Uttvun 79, 

Yemrayûr 2003

(Novembre 2003)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Sin n iseggusa awarni wsenti n IRCAM

Tarezzut xef tira

Cfigh Bunadem

Sidi Hemmu d yuday

Twiza

Tarusi

Tarewra ghar tudart

Amennzlu

Ad nawedv

Tilelli

Tammurt inu

Tamenttiwt

Awarni wemsafadv

A tafuyt nnegh

Arbir umlil

Amesten

Tamja d wadjun

Français

Imazighen et la ligue arabe

Vers la définition du sujet amazigh

L'hommage d'Aghbala à Abehri

De quelle histoire s'agit-il?

Voyage de hasard en Allemagne

Imazighen au delà du mur de silence

Qu'en est-il de tifinagh à Nador après Tarik?

Ecoutez-moi!!!

Halte à la haine!

Imazighen à Genève

Fatima Mallal expose à Séville

Assemlée générale de Tamunt n Yiffus

Rencontre de Tamaynut avec le ministre des D.H

العربية

سنتان على تأسيس المعهد الملكي للقثافة الأمازيغية

عن محكات المعهد الملكي للثافة الأمازيغية

هل وراء إقصاء طارق علاقة الأمازيغية؟

تحليل ماركسي أم تحليل ستاليني؟

محمد بردوزي الأ الأمازيغوفوبيا تمشي على رجلين

مزيد من الأصولوية في المقررات المدرسية الجديدة

أنتروبولوجية ثقافة الطعام

الأنوية الأمازيغية داخل الأحزاب السياسية

تحريم الاسم الأمازيغي أنير

بيان من معلم متضرر

عريضة تضامن مع الطفلة سيمان

بيان لجمعية تاماينوت بتنغير

بيان لجمعية زيري بوجدة

تعزية

 

دراسة أنتروبولوجية لثقافة الطعام(1) ـ وادي دادس نموذجا

بقلم: دمامي الحسين (ورزازات)

للطعام وظيفة صحية هي الحفاظ على الحياة البيولوجية للفرد. ورغم أن غريزة الجوع قاسم مشترك بين الجنس البشري، فإن تباين وتعدد أنظمته الثقافية يجعلان معايشة الحاجات الطبيعية تتم بوسائط ثقافية إذ نجد ما هو مرفوض في إحدى الثقافات يكون مقبولا، إن لم يكن مقدسا في غيرها.

وللأكل في الثقافة المغربية تقاليده وأعرافه مثلما له وظائف اجتماعية ورمزية في الحفاظ على النظام الاجتماعي والتلاحم الجماعي، خصوصا في العالم القروي حيث البنيات الاجتماعية والسياسية هشة في ظل التوازنات الانقسامية بين العشائر وما تحمله من تراتبات جنينية إلى درجة يمكن القول معها إن القيم الثقافية والمعتقدات الدائرة حول الطعام تعتبر من وجهة معنوية أكثر عنفا من الضغط المادي، مثلما تساهم في الحفاظ على النظام الأسري ـ كقبيلة مجهرية ـ والقبلي ـ كأسرة كبيرة. بل إن تسمية الأسرة في الأمازيغية لها ارتباط بمعجم الطعام مثل لفظة Izeghi وTakat وAlemssi.

إذا كانت العشيرة Ighessv تقوم إيديولوجيا على تبجيل القرابة الدموية والانحدار من نفس الجد المشترك ولو أسطوريا في المجتمع القبلي التقليدي، فإنها ملزمة لتظل على قيد الحياة أن تبرم تحالفات، هاته التحالفات التي تصبح سارية المفعول حينما يقتسم أو يتشارك المتحالفون في الطعام ليس للأكل فقط، بل اعتقادا منهم في دوره السحري في حماية التحالف ومعاقبة أي طرف يخون العهد أو الرابطة الأخوية المصطنعة بالطعام، علما أن الطعام يحض على الأشكال الثنائية للتحالف في المستويات الدنيا للبنية الاجتماعية من خلال زواج فردين من أسرتين إلى المستويات العليا في التحالفات بين القبائل.

وتظهر وظيفة الطعام التحالفية والعقابية حينما يردد الناس أنهم اشتركوا في الطعام بما يعنيه من تشكيل صداقة أو تحالف صغير. فتقاسم وجبه أكل ـ كعطاء وعطاء مضاد في سياق تبادل الزيارات دون قصد معلن ـ يفيد إقامة قرابة اجتماعية ناتجة عن المفعول السحري التوحيدي ـ المفترض ـ للوجبة المشتركة. فحينما يقع الخصام بين المتعاقدين المقتسمين للطعام ويتضرر أحد الأطراف، فهو لا يلجأ للعنف بل ينطلق من اعتقاد يفيد أن الطعام المشترك سينتقم بإلحاق مصيبة بالخائن لمقتضيات تشارك الطعام، أو يلحق به ضربة Tiyeti أو لعنة Tunanet, amuttel, ayarebrid.

إن الطعام ليس مادة ملحقة بهامش إبرام العقد أو الحلف، ولكنه ضمانة معنوية لنجاح العمل المشترك. فالأكل ليس غاية في ذاته بقدر ما هو وسيلة تنقل الإنسان من عالم الطبيعة والحيوان إلى عالم الثقافة والقرابة. أما الأكل كغاية وضرورة بيولوجية فهو شأن حيواني، إذ يقال في أحد الأمثال إنه لا يجتمع على الأكل إلا الثيران Ur da ittenjmao ghef matca ghes izearen.

يمكن القيام بنوع من المقارنة بالدم القرابي، إذ الطعام يقوم مقامه. ففيما يربط الدم أخوة منحدرين من نفس الرحم أو الصلب(2)، فالطعام يربط إخوة في المصالح وتصبح المعدة رحما لإخوة رمزية تولد من تناول نفس الطعام في نفس المكان ولنفس الهدف. وإذا كانت القرابة الناتجة عن تشارك الطعام محمية بطريقة سحرية باللعنة Amuttel، فإن القرابة الدموية محمية بدورها بطريقة سحرية من خلال الاعتقاد في قيمة "أناروز"(3). كما أن الحليف لا يتخلى عن حلفائه ولو كان في رجولته وشهامته خراب بيته(4)، فإن الأخ لا يتخلى عن أخيه بتاتا للأعداء.

كما أن إعطاء الطعام دليل تعبد الفرد وإيمانه، لأن أداء الشعائر الدينية ذات الصبغة الفردية دون تقاسم الحياة العامة ينافي دعوة الإسلام. لهذا نجد الشاعر المنحدر من منطقة تنغير "علي أشيبان" يقول في إحدى مقطوعاته الغنائية:

Tazvallit bela tvoam, am wanna yeksan taxemmaset ayd gan.

بمعنى أن من يصلي بدون كرم هو كالخمّاس الذي يبذل مجهودا لكن الاستفادة أو الأجر ينعدم.

بموازاة القيمة الرمزية للطعام في وسط يعيش الندرة المستمرة حيث الوفرة استثناء، نجد معتقدات تتضمن الدعوة إلى احترام الطعام والأطعمة وتبجيلها من خلال حكايات مسخ أناس لم يتعاملوا من "النعمة" بما يجب من التقدير والتوقير(5). فترتب عن الاستهتار بـ"النعمة" ليس فقط فقدانها بل فقدان صفة الإنسانية التي ترتبط باحترام النعمة أو الخبز.

ومن الحكايات المروية أن أسلاف القردة بشر تراشقوا بأكلة الكسكس في وليمة بعدما شبعوا. أما القمر فهو امرأة مسحت غائط ابنها بالخبز فطالها المسخ(6). فيما النجوم السبعة للثريا Tisesvedvis هن فتيات عذارى وحسناوات قمن بالاستحمام بالحليب أو اللبن فمسخن نجوما.

هاته الحكايات رغم طبعها الاجبائي تؤدي وظائف تربوية بتضمنها لمعنى احترام الطعام لتوقف الحياة البيولوجية عليه، خصوصا أن مجهود الفلاح أو المزارع لا يكفي لتحقيق الوفرة، بل لا بد من معاملة الطعام والمحاصيل الزراعية بما يجب من قداسة تضمن البركة، فيما الكثرة الكمية لا تمنع من إصابة المحصول بـ"رْبا"، أي كثرته لكن دون تحقيقه للكفاية لحظة أكله.

 هوامش:

1 ـ صدرت الصيغة الأولى للمقال في مجلة "أفراك". المجلة الداخلية لجمعية "تامسنا" بعمالة البرنوصي زناتة.

2 ـ إن الأخوة بالدم لا تربطهم فقط الرابطة الدموية، بل حتى رابطة تقاسم حليب الأم. ولا تحمى علاقتهم فقط بالنسب الدموي، بل بما يشتركون فيه، ومنه الطعام. ومفعول الحليب كنوع من الأطعمة لا يتوقف على الإخوة من أب واحد، بل يطال الإخوة بالرضاعة التي تحدد بمعنى أوسع من إخوة الرضاعة دينيا، إذ عندما يستعمل أحد الأفراد حليب امرأة مرضعة لعلاج أحد أمراض المعدة أو احمرار العيون يصبح "أخا" لأبنائها ولو كان كبير السن، مما ينعكس عل العلاقات الزواجية.

3 ـ تترجم الكلمة عادة بالأمل. لكن الكلمة تجمع بين الأمل وعدم تحققه أو الإحباط المتولد عنه. وهو كمعتقد له وظيفة في تمديد الرابطة الإخوية بين الإخوة من نفس الأب، وفي تمكين إناث الأسرة من رعاية ذكور الأسرة ولو كن متزوجات. بصيغة أخرى فإن الاعتقاد في "أناروز" يهدد من يقطع مع أخواته بالإصابة في ثرواته وبالجزاء الأقصى: الجحيم. يقول الشاعر "الشيخ يوسف" من أغبالو ن كردوس في إحدى فصائده:

Iceqa unaruz iga ghur rebbi afa

4 ـ جاء في مثل دادسي:

Yuf ad texlu tgemmi nnek ula ixela wawl nnek

علما أن لفظة "أوال" لها علاقة بقيم الرجولة والوجاهة.

5 ـ يصل الأمر إلى بعض أشكال طابو الكلام، من خلال استعمال لفظة "الخِير" أو القول بوجود البركة، رغم أنه من وجهة كمية لا توجد وفرة، مثلما يتم تجنب العد مخافة العين الشريرة أو فقدان البركة. وحتى من لديه ثروة لا تفسر بمجهوده العملي، بل بما يسمى Mimun n taddart. كما ينهى عن التأفف من الوجبات.

6 ـ هاته القصة توجد عند "آيت علوان" من آيت عطّا بمنطقة "تاكنيت" بإقليم زاكورة.

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting