uïïun  171, 

sayur 2961

  (Juillet  2011)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

iãiä n tamazivufubit d tupuäyt n taoarabumanir

Arriif jar tirelli d uhwes

Asmammi

tudert inw

Français

Marghighda au pays de Gurugu

La question de l'identité au Maroc et la réforme constitutionnelle

L'amazighité et la constitution de Mannouni

Pour un Maroc vraiment exceptionnel

La télévision amazighe

Sortie du livre de mostafa Qadery

العربية

سعار الأمازيفوفوبيا وجنون العربومانيا الجاهلية

من مغالطات المعادين للأمازيغية

الله يتكلم الأمازيغية أو هو أعرب

لماذا لا يمكن حاليا إلا دسترة الأمازيغية كلغة رسمية؟

فجر الأوديسا أو دلالة أسماء العمليات العسكرية

ذكرى للتاريخ وإن عاثوا فيه فسادا

الذكرى الثالث عشرة لرحيل لومناس معتوب

صدور كتاب في الهوية الأمازيغية للمغرب

إحياء لذاكرة بوجمعة هباز

ما أبعدك أيها الخليج

كتاب الإعلام الإلكتروني الأمازيغي

بيان تنسيقسة تافسوت للجمعيات الأمازيغية

ندوة التغيير الدستوري وميتقبل الريف

 

 

 

من فقيه «أمازيغي»:

الله يتكلم الأمازيغية «أو» هو «أعرب»؟

بقلم: أُبو بكر عبد الرحمان Amazigh fdoux

«لا أكادُ أومن بإله لا يفهم لغتي»

قد لا تحسم الأمور منذ القراءة الأولى في مستوى من المستويات التي يمكن أن يوحي بها عنوان هذه المقالة، نظرا للتكثيف التأويلي الذي يحتضن مجموعة من الظواهر المختزلة، منها ما له علاقة بالجانب النحوي وبالجانب التأويلي والسوسيوثقافي المغاربي في بلاد تامازغا ومنه ما له علاقة بالبعد العقائدي والأنطولوجي...

واستجابة لتفكيك مُغلق العنوان، أو مُغلق الظواهر المتناحرة حولها لبسط ما يمكن تسميته ب»مضاعفات التأويل» في العنوان أعلاه، حتى نقف عند طرف كل معنى مفصّل على حِدة للوصول إلى العنوان الفرعي – لا أكاد أومن بإله لا يفهم لغتي – في كلتا النتيجتين:

نزولا عند ذلك، نحاول أن نختزل مجمل هذه الظواهر كلاّ على حدة، ويجدر بنا هنا أن نمهد بالظاهرة النحوية كما تمثلها البنية التركيبية التي وُضع عليها العنوان والتي لم تخرج عن النسق اللغوي للعربية – إضافة إلى المكون المعجمي – ومن هنا يمكننا القول، إن عنوان «الله يتكلم الأمازيغية أو هو أعرب» يُلزمنا الوقوف أولا لدى المكون المعجمي المقارن والمحدَّد في لفظتي : الأمازيغية وأعرب كلفظتين تحددان بدورهما – في الوهلة الأولى – الوقوف على نسقين لغويين مختلفين تمام الاختلاف قرابة وتركيبا وصرفا، وهما النسق اللغوي الأمازيغي والنسق اللغوي العربي، وعند الوقوف على حافة النسقين هذين، يميل الذهن كليا إلى ربط أحد النسقين اللغويين بالمسند إليه الأول وهو «الله» واستخلاص مضمون الجملة بإسناد الفعل المضارع «يتكلم» وربطه ب «حدث العطف» في هذا المستوى وما تبقى من الجملة «أو هو أعرب» أي عربي/أو إله عربي ليستنتج سؤال «هل الله»يتحدث الأمازيغية أو «يجهلها»- سبحانه - ولا يتكلم إلا « العربية « ولغات الوحي الأخرى – على سبيل التقدير السامي – وعلى شفا نهاية هذه القراءة الأولى للعنوان، تبدأ تلقائيا القراءة الثانية حيث نهايةُ الأولى، وفقا لظواهر نحوية – لغوية سطحية- سطحية- عميقة حسب القرب والبعد من تقبل الفكرة في العنوان نفسه.

ويتجلى هذا في تقريرية جملة العنوان كجملة اسمية « ألله يتكلم... الأمازيغية « – فعلا – « أو هو أعرب « ، هذه الجملة الاخيرة «أو هو أعرب» تأتي لتأكيد أن الله يتكلم اللغة الأمازيغية منذ الأزل، أكثر منا وأفصح، وهذا ما تفيده « أو» التي تعني هنا «بل» كما في القرآن الكريم نفسه، في سورة الصَّافَّات، في قوله تعالى : «وأرسلناه إلى مائة ألف «أو» يزيدون» الآية رقم 147. ومن هذا المنظور ينقلب المعنى كليا – عكس القراءة الأولى – في مستواه النحوي أوّلا، باعتبار « أو « بمعنى « بل « وفي مستواه المعجمي – ثانيا – الذي لن تكون الدلالة فيه حافظة على معناها الأول، ويكون المضمون هو : الله يتكلم الأمازيغية بل هو «أعربُ» أي أفصح وأبين، أو بعبارة اشتقاقية أمازيغيا، بل هو» أمْزغُ».

ويبقى المكون المعجمي «أعرب» كبؤرة «معجمية» مركزية ذا تقابلين لسانيين متضادين لنسقين لغويين مختلفين، الأول تقابل لغوي أمازيغي، والثاني تقابل لغوي عربي. وفق هاتين القراءتين:

- القراءة الأولى: يدل – هذا المكون المعجمي هنا سياقيا – في التركيبة اللغوية الأمازيغية، لوصف الإنسان العربي، فنقول « أعربْ» كصيغة مذكر، و»تأعربت» كصيغة مؤنث، وقد تختفي حرف العين فيهما فونولوجيا، ليعوض بمد طبيعي قصير نظرا لمخرجه ووظيفته الصياتية، وليصير « آرابْ» و»تارابْت» وقد نخضع المفردة نفسها لاستبدالات أفقية – على مستوى الحروف – للتقارب المخرجي الصياتي بين «الباء» و»الميم» الشفويتين ليصبح تتاليا «آرام» كاسم مشتق من « الآرامية» ومعناها التاريخي لاسم قوم/شعب من الأقوام، واللفظة الأخيرة نفسها تحمل دلالة أخرى لهذا الجذر»ع.ر.ب» الذي يمكن أن يوحّد بين دلالات هذه الألفاظ رغم اختلاف الأنسقة، فتأتي لفظة «أرامْ» – بمد طبيعي قصير في حركة الراء- لتدل على «الجَمل» – أمازيغيا- فنقول «أرامْ/أرعمْ/ألْغمْ» باختلاف فروع اللغة الأمازيغية، وهي في النسق الأمازيغي لفظة واحدة مع اختلافات صياتية في كل مفردة على حدة، مما تستجيب له «الأصوات السائلة» مثل « أرْ» وألْ»في مستوى أوّل، وأرَ»ا»مْ وأرْ»ع»مْ، في مستوى ثان،، أو أ»رْعْ»مْ وأ»لغ»م في مستوى آخر، وهكذا... مما يفتح المجال لتتبع هذه الصيرورات الصياتية لهذا المكون –أمازيغيا- وهنا ليس محله. وفي نظري – الحدس-اللغوي – أن هناك رابطا منطقيا بين أعربْ/العربي وبين «أرامْ»/الجمل، وبناء على الاستبدالات السابقة –لسانيا- يمكن أن نعثر على ما يجمع بين «الإنسان العربي في شبه الجزيرة العربية وبين «الجَمل» في البيئة نفسها، من مظاهرقد تصل إلى حد «التماهي» بين الكائنين نفسهما واتحاد «العمق النفسي» لهما، خصوصا، إذا استنطقنا الشعر العربي الجاهلي الذي يتألف مما يمكن تسميته ب»معاجم قِطاعية» فنحصل فيه على «المعجم الجَملي» أو « المعجم الإبلي» كمعجم يبصم عليه الإنسان العربي – في بيئته - بالعَشر وبالخف أيضا، أو قد نجد تقاسما «جذريا آخر» بين لفظ «عرب» ولفظ «بعير» في النسق اللغوي العربي هذه المرة، فهل هناك من توارد دلالي – رغم اختلاف النسقين في كل شيء-؟؟؟ ألم يكن القرآن الكريم يشير إلى ذلك في سورة الغاشية عند قوله تعالى : أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ؟؟؟ الآية رقم 17. فخصّ «الإبل» وحدها هنا من بين حيوانات أخرى. ألم تكن العروبة مرتبطة في « ذهنيتها الثقافية ّ بالإبلية ؟ كما تفيد نظرة اللفظ الأمازيغي «أرامْ» كنظرة «الآخر» ؟ وكما يفيده المنظور القرآني نفسه كـ» توجيه» للعرب – في بيئتهم – إلى اتخاذ «الإبل»- وليس كائنا حيوانيا آخر- مرآةَ «الكَيف». وفي نكتة لطيفة، يمكن أن نورد هنا « مدلول الإنسان العربي» في الثقافة الأمازيغية نفسها، والذي يحيل على إطلاق « أرعمْ/ألغمْ و»إرْعْمان/إلْغمانْ – كجمْع - على «العرب» وذلك كلقب قد يكون قدحيا، وقد يكون «لقبا وصفيا» فقط أوردناه هنا لمقاربة هذا المكون المعجمي نفسه في شقه الأمازيغي مما يفيد في مقاربة عنوان هذا الموضوع الذي يحتوي على «مضاعفات تأويلية» تخضعه لمثل هذه التقاطعات الدلالية والمركبة والمضادة في الوقت نفسه والتركيبة نفسها...

-القراءة الثانية: وفي السياق نفسه يمكن قراءة هذا المكون المعجمي «أعرب» في خطاطة العنوان قراءة صرفية اشتقاقية – عربيا – من جذر «ع.ر.ب» – كقراءة داخلية – من اللغة العربية نفسها لنفسها، وانطلاقا من هذا النسق اللغوي تأتي المفردة اللغوية هذه كاسم تفضيل – أو على الأقل كوزن صيغة التفضيل – حيث يفيد «الأعرب» معنى البيان والفصاحة، قد ورد في بعض الأحاديث أن «الثيب تُعِرب عن نفسها» أي تبِين وتفصح، وكما يقولون أيضا، أعربَ عما في ضميره، أي أبان وأظهر، على أني لا أدري – جوهريا – إن كان في معنى «العروبة» أي «وضوح» تجاه نفسها وتجاه الآخر؟؟؟ وعلى هذا الطرح نفسه في النسق العربي، يصح إعادة بناء تأويل العنوان بما يفيد «أمزغة الله» لغويا، ليكون العنوان» ألله يتكلم الأمازيغية أو هو «أعرب» أي أفصح أو «أمزَغ» كصيغة «تفضيلية» أمازيغية-اللغة، عربية-التركيب.

وبإشارتنا إلى قراءة داخلية عربية لمدلول مادة «عرب» وما تعنيه، سنشير إلى «قراءة خارجية» لمدلوله كما ورد ذلك في أدبيات الفكر الديني «العبري» كلفظ ( يفيد في اللغة العبرانية – قبل تأويلات المؤولين – معنى « الأخلاط» ، إذ أنه مشارك في الاشتقاق لفعلערב (عرب) الذي يعني في تلك اللغة “خلط”... ولقد بلغ تمكن الدلالة القدحية للفظ “عرب” في اللغة العبرانية أنها اشتقت من جذره المعجمي سلسلة من الكلمات الأخرى المشحونة بالتعبيرية القدحية، مثل الفعل الرباعي عربب ערבב بمعنى “شخلط” و”جخلط”، وكمصدر هذا الفعل عربوب (ערבוב ) بمعنى “الخليط أو الأخلوط أو الشخلوط” كما اشتقت تلك اللغة من ذلك الجذر اسما خماسيا هو عِرِبرب(ערברב ) بمعنى (“الحشد العرمرم من الدهماء ramassis”) ( من كتاب لمؤلفه محمد المدلاوي المنبهي، مقامات في اللغات والعقليات، الهوية والتحديث ما بين التذكير والتأنيث،ص 21-22 ، 2010.) وقد جاءت هذه القراءة الخارجية كنقيض للقراءة الداخلية التي تعتقد “ بأن تسمية “العرب” تسمية منبثقة من الداخل، وأنها مشتقة تاريخيا ودياكرونيا من الأعرب والإبانة وغير ذلك مما اقترن باللفظ لاحقا بعد تأويله من الداخل، بينما صرفُ العربية نفسه لا يحتمل ذلك التأويل، إذ يقتضي من الصرف بأن يشتق المزيد بالهمز (أي “أعرب”) من الثلاثي المجرد (أي من “عرب”)، وليس العكس، أي أن الأصل في العربية هو أن تشتق صيغة “إفعال” الرباعية من أصل “فعل” الثلاثي وليس العكس”. ( المصدر نفسه، ص 22.) وقد أشار المؤلف هنا إلى أن “ بعض الترجمات العربية الحالية للعهد القديم تتجنب الإحراج فتترجم تعبير כל הערב / كول ها عاراب / في هذا النص ب “كل الأعرب” بدل “كل الأخلاط” باعتبار أصل الدلالة في العبرانية التوراتية” ( إحالات المؤلف في المصدر نفسه، ص 21 ). – وللأمانة العلمية، أشير إلى أن بعض الكلمات ترد مكتوبة بالحرف العبري في ثنايا المقتبسات وأدوّنها بالعربية متبوعة بالحرف العبري.

ويكفي هنا أن نعقد هذه المقارنات “المعجمية” المختلفة نسقا للوقوف عند التداعيات الأولى لتأويلات هذا العنوان، كإضاءات أوّلية حول الموضوع ككل...

ونستهل هذا الطرح بإشكالية طالما حامت حولها قراءات “دينية” أو “دِينوَية” لا موضوعية، لا تحاول الإجابة عنها قدر ما تحاول استعارة سربالها القديم-الجديد والتلفّع بردائها والتبرقع بفضلها، وهي إشكالية ذات طابع انطولوجي من نوع آخر، وتستهدف “لغة الله” أو “الله واللغة” أو “الله وعلاقته باللغة” أو بعبارة “أسمى” و”أوضح” في أدنى مستوياتها وأعلاها “اللسان الرسمي للذات الإلهية” في مملكته ووجوده وعلاقة ذلك بلغات الوحي كما يريد “الكهنوت الديني” وبعض رجال “الله” وظلاله أن توحي بذلك في تكهناتها لعباد الله “المختارين” منهم و”المنبوذين” في ذهنياتهم “الخيماتية” القائمة على أصل من أصول الحكم لديهم وهو أصل “الوأد” المطرد.

وعلى مقربة من القراءة الأولى للعنوان، أي القول “بعروبة الله” نصادف-فيه- إطارا أيديولوجيا- عقَديا مهيمنا وخطيرا “تطبّل” له “الشيوخ” و”تزمّر” له “الشّيخات” و”يُعرب” عن “قدسية اللغة العربية” -والبقية تأتي – بعيدا عن أي أصل “نقلي” أو أيّ أساس “عقلي” أو برهاني”. ولا أكاد أُتعب القلم كثيرا في جرد “النصوص” المسند إليها هنا والنصوص “ المختلَقة” في فترة من فترات المد الامبراطوري العروبي “ الأموي”، وهم في أمسّ الحاجة إلى “دفوعات/رشاوى” نصية وأحاديث تحد من “شُعوبية” الأمم الأخرى التي استطاعت أخيرا أن “تُقوْمِن الزاد الديني” وتضيفه إلى ثقافتها، لا كوسيلة ربط نفسها بأركان هُبل العروبة وعُزّاها وذهنيات الشرق”المركزية”... وفي هذا السياق “النصوصي” لا “نصي واحد” نجد أن الجَنّة التي أُعدت قبلا، قد كُلفت لُجينة “عروبية” بترسيم لغة واحدة بها وهي “العربية” كلغة أهل الجنة، ولتذهبْ اللغات الأخرى والأخريات إلى جحيم ربها، وإذا كانت “الذكرى تنفع المومنين” فلنذكِّر عباد الله “المختارين”هؤلاء بأن أموروكوش/المغرب وعموم شمال افريقيا الأمازيغية ليست الجنة، لتكون “العربية لغته/ها الرسمية، وإن كان الفاتحون/الغزاة قد اعتبروها “جَنة” حيث فيها “الحور العين” والذهب والحرث لهؤلاء وحدهم – طبقا لرسالة ربهم وحاكمهم الأموي- على حد ما أورده ابن خلدون وابن البكري وابن عذارى وأحمد زاهد وآخرون في مستنداتهم التاريخية، وعلى خط دياكروني خبيث قال أحفادهم “الخوالجيون على إيقاع غنائي “ أيضا “المغرب جنة جنة” ؟؟؟ كتطابق ميغناطيسي- بين “السلف والخلف”. ألهذا يريدون انضمام المغرب/الجَنة و”مملكة الحور العين” إلى “المجلس التعاوني الخليجي” وليس إلى دول؟؟؟ لأن تعريف “ الدولة قد لا تنطبق على “محطات البنزين”/الستاسيونات لا دول.

ووفقا لما تكرسه هذه الأكاذيب استطاعت “العروبة” بمفهومها القومجي أن تضع قدمها المتشقق جراء رعي “الجِمال”- بكسر الجيم طبعا – ونصْب الخيام على أدمغة الشعوب المسلمة الأخرى ردحا من الزمن كالشعب الفارسي ومواجهته بالطرح “الشعوبي” المعروف تاريخيا، والشعب الكردي والأمازيغي والتركي... إلخ، فشقت بمكر التاريخ طريقا صعبا إلى “ذهنيات” الأمم التي أزاحت بعضا من ميكانيزمات مقاومتها باسم “الله الأول” الذي أعدَّ الجنة وجعل لغتها عربية رسمية وجنّوية، فعمل هذا المنطق “الغيبي” عمله في تقديس لغتهم الشرقية العربية لدينا، في حين، لم تعطَ فرصة الظهور و”الإبانة” لبعض القضايا “الفقهية-اللغوية” المتعلقة بطرح لغوي-صلاتي التي أثارها “فقهاء” غير عرب من أمثال ابي حنيفة الفارسي وابن تومرت الأمازيغي في سياق نشر “الدين” بلغة “القوم” لا بالعربية.

فأبو حنيفة في مذهبه المعروف بإعمال العقل كثيرا – لقلة الحديث – أجاز الصلاة باللغة الفارسية لمن لايتقن قراءة الفاتحة بالعربية، وفي هذا الطرح – لدى أحد الأئمة الأربعة “المركزيين” – خطر كبير على الامتدادات العروبية-الأموية آنذاك، ولذا لم ولن يتم التعامل مع مثل هذه المواقف بسلام وأمن، بل – في المقابل – سيتم إعداد عدة “نصية” لتدميره والعمل على الإطاحة بصاحبه وبنيه، ضدا على وظيفته كرأي فقهي متنور- مستند إلى احترام خلق الله- ومعتبر للسوسيو-لغوي وثقافي لهذا “المسلم” أو ذاك. والمطلع على آراء فقهاء الشرق وفقهاء العروبة عامة يرى “فقه التحايل” يمتص “دماء الدين” ليحقن بها عروق العروبة، متسائلين أو متسوِّلين: لماذا؟؟؟ ولماذا؟؟؟ آمرين وناهين: لماذا يتعذر عليه أو عليها تعليم “العربية المقدسة”،؟؟؟ عليه أن يحاول، أن يتدرب، أن يتهجى “ا ب ت ث ج...” (البلطجة الثقافية)... ليقرأ “سورة الفاتحة” في الصلاة بالعربية، وكل ذلك سعيُ تحايل، وسعيا وراء “التعريب والأعربة والعوربة والعروبة...، وعلى حساب كاهل اللغات الأخرى التي أُبعدت كـ”ضرّات” للعربية، وإلا فلماذا لا نحاول تجديد الدماء في فقه ابي حنيفة الفارسي وأمثاله ؟؟؟ لماذا يصر الشيوخ – بأنظمتها الراعية – على تمجيد بعض المذاهب وتنقيص بعضها ؟؟؟

وكنموذج آخر في القُطر الأمازيغي هذه المرة، نجد محاولات عدة تحاول التجاوب مع الدين بطبيعتها الذاتية لا ربط الدين بالعروبة والشرق والخيمة، ويتجلى هذا في “ الفقه البورغواطي” بل والسياسة البورغواطية ونهجها في بناء الدولة الامازيغية و”أمزغة” الدين بما يوافق أبعاد الشخصية الأمازيغية أولا، لكن، نجد علماء العروبة في قراءاتهم للبورغواطية متربصين على “كروازما” التوجيه العروبي، فتجد مناشيرهم التافهة ملوَّثة بدماء الجريمة السياسية لمحاولة تغليط العقل والتاريخ في نسج أكاذيب حول الرؤية البورغواطية الأمازيغية أو البعد الأمازيغي في النهج البورغواطي ، فكانت “محاولة ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية” محاولة “وضع قرآن جديد” في الذهنية المتخلفة لفقهاء العروبة، كأنهم غلاظ شداد “يقذفون” عباد الله “الكافرين” بالعروبة في نار الله المؤمن... كما نجد نموذجا أمازيغيا آخر كرجل دين يرعى الوضع السوسيو-ثقافي الأمازيغي، وهو ابن تومرت الذي “تواتر” عنه أنه يُفتي ويجيز الصلاة باللغة الامازيغية والأذان بالأمازيغية.(محمد شفيق، ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين).

فأين حسّ هذه المذاهب في ثقافتنا الأمازيغية في شمال افريقيا المتميزة جدا في كاريزميتها وسوسيو-ثقافتها وانثروبولوجيا تديّنها وعقليتها المجتمعية عن الثقافة الدينية الشرقية ؟؟؟ لما لأعرافها وتشريعاتها “الدنيوية” من مُرونة حتى مع “الروح الدينية” أيا تكون طبيعة ذلك الدين... كاعتماد “دونات” الأمازيغي علمانية أمازيغية بعد هيمنة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ومحاولة استعبادها المجتمعَ الأمازيغي... ولا أستبعد عدالة “العلمانية” في هذ السياق بكل تحديداته هذه... ولماذا استيراد المذاهب “السلفوية” من الشرق البعييييد، واستلهام نمط الشيوخ وورقة “الفتاوى المليونية” وترك المجال للنهج التكفيري مقابل موت فكر الشعوب المستعبدة “دينيا” وباسم الله ورسوله ورسالته وكتبه وملائكته الصُّقور منها والحمائم؟؟؟. لماذا لا تكلف وزارة “الأوقاف الإسلامية” نفسها التنقيب عن مزايا هذه “المذاهب” الموافقة لعقليات الشعوب، بدل التتلمذ الكسول على الشرق والغرب ؟؟؟ والجواب أعلاه، كل ما لايخدُم العروبة فهو باطل فهو باطل فهو باطل في خريطة عقليات فقهائنا المملوءة بماء ساخن وحجر تيمّم – أجنبي – وأوضاع استنجاء واستجمار أو حتى أوضاع النكاح وفي ذروتها “ فتاوى نكاح الجثة/جثة الزوجة” وتحليله، - كما أفاد “الشيخ” الزمزمي أخيرا- بعيدا عن بلاغة وفصاحة “صُمات الجثة” أو “أعربها عن نفسها”.

ألم يكن فقهاؤنا أو فقهاء الدولة أرخص المتاع في سوق النخاسة – وبالجيم ايضا- الفكرية ؟؟؟ لماذا يسبّح فقهاء “السبيل” و”التجديد” و”الإصلاح” و”اللاإصلاح” وفقهاء “العدل” و”فقهاء الإحسان” و”العدالة” و”التنمية” وألقاب أخرى فااااااااارغة وفقهاء “إقرأ” لدينا و”الهدى” و”الحقيقة” و”أتباع عمرو خالد” و”القرضاوي” و”عامّة” عامّة “تجمعات سلفوية” على القارعة أو على السطوح أحيانا، لماذا تسبّح هذه “الأقنعة” بالعروبة بكرة وأصيلا أكثر مما يسبّحون لله الخالق البارئ الذي “علّم آدمَ الاسماءَ كلّها”؟؟؟ ولماذا أن من عصى العربية فقد عصى الله؟؟؟ فهل في هذا “عدل” أو “إحسان” أو “سلام” أو “حوار” مع أي صديق؟؟؟ ألم تحسم القضية الأمازيغية في هذا الطرح، فتم إيداعها السجن في شخصية أدّا علي صدقي أزايكو، إثر صدور مقاله “حول مفهوم حقيقي لثقافتنا الوطنية”؟؟؟ الذي فصَّل فيه المقال في ما بين القومية والدين، وبين قومية وقومية أخرى – من تداخُل وتخارُج - وهو الذي قال”ربِّ، السجنُ أحبُّ إلي مما يدعونني إليه” مثل أخيه يوسف العبراني، فأُودع السجن بعد “أن راودته التي هي في بيته /العروبة “ وتوقّف مصدر نشر المقال، مجلة “أمازيغ” عام 1981 الذي ولدت فيه أنا... المعتقل ثقافيا وهوياتيا وخطابا ولغة... وإيمانا، لأن إيماني ناقص لكفري بالعروبة وأربابها في معتقد “ظلال الله” الأجِلاء.

إن الإشكالية هنا تحتاج إلى تحليل نفسي-فقهي-”عُصابي-جماعي” وإخضاع المسألة/القضية الدينية المتعددة الثغرات لمساءلة تاريخية موضوعية من حقبة ما قبل الغزو/الفتح لبلدان تامازغا،- مع الحفاظ على هامش الماضي الديني لشمال إفريقيا، لأننا إذا لم نعترف بالماضي الديني المسيحي واليهودي أو حتى ما قبل وفود الدياتين ، فقد يمكن أن لا يُعترَف بالحاضر الديني-الإسلامي أيضا – مع استعراض خريطة هتك عرض القيم الأمازيغية والقيم الإسلامية-الإنسانية في خضم أحداث “فتح” عقبة وابن نصير وما أتى بعد ذلك، مما استساغ جذب المنطقة إلى جعلها “شِبهَ شبه الشبه لشبه الجزيرة العربية” –اقتداء بقانون”الإرث” العروبي – أو جعلها “ملحَقة عربية لشبه الجزيرة العربية” مرحليا... مع النظر مجددا في أصل ربط الدين بالشرق، وما يجعلنا نربط “السياسة” بأمور دينية أخرى مثل القول بـ”حاكم قريش” أو القول بـ”البيعة” و”النسب الشريف” أو البطاقات الشريفية التي “يجب احترام حاملها” – حتى يأتي أمرُ ربك - وكل الترسانة العروبية-الدينَوية –بالواو- الموظفة لخدمة جذر “ع.ر.ب” وإن على حساب الذات والكرامة والله والقيم...

ولربط السابق باللاحق، نلملم فُلول ما تقدم في سؤال واحد: هل الدين الإسلامي يخدُم العروبة؟؟؟ وهو سؤال طرحته كل القوى الدينية-السياسية-العروبية على نفسها، قبل أن تبدع في اختلاق ترسانة نصية كأُهبة لأي دفاع مرتقب أو مقاومة من طرف الأمم الأخرى المستهدفة بالتعريب والعوربة، وإلى هذا الموقف يستند “الشيخ”- في إحدى معاني مترادفاته – القرضاوي في خرجاته “الشاذة”- جيما وياءا- التي يمتطي فيها “جَملا” عربيا أصيلا يحدوه – من الحداء/الغناء للإبل – بنصوصه و”فتاواه” التي “يقترضها” من حقيبة “عالَم من المحيط إلى الخليج” الوهمي، والتي يسُكّ – سينا وزايا - على منواله مثل هذا العُملة “الدينية” التي “يضرب” “فيها” و”يطرق” عليها “ أن العروبة والإسلام وجهان لعملة وااااحدة” وذلك في بورصة “الدول الإسلامية” التي اختلطت فيها عملات “الكهف والرقيم والخيمة” التي لها الحظ الأوفر بعملات “الأرض والتراب”.

أفَيعني هذا – تأويلا- أن الخيمة والعرش العظيم وجهان لعملة واحدة ؟؟؟ أم أن الله والإنسان العربي أقنومان لإله واحد ؟؟ وقد يكون “الجمل”/آرام أقنوما ثالثا ينضاف إليهما، وفقا لقراءات الأقانيم الثلاثة في بعض المذاهب المسيحية، والتي يكون فيها “الحمار/أغيول” الأقنومَ الثالث.

ولطالما اطّلعت على كتابات السّي يوسف القرضاوي في “شقها العروبي” فأجدها أشبهَ ما تكون برقصات الجواري أمام “سلطان من وراء حجاب” ولو كُشف “الحجاب” (المعرفي) بينهما لتوقّف “الرقص والرنّ” لكن، رغم هذا فلهذه النظرة “العربية” إلى الدين والإسلام وإلى الله تفسير منطقي أكثر، وهو أن بِنية عقلية الإنسان العربي و”توابعه” أقصر من أن يتجاوز نظرها “سقف الخيمة الفكري” وحدود “الأطناب” المتبثة – والعبرة في خيمة القذافي وكتابه ولونه وفكره و”زنكَته” و”خطبه” و”سيميائياه” وفي “والد وما ولد” وحتى في غلمانه وجواريه وفقهائه “الكونيين” منهم و”الخيماتيين/الخشيميين”، وكل “قوّاديه” (بلغة سعيد سيفاو المحروق في كتابه الأسود)- ولهذا القصور الفكري - ربما- ولعدم إيمانهم وإدراكهم للتعدد اللغوي لآدم وما ولد ولحواء وما “أخرجت”، يستشعرون أن”الجنة” لن تكون لغتها الرسمية إلا العربية، وإن كان الأمر كذلك فلا حرج آنذاك، فهم لا يعلمووون.

كما أن هناك تأويلا لغويا يتعلق هذه المرة بمدلولات مفردات لغتهم “العربية” وانزياحات مدلولات دوالِّها نحو معان أخرى، ويجب على “الفقيه” أو “العالم” أو “المفتي” أو “الأقنوم” بجميع صيغه – سلفويا وخلفويا – أن يكون متضلعا في العربية وأصولها ومعاني ألفاظها وأبعادها وأحجامها ومسافاتها وأضلعها و”محيطها” و”خليجها” و”جُزرها” وصحاريها وبحارها وبراريها - كما أفاد ذلك “حافظها وشوقيها”- و”فومها وعدسها وبصلها”، بل وزاواياها وانحناءاتها وسياقاتها في البُنى وأسباب نزول “أدلجتها” وتغليفها حسب الزمان والمكان إلى ما هنالك من “التتبّع”العلمي والموضوعي لهذه اللغة المقدسة الجميلة الملآئكية، ويندرج ضمن ذلك في نظري، لفظُ “الجنة” – فتحا – الوارد في “منتجع نص” : “العربية لغة أهل الجنة” الذي سيدل على “معجم عربي خاص”، ليكون معناه هو “الخيمة” وبالتالي “فالعربية لغة أهل الجنة” تعني – عربيا – “العربية لغة أهل الخيمة”، وأهل “الخيمة” هنا هم “العرب في شبه الجزيرة العربية” التي أتى منها هذا الأصل “النصي” والنقلي كما يريدون ويفكرون. ولو صح هذا الفهم اللغوي لكلمة “الجنة/الخيمة” لكنا في حالة “سِلم لغوي” وأمن هويّاتي” منذ أمد بعيد، ولكان ذلك صمّام أمان للغة الأمازيغية وغيرها من اللغات، وبعيدا عن تصورات الفقهاء والساسة و”فهاماتهوم” التي تفرض لغة “الخيمة/الجنة” وتسبّح لها وتقدسها حتى كادت أن تكون “ركنا سادسا : من أركان الإسلام أو قد صارت فعلا، وفعلت فعلها، وقد قالوا : واتخذنا من العروبة دينا... وتركنا ما ليس يلزم، ولو صح هذا الاختيار اللغوي – وهو عندي صحيح – لكانت العربية لغة أهل “الخيمة” الشرقية في الجنة، ولكانت تامازيغت لغةَ “تامازغا” في الجنة ، ولغةَ “ أيْت تادّارت د أيْت تكَمّي”، ولكانت الإنجليش لغة أهل “ House and Home” والفرونسي لغة أهل “ Maison” وهكذا... ولكان “الله” في هذا المستوى الذي يناقض الفكر العروبي عالِما بكل اللغات – وهو عليم طبعا – إلا لدى “معرّبي” اللهَ المطلق،... فهل الله يتكلم الأمازيغية أو هو “أعْربْ” ؟؟؟

وعند “وضوح” جانب من هذه الإشكالية الإنزياحية دالّيا ومدلوليا ومنطوقا ومفهوما، نجيب بنماذج من النصوص القرآنية، التي تخالف وتناقض “كلَّ المذاهب العروبية الدينية” وفتاواها الفكرية وتلكّؤاتها الأيديولوجية ، وتقوّض من “جلالة لغتهم العربية” التي ليست إلا لسانا من الألسن كما في حديث نبوي آخر، وليست مقدسة كما يريدها القرضاوي وفقهاء السنة وشطحات ياسين – في (حواره مع صديقه الأمازيغي)- كصوفي “بربري” وابن فلاّح بربري- كما “يشتهي” أن يصف نفسه في فجْر عالم “إسلامه وطوفانه”، فيعصي الله من عصى “العربية”. وسأُورد هنا ما قاله الشيخ صالح الكرباسي من: “أن لغة آدم (عليه السلام) بينما كان في الجنة كانت العربية، حيث إنها لغة الجنة، وستكون العربية لغتهم التي يتكلمون بها في الجنة، فكل هذه الأمور مما ترجح وتدعم اختيار اللغة العربية لأن تكون لغة القرآن الكريم” وهناك دواع “إلهية” أخرى لدى الشيخ الكرباسي حيث يضيف من غير شك في نفس الشيخ “لا نشك في أن نزول القرآن باللغة العربية دون غيرها من اللغات لم يكن عفويا، بل كان لأسباب دقيقة، وهو بكل تأكيد “اختيار سليم”(الشولتان مني) لأنه من رب العالمين”. ومما عدده الشيخ الكرباسي من تلك الأسباب “ أن خصائص اللغة العربية وقابليتها الحيوية ومرونة تعبيراتها وسعتها وما إليها من مميزات من حيث الاشتقاق الصرفي والإيجاز والخصائص الصوتية، وإمكانية تعريب الألفاظ الواردة” وكل هذه الأشياء يؤكد الشيخ أنها “ تجعل اختيارها لغة القرآن الكريم هو الخيار الصحيح”. انتهى كلامُ الشيخ “المبينُ”، (ww.islam4u.com/almojib_show.php?rid=140)

لا نكاد نُجهد أنفسنا في “الشكل اللغوي” العقيم الذي أضفى على “روح مقصد الشيخ” رُزنامة “كلَخية” مقهورة بأدوات “النصب” بمعناه اللغوي الحديث وليس المعنى النحوي” والذي “جرّ” به إطلاقية الله إلى “نسبية ثقافية عربية” تجعله– جبرا – يُنزل القرآن الكريم بالعربية، لما لها من مميزات وخصائص على حد قوله، وكأن “الله” قد قَدّر له الشيخ “مستويات دراسية تدريجية” للتمكن من خصائص اللغة العربية ثم “يِؤلّف” بخصائص تلك اللغة “قرآنا مبينا” بعد ذلك. ألم تكن للغات الأخرى – التي رفعها الشيخ – خصائصُ ومميزات؟؟؟ أم أنها هي لغات “عجم”، لا ترقى للغة “عرب”؟؟؟ ثم، ماالذي يجعل “الله سبحانه” – المنزّه مما يقول و”يصف” الشيخ الكرباسي – يُنزل “كتابا” بلغة “قوم/عرب” لمميزات فيها هي ؟؟؟ وليس وفق إرادة الله أو وفق الوضع السوسيوثقافي واللغوي لأولئك القوم؟؟؟ كما يزكي القرآن نفسه ذلك في مستهَل سورة ابراهيم، حيث يقول تعالى :” وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبيِّن لهم”، الآية 4. إذ اطّلع “تعالى المطلق” على وضعهم وعنادهم فقال : في ثنايا سورة فصّلت “ ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصّلت آياته” الآية 44. أيْ لولا “بُينت ووُضحت” آياته، ثم ألم يشر القرآن الكريم إلى هذا الوضع السوسيوثقافي الذي نرمي إليه – عكس جل الشيوخ – حينما “بيَّن” منطقُ القرآن الكريم عنادَ من أُنزل عليهم في قوله في سورة الشعراء: “ ولو نزّلناه على بعض “الأعجمين”، فقرأه عليهم ما كانوا به مومنين” الآية 198-199. ماالذي يمكن أن “يعنيه” الله بقوله “ ما كانوا به مؤمنين” ؟؟؟ هل هو عناد “العرب” ؟؟؟ أم “ما كانو به مؤمنين” لأنه نزل بلغة غير لغتهم ؟؟؟ وهذا هو الأقرب إلى الصواب لأنه يستند إلى نصوص أخرى تفسره و”تبيّن” القصد منه وهو “مراعاة البعد اللغوي والثقافي واللساني” للقوم/الشعب/القبيلة حسب تصنيفات “التجمعات البشرية” تنوعا وتعددا.

ولتكن الآية 22 من سورة “الروم” – وليس سورة “العرب”- هي القائمة الأولى – لغويا - التي تشهد على انهيار الأطماع العروبية التوسعية ومحاولة مصّ دماء الشعوب،باستغلالها ورقة الدّين هذه المرة، وتلك، والتي،... يقول تعالى في سورة الرّوم “ ومن آياته خلقُ السماوات والأرض واختلافُ ألسنتكم وألوانكم، إن في ذلك لآيات للعالمين”،الآية، 22.

وفي تفسيرها يقول ابن كثير، رغم أننا لانحتاج هنا إلى ابن كثير – رحمه الله - ولا إلى ابن قليل – وهم ُكثر – ولا ابن بعير، يقول تعالى» ومن آياته « الدالة على قدرته العظيمة « خلق السماوات والأرض « أي خلق السماوات في ارتفاعها واتساعها وسقوف أجرامها وزهارة كواكبها ونجومها الثوابت والسيارات وخلق الأرض في انخفاضها وكثافتها وما فيها من جبال وأودية وبحار وقفار وحيوان وأشجار. وقوله تعالى « واختلاف ألسنتكم « يعني اللغات فهؤلاء بلغة العرب وهؤلاء تتر لهم لغة أخرى وهؤلاء كرج وهؤلاء روم وهؤلاء إفرنج وهؤلاء «بربر» وهؤلاء تكرور وهؤلاء حبشة وهؤلاء هنود وهؤلاء عجم وهؤلاء صقالبة وهؤلاء خرز وهؤلاء أرمن وهؤلاء أكراد إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى من اختلاف لغات بني آدم. انتهى كلامه و»تفسيره».

ولا أكاد أستشعر أيّ تأويل موضوعي يوفي «القدَر القدسيّ» لأي لغة من اللغات في مستوى ديني، ولأن الدين نفسه لم يكن أبدا ليعنى بذلك... فالله أمازيغي – وكلّمني بالأمازيغية تكليما – ولا نحتاج لأن تكون الأمازيغية «لغة دينية» أي لغة منزل بها كتاب من الكتب، إذ العبرة بتعدد اللغات المنزلة بها الكتب السماوية، أو «لغات الوحي» بالتعبير اللساني، فلغة «الإنجيل» مختلفة عن لغة «الزّبور» المختلفة بدورهاعن لغتي التوراة والقرآن، وكما يُجرى هذا على الكتب الأخرى إلى «الصّحف»، إلى «الألواح، إلى الكلام/التكليم «وكلّم الله موسى تكليما» سورة النساء، الآية 163. إلى «وحي النحل، ومنطق الطير»... فلو نزّل الله «القرآن» بالإنجليزية – في ليلة قدْرها – مثلا، أو بالكُردية على «عرب» شبه الجزيرة العربية – بما هم عرب – لكانت الخطوة غير موفقة من الله، - سبحانه – لعدم مراعاته ذلك الوضع السوسيوثقافي لديهم، ولأنهم لا يفهمون سوى لغتهم ولسانهم... ويشير القرآن نفسه إلى شرعية «اللغات» الأخرى غير المنزل بها الوحي في «ترجمة الوحي» أو حتى الصلاة بما تُرجم، ولهذا مخرج في قوله تعالى في سورة ابراهيم «العبراني» « وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه «ليبين» لهم»، الآية 4. ولكم في استثناء «إلا» خبر «جُهينة»، و»اللسان هنا يعني اللغة» فالبيان/التبيان المقصود هنا بيانان وليس بيانا واحدا، أما البيان الأول فهو «بيان لغة القوم المنزل عليهم الكتاب على رسول من الرسل. أما البيان الثاني فهو «بيان اللغات المترجم إليها ذلك الكتاب»، حسب «منطوق الآية ومفهومها» إذ المعتبر هنا هو «نزول الدين عند منطق الأقوم/الشعوب، وليس جرّ الدين منطق القوم والشعوب إلى اللغة «التي بها نزل» ولِـ»يبيّن»لهم بلغتهم التي هي «منطق» وجودهم وآدميتهم، ولو نزل «القرآن الكريم» أو غيره من الكتب على «نبيّ أمازيغيّ» ، لكان الله «أفصحَ وأمْزغ» بلسان «الحُرّ النبيل» لو استعرنا لغة ليون الأفريقي: ولكان حاملَ إعجازو.و.و، إذ لا يتصور قصور «الله» ومحدوديته في لغة من اللغات كما هو حال هذه الدولة «الأميّة» التي تحكمنا كجهاز، ولا تكاد «تمحي» أميتها بلغتها ولغة «أكوشها/إلهها» ولكان «أكوش أمقران» – وهو غير بعيد عنا في أمورنا/أموره أيْ وطننا ووطنه «أموروكوش» – هو الذي يُعلي المآذن وتُستهل به الصلوات... إلخ، لكن هل سنوظف «أكوش/الله وأسْغانْ/الدين لـ»تمْزيغ الأمم الأخرى ؟؟؟ سؤال لا أدري جوابه لأمرين:

- أولا: هل الدين بطبيعته هو الذي يفرز عمليات» التوسع والجشع بل والجوع والكبت ؟؟؟ فيتم «استغلاله» لغزو أو فتح «مبين» لبلد من بلدان عباد الله الأخرى وسلبها و»تكشيطها» عن آخرها.، وإذا كان الأمر كذلك، فيجب تكيّف «الدين» مع روح «الأرض و»لسان قومها»حتى «يتبين» الرشد من الغيّ أكثر.

- ثانيا: هل القيم – تقاليد القوم المنزل عليهم الكتاب - هي التي « تتصرف» وتتحكم في بناء نظرتها وتصورها للآخر وليس الدين ؟؟؟ وإذا كان الأمر كذلك فلن «نفتح»/نغزو الآخرين، بل على الآخرين أن يأتوا وينْفعلوا بالدين الجديد... على أن يرجعو لأوطانهم – بعد الهداية – فلهم وطن ينتظرهم – تقريبا – عكس الغزاة و»الفاتحين» الذي أتوا ولم يعودوا كما أتوا ، بل رجعوا ومعهم كل شيء وبعد أن جعلوا «الله» عربيا في نفوس أمازيغ شمال إفريقيا،–مما يصح معه التساؤل، هل لهؤلاء أوطان ؟؟؟.

وعموما، يبقى التصور الديني حياديا في مثل هذه المقاربات التي تقارب الخطوط الأفقية بين بني البشرية، من مثل مواقفها في «اللغات» والأقوام والحضارات، وما هو موضوع للفعل الإنساني - كإنسان – عليه أن نقر به كإيمان بالذات كخصوصية، والإيمان بالآخر وخصوصيته، لكننا، في مقابل الحياد الديني نجد «شطحات» المفسرين والمؤولين و»رجال الدين» وأشباههم وأشباه أشباههم يُلوون أعناق النصوص (المقدسة) لصنع مقدس – وراثي – آخر وفق الأول وعلى صورته تقريبا، ولا تراعى فيه أدنى شروط الموضوعية العلمية – خلط اللاهوتي بالقومي – في غياب نقدي ديني-ديني هذه المرة. وكأني بالعروبة – كمقدس تقديري – وقداستها «اللسانية» وهي «بعث» جديد لأصنام هبل واللات ومثيلاتها المذكورة في «سورة النجم» وتصدير هذا «النمط الصنمي» عبر «ربة» العروبة المتمثلة في «القومية» و»أبناء الله» – وإن بطرق مختلفة – وأحبائه رغم «انف» «الله» نفسه.

ألا يدرك هؤلاء أن هناك ملايين – ومنهم صاحبنا – من الشعوب المسلمة – غير العربية – يذكرون «الله» في سجودهم وركوعهم وقيامهم بلغاتهم وليس بـ»تأعربت المقدسة» ؟؟؟ وهل تقوم قائمة للفتاوى المهترئة الصادرة من فقهاء العروبة وكراكيزها؟؟؟ تجيز أو لا تجيز ؟؟؟ هل يريدون من «جدتي» مثلا أو أم «أبي حنيفة» أو بنت «أتاتورك» أن تتقن «الصفة المشبهة»- العربية - لا صفتها الأصيلة الأمازيغية أو الفارسية أو التركية ؟؟؟ أم «إضافات» أخرى ؟ والممنوع واللاّممنوع من الشّبَه أو الصّرف أوالممنوع الصلاة به ؟؟؟ وكأن هناك بابا فقهيا مفترضا يقول : «باب الممنوع من الصلاة به» وبه قال، حدثنا هذا عن ذاك – كسرا وفتحا – أنه لا تجوز الصلاة بغير العربية – كالأمازيغية والكردية والتركية والصبليونية - كما لا يجيز « المفتي الفاسي «عباس» المتحدث» باسم الوطنية/اللاوطنية « التحدث بغير «العربية» الفصيحة المقدسة في الأماكن العمومية وغير العمومية، وبه قال حدثنا أنه قال، وحتى على الفراش و»السرير» وبين «شُعَبها الأربع» وقرب الرعشة الكبرى وبعدها بقليل، كما بلغ ذلك كله سعيد سيفاو المحروق حيث قال في كتابه الأسود «لم يبق سوى اتهامي بالبربرية في ممارسة الجنس مع زوجتي» ص26،( الكتاب الأسود،إعداد سعيد باجي). رواه العربان والتسعة عشر.

وإذا كانت اللغة «البربرية» في نظرهم هكذا «بربرية» فالله الذي خلقها وأنشأها من عدم وأوحى بها للبربر هو «بربري» فدعونا في علاقة مع «ربنا البربري» سبحانه وتعالى و»تمزَّغ». أم أن الذهنية العربية والإسلاموية لا تجيز إسناد الكلمة البربرية –كصفة للشعب البربري-الأمازيغي-وكصفة يحبذون استعمالها- إلى «الله» إو إلههم العربي الفصيح ؟؟؟ وكأنهم لا يتصورون «الله» إلا رافعا وناصبا وجارّا، مما يجرح من «صفات الله في علم الكلام» لو أنهم يعقلون.

إن مثل هذه القراءات «الفقهية» لأمثال هؤلاء تجعلك تميل أكثر إلى قراءات «جون بول سارتر» وفقهه «الوجودي»، كما تميل لروح «سقطات» «ألبير كامي» و»القصيمي» والآخرين أمثالهم. لما لها من بعد إنساني، عكس البعد «العبودي» للإنسان في فتاوى «البلاط» الفقهي. في حين نترحَّم على «الرّشدية» وحَزم «الحزمية»... فما الذي يمكنك أن تقرأ من كتابات « السندويشات» والمطويات الغيبية واللاغيبية لرجال دين لا يكادون يفرقون بين «الله» و»القذافي» وبين «الخيمة» و»العرش العظيم» أو بين « العربية كلسان والعروبة كقومية؟؟؟ كأنهم فئة من فئات «الاتحاد والحلول» بمفهوم آخر. بل، ماالذي يمكنك أن ترجع به، وأنت تسافر – بعيدا- لقراءة الفتاوى المليونية التي تحمل فقه «السواك» والجوارب القصيرة والمتوسطة والكبيرة والطربوش وأحجامه وأوضاعه ؟؟؟ والجلوس والقرفصاء؟؟؟ واللحية المصبوغة بـ»الديكاباج» أو غيره من «الصبغ» القديم أو المستورد من الشرق، بل، ما الذي تعنيه خرجات إرضاع الكبير أو المتوسط الحجم أو الصغير العقل، الكبير (الـ....) ؟؟؟ ما يجعلنا نعيد قراءة «سورة الروم» ونعلنها في وجه هؤلاء «أننا لا نكاد نومن بإله لا يفهم لغتنا» ولا يتكلم لغتنا، والخطوة التالية بعد هذا تقتضي شيئا واحدا وهو : البحث عن «الله» وليس «الله الذي عليه يكذبون» بتعبيري وليس بمفهوم عبد الله القصيمي كعنوان لأحد كتبه. على أن نهاية المقال تأتي صدفة من الصغيرة ابنة عمي وخالتي وهي أختي تماما، وهي «أسماء أُبوبكر» التي تدرس الآن في السنة الثالثة من التعليم الابتدائي والتي طرحت سؤالا عبثيا سورياليا وهي إلى جانبي في وضع اللمسة الأخيرة على هذا الموضوع حين صوّبت نظرها إلى «صلْعتي» وقالت على منوال عنوان هذه المقالة : هل الله «أصْلع» أم «مُشَعكك»(من أشاكوك/أشعْكوك باللغة الأمازيغية وهو «الكثيف الشعر» ) ؟؟؟ فأجابت - بعد قراءتها الشخصية للعنوان - بالأمازيغية «

 !!! Rbbi,dars azzar, kra-ygatt anZaD gis, ar ittgga yat llugha

أي «أن الله له شعر كثيف وكل شعرة فيه بلغة»...

وفعلا، أدهشني جوابها السريع جدا، فكان جوابا بريئا للسؤال الأول- لم أتوقعه منها- كما كان سؤالا يستبطن طريقة أخرى في «الخطاب» لاأدري هل هي نوع من أنواع «السفسطة» في تقنيته الخطابية لإيجاد «أجوبة سليمة» لموضوع واقعي مطروح أولا- في العنوان الرئيس للنص- ولـسؤال سوريالي عبثي «افتراضي» يدمج أخيرا في ثنايا الأول، أو هو نوع آخر من التقنيات الخطابية لم تسمّ بعد، تنطلق من واقع «العنوان الأصلي» وافتراض «عنوان آخر سوريالي» يفسَّر بواسطته مُغلق الأول أخيرا، وهو أن الله يتكلم اللغة الأمازيغية، و»أن فيه شعرة أمازيغية من بين «شعرات» الأقوام الأخرى واللاّأخرى»، بعيدا عما يمكن أن نسميه بـ»الشعوذة اللسانية العربية» في بلدان غير عربية، ولـ»تسقطْ أسطورة «جَمال» اللغات، لاتينية كانت أم يونانية أم عبرية أم عربية فصحى، وهي لغات بالغة التعقيد، بسبب لواحق أعربها وكثرة شواذّها»( حرب اللغات والسياسات اللغوية، لويس جان كالفي، ترجمة د.حسن حمزة، مراجعة سلام بزي - حمزة، ص: 40،الطبعة الأولى،بيروت،2008). وللأمازيغية «عبقرية» تحميها، حيث ينقلب السحر على الساحر ليكفي أَكُوشُ «أَمُورَه» حربَ اللغات.

Ouboubker Abderrahmane – Amazigh fdoux.

TaTa, Tanzruft Tamazight.

Amazighfdoux@gmail.com

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting