Uttvun 77, 

Tzayûr 2003

(Septembre 2003)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Tamnadvit i yneqqen tamnadvt

Turezzut xef wawaren

Asmun n yidv

Imerwalen

Illel

Tiourrac n yighghed

Ad arix tilelli

Zeg wezvru

Uscix alliy djebrex

Ifran

Dda Lmulud

Tawiza

Tinew ayenna

Français

L'amazighe à l'école et l'eclologie linguistique

Propositions pour une littérature amazighe

 Le berbère introduit dans l'enseignement en Algérie

Pour une télévision amazighe

Festival d'Imilchil

Avis de concours

Non à l'enseignement glossocide de Tamazight

العربية

الجهوية القاتلة للجهة

خطاب العرش يذكّر باستقلال المغرب عن المشرق

الذكرى التاسعة لرحيل سيفاو المحروق

بيان حول الذكرى التاسعة لرحيل سعيد المحروق

الحركة الثقافية الأمازيغية وجدلية الثقافي والتنموي

من يعارض تنمية الأقاليم الشمالية؟

إلى صاحب عمود مع الشعب

ماذا عن مسؤولية حزب الاستقلال؟

حول كلمتي المغرب وتيفيناغ

ضرورة الفصل بين الحركة اليسارية والحركة الأمازيغية

حزب التقدم والاشتراكية بين الخطاب والممارسة

تابرات ن تمازيغت

جمعية أنوال الثقافية

بيان لجمعية بويا، إيصوراف وأفرا

جمعية تافسوت للثقافة والتنمية

 

 الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر الأمازيغي الليبي سعيد سيفاو المحروق

بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل الشهيد الشاعر والمناضل الأمازيغي الليبي سعيد سيفاو المحروق، أعد "أدرار نفوسة" الليبية بالمهجر، ملفا خاصا لهذه المناسبة، مطولا وموثقا يضم دراسات وأبحاثا ومقالات حول حياة وإبداع ونضال الشاعر. يتكون الملف من 34 صفحة من الحجم الكبير.

نقدم لقراء "ثاويزا" الفقرات الثلاث الولى للملف:

1 ـ لماذ ملف عن سيفاو؟

لست هنا بصدد الدراسة التاريخية لحياة الراحل سعيد سيفاو المحروق، ولا ممارسة النقد الادبي على إنتاجه، ليس فقط لعدم توفري على مصادر ومراجع كافية بحكم مصاعب مهجر اللجوء، بل، وأصلا، لقلة الباع  بعدم التخصص في الحقلين. ولكنه التزام أدبي نحو الفقيد الراحل، وكذلك محاولة سياسية لخدمة قضية الإنسان المكلوم في ليبيا المرهونة من قبل نظام قمعي، بكشف سوءة شراسة سلوكه الوحشي ضد الإنسان، وأيضا مساهمة ثقافية في توفير جزء من قاعدة معلومات حول الفقيد.

وكما هو مفصل في ركن المحتويات فالملف مقسم الى أبواب وأجزاء.  وأنا هنا استأذن وأشكر كل من شارك أو استخدمت بعض أعماله في إعداد هذا الملف ـ وأخص بالذكر الشباب الذين أعدوا كتيب إحياء الذكرى الثالثة لرحيل سيفاو، حيث كان عملهم مصدراً مهماً في هذا الملف، إضافة للظروف الصعبة التي اشتغلوا فيها. كما أتمنى من الجميع المساهمة في تطوير هذا الملف. كما أدعو أحباء "سيفاو" الاستعداد لإحياء عشرية رحيله.

ان هذا الملف مفتوح ليس فقط بمعنى متاحيته، او قابليته للاضافة وسعيه للنمو، وبل باعتبار قصة قضية "سيفاو" قضية مفتوحة!

اليك يا روح سيفاو، التي لم تبرحيننا، أفتح هذا الملف، وأدعو أحباءك وأعداءك، محبي الكلمة وكارهيها، على السواء، إليه.

المهجر، 27/07/2003

محرر الملف: ادرار نفوسه

igrada@yahoo.co.uk

 

 

2 ـ الشهيد سعيد سيفاو المحروق

بقلم: فاضل المسعودي

( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم)

(ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)  قران كريم

سعيد سيفاو: شاب وطني ليبي صادق ومثقف أمازيغي تقدمي ومناضل تقدمي شجاع..

تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في ليبيا الملكية حيث كان مستوى التعليم قد بلغ، في سنوات قليلة، تقدّما ورقيا تجاوز دول المنطقة حسب شهادة اليونسكو، وتوجه لدراسة الطب في البداية ثم عدل عن ذلك والتحق بكلية الحقوق، ويبدو أن تطور وعيه الاجتماعي والسياسي ورغبته في العمل من اجل القضايا العامة هو سبب عدوله عن دراسة الطب والتوجه الى الحقوق والدراسات الانسانية.

عند عودته الى ليبيا في منتصف الستنيات، كانت القضايا المطروحة في الساحة الليبية هي انهاء الوجود الامريكي في قاعدة الملاحة وتصفية ما تبقى من القواعد الانجليزية في ليبيا "قاعدة جوية صغيرة في العدم، في برقة" رغم قرار البرلمان بانهاء هذه القواعد وتجاوز الظروف التي اقيمت بسببها، ورغم قرار واصرار الحكومة الليبية (حكومة المرحوم محمود المنتصر) على الشروع الفوري في التفاوض مع الامريكان والانجليز على انهاء الامر واغلاق هذا الملف.

قَبِل الانجليز، ورفض الامريكان وتدخل الرئيس المصري عبد الناصر، بناء على وساطة ورغبة امريكية لتجميد المفاوضات وتأجيل النظر في الموضوع مؤقتا لان الظروف الدولية غير مناسبة!. كانت هذه أول القضايا الملحة أمام النخبة الوطنية ومثقفي ذلك العهد، وكانت هناك قضايا التنوير ايضا والتقدم الاجتماعي والطموح العارم نحو الخروج النهائي من التخلف واستكمال بناء الدولة الليبية العصرية.

لم تتمكن النخبة الوطنية بعد الاستقلال من صياغة تياراتها السياسية والعقائدية في احزاب (علنية منظمة) وذلك لقصور وأسباب تعود اليها، والى الواقع الاجتماعي الذي كان خاليا يومها، من القمع والمظالم الاجتماعية، وبسبب الرخاء والاستقرار وسيادة القانون والنفوذ الابوي للملك الزاهد، الملك ادريس، ولذلك فالنشاط السياسي في ليبيا كان يعبر عن نفسه من خلال الصحف الحرة، أي التي تصدر خارج السلطة والتي لم تكن تخضع لأية ضغوط او أية رقابة، وكذلك من خلال الجمعيات الثقافية والاجتماعات العامة ومن خلال البرلمان الليبي بمجلسيه: النواب والشيوخ.

عاد سعيد سيفاو المحروق الى بلده لينحاز الى صفوف التقدميين وليجرد قلمه "الموهوب" من خلال الصحف المستقلة دفاعا عن التقدم والتنوير وترسيخ الديمقراطية والتحذير من مؤامرات المستعمرين الجدد والطامعين من خارج الحدود للهيمنة على ليبيا بعد تفجر النفط وبوادر ظهور الثروات الجديدة. واصبح سعيد سيفاو، بالتالي واحدا من ابرز كتاب (جريدة الميدان) حتى صدور قرار "مجلس قيادةالثورة" بتعطيلها عن الصدور في الواحد والعشرين من نوفمبر 1969.

بعد الاول من سبتمبر 1969 وظهور الموجة المتشنجة في الدعوة للقومية العربية والتعريب بموجب السلطة والغاء الاعتراف بحقائق الواقع التاريخي للامة الليبية وبدء ممارسات الاضطهاد ضد الامازيغ (البربر) في ليبيا ومحاولة طمس الهوية الوطنية في ليبيا، اصبحت القضية الامازيغية والدفاع عن حقوق الانسان في ليبيا، قضية راهنة وعاجلة وشريفة سرعان ما اتخذ سعيد سيفاو موقفه الى جانبها، وكان موقفا ـ على كل المستويات ـ واضحا وعلميا وشجاعا.. ولذلك سرعان ما لقى "القصاص الغير العادل" من طرف خصومه من العنصريين الجدد!!

داهمته وهو واقف على الرصيف "سيارة مجهولة" أرادت بالتأكيد الاجهاز عليه ولكنها لم تنجح سوى في الابقاء عليه محطما، قعيدا، عاجزا عن الحركة ولكنه لم يكن عاجزا عن التفكير والكلام والكتابة حتى تمكنت اَثار الحادث المجرم من انهاء حياته في النهاية ليعيش حياته الثانية الابدية كرمز خالد من رموز النضال الوطني والديمقراطية وحقوقالانسان.. الانسان الامازيغي، والانسان في كل مكان. (في 27/07/2003)

 

3 ـ بين النور والنار جمرة وفحمة

إعداد: أدرار نفوسه

"كيف لي رؤية النور والزور في كل هذا الركام؟"

تسعية متقدة

سيفاو، اليوم نطوي الحسينية (مقتبسة من الطقوس الشعبية لإحياء ذكرى استشهاد الحسين) التاسعة. اعددت شموعك فكانت خمسين إلا اثنين، خمسة عشر خريفا منها قضيتها حبيس قفص الشلل المدبر، وأسير سجن الإعاقة المخطط، ورهين الآلام المبرحة، وفقير الرزق المطوق، واجهتها كمناضل، ومن الطراز النادر، حتى الرمق الاخير.

آَه، إنني أغبطك، ولكن دربك يؤرقني، أو ربما يخيفني!

عمرك، ليس ثمانية واربعين ربيعاً، بل شمعة تحترق لتضيء لمقدم الربيع الموعود. وكما هو معهود عصف "القبلي" برياحه وسرابه، فتأمر، وتمكن من الجسد، ولكنه خسئ عاجزاً عن اشعاع الروح ووهج الفكر، ونار الذاكرة.

شعاع ضوء يحارب ريح القبلي

لا، كلمة عنيدة، وكانت عند بدء الكلم واختراع النار. سيفاو، عنيد ويفيض بـ "لاَت" الكلام وفعله، عندما عاش معاناة الانسان الطويلة وسمع اَهات الانسان القديمة، قلق فتعذب، فاحب التمرد ثم تمرد، فمكروا ودبروا، فاثموا ثم ادبروا. يريدون إطفاء جذوة تمرده، فشاع تمرده. ومقاتلة "القبلي" صولات قائمة، وشعاع ضوء يخترق عجاجه!

سطوع

سيفاو، كلمة امازيغية تعني: المنير، السراج، المصباح، او الضياء. وانا اترجمها هنا: حامل النور...

ما من شخص أثر في حركة النضال الامازيغي الليبي المعاصر كما أثر الفقيد، فهو الشعلة المتقدة التي تنير درب شباب الحركة الامازيغية المعاصرة. انه الليبي المعاصر الاول الذي تجاوز نضاله الثقافي الامازيغي القطرية الليبية نحو ربوع تامزغا.

غفلة وغدرا، داهم مارد شيطان تدفعه ضغينة ودينار، ينفثها في كتلة حديد ونار ودخان ليدهس سيفاو ويقتله، فيموت الجسد ويحيا سيفاو بنبض ولسان، ولكن الحجيج الى بيته لم ينقطع، ومريدي كلماته لم يتوقفوا عن التشرب من اقباسه المتمردة.

 شرارة متفجرة

في شعرسيفاو وقصصه، يتململ الانسان، فهل يتمرد ليكسر سلاسل قيوده وليستعيد رغيف خبزه وليطلق مكبوت لسانه؟.

سيفاو، ليس بربرياً

سيفاو، امازيغي عتيد حتى نخاع عظامه المشلولة، وامازيغي رومانسي حتى شطط قلم قلبه المكسور، وامازيغي متهور لدرجة التصدي لفحيح "القبلي"، وامازيغي بربري حتى السقوط صريع امازيغيته.

سيفاو امازيغي لدرجة الانسانية، وانساني حتى الامازيعية. احب انسان الانسان سواء كان من "تامورت" او سليل "ارض العجائب"، سواء كان من احفاد "رسامي الصخور" او من ذرية "فلك الطوفان" واعقابهملشعب المختار"، سواء تمنطق بطلاسم الاولياء او رطن بفصيح الـ"BBCاو بربر بالامازيغية  او زعيق "الواق واق" .

لا يعرف كيف يقرأ "سيفاو"، من يعتقد ان سيفاو حرق حياته قربانا في كومة من حطب الكره النازي او وقودأ لمحارق البغض التفتيشي. افهم، "سيفاو" بانه ذلك المغامر الذي لفحته معاناة الانسان فتسلل الى عمق الاتون المظلم، ليلقي فيه بتميمة التمرد لعلها تثير البركان الخامد عن صاعق حممه ليقذفها راجماً الظلام والظلم.

احب الانسان فقط، فحاربته شياطينهم بكل لوبساتها وشطحاتها. وليس كل انسان انسانا!

وعموما، فرغم انسانيته كان سيفاو امازيغيا وليبيا، ورغم ليبيته وامازيغيته بقى سيفاو انسانيا، و"كأيما إنسان...تبهجني، حقيقة، مطالع الربيع" وسيهزه، حتما، دفء شمس الربيع، القادم إلى ربوع البلاد!.

وهجات حارقة

حياة سيفاو ملحمة معاناة عاشها بشجاعة وبعض من الصبر. احب الحياة واحب فيها الحرية، وعرف الحقيقة عندما اكتشف قمع النظام، فحاربه نظام القمع بمحاولة اسكاته الى الابد. ولكن لم يُسكت ولم يخب بل استمر رغم قسوة ظرف الاعاقة ووطأة الارهاب

 اشتد المرض فانهكه، وطال فاقعده والزامه، فتورم الجسد وتحلل وتفسخ، وجدبت اليد وقل اخوان النوائب عندما كشرت الدنيا مفصحة عن مكنون قبحها، إلا بعض شهام من مريدين استنفر لعله ينقذ، فعزت النفس المجبولة، فمارت الروح الثائرة، وودع الجسد الارض الى الارض

خياره واختياره، ثبات التمرد، وفي إصرار. نفره اقرباؤه ـ إلا محبين ـ بدعوى جموح فكره، اوإلحاده كما روج اعداؤه، حسادا وحكومة، لدرجة ان بعض اهله لم يحضروا جنازته، فكان اغلب مشيعيه شيعته. خذله زملاؤه ـ إلا الصادقين ـ خوفاً وحسداً، ولقلة الوفاء نصيب.

في حفل تأبينه ـ الذي اقامته رابطة الادباء والكتاب ـ سمع الحاضر ورأى الشاهد بلاغة تباكى بعض اسماء الادباء  باستحضار مُقاساته، ولوعة فقدانه وجسامة خسرانه في دبيج من حسن الكلام ومليحه ـ إلى اليوم لا استطيع فهم لماذا تتورم وتتأخر حفلات التأبين؟!. ومن البهتان العظيم في الجماهيرية العظمى، تجرؤ بعض ممتهني الكذب ومتزلفي السلطان، وهم من اخلص مضداديه، على ادعاء مد يد المساعدة في علاجه.

ومن الوهج الحارق ـ بالتأكيد يوماً ـ  موقف الذي "يا من تهربت طوال السنوات الماضية من مواجهة الراحل سيفاو، الذي تدعي صداقته بعد ان ضممت وثائق الاديب الراحل إلى ممتلكاتك بدون وجه حق بعد ان اخذتها لغرض الاطلاع من الاديب الراحل، ورغم الحاجه الشديدة في استردادها إلا انك اختلستها من ذلك الانسان المقعد الذي لا قدرة له على اللهاث وراءك لاسترجاع حقه.... ونتحداك في الرد على هذا ايضا يا علي فهمي خشيم" . و"ليس بي مرض، غير أني... فقدت الوثائق... فضاعت حقائق... وتهت على وجهي أستجدي حيلة... لم أخف مرضاً، غير أن خريفي.... أزال حروفي.... ولم يبق إلا نقاطاً قليلة"

سؤال الالتهاب المشتعل

فسر مقاصد "سيفاو" في الابيات اللاحقة، وما معنى ما تحته خط "كأنّما الجراد... حينما حطّ كي يفترس البلاد....كأنّه قد جاء منذ حين" ؟

ـ سنة 1946، ولد سيفاو،

ـ في 1961 خط سيفاو محاولاته الكتابية الاولى = عمره 15 ربيعا فقط،

ـ في 1979 أُعيق سيفاو = عمره 33 سنة فقط،

ـ بين 1979 و 1994 في ومع سجن الاعاقة= 15 خريفا،

ـ في 1994 قتل سيفاو ورحل جسده= عمره 48 شمعة فقط،

ـ سنة 2003 حسينيته التاسعة،

ـ سنة 2004 عشرية رحيله،

آه، عشر سنوات فقط لإلحق  بسيفاو! فهل انا خائف، من مصيره؟!

 انتهت الاجابة، اما درس الحساب فسينتهي "غدا.. ستورق الذاكرة القديمة...تثأر للجريمة"، وعندها تعلن النتيجة.

وحرقة من نار قبل النور

ودائما وكل حسينية سيفاو منارة في درب النضال، ودائما وفي كل حسينية للسيفاو حق ينتظر الوفاء! "وها هي الآلام... تناسلت، وأنجبت نسلاً من الآلام"

سيفاو

احبه من احب وتركه من ترك، سيرته ملحمة وكلماته باقية للدرب زاد، و"ما أسعد الإنسان!" المسكين!

(يوليو 2003)

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting