|
|
هل تنجح المجموعة
"الفايسبوكية" الخاصة بمعجم التعابير
والمترادفات الأمازيغية» فيما فشل فيه المعهد الملكي؟
بقلم: مصطفى ملّو
ظهرت على الموقع الاجتماعي فايسبوك، صفحة لمجموعة تسمي نفسها>>معجم التعابير والمترادفات الأمازيغية»، وقد بلغ عدد أعضاء هذه المجموعة إلى حدود كتابة هذه الأسطر، أكثر من خمسة آلاف مشارك، من مختلف مناطق المغرب والجزائر وليبيا وتونس، ضمنهم أدباء وطلبة ومثقفون. ويشار إلى أن عدد الملتحقين بالمجموعة في تزايد مستمر كل يوم. تقوم فكرة المجموعة على مساهمة أحد المشاركين، من خلال طرح مرادف أو اسم أمازيغي لعضو من أعضاء الجسم أو أسماء الحيوانات أو الفواكه أو الحواس... أو صورة لهذه الأشياء، كما هو معمول به في بعض القواميس والمعاجم، ثم يقوم بقية المشاركين، بإعطاء المترادفات المتداولة في مناطقهم من خلال تعليقاتهم. والحصيلة كم هائل من المترادفات والتعابير والمصطلحات التي يصل عددها يوميا إلى المئات. العيب الوحيد في المجموعة أنه لا يوجد أشخاص يقومون بكتابة هذه المصطلحات والتعابير الغزيرة، تمهيدا لإخراجها على شكل قاموس جامع وموحد، فرغم أهمية هذه المبادرة، إلا أن هذا الكم الضخم من المترادفات، يبقى دون فائدة، إذا لم يخرج إلى الوجود على شكل كتاب، وإذا بقي حبيس صفحات الفايسبوك. إن السؤال المطروح، هو هل تنجح هذه المجموعة التي تستغل وتستفيد من تقنيات المواصلات الحديثة في إخراج قاموس موحد، ولم لا موسوعة أمازيغية إلى الوجود، أو على الأقل المساهمة في هذا العمل الجبار؟وهل تتفوق على المعهد الملكي، الذي منذ إنشائه لا زالت المكتبات تعاني من نقص أو لنقل من غياب وجود المعاجم الأمازيغية الجامعة والموحدة بين مختلف أقطار شمال إفريقيا؟ إن المهمة الأولى والأساسية التي كان على المعهد الملكي أن يضطلع بها وينكب عليها منذ نشأته، هي توفير المعاجم والقواميس الموحدة بشكل غزير وبكل اللغات وتوزيعها بثمن رمزي على العموم، ومنحها مجانا لمكتبات المؤسسات التعليمية والتلاميذ والطلبة، إن كان هدفه فعلا هو نشر وتطوير وخدمة الأمازيغية، لكن الواقع الذي لا غبار عليه أن المعهد فشل أو أفشل في ذلك، حيث لا زال الطلبة والتلاميذ والمهتمون بالشأن الأمازيغي والراغبون في تعلم الأمازيغية يجدون صعوبات جمة في الحصول على المعاجم والقواميس رغم الإمكانيات المادية الهامة، المرصودة لذلك. فهل تنجح مجموعة»معجم التعابير والمترادفات الأمازيغية»، في أن تكون ملاذا وملجأ للباحثين والمثقفين والراغبين في تعلم الأمازيغية، ممن يجدون صعوبات كبيرة في الحصول على المعاجم من المكتبات؟؟ العدد الهائل للملتحقين بالمجموعة يؤكد أن الإقبال عليها في تزايد مستمر، وكل ما ينقصها هو التوثيق والتدوين.
|
|