uïïun  135, 

sayur 2958

  (Juillet  2008)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

idls asrti n "ddahir lbrbari" d imntiln n tiggunçit n lmuvrib

Tinighit tsur di Granadva

Asnfar n raxart

Ur ssinegh

Yagwi...

Sriwrew as, immut

Ad tisgar n ghid a tumlinin

Ismummuyn n tarbat

Memmi

Tugga n wargan

Français

Fès est le Maroc, les reste des indignes

La négation de la culture amazighe

L'égoïsme forcené

Entretien avec le poète Omar Derouich

Encore une victime du pouvoir algérien

Le rapport Amnesty: quel crédibilité?

العربية

الثقافة السياسية "للظهير البربري" وأسباب تخلف المغرب

عندما يكون تعليل المنع أفدح من المنع نفسه

أيور وشهر أيار وباسل

ساعة عباس أوروبية وقانون الأحزاب عنصري

حكم الظالم في بلاد تامازغا

سيدي حمو الطالب، هوميروس الأمازيغ

نبش في الذات

ضجة الصداقة الأمازيغية اليهودية

توظيف التراث الشعبي في الشعر الأمازيغي

الرايسة رقية الدمسيرية

بعد حملة القمع ببومالن دادس وسيدي إفني، أين ستجري الحملة القادمة؟

تظلم السيد أوسعيد لحسن

بيان جمعية أزمز

بيان تامينوت بخصوص الاعتداءات على سكان إفني

بيان تاماينوت فرع لخصاص

بيان التنسيقسة الوطنية للحركة الأمازيغية

بيان تامينوت بقلعة مكونة

بيان المنتدى الأمازيغي للكرامة

بيان جبهة أميواي للعمل الأمازيغي

بيان العصبة الأمازيغية بشأن أحداث إفني

بيان بخصوص القناة الأمازيغية

بيان من أجل إطلاق القناة الأمازيغية

تجديد مكتب ج.م.ح.ن بالحسيمة

بيان الشبكة الأمازيغية

بيان المركز المغربي لحقوق الإنسان بالحاجب

بيان الحركة الأمازيغية بإمتغرن

بيان الشبكة الأمازيغية

بيان تنديدي لجمعية أوسّان

بيان تامونت ن يفوس

 

 

 

نبش في الذات

بقلم: شكري عمر (خنيفرة)

لكل شعب مجاله الحضاري الذي شغله منذ فجر التاريخ، وبالتالي ولّد فيه ثقافته – في معناها الأنتروبولوجي – وكونها على مدى السنين والقرون، ترويضا وتكييفا لطبيعته الداخلية والخارجية. 1 لتنتهي هذه العملية إلى تشكيل ملامح وسمات أساسية ومحددة، فلكل مجتمع نمط خاص غالب من الشخصية الاجتماعية يطلق عليها الأنتروبولوجيون بالشخصية القاعدية 2 la personnalité de base، والتي تميّزه عن باقي المجتمعات. فكل ثقافة إنما تنطوي على تصور حتمي للسلوك باعتباره خاضعا لقوالب التربية وللمقتضيات الاجتماعية، لأنه لا يتم إلا بموجب نماذج يستبطنها الفرد طوال سنوات تربيته، عبر ما يعرف سوسيولوجيا بالتطبيع الاجتماعي. فالثقافة هي ما يجعل لا الفرد ولا الجماعة حاملين لتمثلات ورؤى وفلسفة خاصة في الوجود يهتديان بفعلها ويسلكان تحت وقعها، بطريقة شعورية أو لا شعورية. فالثقافة هي ما يسكن اللاشعور الجمعي ويحدد هويته وملامح شخصيته الاجتماعية، إن الأفعال وردود الأفعال والإشارات والإماءات... - لا يمكن فك شفراتها دون وضعها داخل إطارها السوسيوثقافي، إنها بكلمة واحدة تلك الروح الخفية- حسب تعبير R. Montagne- التي تسري في الذات سريان الدم.

فالثقافة إذن هي قولبة للمجتمع وتوليد لأناه الجماعية، أو الضمير الجمعي بالتعبير الدوركايمي.

كما أن الأنا الجماعية بما هي ترسب للثقافة، هي ما يشكل هوية المجتمع وملامحه وشخصيته المتميزة، لأن الثقافة تترك أثرا قويا في شخصية الفرد والجماعة قوامها صقل وتشذيب الطباع، فصورة المجتمع لا تنكشف في أقوال وأفعال وتفكير أفراد المجتمع فحسب، بل تطال حتى مستوى البنيات الإدراكية والمعرفية والوجدانية المكونة للشخصية. ولعل هذا ما يجعل الدارسين لا يجدون أدنى صعوبة في رسم تخوم فاصلة بين ثقافات الشعوب، وبالتالي وضع خريطة للجغرافيا الثقافية للمجتمعات.

بناء على ما سبق فإن أي تنقيب وأية نظرة تفحصية دقيقة لحضارة شمال أفريقيا- تامزغا- سواء تعلق الأمر بخريطة التراث الشعبي كعمق وهندسة أدبية أو في البنية اللغوية والأشكال الاحتفالية والحوامل الثقافية الأخرى كالطبخ واللباس و الطوبينيميا... لن تستقيم ما لم توضع في حقلها الثقافي الشامل. لكن لا مندوحة ونحن نتحدث عن حضارة شمال أفريقيا من التأكيد على شيء بالغ الأهمية، وهو أنه وبفعل التثاقف ثمة أمور وسمات تتقاطع فيها حضارات البحر الأبيض المتوسط لكن مع احتفاظ كل ثقافة بنكهتها الخاصة وشخصيتها القاعدية.

إن جدلية التثاقف وما يصاحبها من أخذ وعطاء مسألة جد طبيعية وإيجابية تطال حضارة كل شعوب المعمور. وحتى لا نسبح في خضم المقولات النظرية لا بأس من تقديم نماذج حية ومحايثة لواقعنا السوسيو ثقافي المغربي.

I. نظام الأكـل

إن غنى الطبخ المغربي يحدده في المقام الأول ما تجود به أرض تامازغا من خيرات، حبوبا ولحما وخضرا... وهي المشكّلة للدعامة الأساسية للنظام الغذائي المغربي ولأطباقه والمحددة لهوية سكانه، حيث إننا لا نكاد نجد مثيلا لها لا في آسيا ولا في أوربا... ويأتي "الكسكس" في مقدمتها بحمولته الرمزية ودلالاته السوسيولوجيا، فهو يحظى بهالة وقدسية لا مثيل لها حيث تصاحبه طقوس مميزة، إنه أولا أكلة جماعية تقدم في حضرة العائلة، العشيرة أو القبيلة وهي بناءات اجتماعية تفسر ذلك الحضور القوي للتماسك واللحمة الاجتماعية ومبادئ التكافل الاجتماعي، والمتجسدة فعليا وواقعيا في تلك الأشكال العملية والاحتفالية. نذكر منها على الخصوص "مولّي"،"تاوالا"،"تاويزا"، "أكادير"، "إكراون"، "تاضا"، "أحيدوس" و" أحواش"....

ومما يمنحه تجدرا وعمقا في الذاكرة الجماعية ارتباط "الكسكس" باحتفالات السنة الأمازيغية، أي بالتقويم الأمازيغي الذي بدأ يؤرخ له منذ عهد الملك أشيشو نغ 950 ق.م. كأعظم حدث في تاريخ تامازغا. والذي هو في الأصل احتفال بالأرض الأم الإلهة المعطاء. فلا يخلو بيت من بيوت أفريقيا الشمالية من لون من ألوان هذا الطقس، كاحتفال بدلالات ومغزى الحدث إن بشكل واع أو كاحتفاء عفوي وكاستحضار لأثر حدث منسي خبا وقعه عن الذاكرة الجماعية.

و"الكسكس" أنواع، فهناك "أبركوكس" وهو "الكسكس" الغليظ الحب و"أحلحول" وهو الرديء الصنع، "أبداز" المصنوع من الذرة، "أبلبول" من الشعير، "أحلاو" أزيكوك " المسقي باللبن المخيض، "تيسي" المسقى باللبن الحليب الساخن، "تيسمّيت"، "أسكل" المدهون بالزبدة 3

إلى جانب هذا تحضر أطباق أخرى مانحة لبلادنا فرادتها واستثناءها نذكر منها: أزنبو، تبيسارت، تيرفي إليوان ً التقلية المترجمة حرفيا من الأمازيغية إلى الدارجة المغربية ً تيكورداسين، إفزا، ترفّيست، أبغرير، أملو،...

إن هذه الأطباق هي ما يعطي ذلك الاستثناء المجالي واللغوي والحضاري لأرض المغرب بجباله، سهوله، وصحاريه. ومما يدعم كذلك أصالة الطبخ المغربي وارتباطه وتجدره في أرض تامازغا هو الغياب التام لهذه الأطباق في ريبيرطوار وكاسترونوميا الأمم المجاورة شرقية كانت أم غربية. أكثر من هذا قد نلاحظ استهجانها في بعض الأحيان إلى درجة التقزز والشعور بالغثيان من قبل الغرباء عن هذه الثقافة. وقد حدث هذا عندما أعرب أحد مراسلي قناة الجزيرة القطرية عن قرفه واستغرابه من رؤوس الماشية المعروضة للزبناء في جامع لفنا بمراكش. ولعل هذا وأشياء أخرى هو ما يدعم رأي كبار الأنتروبولوجيين القائلين بمبدأ الطابع النسبي والخصوصية الثقافية وهو نفس المبدأ المعتمد للتمييز بين الشعوب والإثنيات.

فلكل مجتمع ثقافته الغذائية الخاصة به. فهناك من يتلذذ بأكل الأفاعي والعقارب والقطط والجرذان والكلاب... - جنوب شرق آسيا - وهناك من يتقزز لمجرد تخيل ذلك. وهذا يطال حتى النسق الديني كانعكاس طبيعي للثقافة، بما هي تثقيف للمقدس أو تقديس للثقافة، فهناك ديانات تحرم على أتباعها - بوصفهم زبناء ثقافيين - أكل لحم الخنزير أو لحم الأرانب أو البقر... مقابل ذلك هنالك شعوب تتلذذ إلى حد الانتشاء بذلك. وتقدم عليه دون أدنى حرج أو شعور بالإثم والذنب. كما أن هناك ديانات تقدم الخمر الأحمر في قداسها الديني كرمز لدم نبيّها كطقس تمليه نصوص الشريعة والدين وتوجيهات الرب، وفي المقابل هناك ديانات ترى أن شرب الخمر من أكبر المعاصي والرذائل.

وعلى العموم فقد خلصت الدراسات في مجال الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية إلى أن الحرام إنما هو حرام ثقافي والحلال إنما هو كذلك حلال ثقافي. أي أن الحلال والحرام هما مقولتان ثقافيتان ليس إلاّ.

قد يبدو العري مثلا عارا في بعض الثقافات قد يصل إلى درجات التجريم بل التحريم تحت ذرائع زرع الفتن وإثارة الشهوات وتكريس واقع الأنوميا داخل المجتمع.... وقد يبدو الأمر عاديا جدا في ثقافات أخرى.

إذا أجرينا تقابلا بين الموقفين تبدو لنا الذرائع التي يتذرع بها الطرح الأول إنما هي مبررات واهية ولا أساس لها من الصحة... فالعري والعار مثلا عند بعض شعوب أمريكا الجنوبية هو أن يزيل الرجل قصبة تغشي عضوه الذكري وعند نساء غينيا الجديدة فالعري والعار والمصيبة والطامة الكبرى هو أن تزيل الأقراط الخشبية التي تزين بها شفتيها، رغم أن "عورتها" كلها بادية للعيان. وفي مقابل ذلك هناك من الشعوب من يثيره صوت وخصلات المرأة بل يمكن أن يهدم أحد أركان دينه.

خلاصة القول إن لكل مجتمع أطر إسناده من خلالها يقبح القبيح ويجمل الجميل. 4

بقي أن نشير في هذه المقالة المتواضعة إلى مرض مزمن أصاب الذات المغربية وهو نوع احتقار قيمة الذات وتضييعها وفقدانها في الآخر إما بوعي أو بدونه. ففي إحدى حلقاتها الخاصة بـ"التعريف" بالطبخ المغربي الأصيل استغربت مقدمة شهيوات شميسة من الطابع الغرائبي لأسماء الأطباق المغربية – وهنا أتساءل من هو فعلا الغريب عن الآخر؟ من الدخيل ومن الأصيل - إن هذا التجاهل ينم عن مسألة في منتهى الخطورة مردها إما أن ورم الاستلاب الثقافي قد بلغ مراحله المتقدمة حيث لا ينفع معه علاج، وإما أن ذلك وليد جهل كبير بعمق بمقومات الذات المغربية. وكلا الاحتمالين سيان ويثيران الشفقة بالقدر الذي يثيران القلق.

II.المرأة داخل النسق الإجتماعي الأمازيغي

إن أهم ما يميز الأشكال الاحتفالية الأصيلة في المغرب هو سمتها الجماعية وطابعها النوعي، حيث حضور المرأة والرجل جنبا إلى جنب في البيت كما في الحقول وأمور التدبير المنزلي والأسري. فالمرأة – تامغارت- أي الكبيرة والعظيمة الشأن، ليست لا ناقصة عقل ولا فعل، كما أنها استعاضت التاء الساكنة بأخرى متحركة و"اللا" القائلة بحضور الجنسين معا، بدل "اللا" النافية للجنس. فالسلطة والزعامة والحكمة والقوة... مجالات ليست حكرا على الإيديولوجيا الذكورية بل هي مجالات تقاسمت فضاءاتها النساء كما الرجال دون مركب نقص. فتامغارت، وكما أخبرنا بذلك التاريخ، وصلت غير ما مرة إلى سدة الحكم وتربعت على عرش الملك، ونذكر على سبيل المثال الملكة الأسطورة "تهيا" الملقبة تارة بالداهية وتارة أخرى بالكاهنة من قبل الغزاة لا لشيء إلا لأنها أذاقتهم مرارة وعلقم الهزيمة، من كائن حرمة لا يقام له أدنى اعتبار (في نظر الثقافة الغازية)، وهي أول من نهج سياسة الأرض المحروقة في تاريخ البشرية.

إضافة إلى تهيّا سطع في الساحة السياسية نجم كل من تين هينان، كنزا توربيت وزينب تانفزاويت....

إن منزلة سامية كهذه والتي أ فرزتها الثقافة والضمير الجمعي لإنسان شمال أفريقيا والمتأصلة في نسيجه الاجتماعي الموسوم بالمساواة، طال حتى العوالم المفارقة، عالم الآلهة، بحيث عرفت شعوب المنطقة عبادة الإله أمان "همان *" – إله المطر والماء- والإلهة تانيت – إلهة الأرض والخصب - فاتحادهما كزوجين هو ما تنشأ عنه الخصوبة والحياة والخير العميم 5، إن فلسفة شعب أرض تامازغا تبوح بحقيقة وسر مفاده ألا رفاهية مع تعطيل قطبي الحياة والخصوبة ، وأن المرأة والرجل كلاهما يعتبر رقما لا يحق تجاوزه أو النط عليه.

هذه بعض ملامح الشخصية القاعدية للشعب الأمازيغي بأبعادها الإنسية ونزعتها الإنسانية التي أنتجها في عتمة التاريخ بعيدا عن الفرقعات الإعلامية و ديماغوجية الصالونات.

III.الطوبونيميـة.

إن أية عملية مسح طوبينيمي لأرض المغرب من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه لكفيلة بجعل أصنام وأساطير الانتماء التعسفي العروبي تتهاوى لتنبثق الأمازيغية كجلمود صخر منتصب لا يتوجس من أية دراسة تتوخى العلمية والموضوعية منهجا وأفقا، بعيدا عن تلك الأسطوانات المتهرئة والهرطقات المؤسطرة والمدمغجة للتاريخ والجغرافيا والإنسان.

إن أغلبية المدن والبوادي والمناطق المغربية بقيت وفية لهويتها، وبعضها الآخر حّرف نسبيا، أما الصنف الثالث فقد عرّب حرفيا عن الأصل (انظر الجدولين)

إن ما نريد أن نؤكد عليه في هذه المقالة هو أن الشخصية المغربية هي نتاج لثقافة وحضارة عميقة ضاربة جذورها في تاريخ تامازغا وهذا ما يمنح المغرب عبقريته واستثناءه، ونكهته الفريدة، حسبنا فقط أن ندقق النظر في الذات بحواملها الثقافية (اللباس، الأشكال الاحتفالية والفرجوية، اللغة، الميتولوجيا، المعمار....) لنكتشف كنهنا الحقيقي.

إحالات ومراجع:

1 محمد سبيلا وبنعبد العالي ، الطبيعة والثقافة دار توبقال للنشر الطبعة الثانية 1996ص6

2 أبرام كاردينر من رواد القائلين بالشخصية القاعدية.

3 محمد شفيق المعجم العربي الأمازيغي الجزء الثاني ص. 390

4 سليم دولة "الجراحات والمدارات"، المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر والتوزيع الطبعة الثانية 1993ص22 .

5 فيلسيان شالي موجز تاريخ الأديان ترجمة حافظ الجمالي ص 144

* أغلب الكتب المترجمة إلى العربية ترد هذا الاسم هامان عوض أمان.

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting