Uttvun 71, 

Krayûr 2003

(Mars 2003)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Zeg "wmenghi n usekkil" ghar unna n tifinagh

Imazighen jar weoraq d useoraq

Mayemmi ur temmuted ula d cek di Fransa a Oebbas

Taserdunt n isemdval

Imazighen n imal

Tudert i tmazight

Français

La gaffe de Mr Chirac

L'anniversaire d'Abdelkrim

Un exemple d'amazighophobie

L'adoption de tifinagh, un choix de sagesse

Quand certains islamistes dénaturent la religion

Sur l'organisation sociale et politique d'imazighen

العربية

من "معركة الحرف" إلى معركة "تيفيناغ"

المغرب والمعنى ـ مدارات حزينة

عندما يرتهن قدر المغرب بمصير "الأمة العربية"

الأسئلة الظاهرة والحسابات الخفية في اختيار حرف الأمازيغية

الأمازيغية وثنائية المقدس والمدنس

عن "النزوع الأمازيغي" وهفواته

الأمازيغية: صور من المنع والعداء

الأسلامويون والأمازيغية

هي لغتنا ونحن أولى باختيار حرفها

 

 

 

 

عن "النزوع الأمازيغي" وهفواته (تابع)

بقلم: حميدي علي (خنيفرة)

إن النزوعي واضح في ابعاده و تفكيره وممارسته التي تحدث عنها والا لو كان غير واضح لما اسماه كذلك. فلماذا يقول بانه سيعزل كلما ادرك المستهدفون بدعوته ابعاده وخلفياته؟ قوله هذا لاينسحب الا على من هو غير واضح يخفي ابعاده. اما النزوعي العنصري بلغة اخرى عنده ـ فهو واضح ويعلن حقده و عداءه ولا اعتقد ان صاحب المقال احسن من جمهور المستهدفين بخطابه حتى ينوب عنهم ويتحدث باسم الكل ويسقط تخوفاته هو على الجمهور الذي يحتضن عن طواعية دعاية المناضل الامازيغي الذي لا يقول لهم الا الحقيقة كلها.

ثم عن اية نوايا يتحدث وهو القائل بان النزوعي قد اعلن حقده لكل ما هو عربي. ثم لنركب افكاره كي يتضح العداء المسبق عنده: ان النزوعي يسلك طريق المغالاة، وهذه ستنتهي به الى العنصرية، وهذه ستعزله كلما اتضحت خلفياته، وبوادر هذه العزلة بدات تظهر…

وفق هذا الترتيب نفهم ان النزوعي في طريق المغالاة التي ستنتهي به الى العنصرية، وهذه ستعزله بعد ان يفهم الناس اغراضه.  هذه هي الفكرة وهذه هي السيرورة. بينما بالنسبة له نجده لا يحترم هذا الترتيب وهذه الامور بحيث تبدا العزلة حتى قبل اقترابه من خط العنصرية، ثم قبل ان يصل به الى مرحلة انكشافه من طرف المستهدفين من دعوته. اذن عملية الحكم بالعزل ساكنة في اعماقه، وتلك امنيته الغالية، عزل المناضل الامازيغي عن جمهوره ـ وهي هدفه. فرغم انها لم تصل مرحلتها بعد في سياق ترتيبه فانه مر اليها مباشرة بعبارة: بوادرها بدات تظهر. وكان من المفروض ان يبين هذه العزلة وتجلياتها قبل ان يمر الى اسقاط افكاره ومتمنياته هو، والتي سبق ان تغنى بها من سبقه في معاداة الامازيغ دون جدوى ودون ان يفلح في تاليب الامازيغ على مناضليهم بقدر ما شكل ذلك العداء فرصة للامازيغ ليعوا مع من يعيشون. وهو عداء لا يخرج عن محاربة حق هذا الشعب بكلام ولغو يدخل في محض الايديولوجية القومية العربية المتقادمة.

قلنا ان الساحر هو الذي يقلب الحقائق. ففي الوقت الذي بدا الوعي الامازيغي ينتشر بدا الامازيغ يعزلون كل من يتهاون في الدفاع على امازيغية الشعب ولا يضعها على راس اولوية برامج اطاره. وبدأنا نلمس ان الاطارات السياسية والجمعوية هي التي تقترب من الامازيغية وتنفتح عليها. وحتى منخرطوها يقولون ان موقفي الشخصي هو مع الامازيغية ولكن الموقف الرسمي هو موقف الحزب. هنا بدا الجميع يعي ان الحزب شيء و منخرطيه شيء اخر. كما نلاحظ ان مناضلي الحركة ليسوا هم من يلتحق بالاحزاب انما الاحزاب هي التي تلتحق بمفاهيم وتصورات الحركة بشكل محتشم او احتيالي لا يهم. وهذا دليل على ان الحركة الامازيغية هي التي ستجر الاحزاب و الاطارات الاخرى على درب استعادة المجتمع لصحوته وعافيته ليكتشف الجميع ان هرج ومرج العروبية ما هو الا سحابة صيف في بلاد الامازيغ. والعاقل لا يستعجل امرا، ولكل فاكهة وقت كما يقال.

 نقول هذا لان رد لغة بلغة اخرى ليس تحليلا علميا وانما انتصار للغة على حساب لغة اخرى. وهو ما يتبين لنا مثلا في قوله: )النظرة الايجابية التي للامازيغ عن اللغة العربية. فهذا السبب الذي يرى بانه من بين اسباب اخرى تعزل النزوعي فيه الكثير ما يقال اذا اردنا تحليله: ما هي هذه النظرة الايجابية؟ اين تتجلى؟ من هو صاحبها؟ ما علاقته بالسلطة؟ اهو فعلا من يجسد رؤية الامازيغ؟ونظرة الامازيغي اليست هي كذلك نظرة ام انها تعكر صفو المالوف عنده؟ من هم اصحاب هذه النظرة؟ انها فكرةا اناس يزرعون التضليل  ويحصدون الدهشة، يدافعون عن اللغة العربية ضد لغة الشعب الحقيقية ولغة البلاد ومن هنا بطلانها، لماذا؟ لانهم لا يقولون هذا كي يخلصوا الى ضرورة الاهتمام بلغة هؤلاء الامازيغ طالما ان نظرتهم للعربية ايجابية. انما يقولون هذا بهدف شرعنة السماح والتخلي عن لغتهم وهم في غالبيتهم اناس لايعرفون الامازيغية ولا يشعرون حتى بواجب معرفتها ما دامت لغة البلد. اذن نقول نحن ان هذا الكلام عن نظرة الامازيغ للغة العربية هي نظرتهم هم ويمررونها على الامازيغ وباسمهم. لا اعتقد هل سبق لاحدهم ان قام باستطلاع للراي وخلص الى هذه النتيجة. انه مجرد لغو وهراء لا اساس له من الصحة. ثانيا لانها هي النظرة /الاكذوبة التي حاول ترسيخها اعداء الامازيغية من خلال نفي الامازيغية من المدرسة واحتكارهم لوسائل الاعلام من اجل صنع الراي وقولبة التفكير والمواقف لدى الشعب الذي عانى بشكل مزدوج من سياستهم اللغوية والاقتصادية.

من هم هؤلاء الامازيغ الذين لهم نظرة ايجابية عن اللغة العربية؟ هل هم السواد الاعظم ام الفعاليات الثقافية؟ اما السواد الاعظم فهو لا يعرف العربية اطلاقا ومن تم لا يمكن ان تكون له نظرة على العربية، ومن هنا بطلان حجية كلامه. فكيف بمن لايعرف لغة ما ان تكون له نظرة ايجابية عنها. اية نظرة يمكن ان تكون لدي عن لغة لا اعرفها. بما انني لا اعرفها فلا يمكن ان تكون لي نظرة حولها. اما عن السواد الاعظم فانه على العكس يشعر بانه كلما اقترب من الادارة الا واصبح مضايقا بضرورة استعمال اللغة العربية المفروضة عليه فرضا. بينما في حياته اليومية يكون منسجما مع ذاته لانه يتواصل بلغته وبالتالي يكون مرتاحا. اذن تمرير ذلك الموقف وتلك النظرة على السواد الاعظم هو وصاية وقفز على حقيقة وواقع السواد الاعظم ومعاناته مع لغة لا يجمعه معها الا كونها ملازمة للزجر الاداري والقهر المؤسساتي. اذن وصايته على السواد الاعظم والتكلم بلسان اناس لا يجمعه معهم لا اللغة ولا التاريخ امر لا يقبله لا العقل ولا المنطق، وبالتالي فهو كلام يدخل في اطار محاربة الامازيغية على المستوى الايديولوجي بعدما تكلفت الادارة باغتيالها عمليا من الحياة العامة للمغاربة. ومن هنا افتقاد هذا الكلام لاي اسس علمية وواقعية.

واما عن الفعاليات الثقافية فلن انوب عليها في توضيح نظرتها. ولكن شخصيا ارى ان قوله عن هذه الفعاليات مطالبتها: )…الاعتناء بها والمحافظة على ثراتها( دليل على ان هناك تفريطا في حق هذه اللغة وفي هذا الثراث. وبالتالي تولد الوعي لدى هذه الفعاليات الثقافية بضرورة الحفاظ على لغتها وتراثها. ومن هذا الاحساس نفهم ان نظرة هذه الفعاليات هو ان السياسة الرسمية رجحت كفة العربية على حساب الامازيغية، وبالتالي تولد الاحساس بضرورة العمل الذاتي من اجل الحفاظ على الامازيغية المقصاة من المدرسة والدستور. وهذا هو الاطار العام لنظرة الفعاليات الثقافية تجاه العربية. من بقي من الامازيغ عنده، بقي النزوعي وموقفه قد قال فيه الكثير.

اذن اين هذا الكل الذي يتفق على ان هذا التيار قد سلك طريق المغالاة؟ واين هؤلاء الامازيغ الذين يعزلون النزوعي ولهم نظرة ايجابية عن العربية؟ انه هو الذي يسقط اراءه على الامازيغ وعلى الكل، وهو بهذا مرة اخرى، يعزل هذا الكل وهذه هي العنصرية المتسترة بتنميق الكلمات وابتداع ما هو غير كائن واخفاء ما هو كائن من مثل ايضا: ان النزوعي ستعزله طروحاته:(بسبب من مسالمة العربية لكل الامازيغياتوارتباطهما…(

نساله نحن هل له تأريخ لعلاقة العربية مع الامازيغيات؟ ان كان يتوفر عليه فمن قام به وعلى ماذا كان يستند في دراساته في كل عصر واية خلفية كانت تحكمه؟ واذا لم يكن لهذا الكلام عن طول تاريخ ارتباطهما اي سند فانه يبقى مثله مثل ما قيل من قبيل الاسقاط وتقويل الواقع ما ليس فيه، وهو ما نراه نحن من خلال حصيلة مسالمة العربية للامازيغيات. الحصيلة المجسدة في المدارس المخزنية التي تعمل على زرع اللغة العربية في قلب القرى التي لا يعرف اهلها حتى الدارجة ما بالك بالعربية. ومن هذه الحصيلة كذلك التعليمات الصادرة لمفتشي التعليم الابتدائي لمنع المعلمين من استعمال الامازيغية لافهام ابناء الامازيغ العربية الغريبة عليهم. واهداف وزارة التربية التي لا تشير اطلاقا الى شي اسمه الامازيغية وانما العربية و العربية و العربية ـ بنفس هوس من يريد احياء الموتى ـ. هذا ناهيك عمن ضاع حقه في المحاكم بسبب من العربية التي لايعرف.

 مسالة اخرى هي قوله: (…شيوع فكرة ان الامازيغ اصولهم عربية). ونتفق معه في كلمة شيوع فقط، وهو يعرف ان المغرب هو بلد الاشاعة. كل الخرافات تشاع في المغرب الا الحقيقة والحقوق، مثلها مثل السرقات ونهب المال العام فانها لاتشاع.

لقد تمت اشاعة ان الامازيغ اصلهم عربي، ولكن هل هي صحيحة ام لا. من اشاعها ولماذا بالضبط ومتى، وهل الاشاعة تعني الاقتناع. اولا كلمة شيوع لا تعني ان من اشيعت فيهم قد اقتنعوا وامنوا بالاشاعة. والا فما معنى استمرار الفعاليات في انشطتها ومطالبها. وما معنى استمرار النزوعي في نشاطه وما معنى قوله هو فيما بعد الامازيغ الاقحاح… وعرب ذو اصول امازيغية؟ ان التسليم بالاصول الامازيغية يناقض قوله اصولهم عربية. هذا تناقض واضح وبين، ولا يتناقض الا من يتلاعب بالحقيقة و ذلك عبر ترسيم الاشاعة وتحويلها الى اقتناع، واخفاء طبيعة من اشاع الفكرة واعطاها هو مصداقية وكانها اتت اكلها الذي من اجلها اشيعت، وهو في اخر المطاف عزل النزوعي.

ثم عن الاصل العربي الخرافي للامازيغ: من اشاع الفكرة؟ هل هو السواد الاعظم ام الفعاليات الثقافية ام النزوعي ام العروبي الذي يعمل جاهدا على كبت صوت الامازيغ و التعويل على تضليلهم؟ هل هو مختص في علم الاجناس واصول البشر؟ ام انه لم يتكلم في مسالة الاصل الا بالنسبة للشعب الامازيغي؟ انه لم يفكر في مسالة الاصل الا بالنسبة للامازيغ. كم من كتاب الف وقرأ عن اصل البشر، الهنود والهنود الحمر والروس والافارقة و اللبنانيين. هل له انتاجات عن اصل القردة والكائنات المجهرية؟

ثم لماذا لم يجد من اصل للامازيغ غير من يحارب لغتهم؟ لم اكلف نفسي عناء قراءة كتاب "البربر عرب قدامى" لانني مقتنع كامل الاقتناع انه جاء في ظرف تصاعد النضال الامازيغي. وبالتالي اذا كان الشاعر ابن بيئته فكتاب "البربر عرب قدامى" ابن بيئته كذلك، والتي هي تصاعد الاصوات الامازيغية المطالبة بالحق في الكينونة الرسمية في بلادهم لا اقل و لا اكثر. واذا كان صاحب المقال يستطيع قول غير ذلك فلن يقبل منه اي كلام لا يستند على تحليل ال ADN . و هو فعل لا يتجرا على فعله الا انسان عنصري يرى الاجناس البشرية بالاصل والعرق وليس بالثقافة واللغة.

وحتى اذا افترضنا ان الامازيغ اصلهم عربي فهل هذا يجيز له اغتصاب حق الامازيغ في التعلم بلغتهم فوق ارضهم والحفاظ على وجودهم؟ انه لمن السخافة والتفكير الفقير التعويل على تدمير الامازيغ وحضارتهم بوهم الاصول العربية. نحن كشعب لم يدفن البنت حية.. وما الى ذلك. نحن نشعر ان ثقافتنا وثراثنا وتجربتنا في الحياة تختلف على تجربة العرب وكيفية ادراكهم للحياة ونرى في تجربتنا سبقا حضاريا وغنى للبشرية من اجل الاستفادة. نحن حكمت عندنا المراة منذ زمان ومارست وظائف سياسية ومن حق البشرية الانتباه الى هذا الامر. ففي ماذا سيستفيد البشر من كون العرب يقتلون الفتاة حية؟ في ماذا سيفيد سلوك الرجم البشرية وحقوق الانسان…؟

وفق ذلك المنطق، لو كانت العربية تنازع الفرنسية في موطنها الاصلي لقال ان الفرنسيين اصلهم عربي. انه التفكير المريض والصبياني بامتياز الذي يعتقد انه سينطلي على الضحايا وهو لا ينطلي حتى على اصحابه.

اذن كل شيء من العرب والعربية، وان اقتضى الحال تغيير الانساب وتزوير التاريخ. ولماذا بعد شيوع الاصل العربي يستمر هو في القول بالامازيغ الاقحاح كلما تعلق الامر بموقف "إيجابي" من العربية؟ اليس لشق صفوف الامازيغ وتصيد فرصة لاقامة الدليل من داخلها على شاكلة وشهد شاهد من اهلها؟ بالنسبة للعربي الذي اشاع فكرة ان الامازيغي اصله عربي هل ستستقيم له عبارة امازيغي قح؟ لا ثم لا لان "قح" تعني 100في المائة بينما القول بالاصل العربي ينفي تماما صفة قح مائة في المائة. ان اشاعة فكرة الاصل العربي للامازيغ جاء في سياق حملة ضد الامازيغية، و ياخد هو الحاضر ليسقطه على الماضي، وليقول الماضي ما ليس فيه. هكذا يعود بنا الى ابن اجروم والبوصيري وابن بطوطة ليؤكد ما يقوله اعداء الامازيغ عن ضرورة العربية للانفتاح. لقد اختلط عليه الامر ولم يعد يعرف ايهما كان قياسا. اهو قياس الغائب على الشاهد ام العكس؟ بل الاكثر من ذلك هو ايراده لتلك الشخصيات للتدليل بها في سياق اخر غير سياق الانفتاح وهو سياق الاصل. وللوقوف على هذا التذبذب والخلط نعيد بناء افكاره: في عصر انهيار الايديولوجيات تاجج النزوعي ضد العرب، والنزوع اصلا هو لسد الفراغ الفكري الذي خلفه انهيار الايديولوجيات. ومناقضو هذا الطرح الامازيغي النزوعي هم من الامازيغ الاقحاح من مثل ابن بطوطة والبوصيري وابن اجروم الذين ابدعوا من داخل العربية ونقول عنهم انهم عرب ذوو اصول امازيغية.

   ان التذبذب واضح عنده وهو على مستويين: اولا هل هؤلاء الامازيغ عاصروا انهيار الايديولوجيات ـ الاتحاد السوفياتي ـ  حتى يقول انهم من مناقضي الطرح النزوعي الذي جاء ليعوض الفراغ الفكري الذي خلفه الانهيار ـ اي الترابط بين الانهيار والنزوع، اللهم اذا كان هذا النزوع له جذور في التاريخ المغربي، وهنا سيناقض ربطه بين النزوع وانهيار الايديولوجيات، وسيناقض تاريخ ارتباط العربية بالامازيغيات ومسالمة تلك لهذه. هذا من جهة، ومن جهة اخرى ما جاء استشهاده مطابقا لما يريد الاستشهاد عليه، فصيغة:  (لانهم ابدعوا من داخل العربية نقول عنهم عرب ذوو اصول امازيغية( لا تفيد في شيء نفي طروحات الامازيغي. بل اصبحوا هم بانفسهم موضوعا لكلام اخر عن الاصل والابداع.

هكذا تنفضح النوايا التي من اجلها اقام الدنيا ولم يقعدها في مطلع مقاله عن النزوعي والتي هي الدفاع عن العربية في كل الاحوال ضد الفعاليات والسواد الاعظم وبكل ما قاله اسلافه ومن سبقه الى هذه المهمة القذرة التي ترمي الى ابادة لغة شعب. ولم يات بجديد، انما هو تكرار لهراء الاولين، وليعلم ان تاثيث مدخل الشيء ليس هو كل شيء، فالاساسي هو الهيكل والمحتوى والنوايا.

ولنعد الى قوله: ) لانهم ابدعوا من داخل العربية نقول عنهم انهم عرب ذوو اصول امازيغيةاو عرب ذوو اصول فارسية…(. اولا نذكره بانه هو من يقول عنهم ذلك وليس الامازيغ. ثانيا هل يعتقد ان الابداع بالعربية حجة عن الاصل العربي لهؤلاء الامازيغ وغيرهم من الشعوب؟ هل يؤمن فعلا بان هذا التفكير سليم. ماذا سيقول عن المغاربة الذين كتبوا باللغة الفرنسية او الانجليزية او الاسبانية؟ هل هم فرنسيون ذوو اصول مغربية؟ هل هذه تسمية فعلية لما هو في الواقع ام تحوير للواقع باتجاه المسكوت عنه وهو الدفاع على العربية؟ الا نقول عن هذا الابداع انه الابداع المغربي المكتوب بالفرنسية؟ الم يعرف هذا الانتاج بهذه التسمية؟ الم يتشبت المغاربة الذين كتبوا بالفرنسية بمغربيتهم وهم من يعني الامر؟ هل سبق لهم ان قالوا انهم فرنسيون ذوو اصول مغربية؟ واذا كان الامر كما يدعي فماذا سنقول عن الذي ابدع بالعربية والفرنسية في نفس الوقت؟ هل سنقول عنهم انهم فرنسيون ذوو اصول عربية وعرب ذوو اصول فرنسية؟ انها مادون السفسطة. فاي عقل هذا واي تفكير هذا الذي يتم التحايل به على الامازيغ وهوية تامازغا؟ وماذا سنقول عن الامازيغي الذي ابدع بالامازيغية؟ انه امازيغي ذو اصول امازيغية. هذه التسمية غير ممكنة. اذن سنقول عنه امازيغي فقط. فمن اين سيتاتى له اقحام كلمة عربي. مئات الابداعات الامازيغية لا تلتفت اليها تلك اللغة المتسامحة واعلامها واداتها السياسة.

وبما انه يفكر كذلك فلم يستغرب بان: )اسم العلم العربي كثير الاستعمال لدى اهل سوس وهو اكبر معبر عن علاقة الود التي سادت بين العربية والامازيغ.

ما نستغربه نحن هو هل يعيش معنا في المغرب ام انه يعيش في مغرب من الخيال والاوهام، ام انه يريد ان يغطي على الواقع؟ هل يعرف القيود المفروضة في هذا الجانب ام لا ام يتجاهلها؟ طالما انه يمارس التضليل نقول انه يتجاهل الحقائق لينتصر لما في لاوعيه والذي لا علاقة له بالود والتسامح. ونذكره بما يجري في تامازغا بهذا الخصوص ليلمس الى اي حد هو غريب عنها:

لقد عمل دعاة تسييد العربية كل ما في وسعهم للقضاء على اللغة والثقافة الامازيغية الذي هو قضاء علينا نحن اهلها ـ وتفننوا في ذلك ونوعوا اساليبهم لدرجة انهم عملوا على محو اسم العلم الامازيغي بالاكراه وبدون حياء، وهو ما لم يسجل على اعتى حركة عنصرية في تاريخ البشرية. لقد منعوا اسم "نوميديا" في الحسيمة وهناك اسماء كثيرة تخلق العراقيل امام اصحابها مثل العراقيل التي واجهت احد اعضاء جمعية تيليلي التي تعرض بعض مناضليها للاعتقال ـ والاعتقال دائما في اطار الود والتسامح الذي يجمع العربية بالامازيغ ـ. هذه نماذج لامثلة لاتعد ولا تحصى. ولكي يعرف ان اختيار الاسماء شيء مفروض على الامازيغ، نذكره ان من بين اللوائح المرسلة الى مصالح الحالة المدنية، لائحة تضم اسماء "عسو" و"باسو" و"حمو" و"ايدير" ، وهي اسماء امازيغية اصيلة موجودة لدى السواد الاعظم على طول البلاد وعرضها. اذن هذه اللائحة قصدت الاصالة مراهنة على قتل اسمائنا الاولى دائما في اطار "مسالمة" العربية للامازيغية!

                       (يتبع)

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting