Numéro  49

  (Mai  2001)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Tmazight deg ugraw wis 6 n littihad lictiraki

Azbeg n tbagah

Udem amxib

Icarf ayi wesqar nnem

Isdva d afar axndllas

Uccen d waoraben

Tamghart tamazight jar sin n tisar

Tankwra

Français

Alif-ba-bêtisation

La composition des mots en amazigh

La démocratie dans les associations amazighes

العربية

الأمازيغية في مؤتمر الاتحاد الاشتراكي

سياسة الطالبان ضد الأمازيغية

حوار مع الفنان حمو عكوران

قناة الجزيرة والدعاية للعروبة

عبد الرحمان بن عمرو يتابع نهج الأندلسيين

لمحة عن المعمار الأمازيغي

الأمازيغية والأزمة الجزائرية

ضرب الحصار على أصحاب الانكسار

عودة إلى اتهام عامل الناظور بإحياء الظهير البربري

من أسرار لغتنا الجميلة

مقالات بوغانم خالد وحميدي علي

قبيلة تحافظ على مقوماتها الأمازيغية

أهمية البحث في الثقافة الأمازيغية

تاوادا من أجل الأمازيغية

 

 

 

ومن يندد بسياسة الطالبان ضد الأمازيغية

بقلم:  علي أمصوبر (سلا)

عندما شرعت حكومة "الطالبان" في تحطيم تماثيل "بوذا" قامت عدة جهات حكومية وغير حكومية، وعدة منظمات دولية، ثقافية وإنسانية ودينية بالتنديد بهذه الأعمال التخريبية. فقد أكدت منظمة اليوينسكو أن تحطيم تمثالي بوذا العملاقين اللذين ظلا قائمين لأزيد من 1500 سنة يعتبر خسارة لا تعوض وجريمة ضد الثقافة والحضارة الإنسانية جمعاء، وأنه لمن الخزي والعار أن يبقى العالم مكتوف الأيدي أمام هذا العمال الشنيع. وقد أصدرت جهات دينية إسلامية فتاوي مضمونها أن الإسلام لا يدعو إلى تحطيم التماثيل. وقد انتقلت بعثة المؤتمر الإسلامي المتكونة من علماء وفقهاء مسلمين إلى "كندرهار" كي تحاول إقناع المسؤولين هناك بالتوقف عن تحطيم تماثيل بوذا وإتلافها.

ترى لماذا لم تحرك هذه الجهات والمنظمات ساكنا ولم تندد بما يقوم به مطرودو الأندلس في المغرب (أمثال بن عمرو رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان) من بذل كل الجهود واستعمال كل الوسائل والإمكانات المادية والمعنوية لمحاربة وإبادة اللغة والثقافة الأمازيغيتين؟ ألا تعتبر هذه اللغة تراثا إنسانيا متجذرا في أعماق التاريخ؟ ألم تلعب دورا رياديا في حضارة حوض البحر الأبيض المتوسط؟ ألم تساهم يحظ وافر في نشر الإسلام في إفريقيا وأوروبا؟ أم أن تحطيم تماثيل ظلت قائمة منذ 1500 سنة يعتبر جريمة لا تغتفر وإن إبادة اللغة الأمازيغية وحضارتها اللتين لا زالتا سائدتين في هذه القارة منذ آلاف السنين وليس فقط 1500 سنة يعتبر عملا مشروعا؟

ألم ينتبه أعداء الأمازيغية إلى أن ما يقومون به منافٍ لكل المواثيق الدولية ويتعارض مع مبادئ الإسلام؟ ألم يقرأوا ما ورد في كتاب الله عز وجل: »... ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم، إن في ذلك لآيات للعالمين«، وكذلك قوله: »وخلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا«؟ ألم يقل الإمام علي: »تعلموا الألسن، فإن كل لسان بإنسان«؟

فلماذا لم تنتقل بعثة المؤتمر الإسلامي، بفقهائها وعلمائها، إلى المغرب على غرار ما قامت به في أفغانستان لتندد بما يقوم به الأمازيغوفوبيون اتجاه الأمازيغية وتنهاهم عن المنكر لأن إبادة اللغات منكر ينبغي النهي عنه. وهذا من واجب كل مسلم، فبالأحرى المنظمات الإسلامية، طبقا لقوله صلى الله عليه وسلم: »من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، ومن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقبه وذلك أضعف الإيمان«

غريب أمر الأمازيغية. فالعالم يدافع عن كل شيء ويندد بكل شيء إلا ما يتعلق بهذه اللغة وحضارتها، لا لشيء ارتكبته، فقط لأنها لغة تتعايش مع كل اللغات والثقافات وتؤمن بالتعددية ولا تحارب أحدا ولا تهمش أو تقصي أيا كان. لأن الأمازيغيين شعب متسامح ويقبل الغير ولا يؤمن بالتطرف. كما أنهم يعلمون أن تعدد الشعوب واختلاف أجناسها وألوانها وعاداتها وتقاليدها من آيات الله سبحانه وتعالى. فما يقوم به القوميون العروبيون البعثيون من محاولة اختصار العالم في شعب واحد ولغة واحدة وحزب واحد عمل أبان عن فشله منذ الوهلة الأولى لأنه مخالف للطبيعة البشرية كما أنه يخالف إرادة الله عز وجل. لكن مع هذا كله لا زالوا متمادين في غيهم ضاربين بهذه الحقائق عرض الحائط ولا يريدون الاعتراف بها استكبارا واستعلاء لأن الله قد ضرب على قلوبهم فهم لا يبصرون. فغطرستهم وعجرفتهم جعلت بينهم وبين نور الحقيقة حجابا مظلما، الشيء الذي جعلهم يتخبطون خبط عشواء.

أذكّر أمثال هؤلاء بما ورد في القرآن الكريم: »إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء«. وقال صلى الله عليه وسلم: »لن يرى الجنة من كان في قلبه ذرة كبر«. ومن علامات الكبر أن يحتقر الإنسان غيره بما في ذلك لغته وثقافته وحضارته...إالخ.

وختاما أقول لدول العالم والهيئات والمنظمات الدولية، ومن ضمنها منظمة المؤتمر الإسلامي، لماذا تطالب برفع الحصار على كل الدول التي تتعرض له لكنها تسكت ولا تستنكر الحصار المطبق على الأمازيغية؟. هل هذه هي الديموقراطية؟ وهل هذه هي الإنسانية التي تلوحون بشعاراتها؟ "اللهم إن هذا منكر"

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting