uïïun  101, 

Tzayur  2005

(Septembre  2005)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

oli ãidqi azayku, aggag izwarn i tallit nns

Agga iggiren zeg ungal Ugadir

Tamendvawt d tesga

Tamazight

Ur as samhagh

Ixfiw

Asfru n tawiza

Timurkas n tayri

Zund tudert

Amssiwel n usettva

Amcawar n ifggigen

Lalla tammurt inu

Français

4 ème Congrès Général du CMA  Nador

Régénération de l'humain à travers les symboles zoomorphes

Remarques critiques sur le livre scolaire de tamazight

Regard mystique sur la musique amazighe

Le parti démocratique amazigh marocain

العربية

علي صدقي أزايكو، المفكر الذي جاء قبل زمانه

معالم من حياة ونضال أزايكو

ماذا فعلتم بالمغاربة؟

الناظور عاصة لتامازغا وللأمازيغيين

تفكيك الصورة السياسية لعقبة بن نافع

قراءة في ديماميكية الحركة الأمازيغية

بئس نظرية بنسالم حميش

خالد الجامعي والأبارتايد اللغوي

نوسطالجيا المغرب النافع

أصل الألفاظ

أصل الألفاظ1

الإسلام والأمازيغية

الجنس كرمز للتحرر

حوار مع التشكيلي حستي

الفن الأمازيغي والأوروبي في ضيافة تملالت

شرق يشرق شريق

الريف بين الاستعمار الإسباني والاستعمار العربي

بلاغ للشبكة الأمازيغية

البيان الختامي للشبكة الأمازيغية

ألبوم جديد لمحمد ملال

بيان حقيقة

بيان إخباري

 

 أصل الألفاظ (2)
بقلم: masher n at jadu (ليبيا)

وهنا أشير إلى أن اللغة العربية دخل إليها كثير من الألفاظ، وذلك عن طريق كثير من العلماء والفلاسفة والكتّاب، الذين لم يكونوا من أصل عربي، وعلى سبيل الذكر منهم، من الفرس: سيبويه، وابن فارس، والفارابي، وابن سينا والرازى وابن قتيبة… الخ. ومن شمال افريقيا، من الامازيغ (البربر) نذكر منهم: ابن خلدون، والذي صنف بأول مؤرّخ في العالم، والمؤرّخ الكبير إبراهيم الرقيق، وابن رشد، وابن طفيل، وابن حزم، وابن رشيق، وغيرهم ممن كتب في علوم الدين، ومنهم أعلام الإباضية، ومن الأكراد نذكر منهم: ابن تيمية...الخ .
ومما سبق نستنتج أن اللغة العربية قبل الإسلام، أي في الجاهلية لم تكن لديها الأبجدية الخاصة بها لكي تكتب بها، وإنما كانت لغة شفهية بين مجتمع يعيش في الصحراء، ويتنقل من مكان إلى آخر، وأن هذا المجتمع عاش بعيدا عن المدن وما تنتجه من مظاهر الحياة المتحضرة، والتي تتطلب استقرار المجتمع في محيط معين، لكي تكون له حياة اجتماعية وثقافية زاخرة، تمكنه من تطوير ثقافته ولغته بحيث تكون مواكبة للثقافات المجاورة.
ونتيجة لما سبق ذكره اضطر العرب إلى استعمال الأبجدية الآرامية في الكتابة، وكذلك قاموا بنقل وترجمة العلوم إلى اللغة العربية من اللغات المجاورة مثل اليونانية والفارسية... الخ، وعملوا على إدخال الكلمات والألفاظ الأعجمية، أي الغير عربية إلى اللغة العربية من اللغات الأخرى لغرض إثراء لغتهم.
وهنا سأذكر بعض الألفاظ الأمازيغية (البربرية) الموجودة في اللغة العربية، ومنها ما ذكر في القرآن:
ـ اللفظ (تفسير)، والذي يعني إظهار ما خفي أو ما كان غير معلوم، وهذا اللفظ لم يكن مستعملا قبل الإسلام عند العرب. وعليه نستنتج أن هذا اللفظ هو حديث الاستعمال في اللغة العربية، وأنه أخذ من اللغات المجاورة للعربية، وهنا أذكر بالتحديد اللغة الامازيغية، والتي يوجد فيها اللفظ (أفسر) وهو يعنى وضع أي شيء لغرض تجفيفه في أشعة الشمس، مثل الملابس، أو بعض الثمار لغرض تجفيفها وبعد ذلك يتم تخزينها. والناطقون بالعربية يستعملون اللفظ (انشر). إذن اللفظ "تفسير" أخذ من اللفظ الأمازيغي (افسر)، والتفسير كما النشر هو يعبر عن تفكيك أو إبعاد الجزء عن الكل لغرض إظهار ما كان مبهما، و (افسر) أي انشر هو كذلك يعني توزيع الأشياء المتداخلة في أكبر مساحة ممكنة.
ـ اللفظ (آمين) أتى من المعبود الأمازيغي (آمون) ومركزه منطقة سيوة، وكان إله الفراعنة الأعظم. وأرجح أن يكون اللفظ (آمن) والذي منه (الإيمان) قد أخذ من (آمون). وللعلم في الأمازيغية يوجد كثير من الألفاظ تشابه هذا اللفظ مثل اللفظ (أمان) ويعنى الماء، واللفظ (إيمان) ويعنى النفس، والتي بها يؤمن الإنسان، واللفظ (مّون) ويعنى توحدوا، اللفظ (تامونت) ويعنى التجمع، وما الإيمان إلا ترسيخ العقيدة داخل النفس.
ـ إن اللفظ (السنّة) وتجمع سنن، وهي الأشياء المتعارف عليها داخل المجتمع مثل العادات وهى قديمة، وهذا المقطع (سنة الأولين) من الآية (37) من سورة الأنفال، وهي أخذت من اللفظ الأمازيغي (سّن) ومعناه أعرف، ومنه اللفظ (اسنن) ومعناه عرفوا، واللفظان (توسنا) و(تموسني) ومعناهما المعرفة، واللفظ (سناين) ومعناه العادات.
ـ اللفظ (أفل) من الآيات (75، 76، 77) من سورة الأنعام، وهذا اللفظ مقترن بالكواكب والنجوم كما جاء في القرآن، وعند تأمل النجوم حينما تأفل نرى أنها تذهب إلى الأعلى وليس إلى الأسفل، وأنها تغيب في الكون، لكن حين تنزل يكون السقوط، كما في الآية (والنجم إذ هوى).
وحسب ما جاء في لسان العرب حيث قال، أفل: أي غاب، وقال في التهذيب: إذا غابت فهي آفلة، وقال أبن سيده قال: الأفيل أبن المخاض، وأفل في الرحم أستقر، وقال إن الليث قال: إذا أستقر اللقاح في الرحم قيل أفل.
في الأمازيغية توجد ألفاظ كثيرة تؤكد أن اللفظ أفل من الأمازيغية وهي بمعنى صعد وارتفع إلى الأعلى ومنها: حرف الجر (فل) ويعني على والقصد منه الاستعلاء، والضمير (فلاك) بمعنى عليك، واللفظ (أفل) بمعنى ارفع إلى الأعلى وهو يستعمل عند تجهيز النول (زطّا) بالأمازيغية، ويكون برفع الألواح الخشبية وإيقافها وهذه العملية يقال لها (فلّا) أي رفع النول لهجة جادو من ليبيا، واللفظ (اوفلّا) أو (أفلّا) يعني المكان المرتفع، وهذا اللفظ يفسر معنى قبيلة ورفلّه الليبية في جبل نفوسة، واللفظ (أفل) في المغرب والجزائر والطوارق ولهجة زوارة من ليبيا صار بمعنى اذهب، واللفظ (سفلو) أو (اسفيل) ويطلق على الشبكة المتوسطة الحجم التي يوضع داخلها التبن وتحمل على الحمار فقط، واللفظ (نفلو) وهو يطلق على قربة الماء متوسطة الحجم لهجة جادو، واللفظ (أسفل) ويعني السقف في البيت من المغرب، واللفظ (تيفلوت) ويعني ملعقة الأكل من الجزائر، واللفظ (اوسفول) وهو قطعة من قطع الحطب المتناثرة، و(أفيلال) وهو الجرة الفخارية الكبيرة الحجم من المغرب، واللفظ (تفيلي) وهو عتبة الباب من لهجة جادو.
الملاحظ من الألفاظ السابقة أنها مشتقة من جذر واحد ومن اللفظ (أفل) وهذا ما يؤكد أمازيغية هذا اللفظ .
ـ إن اللفظين (ينزغنّك) و(نزغُُ)، من الآية (199) من سورة الأعراف، والآية (52) من سورة الإسراء، هما من اللفظ الأمازيغي (انزغ) ومعناه اجذب أو اسحب، و(تينزغت) يعني السحبة الواحدة، واللفظ (ازنزاغ) ويعني الذي يسحب به، واللفظ (سينزغ) وهو الحبل الذي يستعمل في محراث الدواب.
ـ إن اللفظ (يتلوا) أتى من اللفظ الأمازيغي (يتلاي) ومعناه قال، الذي منه اللفظ (توتلايت) ويعني الكلمة وأيضاً اللغة.
ـ اللفظ (أمليت) من الآية (31) من سورة الرعد، والذي منه الإملاء أي النطق بالكلام وهو من اللفظ الأمازيغي (إمل) ومعناه قل، ومن اللفظ (إمل) اشتق منه اللفظ (تمالاّ) ومعناه اللسان وهذا اللفظ مازال استعماله مقتصرا على الإبل فقط، أيضاً يطلق على طائر اليمامة، واللفظان (ملاّ) و(تمولي) معناهما القول .
ـ اللفظ (سوّلت) من الآية ( 82) من سورة يوسف (سوّلت لكم أنفسكم أمراً) واللفظ (سوّلت) أتى من الفظ الأمازيغي (ساوال) ومعناه قل، ومنه (اوال) ومعناه القول، و(تاوالت) ومعناه الكلمة، وأيضاً اللفظ (سيول) بمعنى نادي.
ــ اللفظ (التوراة) ويعنى الرسالة التي بعثت إلى الناس وهي رسالة مقدسة تحمل كثيرا من تعاليم الله الى العباد، والتي نزلت الى الرسول موسى العبري، وهوالذي ولد في مصر وتربى على ايدي المصريين أي الفراعنة، وأن الاسم موسى هواسم مصرى فرعونى وأن الفرعون هوالذي أطلق عليه هذا الاسم، حسب ما ذكر في التوراة نفسها، وأن موسى كان يتكلم اللغة المصرية والتى كانت جنباً الى جنب مع اللغة الأمازيغية في مصر ذلك الزمن، وأنا هنا بصدد الربط بين اللغة المصرية واللغة الأمازيغية من ناحية واللفظ (التوراة) من ناحية آخرى، وفي اعتقادى أن اللفظ (التوراة) يعنى الرسالة. وهذا اللفظ هو امازيغي وأتى من اللفظ (تابرات)، ومعناها الرسالة وهويستعمل في لهجات الجزائر والمغرب، وأن الحرف (ب) تحول الى الحرف (و) وهذا التحول أو التبادل بين الحروف هوشائع في اللغة الأمازيغية. مثلاً إن اللفظ (يبوي) ويكتب (يووي) وهويعنى أخذ وتوجد أمثلة كثيرة في اللغة الأمازيغية للمقارنة، وعليه يكون اللفظ التوراة هوأمازيغي، وأن اللفظ (تابرات) يكتب (تاورات) .
وبالنسبة الى اللفظ (تابرات) أتى من اللفظ (أبريد) ويعنى الطريق. ونحن نعلم أن الرسالة توصل عبر الطريق وعن طريق الحيوانات في قديم الزمان، وكيف اشتق اللفظ (تابرات) من اللفظ (ابريد)؟ عند تأنيث اللفظ (ابريد) بزيادة تاء التأنيث الأمازيغية في أول وآخر اللفظ يكون اللفظ (تابريدت). في القواعد النحوية الامازيغية عند التقاء حرف (د) بحرف (ت) يتحولان الى حرف واحد وهو(ت)، عندها يكون اللفظ (تابرات) أو (تابريت) وهذا الأخير مازال يستعمل في ليبيا.
ومن التحليل السابق نلاحظ ان اللفظ (ابريد) والذي يعني الطريق في اللغة الأمازيغية ، قد أخذ منه اللفظ العربي الحديث (البريد) الذي يعني الاتصالات ونقل الرسائل.
ـ اللفظ (الصلاة) وهي كما نعرفها الآن الركوع والسجود، وحسب ما جاء في لسان العرب في مادة (صلا) حيث قال: ابن الأعرابي قال إن الصلاة من الله رحمة، ومن المخلوقين القيام والركوع والسجود والدعاء، وقال الزجاج: الأصل في الصلاة اللزوم، وقال أهل اللغة الصلاة من الصلوين وهما مكتنفا الذنب من الناقة، وابن الأثير قال: الصلاة أصلها في اللغة الدعاء، وقال أبو بكر الصلوات معناها الترحم.
مما سبق نلاحظ أن تفسير معنى الصلاة لم يحسم بالضبط وعلماء اللغة اختلفوا في تفسيره، مع وجود تأكيد من بعضهم من أن الصلاة هي الدعاء، مما يعني أن هذا اللفظ حديث في اللغة العربية، وهو من ألفاظ القرآن ولم تعرفه العرب في الجاهلية من قبل، مما يحدو بنا إلى أن نعتبره من الألفاظ الدخيلة على العربية أي من اللغات المجاورة.
ومن منطلق أن الصلاة هي الدعاء كما ذكر بعض علماء اللغة المسلمين، نجد أن الصلاة لا تعني الركوع والسجود بل تعني الدعاء فقط، وهو وقوف الشخص أمام ربه ورفع يديه للسماء تم يقوم بتلاوة ما يراه مناسبا لعبادة الله، وما يؤكد هذا عدم ذكر كيفية الصلاة في القرآن، ومما سبق نستنتج أن الركوع والسجود كما نقوم به الآن هو خاطئ، وأن الصلاة هي الوقوف ورفع اليدين إلى الأعلى ثم مخاطبة الله.
بالرجوع إلى كيفية الصلاة في المذاهب الإسلامية نجد أنها تختلف من مذهب إلى آخر، مثلا في كثير من المذاهب يتم رفع اليدين عند التكبير، تم نجد في مذاهب أخرى لا يتم خلال الصلاة رفع اليدين مثل المذهب الإباضي، ونحن نعلم أن هذه المذاهب أتت بعد نزول القرآن وبعد موت محمد مباشرة، وأنها خاضعة لإرادة وأفكار مخترعي هذه المذاهب. وخلال فترة حكم الأمويين أخذت تتطور كيفية الصلاة حتى وصلت إلى ما هي عليها الآن.
لماذا يتم رفع اليدين والتكبير عند الدعاء؟ ولماذا بعض المذاهب رفضت رفع اليدين؟.
انأ هنا أرى أن بعض المذاهب رفضت رفع اليدين لأجل الاستمرار في تغيير طريقة الصلاة والتأكيد على اختراع طريقة جديدة للعبادة، وهذا ما كان لهم في الأخير حيث بدلوا طريقة الصلاة من الوقوف ورفع اليدين إلى الركوع والسجود، فبقى الاختلاف في رفع اليدين بين المذاهب والذي هو أساس الصلاة.
وأنا هنا بصدد ربطه بالألفاظ الأمازيغية، وعند تحويل اللفظ (صلا) إلى اللفظ (زلا) بإبدال حرف (ز) بدل (ص)، نجد أن اللفظ (زلا) ما هو إلا اللفظ الأمازيغي (زّل)، والزاي مفخمة، والذي يعني مد أو ابسط، وعندما يقوم الإنسان بمد وبسط يديه إلى الأعلى عندها تكون هذه الحركة بمثابة الدعاء والتضرع إلى الرب، وزد على ذلك اللفظ الأمازيغي (أزال) الذي يعني الظهيرة أي وقت صلاة الظهر. وبالرجوع إلى الديانات القديمة عند الأمازيغ نجد أنهم عبدوا الشمس، وبالتأكيد أن الشمس لابد أن تعبد خلال فترة الظهيرة لأن عندها الشمس تكون أكثر حرارةً وتأثيراً على البشر، وتكون قاسية على العباد، ومن الألفاظ (أزال) و(زّل) اشتق اسم (تزاليت) على الصلاة بصفة عامة وكذلك على صلاة الظهر بصفة خاصة، لتأكيد زمن العبادة والدعاء، واللفظ (اوزالّي) يطلق على صلاة الفجر، وهنا أجزم على أن رفع اليدين قديم قدم الديانات البشرية والوثنية، وليس من اختراع المذاهب الإسلامية.
ولتأكيد ما سبق، وبالرجوع إلى لسان العرب حيث ذكر من غريب الحديث: في حديث النبي محمد: "أنه صلى الظهر حين زالت الشمس"، وقال ابن الأثير: لكن زوال الشمس لا يبين إلا بأقل ما يرى من الظل، وأن الزوال هو الذهاب والاضمحلال.
وهنا نرى في حديث النبي أنه استعمل اللفظ الأمازيغي (أزال) أي الظهيرة، ونطقه زالت، ومن هذا الحديث هناك سؤال يطرح نفسه، وهو لماذا النبي استعمل هنا اللفظ الأمازيغي زالت ولم يستعمل لفظا آخر عربيا!!؟.
وعن كتاب ابن سلام الأباضي فيما ذكره في باب من فضائل البربر قال: بلغنا أن عائشة أم المؤمنين رحمها الله، دخل عليها ذات يوم رجل من البربر، وهي جالسة مع اثني عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار، فقامت عائشة عن وسادتها فطرحتها للبربري دونهم، فانسل القوم غضباً، فاستفتى البربري في حاجته وخرج.
فأرسلت إليهم عائشة تلتقطهم من دورهم، فجاءوا كلهم فقالت لهم: قمتم علي غضباً ولم ذلك؟ قالوا: غضبنا من الرجل، إنه دخل علينا رجل من البربر كلنا نزدريه ونبغض قومه فأثرته علينا وعلى نفسك.
فقالت عائشة: آثرته عليكم وعلى نفسي بما قال فيهم رسول الله. قالوا: وما الذي قال فيهم رسول الله. قالت: أتعرفون فلان البربري؟، قالوا نعم، قالت عائشة: كنت أنا ورسول الله ذات يوم جلوسا إذ دخل علينا ذلك البربري مصفر الوجه غائر العينين، فنظر إليه رسول الله فقال له: ما دهاك أ أمر أم مرضت شيئاً، فارقتني أمس طاهر الدم صحيح اللون فجئتني الساعة كأنما نشرت من قبر، فقال البربري: بتُ يا رسول الله بهم شديد. قال: ما الذي أهمك. قال: ترديدك بصرك فيّ بالأمس، خفت من ذلك أنه نزلت فيّ آية من الله. فقال له عليه السلام: فلا يحزنك ذلك إنما ترديدي بصري عليك بالأمس من أجل أن جبريل عليه السلام جاءني فقال: يا محمد أوصيك بتقوى الله والبربر. قال النبي: قلت: يا جبريل وأي البربر. هم قوم هذا، فأشار إليك فنظرت، قال النبي: فقلت إلى جبريل: ما شأنهم، قال: هم الذين يحيون دين الله بعد إذ يموت ويجدّدونه بعد إذ يبلى ... الخ.
مما سبق نستنتج أن منذ ظهور الإسلام لم يكن الأمازيغ بعيدين عن حياة الرسول، وأن هناك تواصلا بين الأمازيغ والعرب من ناحية الدين أو من المعاملات التجارية التي كانت في المنطقة، وهي كما كانت في السابق زمن الفراعنة والأمازيغ من ناحية وباقي الشعوب السامية الأسيوية من ناحية أخرى، ونظراً لوجود المعاملات التجارية بين هذه الشعوب مما يولد التعاملات الحياتية ومنها اللغوية. وعليه يحصل تأثر وتأثير البعض في البعض، ومن المعلوم لدينا أن الأمة الأكثر مدنية هي التي تؤثر في الأمة الأقل مدنية، وهذا ما كان بالفعل منذ الأزمنة الغابرة زمن الحضارة الفرعونية الأمازيغية وباقي الأمم السامية التي كانت لا تزال متخلفة عن مواكبة هذه المدنية.
ـ (رباط الخيل) حسب لسان العرب: قال ربط الشيء شده، وقال الرباط والمرابطة ملازمة ثغر العدو، ثم صار لزوم الثغر رباطاً وربما سميت الخيل نفسها رباطاً!!!.
قال الأزهري أصل الرباط من مرابط الخيل، ومن الآية القرآنية قوله (واعدّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم). قال الفراء رباط الخيل وهو الإناث من الخيل، طبعا هذا التفسير الأخير للفراء لا يمكن حدوثه في الحرب ، وقال اللحياني: الربيط هو الذاهب، وقال الفارسي الرباط هو المواظبة على الأمر.
مما سبق نلاحظ أن علماء اللغة اختلفوا في تحليل هذا اللفظ، لأن هذا اللفظ لم يكن متداولا عند العرب قديماً، والعرب تعرف الشد وليس الربط.
من المعروف أن هناك علاقة وطيدة بين عملية الشد أو الربط ولبس الملابس وربط الأشياء لبعضها، وعليه يكون الفعل اربط بمعنى (شدً) له علاقة مع الفعل الأمازيغي (أربط)، وهو بمعنى ألبس، وفي بعض اللهجات الأمازيغية يكتب (اروط)، و(ألسا)، ومنه (يروط) او(يربط) أي لبس. وهنا يوجد إبدال بين حرف (وا) و(ب)، وأن رباط الخيل الذي ذكر في القرآن يقصد به لباس الخيل، ومن المعروف أن لباس الخيل يحدث فزعا في العدو عند الهجوم.
ومن اللفظ (اربط)، أي ألبس، اشتق منه اسم الفاعل في الأمازيغية وهو (امربط)، وذلك بدخول حرف (م) على الفعل ليجعل منه فاعلا، كما هو في النحو الأمازيغي، و(امرابط) تعني الذي لبس الملابس أي اللاّبس. وأطلق اللفظ (امرابط) أي المرابط على القبائل الأمازيغية التي حكمت شمال أفريقيا، لأنهم كانوا يلبسون لباسا خاصا بهم وكانوا ملثمين، ومازال هذا اللباس عند أحفادهم أمازيغ الصحراء (الطوراق).
ـ اللفظ (درهم) في لسان العرب قال: هو النقد والمال، وقال إنه فارسي معرب، انتهى. وبعض المراجع قالت إنه يوناني، ومما ذكر فإنه لا يوجد تأكيد على أصله، ولكن في الأصل هو من الأمازيغية وهو من اللفظ (دريم) وهو النقد أو المال، ويجمع (إدريمن). وحسب ما ذكر أبن سيده أن الهاء هي إبدال مع الياء.

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting