numéro   44, 

  (Décembre  2000)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Ghennej ayi

Tzvallit n unabay

Français

Désintégration de l'image de l'amazigh

Le vécu individuel d'une appartenance identitaire

Muhend Saidi ou la magie de Tifinagh

العربية

نعم أنا أصولي

الحماية والأعيان بوادي دادس

أرابيست أكثر من العرب

هل سيكون البترول المغربي صحوة لمثقفينا المغاربة؟

حزب أم أحزاب مغربية أمازيغية؟

ثورة 2 أكتوبر 1955 باكزنّاية

بيان جمعية أسيد

 

 

 

 

"أرابيست أكثر من العرب… ولكن"

بقلم: ابن الأطلس (بولمان)

فأغلب الذين يقودون الفكر السياسي العربي، زعماء كانوا أو حتى كتابا فقط لهم صيتهم، لم يقولوا "الحقائق الأربعة" لشعوبه.

  05; كما يجب، وربما لم ولم يعرفوها هم أنفسهم، ومعرفتها بالنسبة لمحترفي السياسة ضمن دفتر التحملات ضرورية:أولها أن أحزابهم "العتيدة" تكونت خلاياها في كنف الإدارة الاستعمارية التي كانت، بحكم تجربتها مع عمق الشعوب، تعرف أن الرحيل حتمي وأن أفضل من سيحمي مستقبل مصالحها هم هؤلاء المكونون لتلك النخبة من المتزعمين للثقافة والسياسة العربية. وهذه النخبة هي التي كرست واقع العالم العربي اليوم تخلفا وتناقضات وتبعيات واستلابات غبية. وأما على المستوى العملي لأحزابنا السياسية، فداخليا تلك قصة؛ وأبرز ما يؤشر على ورطة العروبيين  بشمال إفريقيا هو حاجة دولة ما إلى استصدار قانون يفرض استعمال اللغة العربية. وهو ما يؤكد أن الأنظمة المغاربية لا زالت لم تفهم بعد أن الذين وحدتهم الجغرافيا (ومنطقهم الخاص بهم) في الخليج ليسوا في حاجة لتأكيد هويتهم بقانون،أ ولا نظنهم يتوحدون مع من لا زال حائرا في إثبات هويته، وقد بينوا أنهم ليسوا على استعداد لقبول أحد بدءا باليمن(؟)؛ ولكن اتحادهم ناجح بفضل قيامه على إحساس حقيقي بوحدة المصير بعيدا عن أي خوف من ضياع الهوية لأنهم يعلمون أنهم لو شاءوا تغيير هويتهم لما استطاعوا.

وقوميا كان لا بد أن تحكم موضوعية الجغرافيا وتصدر حتمية بوار المشروع القومي العربي بسبب تجاوزه لحريته التي تنتهي عند بداية حرية الآخرين. لكن مشكلة العرب هي أنهم يفكرون فقط أين تبتدئ حريتهم ولا يضعون لها حدا أو نهاية إلا عندما يذكرهم بها من هو أقوى. ولذلك فكل المؤسسات "الوحدوية" مشلولة إلا في ما يخص البلاغات التي تذكرنا بوجودها. ولكن مضيعة الوقت الكبرى تكمن في العدد الهائل من الكتابات حول القومية التي تكرس أخطاء لم يعد يقبلها ويروج لها إلا القوميون العرب، بيد أن القطرية في الواقع هي سيدة الموقف.

ـ فكر عربي مهتز يبني أطوبيا قومية تهدف طمس معالم الأمم التي ضم العرب أرضها وشعوبها باسم إسلام مفترى عليه وتاريخ مصطنع أنشئ من الطابوهات والأساطير ليخدم مصالح الحكم العربي وراء حدودهم الطبيعية. فالإسلام يرفض التجاوزات التي أقدم عليها العرب في نشرهم لدين الله غزوا وتقتيلا وسبيا وحتى استعبادا، ولا نراه إلا محرما لكل أشكال الإثم والعدوان بين الأمم والشعوب والقبائل والعرب ما استكرموا عند الله لأنهم لم يتقوه عندما سطوا وتجبروا في الأرض.

فما معنى الآية: »وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم«؟

وما معنى: ».. واختلاف ألسنتكم وألوانكم؟«

وما معنى الآية: من: »إن الله لا ينهاكم …« حتى »ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين«؟

وما معنى: »وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم«؟

أين نحن في القومانية القرشية الأصل منذ أن أنشأها كلاب بن مرة حول كعبة من كعبات الجزيرة مرورا بمن نقلوها إلى إفريقيا كعمر بن العاص وابن أبي سرج وحسان بن النعمان وابن دينار وابن مهاجر وعقبة وموسى بن نصير وغيرهم من جينيرالات بني أمية الذين صنعوا بالأمازيغ أكثر مما فعله بهم الوندال؛ وأين نحن من الإسلام وتعاليمه؟… أين نحن من جدال الحسنى تحت ظلال السيوف ودهاليز الدسائس التي امتدت من إشبيلية بالأندلس حتى قصور بغداد تنقل النميمة كما تنقل المغانم والسبايا؟

وأما التاريخ، فالعرب آخر من علم به، لأنهم من آخر الوافدين عليه بدليل كلمة "تاريخ" نفسها: فلفظ "التاريخ"، يقول "العلماء" العرب أنهم عجزوا عن إيجاد مصدر لها ويؤكدون أن أول تعريف لها هو: أكتببُ وأدونُ. ويضيفون أنها قادمة من اليمن. وهو ما معناه أن قوما قدموا من اليمن في زمنها القديم ـ حتما من إفريقيا ـ وكانوا يستملون هذه الكلمة لقول: »أكتب وأدون«  فأخذها عليهم العرب. فمن هم الذين يقولون »تاريخ« ليعنوا بذلك »أكتبُ وأدونُ«؟ أليسوا هم الأمازيغ؟ فأنت إذا مررت بأمازيغي يكتب وسألته: ماذا تفعل؟ سيجيبك: »تّاريخ« (Ttarix). وهكذا يكون »التاريخ«، والكتابة عموما، صنعة تعلمها  العرب من الأمازيغ. وربما كانت تلك عقدة قديمة تفسر حنق العرب على الأمازيغية والأمازيغ.

وما الدروس والعبر التي يمكن استخراجها من هذه الحقيقة التي سيمتعض لها القومانيون لأنها تقلب مقولتهم الأطوبية »البربر عرب قدامى« لتصبح »العرب بربر قدامى«، وهي ورطتهم لأننا مبدئيا نرفض المقولتين.

ومن التناقضات الفاضحة أنه من منطلق "عروبة الأمازيغية" التي يدعيها القومانيون المغفلون، يرتكب العربي أخطاء مضحكة عندما يقول: »أكتب التاريخ« باعتبار أن التاريخ هذه في الإعراب الأمازيغي فعل أيضا، وليست اسما كما توهمه ناقلو الكلمة إلى العربية. فالجملة تصبح على وزن »أفعل أفعل«. ما دام معنى "التاريخ" هو "أكتب" ستصبح الجملة هي: ”أكتب أكتب“. وعليه فلو حقت عروية الأمازيغية لما سقطت العربية في هذا اللاتنسيق الذي لا يمكن أن يحدث داخل لغتين متجانستين.

 ونخلص إلى أن الفكر العربي في حاجة حقيقية إلى التصالح مع نفسه، أولا بتأويل صحيح لمرجعية العرب الأساسية التي هي القرآن الكريم، وإسقاط الطابوهات والأساطير البائدة التي تبدي العرب كجمالهم يرون "حدبات" الناس ولا يلتفتون ل"لحديباتهم". ولا نريد أن ندخل في مقارنات ببعض الحركات التي كبرت "حدباتها"، فلما انفجرت أصابت قنابلها ودماؤها كل العالم، أو بتلك التي سلطت على العرب بشكل خاص. فما يعاتب به العرب مستسلمين مسالمين على أعدائهم هم في الواقع غارقون فيه حتى الأذنين، متعصبين آثمين مع الشعوب التي دانت لهم وللإسلام. فهل يمكن اليوم (وقد "عاق" التاريخ وشمر للتحقيق بأساليب العلم ومبادئ الحق ومنطق الحياد مع ما مضى من الأزمان) أن نظل نردد ما قد ندان به غدا كقول القومانيين بعروبة جزء من إفريقيا؟ فحتى وإن قلنا المقولة "البايخة": "البربر عرب قدامى"، فهل تامازغا (الأرض) يمكن أن نقول عنها كذلك بأنها جاءت من الجزيرة؟ أي أنها كانت جزء من  جزيرتهم فحملها معهم "البربر العرب القدامى" على ظهور الحمير والبغال والجمال، وربما قالوا إنها توسعة وهبها رب العالمين لهؤلاء القدامى.؟؟؟ ربما إذا فهمنا أن الله لما كان يعلم بمقدم العرب إلى شمال إفريقيا هيأ لهم "الظروف التي ألفوها" صحراء كصحرائهم. فهل يقبل العرب هذا المنطق بكونهم حتميا أمة الصحراء والبترول؟

ـ الأحداث الآتية:

العراق: ويبدو تعامل الخليجيين، وهم الأعراب الأقحاح الذين لا عقدة هوية لديهم، مع قضيته  واضحا من حيث تبرؤ هؤلاء منه كجزء من الوطن العربي بدليل عدم اكتراثهم لما جرى لشعب وأطفال العراق. بل منهم من يريد المزيد ليشفي الغليل في هؤلاء العراقيين المؤمنين وحدهم بواجب بعث الوحدة العربية  بشكلها القوماني المنفوخ ولو بسحق بعض العرب بعضهم لبعض. والبعض يخطئ حين يظن أن الخليجيين أقل حمية وحماسة للتضامن العربي. فهم، وبدليل الرقعة التي أقاموا عليها اتحادهم، قد حددوا الخريطة العربية الأصلية وتشبثوا بعدم قابلية الاتحاد للتوسع. والموضوعية تقتضي أن لا يلاموا إلا على اليمن، فهو منهم وله عليهم حق الانتماء للعروبة. ومن صالحهم تطوير وتحديث اليمن سياسيا واقتصاديا وحضاريا لتأمين جانبه. لكنهم ما داموا آنيي التفكير الأمني، مسلوبيه من متعجرفة اسمها أميريكا التي تخيفهم من غيرهم العرب العرب والعر ب اللاعرب، فلن يلتفتوا لليمن حتى يفوت الأوان. والوعد في سنة الزمان، بعد عز لابد من موعد الهوان والزيت السوداء تنقلب "قطرانا"، وقول شاعر الأندلس حكمة وبيان:

لكل شيء إذا ما تم نقصان  **  فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول **  من سره زمن ساءته أزمان.

فلسطين والقدس: علمنا العرب أن لا وجود لإسرائيل وأن الصهاينة أعداء للإنسانية. وكدنا نصبح مجرمين بسبب ما حكاه العرب عن اليهود. وبعد الطبول وسنين الاستنزاف نرى عجبا. عرفات "يبوس" اليهود ويطبق أوامرهم بالحرف بدليل تصريحاته المتناقضة واستسلامه الكامل لسياستهم واضطهادهم للشعب الفلسطيني. عرفات أدار فوهة بندقيته للثوار ليحرم ما سنه هو نفسه باسم مكافحة الإرهاب. وهو حتما يعلم أن نفس المقاييس تنطبق عليه كـ"إرهابي قديم". ولذلك فهو أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الموت يأسا، أو الموت ثورة. أما القدس فالزمان الذي قد تعود فيه عربية ما هو بزماننا إلا أن تحصل معجزة. وهل هذا زمان المعجزات أم أن العرب لم يفهموا بعد أن القدس بالنسبة لليهود هي روح إسرائيل ومنزل عودتهم المزعومة لأرض الأجداد؟ ولا أرى القدس، في ظل الظروف الراهنة، إلا ذات طابع محمي ديبلوماسيا تحت سيادة إسرائيلية، وفي أقصى ما يمكن سيحتفظ بعض العرب بحق عدم الحنث والصلاة في القدس.

سوريا: كثيرا ما ظن الناس في سوريا أملا، لكنها، وبعد ما جرى بينها وتركيا مؤخرا، عرى ما كان مستورا حيث نجد سوريا لا تخفي ورطتها أمام تهديدات الأتراك. ولم يكن الانبطاح سوريا محضا، بل هناك العراق ولبنان المغلوبان، وليس غريبا أن تشارك مصر في الانبطاح بدورها لأنها محرجة بعلاقاتها الخاصة مع سوريا.

ليبيا: أخيرا يكتشف القذافي بداية الطريق للعودة نحو الأصول. وعاد إلى إفريقية لكنه كمن عاد بخفي حنين بعد مأدبة  كبيرة في عرس العرب الذي رقص على إيقاعه الشعب الليبي مرغما (باعتراف ضمني من معمر) طوال ثلاثين سنة ونصف: لم لا أكثر من ذلك؟. عاد.. مرحى به في إفريقيا.

لكن إفريقيا، إن عاجلا أو آجلا، ستسأله لأن من حقها ذلك. فإن عاد إلى إفريقيا كما يدعي، فعليه أن يعيد إفريقيا إلى ليبيا والشمال الإفريقي كله. وليس هناك إلا سبيل واحد هو الاعتراف بالأمازيغية كبعد إفريقي لشمال إفريقيا. وإن عاد إلى إفريقيا مصرا على أن جزءا من إفريقيا عربي أصلا، فما عليه إلا التهيؤ لوحدانية أكبر مما مضى لأن إفريقيا عندما تسترجع ذاكرتها لن تقبل عن الأمازيغية بديلا… ولن تخفي قضية تحدي إفريقيا للحصار الأميريكي حقيقة هامة هي تعاطف الشعوب الإفريقية مع كل من هو ضد "نخاسة الأمس"، الذين خربوا إفريقيا إلى الأبد ولو كان الشيطان نفسه. نضيف أن جهل إفريقيا السوداء عموما بحقيقة الأشياء في تامازغا يجعلنا نتفهم هرولة أفارقة أقحاح (عن حسين نية) لمعانقة رمز من رموز الاستلاب والإقصاء.

الجزائر: فقدت منذ استقلالها المنطق فكان منطقيا أن تفقد الأمن والاستقرار. وكان منطقيا بعد أن تم تخريب المجتمع التقليدي لتحقيق المشروع المجتمعي الاشتراكي اللاممكن واللامعقول الدخيل أن تثور بالخصوص تلك التي يراد لها الإقصاء الأبدي وهي الأمازيغية كبعد وهوية قنن لها الخرس عنوانا لرضى مزعوم بالعروبة والتعريب كبعد وحيد للشعب والحضارة. فانتفضت عبر ملاحم الربيع الأمازيغي وتظاهرات التنديد الأخيرة التي أعلنت رفضها للتعريب القسري للشعب ضدا على الحق الطبيعي في استعمال لغة الأم وتطويرها لتتبوأ ما خص به قانون التعريب العربية دون غيرها. وهنا يكمن العدوان.

ولعلم الجزائريين، ف"الجزائر" ككلمة واسم ليست عربية ولا معنى لها في هذه اللغة. إن "الجزائر" امازيغية حورها الرومان على شكل اسم Ecosium وهو ما حوره العرب بدورهم إلى "جزائر". ولكننا نؤكد أن الرومان، وربما الأغريق، ما فعلوا إلا أن حوروا ذلك الاسم عن الأمازيغية. إن هذه الكلمة هي في الأصل جملة تتكون من Ec وهي "إيتش" التي تعني في الأمازيغية "القرن". وأما "o" أو "أو" فهو حرف عطف أمازيغي معروف. وأما المعطوف Zu فهو "أزو" أي الريح بالأمازيغية. وتبقى الميم رومانية أو إغريقية دخيلة. وعليه ف"الجزائر" أمازيغية وتعني "أيش أوزوو"، أي قرن الريح. وهي بذلك كوطن شامخ على جبين إفريقيا تخرق أسس وبنود قانون التعريب المزعوم.

وللإشارة فتونس وليبيا كلمتان أمازيغيتان أصليتان ترفضان النكران أو التحريف رغم المحاولات.

وخلاصة القول أن القومانيين العرب في شمال إفريقيا عليهم أن يراجعوا أوراقهم، فهم أفارقة إن لم يكن بالأصل الأمازيغي فبالولادة والاندماج… ولهذا الشكل من الانتماء أعرافه  وأصوله ولا ينقص حقا ولا يزيد. فقط على الوافد أن يأخذ عن المضيف لغته وعاداته، وليس العكس كما حاول العرب منذ أربعة عشر قرنا وبلا جدوى..

فكفانا أن نكون أرابيست أكثر من العرب… ونحن شئنا أم أبينا أفارقة أمازيغ..

ابن الأطلس ـ بولمان كتب هذا المقال في 1998

ملاحظة:  قد تبدو بعض المعلومات التي يشير إليها المقال "قديمة" نسبيا دون أن ينتقص ذلك شيئا من أهمية الطرح ووجاهة التحليل . ذلك لأن  المقال وصلنا  يوم 6/11/1998، إلا انه لأسباب خاصة لم نتمكن من نشره.  وننشره  في هذا العدد بعد استشارة كاتبه وموافقته على ذلك.

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting