|
|
رسالة من المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية بسجن سيدي سعيد بأمكناس
بعد سلسلات مراطونية من التأجيلات غير المبررة، أصدرت استئنافية أمكناس أحكاما تراوحت بين عشرة سنوات سجنا نافدة وبراءة في حق الآخرين وغرامة مالية قدرها 100.000DHوهي أحكام جائرة نظرا لوقائع مسرحية الجلسة وصورية وسياسية بامتياز، لا تحتكم لأية أدلة، بل فقط نتيجة لغياب العدالة وحضور السياسة والتي اعتمدت فيها هيئة المحكمة على المكالمات الهاتفية بدل الاستماع إلى المتهمين وأخذ شهادة الشهود بعين الاعتبار، والاعتماد على النتائج العلمية لتحليلات الحمض النووي حيث أصبح المخزن هو الخصم والحكم في هذا الملف وهذه الأحكام صادرة على القضية الأمازيغية وعلى كل أمازيغي غيور على أمازيغيته, أراد المخزن من خلالها توجيه رسالة إلى الشعب الأمازيغي، لهذا وجب على كل واحد منا بفهمها وببلورة استراتيجية نضالية جديدة تتماشى مع الفترة الراهنة وبالتأكيد أن كلا منا قادر على التفكير بوسيلة جديدة وقادر على فعل شيء، المهم أن لا يتقاعس الذهن وتتكاسل العزيمة. فمن وراء القضبان الحديدية الصدئة ومن خلف الأسوار الإسمنتية العالية سنسترخص حياتنا, المعتقلين السياسيين ضريبة لقناعتنا وأفكارنا وإيماننا ببراءتنا وتماشيا مع النضال الأمازيغي التحرري المتشبع بالديمقراطية، العلمية، الحداثة، التعددية والاختلاف والذي ينطلق من منطلقات انتروبولوجية وتاريخية علمية. ومهما كانت ظروف الاعتقالات القاسية وطوال السنوات في الحجرات الباردة لن تنسينا ولو للحظة بمحنة الشعب الأمازيغي ومشروعية قضيتنا، وبفضح كل المناورات السياسوية التهميشية والإقصائية للأمازيغية ولن تزيدنا إلا تصلبا وتشبثا بقناعتنا وارتفاعا في معنوياتنا لكوننا ندفع ضريبة نضالية ظلما طيلة هده السنوات. لقد سلكنا هدا الاختيار رغم أنه اختيار صعب ويكلف ثمنا باهظا، وواعين كل الوعي بكون أن تكون مناضلا أمازيغيا يجب أن تؤدي الثمن غاليا سيرا على درب الثائر الحر معتوب لونيس، بوجمعة الهباز، المحروق سعيد سيفاو... وغيرهم من شهداء القضية الأمازيغية، ونظرا لكوننا في بلد متخلف يستمد مشروعيته مند حقبة ما بعد الاستقلال الشكلي من إيديولوجية القومية العربية والسلفية الدينية كمرجعية للسياسة مما يتطلب من كل المناضلين والمناضلات المزيد من التضحيات والمثابرة لرد الاعتبار لقضيتنا الأمازيغية وتنوير الحقيقة. من المؤكد ومن الطبيعي أن تنال عائلاتنا حقها ونصيبها من عناء السفر لزيارتنا وما ستعرفه من قلق ومحن، والانتظارات الطويلة عند باب السجن وما سوف يرافقها من إهانات واستفزازات الحراس، ومتابعات بولوسية، وما سيعرفونه من قلق على مصيرنا في كل يوم ومناسبة، وأعياد, لنا واجبنا اليوم هو النضال من أجل الحريات وإطلاق سراحنا كمعتقلين سياسيين للقضية الأمازيغية، والحق في الوجود ولكل أشكال المشاركة في الشأن العام ومتابعة كل صغيرة وكبيرة على ظروف سجننا وأوضاع عائلاتنا. tudert i tmazight, tamazight i tudert حميد أعطوش أساي مصطفى |
|