Uttvun 61, 

Semyûr  2002

(Mai 2002)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Is Tamazight ad d teffu d tunsvibt di tmendvawt n Lmughrib?

Anebdu

Asedvrer

Izeyraren n tiddi, iqudvadven n tussna!

Aderghal

Car inu

Imazighen

Amazigh n sserbis

Français

Précisions autour de cette culture sans discours

De la grammaire vacillante

Significations des toponymes

Le Maroc tel qu'il est

Mohande Saidi

العربية

هل ستصبح الأمازيغية لغة رسمية في الدستور المغربي؟

عن تامازيغت وسيدنا آدم

التواصل الثقافي الأمازيغي الحساني

عودة إلى تطليق آدم لحواء بسبب الأمازيغيين

معركة الحرف تعطي أول ثمارها

المقدس والمدنس

النخبة المغربية تكفّر عن خطيئة انتمائها الأمازيغي

الأمازيغية والأمازيغوفوبيون

عودة إلى الاسم المركب والاسم المشتق

السطو على اسم ثاويزا

عندما تقلد الحجلة غرابا

عمر أسافار في إصدار غنائي جديد

 

قراءة في ”أم المسيرات“:

 النخبة المغربية تكفّر عن خطيئة انتمائها الأمازيغي

بقلم: محمد بودهان

سبق أن نُشر هذا المقال بالعدد 43 من "ثاويزا" لشهر نوفمبر 2000. نعيد نشره في هذا العدد لأن نفس المناسبة التي كانت وراء كتابته تكررت يوم 7 أبريل 2002، فتكررت معها نفس الظاهرة التي تكشف عن شعور بذنب الانتماء الأمازيغي لدى النخبة المغربية ذات الارتباطات الشرقانية.

أجمعت وسائل الإعلام العربية والدولية على أن مسيرة الرباط التضامنية مع الشعب الفلسطيني ليوم 7/4/2002 كانت الأكبر والأضخم من كل التظاهرات والمسيرات التي عرفها العالم العربي والإسلامي مساندة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني. لقد كانت حقا "أم المسيرات".

1 ـ كانت الأضخم والأكبر من حيث عدد المشاركين فيها: أزيد من مليون. 

2 ـ كانت الأضخم والأكبر من حيث وزن ونوعية الشخصيات المشاركة فيها: الفريق الحكومي بكامله، أعضاء البرلمان، الأحزاب كلها ـ يمينية، يسارية وأصولية ـ بجميع قياداتها، الجمعيات الثقافية والمدنية والحقوقية بكل هيئاتها وأعضائها ومثقفيها.

3 ـ هي الأضخم والأكبر من حيث الجهة المنظمة لها: فإذا كانت الجميعة المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني هي التي دعت إلى المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني، فإن تنظيمها وتأطيرها والإشراف عليها واستعمال المساجد ووسائل الإعلام الرسمية لدعوة المواطنين إلى المشاركة فيها، جعل منها تظاهرة رسمية وحكومية نظمتها الدولة المغربية.

وهذا ما يثير فضولا وأسئلة. فلو أن هذه المسيرة المغربية للتضامن مع الفلسطينيين كانت هي الأصغر، وأن الأكبر كانت هي تلك التي جرت بالمشرق العربي، لبدا الأمر عاديا وطبيعيا وما كان ليثير فضولا أو تساؤلا، بحكم أن دول المشرق العربية هي الأقرب قوميا وجغرافيا من معاناة الشعب الفلسطيني، وأنها هي كذلك في نزاع مع إسرائيل يجعلها تتقاسم نفس المعاناة مع الفلسطينيين، وبسب كذلك كون المغرب هو أبعد بلد "عربي" عن فلسطين. لكن ان تكون مسيرة المغرب، رغم كل هذا، هي الأكبر والأضخم، فهذا ما يثير أكثر من سؤال.

لماذا إذن، وضد منطق الأشياء، كانت مسيرة المغرب هي الأكبر والأضخم من كل مسيرات العالم العربي والإسلامي المتضامنة مع الشعب الفلسطيني؟

إن النخبة المغربية، السياسية الحاكمة والمثقفة، لم تكفّ، منذ نشأة الحركة الوطنية إلى اليوم، من التأكيد وتكرار التأكيد على أن الشعب المغربي شعب "عربي". ومع ذلك فلا زالت تقدم، كلما كانت هناك فرصة لذلك، العربون والدليل ـ أكثر من اللازم ودون أن يطلب منها أحد ذلك ـ على "عروبة" الشعب المغربي. فمسيرة الرباط، بضخامتها التي فاقت كل مثيلاتها في الدول العربية والإسلامية، عربون آخر تدفعه النخبة المغربية لتثبت انتماءها "العربي".

ولكن، لماذا يجب على النخبة المغربية أن تقدم كل مرة شهادة أخرى إضافية على "عروبتها"؟ ألم يكفٍها أن المغرب معروف على الصعيد الدولي على أنه بلد "عربي" وأنه عضو بجامعة الدول العربية؟ الجواب هو أن النخبة المغربية هي نفسها تشك في انتمائها "العربي"، ولها قناعة لاشعورية بأن المغرب ليس بلدا عربيا، وأن "الأشقاء" العرب ينظرون إلى المغاربة على أنهم "بربر" وليسوا عربا. وهذا ما يخلق لدى هذه النخبة شعورا مرَضيا بالذنب والخطيئة يدفعها إلى المغالاة في الصلوات والطقوس وتقديم القرابين (التظاهرات والمسيرات المساندة لقضايا المشرق العربي) للتكفير عن خطيئة انتمائها الأمازيغي وطلب الصفح والغفران من "الأشقاء" العرب، والبرهنة لهم على أن المغاربة لم يبقوا "بربرا" كما يعتقدون، بل أصبحوا  شعبا عربيا. وهكذا تعيش النخبة المغربية تناقضا وجدانيا وشقاء ثقافيا وهوياتيا على مستوى وعيها: فهي لا تؤمن بأنها عربية إلا إذا كانت أكثر عروبة من كل العرب! وهذا هو مضمون المسيرة التضامنية التي كانت أعظم وأكبر من كل المسيرات العربية الأخرى. فلو أن النخبة المغربية كانت مقتنعة بانتمائها العربي لتصرفت ككل العرب: تظاهرات ومسيرات عادية وتلقائية لا يتقدمها وزير أول، ولا تؤطرها حكومة، ولا يهم فيها تجميع أكبر عدد من المشاركين، تماما كتلك التي شهدتها مثلا مصر أو الأردن أو العراق أو سوريا أو الكويت أو أية دولة عربية أخرى. فالنخبة المغربية، ولأنها تريد أن تثبت شيئا لا وجود له (الانتماء العربي للمغرب)، فلا يمكنها أن تساند قضية عربية إلا بالغلو والتضخيم والتطرف في هذه المساندة (مسيرة التضامن مع العراق في 1991، مسيرة التضامن مع انتفاضة الأقصى يوم 8/10/2000 ومسيرة الرباط الأخيرة). والمبالغة والإلحاح والزيادة في سلوك ما، يعبر عن شعور بالنقص في شيء ما. والنخبة المغربية تعاني، في حالتنا هذه، من شعور بالنقص في الانتماء العربي. وهذا ما يجعل أنها، بقدر ما تغالي في إظهار "عروبتها"، على مستوى الوعي والسلوك الظاهر (المسيرات الضخمة)،  بقدر ما تقدم الدليل المضاد، على مستوى ما هو خفي ولاشعوري، على أنها ليست عربية. وهذه هي مفارقات الوعي الشقي لدى النخبة المغربية.

وهذا الغلو العصابي للنخبة المغربية في إثبات الانتماء "العربي" ـ الذي يثبت في الحقيقة انتماءها الأمازيغي كما رأينا ـ ليس إلا إثباتا تكميليا بجانب الإثبات الرئيسي "لعروبتها"، والمتمثل في إقصاء الأمازيغية وقمعها وعدم الاعتراف بها.

والذي يهمنا من هذا الهيام الوسواسي للنخبة المغربية بـ"العروبة"، هو أنه آلية دفاعية تكشف أن أصحابها ليسوا عربا في هويتهم الحقيقية، وبالتالي أن المغرب امازيغي. فالتكفير عن الخطيئة دليل على ارتكابها، ومحاولة غسل ذنب الانتماء الأمازيغي حجة على هذا الانتماء.

ملاحظة: لا ينبغي أن يفهم من هذا المقال أنني ضد تنظيم مسيرات تضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي تضامنت معه حتى الشعوب التي ليست عربية ولا إسلامية،  وإنما أنا أحلل وأقرأ، من وجهة نظري، ليس المسيرة في حد ذاتها، بل ما وراء المسيرة، ما وراء السطور، ما وراء السلوك الظاهر، أي الدلالة العميقة والحقيقية للنص/المسيرة.

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting