numéro   44, 

  (Décembre  2000)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

Ghennej ayi

Tzvallit n unabay

Français

Désintégration de l'image de l'amazigh

Le vécu individuel d'une appartenance identitaire

Muhend Saidi ou la magie de Tifinagh

العربية

نعم أنا أصولي

الحماية والأعيان بوادي دادس

أرابيست أكثر من العرب

هل سيكون البترول المغربي صحوة لمثقفينا المغاربة؟

حزب أم أحزاب مغربية أمازيغية؟

ثورة 2 أكتوبر 1955 باكزنّاية

بيان جمعية أسيد

 

 

 

 

حزب أم أحزاب مغربية أمازيغية؟

 بقلم: يوسف مازوز (هولاندا)

 في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن تأسيس حزب أمازيغي في المغرب. ولقد ازداد هذا الجدل مع ظهور "البيان الأمازيغي" للأستاذ محمد شفيق.

بداية أذكر أن تأسيس الأحزاب حق مشروع في كل المجتمعات التي تقر بالتعددية السياسية. فتأسيس الأحزاب يجعل الشعب يشعر أنع ابن الأرض وليس مهاجرا أو طارئا عليها. ولهذا أرى أنه من واجب الأمازيغيين أن يعملوا على تأسيس أحزاب، وليس حزبا واحدا، على اعتبار أن الأحزاب القائمة في المغرب هي أحزاب عربية شرقانية تأسست للدفاع عن العروبة وعن المصالح الضيقة للأقلية المؤسسة لهذه الأحزاب.

وعندما أقول أن الأحزاب في المغرب هي أحزاب عربية، فأنا أقصد جميع الأحزاب، بما فيها الأحزاب المخزنية، على اعتبار أن المخزن هو أيضا عربي. فالفرق بين "الوفاق" و"الكتلة" هو أن الأولى ترتبط بالمشرق عبر المخزن، أما الثانية فترتبط به مباشرة. فالأحزاب إذن في المغرب، لا سيما أحزاب الكتلة، هي في الحقيقة مجرد فروع للأحزاب المشرقية. فالحزب العتيق مثلا لم يكن إلا فرعا لـ"حزب الاستقلال العربي" الذي تورط مع "حزب الفتاة العربي" في القتال ضد الخلافة العثمانية تحت قيادة الجنرال الإنجليزي Edmund Allenby وبتحريض من الجاسوس توماس إدوارد لورانس (لورانس العرب)(1). إذن، بعد أن قضت أنجلترا على العثمانيين بدعم من العرب، انقلبت على العرب أنفسهم واستعمرتهم، في حين أنها لم تستعمر الأتراك الذين انتصرت عليهم!

هكذا، وبعد أن أحس عرب المشرق بالفضيحة من خلال تآمرهم على الأمة الإسلامية، أرادوا أن يقوموا بعمل ويحققوا انتصارا يحفظ ماء وجههم، فالتفتوا إلى شمال إفريقيا، التي حققوا فيها انتصارات لا مثيل لها حتى أيام مجدهم في العصر الأموي والعباسي. وكان تأسيس الأحزاب أحد اهم الوسائل التي اعتمدوا عليها لتأطير الجماهير المغربية والدفع بها إلى إسطبل الشرقانية.

ولنتذكر أن علال الفاسي كانت له علاقات مع بعثيين من الشام، كما أن المهدي بن بركة كانت له علاقة على أعلى مستوى مع الحكومة العراقية. وهذا ما يفسر أن الأحزاب القائمة في المغرب هدفها الأول والأخير هو أن يُرضوا أسيادهم المشارقة ويزفوا لهم الانتصارات التي يحققونها في مجال التعريب. فمهمة هذه الأحزاب هو ابتزاز الشعب المغربي والعمل على تطويعه ومصادرة تضحياته لحساب المشارقة. فبعد أنهزم العرب على جميع الجبهات، الإسرائيلية والإيرانية والتركية والغربية، يريدون الانتصار ـ وقد انتصروا بالفعل ـ على الجبهة الأمازيغية عملا بالقاعدة الخلدونية: »إن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط«. وهذا سر الهجمة الشرقانية على شمال إفريقيا، والتي بدأت مع الجاسوس شكيب أرسلان، إذ أصبحت الثروات المغربية تتعرض للنهب، والجزء البسيط منها يتم استغلاله لتحويل المغرب إلى بلد عربي. ولأول مرة في التاريخ البشري يتم ربط الإصلاح باللغة!: فإصلاح الإدارة معناه تعريبها مع الإبقاء على روح الغنيمة التي تأخذ طابع الرشوة. ثم إن البعثيين، وبعد ان أدركوا انهم مجرد حفنة صغيرة، استخدموا إستراتيجية التسلل فاندسوا في الأحزاب وقدموا أنفسهم كمنظرين فأفسدوا جميع الأحزاب ومنعوا ظهور تعددية سياسية حقيقية، مما جعل الدارسين يرفضون الكلام عن يمين أو يسار في المغرب. فاليزيد البركة، وهو يدعي انه يساري تقدمي، يتبنى نفس المواقف التي تبناها البلجيكي المتطرف De Winter زعيم (Vlaams Blok)، مع فارق أن الأول يعادي أبناء الأرض بينما الثاني يكره الأجانب غير الأوروبيين، والمسلمين منهم بالذات. ما يعني ان موقف السيد اليزيد البركة ليس فقط عنصريا بل استعماريا أيضا.

إن انخفاض نصبة التصويت أثناء الانتخابات دليل على أن الشعب المغربي يشعر ان الأحزاب القائمة لا تمثله لأنها أحزاب شرقانية تفكر في مصالح ليبيا وفلسطين والعراق أكثر مما تفكر في مصالحه. ولا ننسى كذلك أن كل الأحزاب الموجودة في الساحة ظهرت في السنوات الأكثر سوادا من تاريخ المغرب.

عهد جديد، أحزاب جديدة: من المعلوم أن تأسيس الأحزاب هو حكر على أبناء الأرض. أما الأجانب فلا يحق لهم تأسيس أحزاب خاصة بهم، في حين يحق لهم الانضمام إلى الأحزاب الوطنية القائمة. فالأمازيغيون في المغرب يلتحقون بالأحزاب فقط ويلتزمون بالإيديولوجيا التي تتبناها هذه الأحزاب، وهي العروبة. وهو ما يعني أن الأمازيغيين ما زالوا يتصرفون وكأنهم أجانب. من هنا يلاحظ انه ليس هناك فرق بين وزير من حزب "الاستقلال" الذي عرب التعليم، وهو السيد عز الدين العراقي، وبين وزير أمازيغي من حزب "الأحرار"، وهو السيج مصطفى المنصوري، الذي عمل على تعريب أرقام لوحة السيارة. فليس هناك فرق بين سياسي أمازيغي في حزب "مغربي" وآخر في حزب هولندي أو بلجيكي.

فلا بد إذن من العمل على تأسيس أحزاب مغربية أمازيغية، اشتراكية، ليبيرالية، إسلاموية، شيوعية، قومية… إلخ. فالدولة المغربية لن تعارض هذا النوع من الأحزاب التي تتبنى الأمازيغية كما أن الأحزاب القائمة تتبنى العروبة. فمن غير الممكن الاكتفاء بحزب أمازيغي واحد على اعتبار أنه من المستحيل الجمع بين يساري ويميني في حزب واحد. إقول هذا وأصر على أنه عندما يؤسس الأمازيغيون أحزابهم، بعد ذلك فقط يستطيعون أن يشعروا أنهم أبناء الأرض وليسوا غرباء عنها. ويستطيع السكان الأمازيغيون أن يعتمدوا على سياسيين يمثلونهم حقا وصدقا.

فمأساة المناطق الأمازيغية في المغرب وأحد أهم أسباب التهميش الفظيع الذي تعاني منه، أن هذه المناطق يمثلها سياسيون لا يفكرون إلا في العروبة التي تتبناها الأحزاب التي ينتمون إليها.

فالشعب المغربي عموما سيجد ذاته في أحزاب مغربية أمازيغية، لا سيما إذا استعادت روح "أزرف" القائم على خدمة المواطنين بإخلاص ونكران للذات، خصوصا أن الإنسان الأمازيغي تربطه علاقة وجدانية بالمغرب وبالشعب المغربي. والكثير من الأمازيغيين أبناء وحفدة المجاهدين والشهداء، على عكس مؤسسي الأحزاب الشرقانية الذين رفضوا التضحية من أجل المغرب والمغاربة وبرروا ذلك بقولهم" »نحن أبناء عائلة، لم نخلق للحرب والعنف«. وهكذا يطبقون، وبنجاح مدهش، القاعدة الماكيافيلية: »إن الذين قاموا بجلائل الأعمال لم يكونوا كثيري الاهتمام بعهودهم والوفاء بها، وتمكنوا بالمكر والدهاء من الضحك على عقول الناس وإرباكها، وتغلبوا أخيرا على أقرانهم من الذين جعلوا الإخلاص والوفاء رائدهم (…) ومن طبيعة الناس أن يكونوا من البساطة والسهولة بحيث يطيعون الاحتياجات الراهنة، ولذا فإن من يتقن الخداع، يجد دائما أولئك الذين هم على استعداد لأن تنطلي عليهم خديعته«(2)

فمع العهد الجديد الذي يقوده ملك المغاربة محمد السادس، يجب على الأمازيغيين أن يؤسسوا أحزابا تليق بهذا العهد وتساهم في تكريس ديموقراطية حقيقية من خلال تعددية سياسية واضحة لا تضليل فيها.

هواش:

1 - Ruud Hoff, Het Midden-Oosten: een politieke geschiedenis. Utrecht: H1.et Spectrum, 199

2 ـ نيكولا ماكسافيلي، "الأمير"، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ترجمة فاروق سعد، الطبعة 12!!

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting