uïïun  112, 

tamyur

  2006

(Août  2006)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

maymmi lqaräawi issurda imuvrabiyn s tiçihäa?

Ayam

Taza tizwar i ghezza

Yan

Tafalkayt

Ssunegh

Asif n dra

Azul nnk

Ymma

Français

L'autre Lyautey

Le complexe d'Augustin

Lettre du CMA au roi Mohamed VI

Conférence de Mrirt

Le CMA interpelle l'ONU

Mille merci à la conférence de mrirt

Le parlement espagnole reconnaît tamazight

Cris d'un enfant privé de prénom

Tamazight mon amour

العربية

لماذا اتهم القرضاوي المغاربة بالشذوذ؟

الأمازيغية والصراع الثقافي بالمغرب

حالة شرود

المعهد الملكي وصورة المجد الموهوم

مولاي محند والحركة الريفية

كأس العالم 2006 ومحنة الأمازيغ والأمازيغية

رسالة مفتوحة إلى السيد عدنان أبو معيليش

التمييز ضد الأمازيغ في المناهج الدراسية

ملامح التجديد في ديوان رشيدة المراقي

الشعر الأمازيغي بالريف

بعض الأشكال التعبيرية بقبيلة آيت ورياغل

أكلة البطاطس بصيغة أخرى

قراءة في شخصية بيقشا

بحثا عن اليهود الأمازيغيين

إلى الروح المناضلة

استقالة علي خداوي

تأسيس جمعية الريف بمدريد

جمعية أفراك تكاتب وزير التعليم

نعي الفقيد بلقاسم غبار

بلاغ اللجنة الوطنية من أجل دسترة الأمازيغية

بيان آيت باعمران

باشا الناظور يرفض تسلم ملف الحزب الديموقراطي الأمازيغي

بيان اللجنة الوطنية من أجل دسترة الأمازيغية

بيان لجمعيات أمازيغية من الناظور

جديد المكتبة الأمازيغية

بلاغ للشبكة الأمازيغية

 

افتتاحية:

لماذا اتهم القرضاوي المغاربة بالشذوذ؟

بقلم: محمد بودهان

خلال برنامج "الشريعة والحياة" الذي كان يقدمه يوم 4 يونيو 2006 الصحفي المغربي عبد الصمد ناصر على قناة "الجزيرة" القطرية التي يشتغل بها، سأل ضيفَه يوسف القرضاوي عن ظاهرة اللواط التي بدأت تنتشر حتى في المجتمعات العربية. أجاب القرضاوي: «هو يعني مش في كل البلاد، هذا في قليل من البلاد..». فعقب عبد الصمد ناصر: «في كثير من الدول العربية..». وهنا رد القرضاوي، وفي تحدٍّ وقح: «يمكن عندكم في المغرب».

وفي الحقيقة، لقد كان القرضاوي لبقا ومؤدبا عندما قال "ربما...". ومع ذلك يبقى السؤال هو: لماذا اتهم القرضاوي المغرب بالشذوذ الجنسي دون غيره من الدول العربية التي يعتبر القرضاوي المغرب واحدة منها؟ عن ماذا اعتمد في حكمه على المغاربة بأنهم أهل لواط وشذوذ؟ هل عاشرهم وخبرهم فتعرف على "شذوذهم" و"لواطهم"؟ هل قام بدراسة ميدانية أثبتت له وجود الظاهرة التي اتهم بها المغاربة؟ فإلى أي شيء استند إذن؟

في الحقيقة، إن ما قاله في حق المغاربة، لا يحتاج، بالنسبة إلى القرضاوي وغيره من العرب، إلى حجج وأدلة وأرقام إحصائية، لأن تلك التهمة تشكل نوعا من "البديهيات" المعروفة والشائعة لدى عرب المشرق حول المغرب والمغاربة، والتي لا تتطلب بالتالي إثباتا ولا برهانا. فما هي هذه "البديهيات" التي تشكل "المرجع" الضمني لما قاله القرضاوي؟

1 ـ تتشكل تلك "البديهيات" أولا من حقائق تاريخية تفيد أن المغرب أصبح بلدا "مفتوحا" منذ أن "فتحه" العرب، مع كل الدلالة الجنسية التي ترمز إليها كلمة "فتح" ومشتقاها: فـ"الفاتح" هو الفاعل الممارس للعملية الجنسية، هو المغتصب المفتض للبكارة التي يفتحها للمرة الأولى. أما "المفتوح" فهو "المفعول" به، المغتَصب، موضوع الإيلاج والافتضاض... هذه الدلالات، في لفظ "فتح"، التي تحيل رمزيا على الجنس، هي التي جعلت العرب يفضلون استعمال كلمة "فتح" بدل "غزو"، لأن "الفتح"، كما بينت أعلاه، يتضمن رمزيا الافتضاض والاغتصاب الجنسي. وبالفعل، لقد كان "الفتح" العربي لبلاد تامازغا "فتحا جنسيا" أكثر منه فتحا دينيا، حتى أن الجنس كان محفزا رئيسيا "للفتح" العربي لشمال إفريقيا بجانب المحفز الاقتصادي المتمثل في فرض الجزية ونهب ممتلكات السكان. فالغلمان والنساء كانوا من أهم غنائم الحرب المتحصل عليها من "الفتح"، الذي كان عبارة عن اغتصاب حقيقي للبلدان التي "فتحها" العرب، حتى أن أرض تامازغا أصبحت، في فترة "الفتوحات"، أهم مصدر لتزويد أسواق المشرق بالنساء والغلمان. هؤلاء الغلمان كانوا يتشكلون من الصبيان الأيتام الذين ينقلون قسرا، بعد أن يبيد "الفاتحون" أهلهم وذويهم، إلى المشرق لاستعمالهم في إشباع نزوات الأمراء والسلاطين وأعيان العرب.

ولا شك أن هذه الوقائع التاريخية، الجنسية والغلمانية، هي المرجع البديهي، الضمني، لما قاله القرضاوي عن "لواط" المغاربة. فهو ينطلق ـ ضمنيا كما أشرت ـ من تحويل "الفاتحين" لأعداد هائلة من الأطفال اليتامى من شمال إفريقيا إلى غلمان يمارس عليهم عرب المشرق "فتحهم" وشذوذهم. وهنا نسأل القرضاوي: من هم الشواذ حقيقة: هل هم ضحايا "الفتح الجنسي" من الأطفال الذين اغتصبوا، أم هم "الفاتحون" أنفسهم؟

قلت إن "فتح" بلاد تامازغا كان "جنسيا" أكثر منه دينيا، لأن الدين لم يكن إلا غطاء ووسيلة، أما الغاية فكانت هي النساء والأطفال الذين يُهجّرون إلى المشرق ليصبحوا غلمانا وموضوعا للاستغلال الجنسي. هذه الغاية "الجنسية" جعلت من علاقة المشرق بالمغرب علاقة "جنسية" في الدرجة الأولى.

2 ـ إذا كانت هذه العلاقة "الجنسية" بين المغرب والمشرق قسرية فرضها "الفاتحون" كفيء "للفتح"، فإنها أصبحت اليوم، ومنذ الاستقلال، علاقة "جنسية" رضائية، ما دام أن المشارقة يأتون إلى المغرب لإشباع نزواتهم الجنسية وهم عزل لا يحملون سلاحا ولا يمتطون خيولا بعد أن أصبح المغرب بلدا "معطاء" و"مضيافا" في علاقته بالعرب الذين يزورونه. فكل عربي يسأل عن انطباعه بعد زيارته للمغرب، لا يكف عن التنويه به واصفا له بالبلد "المعطاء" و"المضياف". ولنلاحظ مرة أخرى ما يرمز إليه لفظا "معطاء" و"مضياف" من دلالة جنسية تعني "عطاء" الجنس و"استضافة" الباحثين عن اللذة الجنسية كما تفعل أجساد النساء. فالكثير من المشارقة يأتون إلى المغرب لإشباع رغباتهم الجنسية، وكذلك الكثير من بناتنا المغربيات يذهبن إلى المشرق لإشباع نفس الرغبات لنفس المشارقة، حتى أصبح هؤلاء ينظرون إلى المغرب كماخور، كما أن بعض هؤلاء يتحاشون ذكر اسم المغرب أمام والديهم لما يحيل عليه اسم هذا البلد من جنس وشذوذ وقلة حياء.

فكيف تحولت العلاقة الجنسية القسرية، التي فرضها "الفاتحون" بالسيف والغلبة، إلى علاقة رضائية ومقبولة من طرف المغرب؟

تلك نتيجة لتبعية المغرب للمشرق، على المستوى الهوياتي واللغوي والثقافي، هذه التبعية التي رسختها وكرستها الحركة الوطنية، والتي لم تزدد إلى نموا ومتانة منذ الاستقلال إلى اليوم. فلكي يقبل العرب المغرب كبلد "عربي"، عليه أن يتفانى في الولاء للعروبة وخدمة القضايا العربية، بما فيها توفير وسائل الراحة والترفيه عن النفس للعرب، تماما كما يفعل "الغلمان" المنذورين لخدمة أسيادهم ومحتضنيهم. وهكذا تجاوزت علاقة المغرب بالمشرق علاقةَ المريد بشيخه إلى علاقة "الغلام" بسيده، مع كل ما تتضمنه هذه العلاقة الأخيرة من خدمات ذات طبيعة "جنسية". ولا شك أن القرضاوي استحضر، وهو يتهم المغرب بالشذوذ، هذا الولاء "الغلماني" للعرب من طرف المغرب، وهو الولاء الذي حول بلدنا إلى شبه "ماخور" عند المشارقة كما قلت.

3 ـ ولا شك أن يوسف القرضاوي، نظرا "لسعة" اطلاعه و"غزارة" معرفته، على علم بأن مؤسس المغرب الحديث، الماريشال ليوطي، كان شاذا.(انظر حول شذوذ ليوطي: "Et si le fondateur du "royaume arabe" au Maroc était un homosexuel" بالعدد 111 من "تاويزا"). وبما أن القرضاوي "فقيه" يستخدم أساليب الاستدلال الفقهي، وخصوصا القياس، فمن السهل أن يستنتج من شذوذ ليوطي شذوذ المغاربة إعمالا لمبدأ القياس، أي قياس المغاربة على ليوطي "المغربي".

4 ـ أما الشذوذ الجنسي الذي قصده القرضاوي، والذي يشمل تغيير المرء لجنسه من رجل إلى امرأة كما جاء في سؤال عبد الصمد ناصر، والذي قال عنه القرضاوي إنه شيء موجود عندنا في المغرب، فليس إلا مظهرا ونتيجة للشذوذ الهوياتي الذي فرضته الحركة الوطنية والنخبة العروبية الحاكمة بالمغرب على المغاربة الذين غيرت جنس هويتهم كأمازيغيين ليصبحوا غير ما هم عليه، أي عربا، تماما كما يفعل الشواذ الذين يغيرون جنسهم من ذكور إلى إناث. وهو ما يعتبر في الدين والأخلاق نوعا من المسخ المذموم والحرام، المقزز. وهو نفس المسخ الذي مارسته الحركة الوطنية والنخبة العروبية الحاكمة على المغاربة عن طريق المدرسة والإعلام والدين والكذب على التاريخ عندما استبدلت هويتهم الأمازيغية بهوية أخرى أجنبية وغريبة عنهم، وهي الهوية العربية. وهذا المسخ/الشذوذ الهوياتي للمغاربة هو كذلك من الخدمات التي تقدمها النخبة العروبية بالمغرب للمشرق العربي التماسا للاعتراف بالانتماء العربي لهذه النخبة. وهذا ما يؤوله المشارقة "شذوذا" ـ وهو كذلك حقا ـ ونقصا للرجولة وتنازلا عن الذكورة في سبيل اكتساب ذكورة مشرقية.

فسمعة المغرب السيئة، كماخور للمشرق وكموطن للشذوذ، كما أعلن ذلك القرضاوي أمام ملايين من المشاهدين، هي من صنع النخبة العروبية الحاكمة التي أخصت الهوية الأمازيغية للمغاربة وحولتهم إلى شبه لقطاء لا يعرفون أصلهم ولا من أنجبهم، ليكرسوا حياتهم لخدمة العروبة والعرب حتى يمكن لهؤلاء أن يتبنوهم كأطفال غير شرعيين. إلا أن العرب يعتبرونهم دائما شواذ لأنهم غيروا جنسهم الأمازيغي بجنس آخر. وبالتالي فما قاله القرضاوي غير بعيد عن الصواب، لأن المغاربة شعب شاذ، بعد أن غيرت الحركة الوطنية والنخبة الحاكمة جنسهم وانتماءهم.

هذه هي المعطيات والحقائق التي تشكل المرجع الضمني المستبطن لفتوى القرضاوي حول شذوذ المغاربة. فهناك أولا "الشذوذ الغلماني" التاريخي الذي فرضه "الفاتحون"، وهناك ثانيا الشذوذ المرتبط بمؤسس المغرب الحديث الماريشال ليوطي، وهناك ثالثا الشذوذ الذي فرضه الحكام بعد الاستقلال. ولهذا، فقبل أن نلوم القرضاوي علينا أن نلوم حكامنا وأحزابنا ومثقفينا ونخبنا التي جعلت من المغاربة شعبا شاذا هوياتيا ولغويا وانتماء. وهو ما يستحق عليه هؤلاء الحكام والأحزاب والنخب والمثقفون المساءلة والمحاكمة الجنائية لاقترافهم أفعالا مخالفة للطبيعة Contre nature وللإرادة الإلهية التي جعلت من المغاربة أمازيغيين، لكن حكامهم حولوهم قسرا وكرها إلى عرب، أي إلى غير ما هم عليه.


 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting