uïïun  135, 

sayur 2958

  (Juillet  2008)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

idls asrti n "ddahir lbrbari" d imntiln n tiggunçit n lmuvrib

Tinighit tsur di Granadva

Asnfar n raxart

Ur ssinegh

Yagwi...

Sriwrew as, immut

Ad tisgar n ghid a tumlinin

Ismummuyn n tarbat

Memmi

Tugga n wargan

Français

Fès est le Maroc, les reste des indignes

La négation de la culture amazighe

L'égoïsme forcené

Entretien avec le poète Omar Derouich

Encore une victime du pouvoir algérien

Le rapport Amnesty: quel crédibilité?

العربية

الثقافة السياسية "للظهير البربري" وأسباب تخلف المغرب

عندما يكون تعليل المنع أفدح من المنع نفسه

أيور وشهر أيار وباسل

ساعة عباس أوروبية وقانون الأحزاب عنصري

حكم الظالم في بلاد تامازغا

سيدي حمو الطالب، هوميروس الأمازيغ

نبش في الذات

ضجة الصداقة الأمازيغية اليهودية

توظيف التراث الشعبي في الشعر الأمازيغي

الرايسة رقية الدمسيرية

بعد حملة القمع ببومالن دادس وسيدي إفني، أين ستجري الحملة القادمة؟

تظلم السيد أوسعيد لحسن

بيان جمعية أزمز

بيان تامينوت بخصوص الاعتداءات على سكان إفني

بيان تاماينوت فرع لخصاص

بيان التنسيقسة الوطنية للحركة الأمازيغية

بيان تامينوت بقلعة مكونة

بيان المنتدى الأمازيغي للكرامة

بيان جبهة أميواي للعمل الأمازيغي

بيان العصبة الأمازيغية بشأن أحداث إفني

بيان بخصوص القناة الأمازيغية

بيان من أجل إطلاق القناة الأمازيغية

تجديد مكتب ج.م.ح.ن بالحسيمة

بيان الشبكة الأمازيغية

بيان المركز المغربي لحقوق الإنسان بالحاجب

بيان الحركة الأمازيغية بإمتغرن

بيان الشبكة الأمازيغية

بيان تنديدي لجمعية أوسّان

بيان تامونت ن يفوس

 

 

 

حكم الظالم في بلاد ثامازغا

بقلم: مصطفى تيهلي

قد يتساءل القارئ العزيز عن مغزى ومعنى هذا العنوان لهذا المقطع في هذه الجريدة، كما قد يتساءل من أين يمكننا أن نأتي بالحكم على الظالم وكيف يمكننا أن نعرف ماذا ينتظر الظالم ولماذا وبالذات في بلاد ثامازغا.

ولنطمئن القارئ ونكفيه عناء التفكير وضياع الوقت للبحث عن الإجابة. ما علينا إلا أن نخبره أن كل اعتمادنا في هذه الدراسة يرجع إلى آيات قرآنية سنذكرها هنا كلما اضطر الحال لذلك.

ولنبدأ أولا بإعطاء حكم الله في الظلم عامة على وجه الأرض قبل أن نتطرق إلى حكمه تعالى في بلاد ثامازغا خاصة.

إن جريمة الظلم عظيمة عند الله حيث إنها أول ذنب قام به الإنسان: «ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين»( س البقرة الآية 35). كما أن دعوتي سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام كانتا على الظالمين :”ولا تزد الظالمين إلا ضلالا“، ”ولا تزد الظالمين إلا تبارا“ (­­­سورة ”نوح“، آيتي­­­”24“ و­­­ ­­­”28“). ودعوة ذي القرنين أيضا كانت خاصة بالظلم : ”فقلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا(86) قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم ُيرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا(87)“ (­­­ سورة ”الكهف“).

وعامة قسم الله الظلم إلى حالتين: ظلم الشخص الواحد وظلم القوم. حيث قال تعالى في الشخص الواحد:”إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا“ (سورة ­­­”النساء“، آيتا ­­­”168 و169“). كما أن من بين ما قال في القوم: ”والله لا يهدي القوم الظالمين“ (­­­ سور: ­­­”البقرة“، آية ­­­”258“ و­­­”آل عمران“، آية ­­­”86“ و­­­”التوبة“، آية ­­­”19“ و”الصف“، آية ”7“)، وأيضا : ”إنه لا يفلح الظالمون“ (­­­ سور: ­­­”الأنعام“، آيتي ­­­”21“ و ”135“،و­­­”يوسف“، آية ­­­”23“ و”القصص“، آية ­­­”37“)، وأيضا : ”فما للظالمين من نصير“ (سورة: ­­­”فاطر“، آية ­­­”37“). كما قال تعالى أيضا : ”والله لا يحب الظالمين“ (­­­سورة: ­­­” آل عمران “، آية ­­­”140“) و”إنه لا يحب الظالمين“(­­­سورة: ­­­” الشورى “، آية ­­­”40“)، وأيضا :”إن السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولائك لهم عذاب أليم“ (­­­سورة: ­­­”الشورى“، آية ­­­”42“).

إننا إذا أمعنا النظر في كل هذه الآيات نلاحظ اختلافا ظاهرا في حكم الله تعالى على الظلم في هذه الدنيا حيث فرق بين الحالتين، فافترض في الشخص الفرد : ”الكفر والظلم“، بينما نعت القوم بالظلم فقط، ليكون حكمه واحدا في كلا الحالتين ألا وهو عدم نيل الكافر الظالم أو القوم الظالمين هدايته تعالى في هذه الدنيا أبدا.

إن هذه الآيات لتبين لنا موقف الله الصارم من الظلم لتنيرنا على مكانة الظلم من بين الذنوب حيث يظهر لنا أن الظلم من كبائرها.

إن حساب الكافر الظالم الفردي يبدأ بعد بلوغه سن الوعي ويجري مفعول العقاب الدنيوي الذي هو عدم هدايته من طرف الله تعالى إثر اقترافه لأول ظلم، صغيرا كان أو كبيرا. كما أن الله تعالى لا ينتظر اقتراف القوم الظالمين لذنوب كثيرة لمعاقبتهم بل يبدأ مفعول عقابه تعالى في عدم هدايتهم إثر أول ظلم يقترفوه، صغيرا كان أو كبيرا.

إن ما يمكننا أن نستنتجه من كل هذا هو أنه ليس للظلم أي مبرر، وعلى الإنسان أن يتجنبه ليس فقط ما استطاع بل دوما وفي كل الحالات.

كما يمكننا أن نستنتج أنه يجب علينا تجنب الانتماء أو الادعاء بالانتماء إلى قوم اتصفوا بظلم ولو واحد في تاريخهم، وذلك حتى لا نحتسب معهم ونمنع من هداية الله ونموت ونحن ظالمون.

إن الظلم قد يكون بالفعل، كما يمكنه أن يكون بالقول، أو بالنية والفكر فقط. ولكي نعطي مثلا لهذا يكفي أن نذكر شخصا ما قام بظلم فأيده عليه قومه فسواء كان هذا التأييد سرا أو علانية فسيدخلون أنفسهم في الظلم ويتم عليهم حكم الله.

أما عن السؤال الثاني، وهو الذي يخصنا بالذات، حيث يهم بلادنا ثامازغا التي نسكنها جميعا، فمرجعنا يعود مرة أخرى إلى الآيات القرآنية، وخاصة منها تلك المذكورة في سورةٌ «الكهف» والتي تذكرنا بسيرة «ذي القرنين» : (ويسألونك عن ذي القرنين، قل سنتلو لك منه ذكرا(83) إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا(84) فاتبع سببا(85) حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما، فقلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا(86) قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا(87) وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى، وسنقول له من أمرنا يسرا(88) ثم اتبع سببا(89) حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا(90) كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا(91) ثم اتبع سببا(92) (س الكهف) .

لقد خص الله تعالى ذا القرنين من صفات الليونة، من رحمة وعطف وحنان، كما خصه أيضا من القسوة (وآتيناه من كل شيء سببا)، وهذا ما يفرقه عن الأنبياء كما سنراه من بعد.

إن أول ما اتجه إليه ذو القرنين هو الغرب، حيث عرض طريقه البحر الذي يتبين لنا من أمواجه الحمئة أنه محيط تغيب فيه الشمس، وذلك حسب فهم ذي القرنين ومن معه آنذاك.

إلى هنا لا يمكننا أن نعرف أي غرب قصد ذو القرنين، وعن أي بحر أو محيط يرجع الذكر، كما لا يمكننا أن نحدد القوم المقصود هنا. إلا أننا حينما نمعن التفكير في إجابة ذي القرنين لما خيره الله تعالى إما أن يعذبهم وإما أن يتخذ فيهم حسنا، والتي نسميها هنا : «دعوة ذو القرنين»، التي يتوعد فيها كل من ظلم من سكان هذه البلاد الغربية بالتعذيب هاهنا في الدنيا قبل الآخرة، وحينما نقارن معاناة كل الأقوام التي كتب لها أن تعيش على ضفة بحر أو محيط تغيب من ورائه الشمس، نجد أن سكان بلادنا ثامازغا هم الوحيدون الذين تنطبق عليهم هذه الدعوة. ونسأل القارئ الكريم مراجعة تجربته في الحياة اليومية ببلاد ثامازغا، حيث سيلاحظ أنه منذ صغره إلى حد الآن وهو عرضة لعقابات وتعذيبات متتالية إثر كل اقتراف لظلم ما قام به، أو طرق ذهنه، وذلك بدءا من التعذيبات الخفيفة والطفيفة في سن الصغر إلى عقابات ذات وقع شديد في الكبر يؤدي بالظالمين إلى عذاب وعيش في حياة تعسة.

لقد ذكر الله الأعراب والإسرائيليين باسميهما في القرآن، لكنه ذكر سكان ثامازغا بالقوم، ونستنتج من ذلك أن المقصود من القوم في دعوة ذي القرنين هو كل من نزل من الناس بهذه البلاد.

إن الله تعالى لم يخص الأمازيغيين وسكان ثامازغا عامة بالعذاب الدنيوي إثر الظلم فقط، بل خصهم أيضا بالعيش اليسير في الحياة الدنيا إذا ما هم آمنوا وعملوا صالحا. لقد اشترط العذاب في الظلم كما اشترط العيش اليسير بالإيمان والإصلاح.

إننا نلاحظ أنه تعالى خص الناس عامة على وجه الأرض المؤمن والصالح منهم بالعيش الرغيد، كما ذكر في آيات عديدة من القرآن، لكننا نرى أنه خص سكان ثامازغا لوحدهم، من بين جميع شعوب الأرض كافة، بعذاب الدنيا إثر الظلم، كما ترك ذالك ذو القرنين مؤرخا لما بعده.

والآن وقد حددنا القوم المقصود بدعوى ذي القرنين ومكانه، لم يبق لنا إلا أن نحاول تحديد الزمن الذي عاش فيه ذو القرنين، حتى نتمكن من معرفة الوقت الذي بدأ فيه مفعول دعوته جاريا على سكان ثامازغا، وحتى يتسنى لنا استنتاج مخلفاتها على تاريخ هذه البلاد، وأثرها على كل شعب أتى إليها، وذلك حسب تعامله فيها عامة، و تعامله فيها مع الأمازيغ خاصة.

وهنا يجب أن ننبه القارئ أن فهمنا لهذه الآيات القرآنية بهذه الكيفية سيؤدي بنا حتما إلى استنتاج ملاحظات تاريخية جد حساسة يصعب تأييدها والثقة بها، كما نذكره أنه ليس غرضنا ذلك هنا حيث إن شرح هذه الآيات يتطلب وقتا طويلا كما يتطلب استدراج معلومات محددة تساعد على ذلك.

إن غرضنا هنا هو أن ننبه القارئ الكريم، عبر مواضيع لم يألفها في حياته العادية، أن خبايا سر حياة الناس الحقيقية، وليس الظاهرة، تكمن في أشياء خافية وأن قدرة الله تعالى وعلمه ليس لهما حد.

إن غرضنا هنا هو أن يجعل القارئ الكريم كل ثقته بنفسه، وبخاصيته السلمية، وبخاصية بلاده التي لا تستحمل الظلم، والتي ألهمهما الله له، فلا ينفعل لأحداث العنف المتعلقة بالشعوب الأخرى، ولا بمظاهر القوة التي تحب أن تتبرج بها، ولا بتحرشات بعض الظالمين الذين يريدون استعمال السطو والطغي والوحشية ببلاده. فليكن إيمانه بأن لكل من أراد التحرش واستعمال الطغي والوحشية ببلاده العقاب بالعذاب في هذه الدنيا كما نريد أن نبين له ذالك هنا.

وحتى يتمكن لنا معرفة الزمان الذي عاش فيه ذو القرنين، ما علينا إلا أن نتتبع مغامراته، حيث يخبرنا الله تعالى أنه من بعد زيارة المغرب قصد بلاد المشرق، ونفهم هنا بلدان الهند والصين وما جاورهما، فوجد الناس هناك لا زالوا عراة، حيث لا يغطيهم من حر الشمس شيء. وهنا يتبين لنا تفوق عقلية الإنسان الغربي أو الأمازيغي آنذاك على عقلية الإنسان الشرقي. ومن ذلك نفهم لماذا لم يخص الله تعالى هؤلاء القوم بأي شيء حيث لم يبدأ نضجهم الفكري بعد.

إن وصف الله تعالى الشرقيين بالعراة المتخلفين لهو بحد ذاته إشارة إلى عمق وجود ذي القرنين في الزمان القديم، حيث يفوق آلاف الأعوام، ولا سيما بعد وصفه تعالى المحيط بالعين الحمئة، وذلك طبقا لفهم ذي القرنين ومن معه، ليخبرنا أن الإنسان لا زال لم يبلغ من العلم ما يمكنه من صنع فلك يسير به فوق الماء. وهذا يبين لنا أن ذا القرنين كان سابقا بزمن طويل لسيدنا نوح عليه الصلاة والسلام ، الذي يقدر زمنه بما يفوق ستة آلاف سنة.

وهكذا يظهر لنا أن تحديد زمن ذي القرنين يأتي تدريجيا من مرحلة إلى أخرى. ففي المرحلة الأولى علمنا أنه كان سابقا لنوح، وفي المرحلة الثانية أنه سبق ظهور اللباس في البلدان الشرقية كالهند والصين. وما علينا الآن إلا أن نتطرق إلى المرحلة الثالثة من مغامراته لنرى ماذا يمكننا أن نستنتج منها.

يقول تعالى أولا إن ذا القرنين قصد مكانا غير محدد جغرافيا، ما دمنا لا نعرف ماذا يعنيه الله بالسدين، الذي وجد من دونهما قوما يكادون لا يفقهون قولا، أي أن لغة الكلام لم تتكون بعد عندهم.

وهذا يعني أن زمن ذي القرنين جد قديم، ولكن لا يزال إلى حد الآن غير قابل للتحديد ما دام غير قابل لذلك إثر أي تنقيب.

لكنه تعالى يزيد ليمن علينا بعطاء تاريخي آخر، ألا وهو وجود قوم «يأجوج ومأجوج» الذين تم انقراضهم، أو على الأقل إخفاؤهم من على وجه الأرض على يد ذي القرنين. وهنا وجب علينا الاستعانة بما يسمى علم «الباليوأونتروبولوجيا»، أو علم دراسة بقايا الحياة القديمة، لأخذ معلومات تعيننا على معرفة هل ما إذا كان باستطاعته إخبارنا عن أي انقراض لأي نوع من البشر فيما مضى وأين وقع ذلك.

وفعلا نجد أن بعض العلماء في هذا الميدان توصلوا إلى حصول انقراض لنوع إنساني سمي ب»إنسان النيونديرطال»، الذي وجدت بقاياه بشمال البحر الأبيض المتوسط . لقد استنتج هؤلاء العلماء بعض صفاته من بقاياه يظهر منها أنه كان غليظ الجسم، قوي البنية، ولكن لم يعرف بعد ما إذا كان من أكلة لحوم البشر أم لا، كما قد يكون «يأجوج ومأجوج» فاعلين.

ولكن ما يهمنا هنا هو تحديد زمن ذي القرنين، الذي عاصر «يأجوج ومأجوج»، أي أنه قد يكون عاصر «إنسان النيونديرطال» الذي لم يعثر على بقاياه إلا جد القليل، كما لم يعرف العلماء الأنتروبولوجيون بعد سبب انقراضه، والذي تم تحديد اختفائه من على وجه الأرض على ما يقرب الثلاثين ألف عام.

إذن، لقد عاش ذو القرنين منذ ثلاثين ألف عام، ومنذ ذلك الوقت ودعوته سارية المفعول ببلادنا ثامازغا، وهذا ما كنا نبحث عن معرفته.

إن كل من أتى إلى بلاد ثامازغا بعد ذي القرنين صار خاضعا لهذه الدعوة.

إن كلا من الفينيقيين والوندال والرومان والأعراب والأوروبيين، كل أولائك وهؤلاء، سرت عليهم مفعولية دعوة ذي القرنين لحظة ما وطئوا أرض ثامازغا، أو شمال إفريقيا. وكل من يزعم أنه كان هنالك احتلال لهذه البلاد من أي كان بالقوة فهو غير محق.

إن دخول أي منهم وبقاؤه ببلاد ثامازغا مرهون ومشروط بالسلم، ويمكننا تبيين ذلك في مواضيع تاريخية آتية إن شاء الله.

ولنجيب عن السؤال المطروح الذي هو ماهية حكم الظلم في بلادنا ثامازغا دعنا نستدرك لحظة من تاريخ ثامازغا عاصرناها، أو عاصرها آباؤنا، ألا وهي هجوم الأوروبيين على بلادنا ثامازغا ودعنا نستعرض كل ما وقع من أحداث ظاهرة ومؤثرة على الصعيد الإنساني، منذ بدء أول هجوم إلى يوم خروجهم من ثامازغا، ولنترك ما يجري الآن إلى لقاء آخر إن شاء الله.

إننا لا نريد الدخول هنا في حيثيات تاريخية قد لا تفيدنا في شيء وليس هدفنا ذلك.

إننا فقط نريد أن ننبه القارئ الكريم إلى ماهية الحكم على أي ظالم ببلاد ثامازغا طبقا لدعوة ذي القرنين. واسترجاعنا هنا لذاكرة تاريخ ثامازغا سيتلخص في شيئين فقط: التعدي الجماعي من طرف قوم ما على بلاد ثامازغا، ورد الفعل الإلهي طبقا للدعوة.

لقد انقضت وهجمت عدة دول أوروبية مرة واحدة أو على مراحل متتابعة على بلادنا ثامازغا من كل الجهات: من الشمال، على كل حدود البحر المتوسط، من المغرب إلى مصر، ومن الجنوب، على طول الصحراء أو بلاد «إيمازيغن إيثوارﯖين» أو «ثاوارﯖا»، ومن الغرب والشرق.

هجمت فرنسا على وسط شمال ثامازغا، أي بما سموه الآن بتونس والجزائر، خلال القرن التاسع عشر فكان هجوم الألمانيين عليها سنة 1870 حيث توغلوا في بلاد فرنسا إلى أن بلغوا باريس، وكان أول استعمار لباريس من طرف الألمان.

ثم هجمت بتنافس مع إسبانيا وألمانيا على جنوب صحراء «ثاوارﯖا» أو بما يسمى الآن بالكاميرون، تشاد، موريطانيا، مالي، النيجر وضارفور السودان، وهجمت إيطاليا على شمال ثامازغا من جهة ما يسمى الآن بليبيا، وهجم الإنجليز على شرق وجنوب شرق ثامازغا بمصر والسودان، كما هجمت فرنسا أيضا على غرب ثامازغا أوائل القرن العشرين حيث اقتحمت جبال الأطلس سنة 1912-1913، لتبدأ هناك حربها مع الأمازيغيين، كان فيها عداء وظلم ظاهران على هؤلاء الناس السلميين، فكانت الحرب العالمية الأولى ذهبت ضحيتها كل هاته البلدان حيث وقعت بينهم حرب ضارية لم ير البشر مثلها سابقا.

وكذلك فعل الإسبان ببلاد ثامازغا، جنوب المغرب ولاسيما شماله بجبال الريف، أواخر عشرينات وأوائل ثلاثينات القرن الماضي، فكانت الحرب الأهلية الإسبانية الأشرس من نوعها التي عرفها تاريخ البشرية قطعا.

لقد تخلى الأوروبيون عن مصارعة الأمازيغ طوال الحرب العالمية الأولى التي دارت بينهم، إلا أنهم ما لبثوا أن عادوا لما كانوا عليه من عداء في كل بلاد ثامازغا، بشراسة وعدة أهول من الأول، ليعود الله تعالى ويحمي بينهم حربا ثانية أعنف وأشرس من الأولى.

والظريف أننا نلاحظ أن في كل مرة يعمد الفرنسيون إلى نفس السيناريو، ونفس الطريقة، ليستلطفوا الأمازيغ ويطلبوا منهم العفو والمساعدة، ليستجيب الأمازيغ في كل مرة مقابل الابتعاد عن بلادهم وإيقاف الحرب. والجميع يعرف نتيجة هاته المعاهدات حيث يوفي الأمازيغ، كعادتهم، وعدهم وينصرون الفرنسيين في كل مرة، بينما ينكس الفرنسيون كل ما عاهدوه عليه الأمازيغ، كما نكسه قبلهم الرومان وأقوام آخرون، ويرجعون إلى ما كانوا عليه، وذلك إلى حد الآن، والتاريخ والأحداث الجارية والآتية ستبين لنا من كان على حق ومن خابت أفعاله.

والآن، لم يبق لنا إلا أن نتساءل عن ما يمكنه أن نستنتجه وقد علمنا ما ينتظر الظالم بثامازغا من عذاب، هنا على وجه الأرض قبل الآخرة.

أولا، نقول إن الله تعالى قد كفى الأمازيغ السلميين شر الظالمين حيث كفاهم مصارعة الظالمين ومواجهتهم بأي نوع من أنواع العنف، إلا إذا اضطروا إلى ذلك وكتب الله عذاب الظالمين على أيديهم.

إن تعرض الظالمين بثامازغا للعذاب السريع في الدنيا جعل الأمازيغ أنفسهم، ومع مرور الزمن، أي منذ ثلاثين ألف عام، جعلهم يتفادون الظلم ويتجنبونه تلقائيا ومن غير أي دافع، حيث صارت كل معطيات الظلم بينة وظاهرة في أذهانهم وتنفر منها كل جوارحهم بكل ما لديها من قوة وإرادة.

إن ظاهرة السلم التي رسخت بعقول الأمازيغ منذ القدم جعلت منهم أمام الله تعالى أعظم حضارة وجدت على الأرض، وقد جازاهم الله على ذلك بشتى أنواع النعم التي سنذكرها إن شاء الله في موضوع قادم قد نلمح فيه إلى «ظواهر السلم والحضارة ببلاد ثامازغا».

لقد كان مغزى هذا المقطع هو تبيان ما ينتظر الظالمين في بلاد ثامازغا في الدنيا والآخرة من عقاب، كما كان غرضنا هو تنبيه القارئ العزيز وطمأنته إلى مفعول دعوة ذي القرنين الثابت مائة في المائة حيث تكفيه مصارعة الظالم بالعنف والمواجهة الشخصية.

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting