Uttvun 77, 

Tzayûr 2003

(Septembre 2003)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Tamnadvit i yneqqen tamnadvt

Turezzut xef wawaren

Asmun n yidv

Imerwalen

Illel

Tiourrac n yighghed

Ad arix tilelli

Zeg wezvru

Uscix alliy djebrex

Ifran

Dda Lmulud

Tawiza

Tinew ayenna

Français

L'amazighe à l'école et l'eclologie linguistique

Propositions pour une littérature amazighe

 Le berbère introduit dans l'enseignement en Algérie

Pour une télévision amazighe

Festival d'Imilchil

Avis de concours

Non à l'enseignement glossocide de Tamazight

العربية

الجهوية القاتلة للجهة

خطاب العرش يذكّر باستقلال المغرب عن المشرق

الذكرى التاسعة لرحيل سيفاو المحروق

بيان حول الذكرى التاسعة لرحيل سعيد المحروق

الحركة الثقافية الأمازيغية وجدلية الثقافي والتنموي

من يعارض تنمية الأقاليم الشمالية؟

إلى صاحب عمود مع الشعب

ماذا عن مسؤولية حزب الاستقلال؟

حول كلمتي المغرب وتيفيناغ

ضرورة الفصل بين الحركة اليسارية والحركة الأمازيغية

حزب التقدم والاشتراكية بين الخطاب والممارسة

تابرات ن تمازيغت

جمعية أنوال الثقافية

بيان لجمعية بويا، إيصوراف وأفرا

جمعية تافسوت للثقافة والتنمية

 

خطاب العرش يذكّر باستقلال الدولة المغربية عن المشرق

بقلم: محمد بودهان

كان خطاب العرش ليوم 30 يوليوز من هذه السنة متميزا، بموضوعه ولغته وصرامته وصراحته ووضوحه، عن كل خطابات العرش السابقة، كما لاحظ ذلك كل المتتبعين وكل الصحف الوطنية والأجنبية. وهذا شيء طبيعي ومنطقي نظرا لتميّز هذه السنة هي أيضا عن سابقاتها بالأحداث الإرهابية ليوم 16 ماي التي لم يسبق أن عرف المغرب مثلها من قبلُ، والتي شكل موضوعها جزءا هاما من هذا الخطاب.

لقد ركز المحللون على ما تضمنه الخطاب من نقد ذاتي ونقد مباشر ومفتوح للأحزاب السياسية، وتنديد باستغلال الدين من طرف جماعات وأحزاب تدعي أنها الناطقة باسم الإسلام والممثلة له.

إلا أن هناك جوانب أخرى لافتة للانتباه أثارها الخطاب وشدد عليها رغم أن المعلقين والمحللين لم يبرزوها ولم يقفوا عندها كثيرا لأنها لا تدخل ضمن اهماماتهم بحكم تكوينهم الثقافي والإيديولوجي. لقد جاء في الخطاب: »وفي ضوء هذه التعاليم السمحة، شيد أسلافنا حضارة إسلامية، ودولة مغربية مستقلة عن الخلافة المشرقية«. هذا التذكير باستقلال الدولة المغربية عن المشرق، وفي هذا الظرف بالذات، وفي سياق أحداث 16 ماي، ذو دلالة لا تخفى على أحد. فإذا كان هذا الاستقلال قائما وموجودا، من الناحية السياسية ونظام الحكم والحدود الترابية والسيادة الوطنية، فإن المغرب، منذ حصوله على الاستقلال عن فرنسا وإسبانيا في 1956 فقدَ، بشكل يكاد يكون كاملا، استقلاله الثقافي واللغوي والهوياتي والديني المذهبي وأصبح مجرد تلميذ تابع له في هذه المجالات: الثقافة، اللغة، الهوية، المذهب الديني. وهذه التبعية الثقافية واللغوية والهوياتية والدينية للمشرق هي التي أدت إلى أحداث 16 ماي الإرهابية.

فالتذكير باستقلال الدولة المغربية عن المشرق هو دعوة إلى استقلال حقيقي وكامل، استقلال ليس فقط في نظام الحكم والحدود الترابية، بل استقلال في الثقافة واللغة الفكر والهوية، يسمح لنا باسترداد سيادتنا كاملة، تشمل اللغة والهوية والمذهب الديني. وهذا الاستقلال الكامل والسيادة التامة يشترطان، كشيء طبيعي ومنطقي، إعلان الأمازيغية كعنوان على هوية المغرب وانتمائه الجغرافي والقاري والحضاري والتاريخي واللغوي، وكمظهر لتميزه واستقلاله عن المشرق، مع إلغاء المفهوم المشرقي "للنسب الشريف" وإعادة النظر، بجدية وشجاعة، في وضع اللغة العربية بالمغرب، ليس في أفق طردها أو معاداتها، بل في اتجاه اعتبارها والتعامل معها كلغة، وليس كهوية وانتماء كما هو الأمر منذ الاستقلال، بجانب إعطاء الأهمية الأولى للأمازيغية كلغة هوية وتمز وانتماء. وهذا الاستقلال في اللغة والهوية، بجانب الاستقلال السياسي والترابي، لن يتحقق إلا بالتنصيص في ديباجة الدستور على أن المغرب مملكة أمازيغية، مع ترجمة ذلك عمليا بالانسحاب مما يسمى بجامعة الدول العربية.

وفي نفس سياق استقلال المغرب عن المشرق، أكّد الخطاب على »تمسك المغاربة، على الدوام، بقواعد المذهب المالكي«. وإذا كان تمسك المغاربة بالمذهب المالكي ظاهرة معروفة وملاحظة، فإن القليل هم الذين تساءلوا وحاولوا الإجابة عن سبب انتشار المالكية بالمغرب من دون المذاهب الأخرى. لم يختر المغاربة المذهب المالكي لأن المذاهب الأخرى لا تناسبهم، أو لأن المذهب المالكي هو أفضلها، أو لأنه يحترم بعض أعرافهم، أو لأنهم التقوا بمالك بالحجاز أثناء الحج، وغيرها من التفسيرات التبسيطية التي حاولت الجواب عن سؤال انتشار المالكية بالمغرب. إن اعتناق المغاربة للمالكية يجد تفسيره في الرغبة في الاستقلال التام عن المشرق، استقلال كلي يشمل الثقافة والفكر والمذهب الديني كذلك. وهكذا اختاروا المذهب المالكي لأنه المذهب الوحيد الذي لم يكن قد انتشر بالمشرق، اختاروه تميزا لهم عن بلدان المشرق التي كانت قد اختارت المذاهب الثلاثة الأخرى (الحنفية، الحنبلية، الشافعية). فلم يبق للمغاربة إذن إلا اختيار المالكية استقلالا وتميزا لهم عن بلدان المشرق العربي.

وقد سبق لهم أن فعلوا نفس الشيء عندما كانوا يدينون بالمسيحية قبل الإسلام حين اعتنقوا المذهب المسيحي الدوناتي تعبيرا عن استقلالهم وتميزهم عن المذاهب المسيحية لروما.

وإذا كانت أحزابنا السياسية ضعيفة ولا تقوم بواجبها في توجيه وتأطير المواطنين، كما انتقدها ولامها على ذلك خطاب العرش، فإن سبب ذلك راجع إلى تبعية هذه الأحزاب للمشرق العربي وتبنيها إيديولوجياته، سواء في صيغتها البعثية أو الوهابية. ولذلك فهي منطقيا عاجزة عن تكوين المواطنين وتأطيرهم لأنها بعيدة عنهم وعن همومهم وقضاياهم ومنشغلة عنهم بقضايا أسيادها بالمشرق. ولا أدل على ذلك أن صحافتها تخصص صفحاتها الأولى لما يجري بالمشرق العربي، أما قضايا المغرب والمغاربة فهي ثانوية وجانبية. وارتباط الأحزاب هذا بالمشرق هو استمرار وإعادة إنتاج للإيديولوجية الشرقانية التي قامت عليها "الحركة الوطنية" التي لا تزال هي النموذج الأصلي لكل الأحزاب المغربية.

كي تقوم إذن هذه الأحزاب بدورها في توجيه المواطنين وتأطيرهم والعودة إلى الانشغال بقضايا الوطن والشعب، عليها أن تكون أولا أحزابا وطنية، أي مستقلة في توجهاتها وثقافتها وقناعاتها وإيديولوجيتها وبرامجها عن المشرق، وتكف على أن تكون مجرد وكالات فرعية ومحلية لمختلف الإيديولوجيات الشرقانية القومية والوهابية كما هي عليه اليوم.

نلاحظ إذن أن مسألة "الاستقلال عن المشرق"، التي تحدث عنها خطاب العرش، مسألة تهم الأحزاب بالدرجة الأولى. بل إن غياب هذا الاستقلال هو الذي يفسر كل مصائبنا وتخلفنا وضعفنا وتنامي الأصولية والتطرف بيننا، وأن "استكمال" هذا الاستقلال بإحداث قطيعة مع المشرق العربي سيكون علاجا فعالا لكثير من أدوائنا ومشاكلنا.

أشار الخطاب بأنه سيصدر قانون جديد للأحزاب يمنع قيام الحزب على أسس دينية أو لغوية أو جهوية أو عرقية. وكم سيكون مفيدا وإيجابيا ومحصنا للسيادة والوطنية وحاميا لها من الاختراقات الإيديولوجية المدمرة لو يضاف شرط خامس ينص على منع قيام أي حزي على أسس شرقانية.

تعرض الخطاب لكارثة التعليم ببلادنا مستنكرا: »كفى من نظام تعليمي ينتج البطالة والانغلاق«. والسؤال: لماذا لم ينجح تعليمنا إلا في إنتاج البطالة والانغلاق؟ لأنه ذو مضمون مشرقي، في برامجه ومناهجه ومقرراته، يجعل الطالب المغربي يعرف كل شيء عن تاريخ الدول العربية بالمشرق ولا يعرف إلا بعض الأساطير عن تاريخ وطنه، يعرف كل شيء عن شعراء المشرق ويجهل ثقافته وتراثه، يعرف عنترة وابن لادن وأيمن الظواهري وأبا قتادة ولا يعرف محمد أمزيان وموحى الزياني وعسو اوباسلام... هكذا تطرح كذلك مسألة الاستقلال الثقافي والفكري عن المشرق كشرط للرفع من جودة تعليمنا ليكون تعليما يعلم التفكير بدل التكفير، الانفتاح بدل الانغلاق، التسامح بدل الحقد والتطرف... هذا الاستقلال الفكري والثقافي والمذهبي والهوياتي عن المشرق مشروط بتطهير تعليمنا من مضامينه الشرقانية الماضوية والدوغمائية وإعطائه محتوى مغربيا وطنيا يتمحور حول الهوية الأمازيغية وباللغة الأمازيغية. هذه الأمازيغية، لغة وهوية، هي الوسيلة الوحيدة للقطع مع التبعية المهينة للمشرق. فلا ننسى أن التعليم، بمحتواه المشرقي، هو المسؤول الأول والمباشر عن أحداث 16 ماي الإرهابية. (انظر مقالا حول الموضوع بالعدد 75: "عندما تبرمج الدولة عقول أبنائها ليصبحوا إرهابيين انتحاريين" ـ http://tawiza.net/Tawiza75/16mai.htm).

وتأكيدا على مسألة الاستقلال عن المشرق، استعمل الخطاب مرتين عبارة "الاتحاد المغاربي" بدل العبارة المكرسة "اتحاد المغرب العربي" التي تفيد التبعية للمشرق العربي. استعمال صفة "المغاربي" بدل "العربي" إشارة دالة وقوية قد تكون تدشينا ـ على الرغم أن الخطاب استعمل كذلك عبارة "أمتنا العربية" ـ لمرحلة جديدة، مرحلة المغرب الحقيقي، المغرب المطابق لذاته ولواقعه وهويته، وليس "المغرب العربي"، أي المغرب الزائف، الوهمي التابع.

إن الخطاب يحفل بإشارت كثيرة وقوية ـ كما قلت ـ في اتجاه القطع مع الثقافة المستوردة من المشرق ـ تلك الثقافة المسؤولة عن كثير من مصائبنا ومشاكلنا ـ وبناء مغرب قوي ومستقل في فكره وثقافته وهويته.

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting