيرون من فعل لم يقم به غيرهم وهو ملء الأكياس أو المزاود بالعصيدة التي أفرغوها من أواني الطبخ . إذ كانت العصيدة المحضرة كثيرة لأنها وجبة محضرة للضيوف الذين سيأتون للعرس وفي الأخير يصدر حكما على تصرف المهاجمين وهو إضاعة بذرة أو نقلة الكبرياء.

ج- معطيات إضافية على ضوء روايات أخرى لنفس تاماوايت.

مما جاء في رواية أخرى لنفس تاماوايت:

- آو بوتغرار، دءيمستيكيين، دءوزناك

- ءيلا موح ءولحساين

- آباسٌو ن – ايت موجان، كولٌوكن ألٌف ءيخوان

في هذه المقاطع الشعرية نجد ذكرا لقريتين إضافيتين شارك بعض أفرادها في الهجوم هما قرية ايت بوتغرار وقرية تيمستيكيت. القرية الأولى تنتمي إلى ايمكون ن – ييغيل وإلى لف أيت مراو. فيما قرية تيمستيكيت فتنتمي إلى ءيمكون ن – واسيف.(11) وهذه الرواية تجعل المشاركة في الغارة لا تقتصر على ساكنة سافلة وادي ءيمكون إي الساكنة المستقرة بل نجد قرى محسوبة على الرحل.

والغريب في الأمر أن هذه الرواية تذكر شخصين ينتميان إلي قبيلة ايت سدرات ن ييغيل من قرية ايت يول هما: موح ءولحساين من عشيرة ايت وابا، وباسٌو ن ايت موجان من آسرة ايت موجان. وفي النص يفهم أنهما شاركا في الغارة لكن الراوية ـ وهي من قرية ايت يول ـ نفت مشاركتهما في الواقعة وأن ذكرهما جاء في معرض الكلام (ييويتند واوال).

وطالما أن الشاعر تحدت عن لف، وبما أنه من المستبعد أن يكون بين قبيلة ءيمكون وأيت سدرات بعد خضوعهما لسلطة الكلاوي بواسطة حلفائه، فإن هناك فرضية اتفاق بعض "الأعيان" أو الأفراد الشجعان أو المغامرين على القيام باللصوصية في مجال لم يخضع بعد لسلطة الحماية، مما يدعم هذه الفرضية أن بعض رحل شمال الأطلس الكبير الملقبين ب "ءيمسكرسن" سرقوا قطعان بعض رحل ايت سدرات الجبل بمنطقة امليل السدراتية، وحينما تمت ملاحقتهم تم اكتشاف تواطؤ أحد أعيان تيزيين السدراتية. بل إن موحداش خليفة الكلاوي على قبيلة ايت سدرات الجبل بين 1938م و 1956م كان يدفع ببعض الأفراد إلى سرقة قطعان القبائل التي لا توجد تحت نفوذه. كما كانت السرقة مظهرا من مظاهر ما تبقى من المقاومة قبل الإخضاع النهائي لكل القبائل بعد معركتي بوكافر وبادو وقتل زايد ءوحماد.

5- قصيدة تافوغالت المنسوبة للشاعر ءوعمي أو الشاعر خاردٌو

مثلما وقع مع نص تاماوايت المنسوبة للناظم "موحى ءوزمو" فلقد تم تدوين أطول نص حصلت عليه فيما يخص القصيدة (تاديازت) المنسوبة تارة للشاعر ءوعمي المنحدر أصلا من ءيمكون وتارة للشاعر خاردو المنتمي إلى قرية تاملالت بقبيلة أيت سدرات ن ـ ييغيل

أ – النص الشعري:

1- صلٌي عليك آ نبي موحامد

2- ءوريلي غس يان ربي تكا القودرة تينس

3 - يان ءوريضميع ءاد ءيزك ءاغٌون ـ تارير

4- غس ءولقلعا نورزن ديكس.

5- يوفاكن آييمكون زايد ءوموح

6- وام الباز يوفان تيسكرين كـ ءيريرض،

7- دانقٌان يان ءي زرين سواندغ ياضن.

8- ءي ربي ـ نٌك آييسغي سيلٌيي ءاد يجمع

9- مايد ءيكان طٌير.

10- ءي ربي ـ نٌكـ آيوشن، ءوتات ءامرور

11- ءاد ءيجمع مايكان ءوشن ن ـ تفوغالت

12- هان ءاكسوم ءي توزعم ديكس.

13- آ ياكرو نولمو كيٌيين ءايد يساضن

14- ءي توليم س لبور، داتٌينيكم ءيفيغر.

15- سك مايد ءوريلي "ءولحوطٌ" د "ءوتاغيا"

16- تحيضرم آ ييكرامن

17- ءيفاغريون ءاد ايتنالن أيدا و ييض.

18- ءيما تادٌغ هات ءايت ءومالو ن تازارت

19- ءايدي تكر لوقت.

20- هات ءايت ءومالو ن ـ تازارت ءايد باهرا توضر

21- ءيما ايت ءومالو ن ـ تاسافت ءور ءامون

22- ك لغوغت.

ب ـ مضامين القصيدة:

بدأ الشاعر نظمه للقصيدة بالصلاة على النبي محمد (ص) و بالإشارة إلى وحدانية الله صاحب القدرة في البيتين الشعريين الأولين. وبعدها يقول إن لا أحد طمع في حلب حليب الغولة إلا "ءولقلعا" الذي كان يأمل ذلك (البيت3و4). فالشاعر في البيت الشعري الثالث والرابع يشير إلى رغبة المغيرين من قبيلة ءيمكون في تحقيق المستحيل وهو الحصول على غنائم الرحل الذين يشبههم بالغولة كناية عن قوتهم وبأسهم في مقابل المستقرين والمزارعين. فميزان القوى ليس في صالح الساكنة المستقرة حيث كفة الغلبة تميل للرحل. كما أن الشاعر يوظف فعل <<نورزن>> ومنه الكلمة "أناروز، وهذه الكلمة الأخيرة غنية بدلالاتها وإيحاءاتها في أمازيغية قبائل وادي دادس من منبعه إلى حدود قبائل ايت سدرات ن ـ واسيف حيث تبدأ أراضي ايماسين المحسوبة على قبائل ءيمغران، وإن كانت لهجة ايماسين تعكس تداخل لهجة ءيمغران وايت سدرات ن ـ واسيف. فكلمة اناروز(15) ـ مما تعنيه ـ الأمل أو الرجاء، مثلما تعني الإحباط في نفس الوقت عندما ترغب في ما يملكه الغير وأنت تعرف أنه بدوره في حاجة ماسة إليه. وعادة ما يرتبط الاعتقاد في اناروز بالإناث أساسا. إذ لحماية الرابطة القرابية بين الأخوات والإخوة يتم تحذير الإخوة الذكور من مفعول اناروز الأخوات وألام المؤدي للنار. فكأن الشاعر لا يكتفي بالسخرية من المهاجمين لرغبتهم في حلب الغولة، بل يضع المهاجمين في موقع الإناث الضعيفات في إطار التقسيم الجنسي للعمل في المجتمع الزراعي الرعوي التقليدي حيث المحارب هو الرجل. علما أن الاعتقاد في اناروز هو قلب للهرمية الاجتماعية على أساس ثقافي هو الاعتقاد في المفعول السحري لاناروز النساء كأنه أداة لتحقيق المساواة رمزيا أو التخفيف من اللامساواة. بعدها يتحدث الشاعر عن بطل معركة "تافوغالت"، وهو "زايد ءوموح" من قبيلة ايت عطا مشبها هجومه على المغيرين بطائر الباز الذي وجد طيور الحجل في أرض منبسطة (حيث لا يمكنها الاختفاء، وحيث يسهل على الباز قنصها )، إذ يقتل زايد ءوموح مغيرا ثم ينتقل إلى غيره (الأبيات: 5-6-7).

وأفتح هنا قوسا للحديث قليلا عن "زايد ءوموح" أو عن ذكراه. فمما يظهر شجاعته أنه عندما مات قالت إحدى العطاويات في حقه شعرا تنعيه فيه بقولها:

آتا ماس نسغويٌو ؟

ءيدٌا زايد ءوموح.

ترجمة:

بمن نستغيث ؟

مات زايد ءوموح.

كما أن هناك مثلا يقول:<<ءاويد اقمو ن ـ زايد ءوموح >> أو <<ءاوييد ءودم، ءام ءودم ن ـ زايد ءوموح >>. القصة أن رجلا طلب من حلاق أن يحلق له لحيته مثلما يحلق زايد ءوموح، فما كان من الحلاق إلا أن طلب منه أن يحضر له وجها وسيما مثل وجه زايد ءوموح. وفي البيت الشعري الثامن والتاسع يطلب الشاعر من الطائر الكاسر المسمى "ءيسغي" أن يحرك جناحه لتجتمع الطيور، مثلما يطلب في البيت العاشر والحادي عشر من الذئب أن يصيح لكي تجتمع ذئاب تافوغالت. فهناك لحم داعيا إلى توزيعه سواء بين الكواسر أو بين الذئاب (ب 12) أي تجتمع كواسر السماء وذئاب الأرض.

وفي البيت الشعري الثالث عشر والرابع عشر، يهجو الشاعر المغيرين مشبها إياهم بضفادع العشب قرب الوادي (ءالمو) التي أصيبت بالجنون، وصعدت إلى "لبور" أي الأرض الخلاء باحثة عن الأفعى.

علما أن الأفعى تسمى"تابوريت" وهي السامة. وكتعليق حول هذين البيتين يمكن القول إن المهاجمين أرادوا قلب علاقة تقليدية بين الرحل والمزارعين أو الرحل والقرويين. بين الأقوياء والضعفاء. ولا ننسى أن المغيرين يتواجدون في منطقة خضعت للحماية الفرنسية أو سلطة تلوات (ءيكليوٌا)، إذ صح أن تاريخ الواقعة هو 1929- 1930.

لقد كان ميزان القوى في غير صالح المغيرين الذين يتواجدون في أراضي أصبحت خاضعة للاستعمار أو من يمثله فيما المهاجم عليهم ما زالوا أحرارا. بصيغة أخرى إن ميزان القوى وفق الرؤية التقليدية لثنائية للرحل والمستقرين أو ما يمكن نعته بتقابل أهل الخيام وأهل الحارة (16) ليس في صالح المستقرين.

وفي البيت الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر يشير الشاعر ضمنيا إلى عدم وجود القرى القوية لقبيلة ءيمكون في الهجوم، وهي القرى التي يغلب على ساكنتها طابع الترحال أو تتواجد في مناطق الحياة فيها قاسية مما يتطلب شجاعة من المقيمين فيها. وكمعلومة فقد كانت بعض نساء الرحل يجدن المصارعة (تيغيلت) إلى درجة أنهن قد يتفوقن على الرجال !!. وقد ذكر الشاعر القرى التي لم تشارك وهي ايت لحوط، ايت تاغيا وءوزيغيمت وهي قرية صلحاء، مشيرا إلى أن الأفاعي ككناية على الرحل لا تنال منهما إلا الأفاعي، أي أن أنداد الرحل هم الرحل.

وفي البيت الثامن عشر والتاسع عشر يؤكد أن معركة "تافوغالت" لم يقم بها إلا المستقرون أو من اعتادوا الجلوس تحت شجرة التين. ويؤكد في البيت العشرين أن أهل ظل شجرة التين هم الذين تضرروا كثيرا من الواقعة أو أن أكثرية المتضررين منهم. وفي البيتين الشعريين الأخيرين يقول إن الرحل أو المستظلين بظلال شجرة تاسافت (17) فلم يشاركوا في المعركة أو الغارة.

ج- مضامين إضافية للواقعة على ضوء رواية أخرى لنفس القصيدة:

في إحدى الروايات لامرأة في قرية ايت يول السدراتية تمت الإشارة إلى مشاركة ايت بوتغرار ويتعلق الأمر بقرية من ءيمكون. مما جاء في الرواية:

1- يان ؤرجون ءيضمعن ءاد ءيزك اغو ن تارير

2- ءولقلعا غس ءاد ءينورزن ديكس

3- يوسي ابوكض ءوريلين لهند،

4- آو بوتغرار، تيويتٌ س ءيغوليدن ءيقورن.

ففي البيتين الشعريين الأخيرين ذكر لايت بوتغرار مشبها إغارتهم بمن حمل فأسا غير فولاذي ليضرب به في جبل صخري.

6- خاتمة

إذا كان التدخل الاستعماري بوادي دادس قد أعلن نهاية حقبة تاريخية ربما طويلة من تاريخ المجموعات القبلية لدادس، فإن قراءة الشعراء لما ترتب عن هذه الأحداث تم على ضوء المرجعية الثقافية التقليدية سواء تم بشكل مقصود أو عفوي. فعلى مستوى المعجم نجد معجما ينتمي للطبيعة التي تحيط به. وعلى مستوى القيم الثقافية نجد الإشارة إلى قيم فاعلة في وعي إنسان الجماعة التقليدية بوادي دادس ويتعلق الأمر باناروز. مثلما يظهر لنا ازدواجية نمط حياة ساكنة وادي دادس ورافده واد ءيمكون حيث المزارعون و الرحل.

أما على المستوى التاريخي فإن النصين الشعريين اللذين تم نظمهما مرتبطان بخضوع غالبية القبائل لسلطة الكلاوي من خلال ممثليه. كما أن واقعة تافوغالت تعكس الأثر البعيد لدخول الأسلحة المتعددة الطلقات على التوازن التقليدي بين مكونات القبائل داخليا و فيما بينها.

هوامش وإضافات:

(1) مما عمق هذه الرؤية المأساوية أن الشاعر يعيش لحظة تاريخية تفقد فيها القبيلة سلطتها لصالح قوة خارجية.مثلما أن الأعيان دخلوا لعبة التواطؤ مع القوى الجديدة على حساب حرية أخوتهم في القبائل. كما تعمقت الهوة بين العشائر التي يختار منها ممثلو السلطة الجديدة والعشائر التي أصبحت خاضعة لثقل ضريبي و التزامات تفوق طاقة محيط قائم على اقتصاد الكفاف و مهدد إما بالفيضانات أو الجفاف و الجراد. كما طفت الرشوة على السطح إلى درجة تفضيل عدالة ضباط الشؤون الأهلية الفرنسيين على ظلم الحاكمين من المغاربة. و هذه الوضعية تتنافى مع رؤية الدادسيين لمسار التاريخ حيث <<ثلث الهيف، ثلث السٌيف، ثلث الشريف>>. فالجنة لم تتحقق حينما أصبح الظالم في مكانة العادل.

(2) ليس فقط القدرة اللدنية هي التي تمكن الشاعر من احتلال الواجهة التفافية في المجتمع لتقليدي. بل يظهر أنه ملم بالأحداث التاريخية التي لا يظهر مفعولها في المجال الإدراكي لبقية السكان. فلقد كان قادرا على الحصول على المعلومات التي لا تصل لغيره من المستمعين لشعره.

(3)تحدت "شارل دوفوكو" عن الاستخدام الاستعراضي للطلقات النارية أثناء مروره من منطقة دادس سنة 1884 (انظر: التعرف على المغرب.ص ص: 288-289 ترجمة المختار بلعربي .دار الثقافة.1999).

ويتحدث كليفورد جيرتز عن تطور تجارة السلاح بكثافة متنامية بعد وفات السلطان الحسن الأول سنة 1894(انظر الترجمة الفرنسية لكتاب سوق صفرو. ص 73.هامش 19. ). وإذا كان وجود السلاح يفترض التقاتل فان بيير فلامند في كتاب المجموعات الإسرائيلية بجنوب المغرب يتحدث – اعتمادا على تقرير موجه للرابطة الإسرائيلية سنة 1913 – عن عدم تسجيل قتل أي يهودي منذ خمس سنوات في منطقة تضم خمس ملاحات يهودية صغيرة.

(4) يتحدث المخبرون عن تافوغالت. وفي النص الشعري من نوع تاماوايت يتم الحديث عن "كر تفوغالت". والمنطقة توجد قرب المنطقة المسماة تارٌاخت أو تيرٌيخت بصاغرو .

(5)قبيلة ءيمكون: قبيلة توجد بالسفح الجنوبي للاطلس الكبير مركزها قلعة مكونة المعروفة بموسم الورود.

(6) القرى المذكورة سواء في النصوص الشعرية الموثقة في هدا المقال أو في الروايات الأخرى هي: زناك، بوتغرار، تيمستيكيت، ويلاحظ عدم ذكر قرية تابرخاشت التي يقال أن ابن شيخها هو من تزعم الحركة ضد رحل ايت ءونير.

(7) الشيخ ءولمسعود: اسمه حمٌو اوعلي ن ايت المسعود. من قرية تيزيين بقبيلة ايت سدرات ن –ييغيل. كان يلقب بحماد امزيان كان ثريا إلى درجة أن ضرب به المثل بقولهم <<هل لديك جمال ءولمسعود >> ؟. (ءيس غورك ءيلغمان نولمسعود؟). و من مظاهر بحبوحته أن لديه زوجتين في محيط التعدد فيه ناذر.

(8)إن تغليب نسبة قصيدة تافوغالت أو كر تفوغالت للشاعر ءوعمي مرده أن اغلب الرواة يرجحون نسبتها اليه ان لم يعتبروها له بشكل قطعي.

(9) الراوية هي لالافاظما ن ايت لخاوش. أصلها من قرية ايت عربي بايت سدرات نييغيل، و متزوجة بات سدرات ن واسيف (ايت ءيحيا ).

(10) باها ءوحميد: من أعيان قرية تيمستيكيت من قبيلة ءيمكو ن و كان من الرحل. (معلومة امدتنا بها رقية نايت لمولع المقيمة بمدينة خريبكة.

(11) لتحديد انتماء القرى إلى لفوف قبيلة ءيمكون تم الاعتماد على بحت الإجازة بعنوان دراسة تاريخية لمنطقتي دادس و ءيمكون. انجاز الطلبة: ابراهيم اكنوش، خالد ازروال و خالد العمري.تخصص التاريخ.اشراف محمد بوعزازة. السنة 2003-2004 كلية الآداب اكادير.

(12) الشاعر ءوعمي يعود أصل أسرته إلى قبيلة ايمكون.كان أبوه فقيها.تعاطى للشعر بعد أن رأى في منامه خروج النحل من فمه و دخول الذباب إليه. استقر بقرية ءوغرد قرب بوما لن – كان يرافقه الشاعر "ءوقزٌا" من قرية تيزيين السدراتية. ورغم وجود نصوص شعرية منسوبة له فلم أتمكن من الحصول على اسمه الشخصي. توفي قبل الاستقلال في عهد موحداش الذي وصلت به الوقاحة إلى منع نساء من قرية ايت يول من التوجه إلى تقديم العزاء في وفاته.

(13) الشاعر خاردو: من قبيلة تاملالت بقبيلة ايت سدرات الجبل.تعرض للسجن أثناء دخول الكلاوي للمنطقة.و هو من الشعراء القلائل الذين خلدتهم ذاكرة ايت سدرات إلى درجة أن أهم النصوص الشعرية لفترة الحماية تنسب له، ومنها القصيدة التي يتحدث فيها عن سجن مولاي عبد المالك ءوحميد سنة 1917. و لقد توفي الشاعر سنة 1961. (يقال في نفس يوم وفاة الملك محمد الخامس ).

(14) راوي القصيدة المعتمدة هو السيد اعليلوش من قرية تومهار بالنقوب بعمالة زاكورة (تازاكورت) و تم سماعها منه بتاريخ 31 مارس 1999. و كان برفقتي ابنه و صديقي محمد اعليلوش.

(15) في مدينة ورزازات ونواحيها حيت تسود لهجة مصمودية تستعمل لفظة "ءيكي" كمرادف للفظة اناروز.

(16) مما يتطلب البحث في تاريخ المنطقة و هو فثرة انتشار القرى المسماة الحارث بالجنوب الشرقي و علاقتها بلفظة ءيحرطان او ءيحرضان.حيث أن الكلمة قد تعني أصلا ساكن الحارة كمجتمع سكاني وسط عالم من الرحل. (انظر قراءة أخرى لكلمة احرضان في كتاب تافيلالت للأستاذ العربي مزين. الصفحة 193و194. بالفرنسية. منشورات كلية الآداب بالرباط.1987).

(17) إذا كان ايت عطا يحددون امتدادا أراضيهم من الغزلان إلى الوعول (سك تيملالين ءار ءودادن). وايت سدلرات من النخيل إلى البلوط الأخضر (سك افروخ ءار تاسافت ). ألا يحدد الشاعر ضمنيا مجال قبيلة ءيمكون من التين إلى البلوط الأخضر؟.

 

                                                                                                 Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting